الذاكرة الأنثوية في نصوص جبرا إبراهيم جبرا الروائية - يوميات سراب عفان أنموذجا-

الملخص

تنهض مقاربتنا السردية هذه على ثنائية الذاكرة / الأنثى في نص سردي يستمد هيمنته من الصوت الأنثوي البارز، بعيدا عن ملابسات وتدخلات الآخر/ الرجل وإن كان هذا الصوت لاينفصل عنه بل إنه يرتبط به ارتباطا قويا ؛ ذلك ؟إنه يطرح إشكالية غياب/ حضور الآخر / الرجل الذي يهيمن بفاعليته الغيابية جسدا وبفاعلية الحضور ذاكراتيا، بمعنى أنه صوت يرتكز على فاعلية الغياب/ الحضور لا الحضور/ الغياب ، فالنص هنا يعتمد على الذاكرة الأنثوية ، والرجل يتحرك من خلال هذه الذاكرة ، فالهيمنة الحكائية هيمنة أنثوية طاغية بصوتها، وحضورية بالتواجد الذكوري.ونعني بالذاكرة الأنثوية اشتغال نصوص جبرا ابراهيم جبرا الروائية على الأنا الساردة أو حضور ضمير المتكلم / الأنا بهذا الكم الهائل وهو حضور لايأتي اعتباطا بل ثمة أفكار ورؤى يطرحها جبرا من خلال هذا الضمير، وحرصا منا على أن تكون هذه الدراسة مستوفية لشروطها فقد آثرنا الخوض في مجريات أحداث رواية واحدة وجدنا أنها أكثر تحيزا وفلسفة لهذا المنظور السردي، وهي رواية " يوميات سراب عفان" ؛ وذلك لسببين : إننا وجدنا أن هذه الأنا تشتغل في حيز نصي واسع في هذه الرواية، وبالتالي فإنها أكثر الروايات استقداما وإلحاحا عليها . إنها تشتغل من منظور أنثوي بامتياز، ولعل هذا من أكثر الأسباب التي دعتنا إلى هذه المقاربة، فثمة خيال سردي واضح للانا تتجسد في أن النص كله عبارة عن يوميات امرأة مع الأخذ بنظر الاعتبار حضور الآخر/ الرجل إلا انه حضور ذهني في ذاكرة المرأة ، هذه الذاكرة التي تستقطب الآخر / الرجل وتتعامل معه تعاملا مختلفا عن تعامل الأنثى مع نظيرتها الأنثى، أو امرأة مع امرأة أخرى .