نموذج مدينة زاخو للتعايش ونبذ التطرف بين الأديان

"دراسة وصفية تحليلية"

الملخص

مدينة زاخو قلب كوردستان المعروفة ب (دلال) قديمة بقدم آثارها وقلاعها، يعود تاريخ وجودها إلى زمن الكوتيين ( 2211_ 2120 ق م)  الغنية بثرواتها وبمعادنها الطبيعية، المشهورة بتراثها الأدبى والفني، وتعدد مكونها الإجتماعي والثقافي والديني، غالبية سكانها من الكورد المسلمين، يعد نموذج مدينة زاخو الرائد للتعايش الأخوي والإنساني بين دياناتها ومعتقداتها من المسلمين والمسيحيين واليهود والإيزيديين، ونبذ التطرف قديماً وحديثاً. والتعايش هو ضربٌ من التعاون القائم على أساس الثقة ولإحترام المتبادلين والرغبة في التعاون لخير الإنسانية. والإسلام هو الدين الوحيد فى العالم الذي يحترم الديانات الأخرى وجميع الأنبياء، ومازال الإسلام يقدم للإنسانية النماذج الحية للتعايش السلمي ونبذ التطرف بين جميع البشر بمختلف دياناتهم ومعتقداتهم وتعدد مشاربهم وثقافاتهم‏، وأن النبى- صلى الله عليه وسلم- حينما استقر في المدينة أسس نظاماً عاماً أساسه التعايش السلمي. يهدف هذا البحث إلى بيان حقيقة مفهوم التعايش السلمي بين الأديان السماوية والمعتقدات الاخرى ونبذ التطرف، والتعايش القائم على المحبة والمودة والتسامح في بيئة يسودها الأمن والسلام، وفي نطاق النظرة الإنسانية العامة، والمقبولة بين فئات المجتمع المختلفة دينيًا وعقائديًا بغية التعايش السلمي بينهم، ويعد هذا التعايش من صميم روح الإسلام وتعاليمه، وهو العيش في وطن واحد دون تفريق، وأن التطرف ينافي الفطرة السليمة في المجتمع الإنساني. وقد اتبع الباحث المنهج الوصفي التحليلي بما يتلائم وطبيعة البحث. وتوصل الباحث إلى نتائج منها: أن النموذج الرائد لمدينة زاخو خاصة والمجتمع الكوردي في كوردستان عامة للتعايش ونبذ التطرف بين الأديان جديرة بالبحث والدراسة، وأن المجتمع الكوردي بطبيعته مجتمع محب للسلام والتعايش، وينبذ التطرف، وحرية الإيمان لغير المسلمين، ومناقشتهم ومجادلتهم بلطف، وإكرام معاملتهم، والإحسان إليهم، وبحسن التعامل معهم، وعدم الإكراه في الدين بالضغط المادي أو الروحي، يعد من محاسن المجتمع الكوردي في الماضي والحاضر،  كما إن الإسلام يدعو إلى عدم التجريح وسب معتقدات الآخرين، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة. ويتضمن هذا البحث مبحثين: المبحث الأول: دراسة تعريفية عامة عن مدينة زاخو وأطرافها. المبحث الثاني: نموذج مدينة زاخو للتعايش وفضائله ونبذ التطرف وآثاره. والخاتمة: ذكرت فيه اهم النتائج  التي توصل إليها الباحث، والمصادر والمراجع.