أدارة أقضية بدليس وفقاً لسالنامتي الولاية لسنة 1316هـ/ 1898م و 1318هـ / 1900م

الملخص

كانت بدليس مركزا لامارة كردية قوية لقرون عديدة في كردستان الشمالية جنوب شرق الاناضول, وادت ادوارا مهمة في مختلف مناحي الحياة الكردية بشكل عام, كما كانت الامارة لاعبا مهما في المعادلات السياسية والعسكرية والاقتصادية بين دولتين شاسعتين قويتين متراميتي الاطراف الدولة العثمانية والدولة الصفوية, أدت بدليس ذلك الادوار بحكم عوامل عديدة, منها ما ارتبطت بموقعها الجغرافي المميز الحصين عسكريا والقريب من الحدود بين الدولتين الانفتي الذكر والتي ادت الى ان يتودد اليها القوتين في أوقات احتدام الازمات بينهم وخاصة العثمانيين خشية خروجها من تبعيتهم والتقرب من الصفويين, وانتهاز الصفويين الفرص لجذب انتباه البدليسيين للأستئثار بها ان أمكن, وكذلك وقوعها في ملتقى طرق شتى مرت بها والتي أثرت ايجابا على الحياة الاقتصادية في الامارة, كما يلاحظ بوضوح دورا كبيرا لأمراء بدليس طيلة تلك القرون في النهوض بالامارة من كل النواحي, وفي مثل تلك الظروف المتأزمة انذاك بين العثمانيين والصفويين كان على قادة بدليس الحفاظ على التوازن قدر المستطاع بينهم بغية الحفاظ على بقائهم, ولكن كان العثمانيون يلجأوؤن الى العنف والبحث عن حجج وذرائع للأطاحة بالامارة أو اضعافها على الاقل ووضع حد لتناميها المستمر في الاوقات التي سادت فيها الهدوء على الحدود مع الصفويين وخاصة أثناء اقامة المعاهدات بينهم, وظلت بدليس تعيش وسط تلك الظروف الى أن قضى العثمانيون عليها كأمارة في نهايات النصف الاول من القرن التاسع عشر, ثم ليقوم العثمانيون بتغير حدودها الادارية الى حد ما, وشكلوا منها ولاية جديدة ضمت عددا من السناجق والاقضية والنواحي. في البحث هذا سيتم تناول ومقارنة الجوانب الادارية كافة للاقضية التي كانت تتبع ولاية بدليس وفق ما جاء في سالنامتي سنة 1316هـ/ 1898 و1318 1900 للولاية المذكورة, وتشمل (أخلاط (خلات), خيزان, موطكى (موتكى), بولانق, وارطو (وارتو), ملازكرد, صاسون (ساسون), غرزان, أروة (أروخ), شروان, برواري, قلب, جباقجور) كلا على حدة, ودراسة الدوائر الحكومية التي كانت قائمة انذاك والوقوف على ذكر الطواقم الادارية في كل ادارة كالقائمقاميات والمحاكم وهيئة الجباية ودائرة النفوس والبنوك والضرائب والمالية والطابو والتلغراف ودوائر الشرطة والديون العمومية والمدارس المدنية والعسكرية والبلديات والمعارف ودوائر الضبطية (الامن), ولجان الوسائط العسكرية والسجون والقائمين عليها, ودوائر الزراعة والمنتوج الزراعي وغيرها من الامور المتعلقة بكل قضاء والتي تعكس جوانب مهمة من التاريخ الاداري في كردستان في العهد الاخير من عمر الدولة العثمانية. تم تقسيم البحث على مبحثين اثنين, كل مبحث يضم عدداً من الاقضية,في الاول منهما والمعنون (الادارة في أقضية بدليس الشمالية الشرقية والشمالية الغربية) تم مناقشة الادارة في كل من أقضية خلاط,موتكى,بولانق,ملازكرد,ساسون,قلب,جبقجور,وارطو,وغرزان,أما المبحث الثاني والمسمى (الادارة في أقضية بدليس الجنوبية والجنوبية الشرقية) فتمت الاشارة الى الجهاز والطواقم الادارية في أقضية خيزان,أروخ,شيروان,برواري.