مشكلة الامارات الهندية وتأثيرها في مسيرة العلاقات الهندية – الباكستانية 1947 - 1948

الملخص

سعى البريطانيون منذ احتلالهم شبه القارة الهندية الى اتباع سياسة تهدف الى زرع التفرقة في المجتمع الهندي وهي سياسة (فرق تسد). فشجعوا على اقامة مجتمعين منفصلين ومتخاصمين في الغالب مما ادى في المحصلة الى تقسيم الهند عام 1947 الى كيانيين مستقلين – الهند وباكستان - . كانت فكرة التقسيم تنص على ان المناطق والولايات ذات الاغلبية المسلمة ستكون ضمن اطار الدولة الباكستانية ، فيما ستنظم الولايات والمناطق ذات الاغلبية الهندوسية للدولة الهندية . كان التقسيم معقدا ً ، لانه قائم على اسس دينية واثينية اولا ً ولانه لم يأخذ في الحسبان توازن القوى البشرية والاقتصادية والاستراتيجية ثانيا ً . فقد تمت هجرة معاكسة بين البلدين وحدثت مذابح وبرزت مشكلات تسببت في حروب دامية ، منها مشكلة الامارات الهندية التي اعطاها قرار التقسيم الحرية في ان تظل مستقلة او تختار الانضمام الى الهند او باكستان ، مع مراعاة الوضع الجغرافي والعوامل الاقتصادية والاستراتيجية ، ثم رغبات الشعب ، غير ان تطبيق هذا الامر في الواقع كانت له بعض الاستثناء ات الخطيرة . فمثلا ً كان ضم كشمير للهند من قبل المهراجا امرا ً قانونيا ً بينما انضمام امارة جوناكدة وحيدرآباد الى باكستان غير قانوني ، حيث ان كلتا الحالتين كان الحاكم يختلف من حيث الديانة عن غالبية الشعب . وبسبب هذه المشكلات دخل البلدان في حروب دامية حالت دون اقامة علاقات طبيعية بينهما .