التركيبة الاثنية للمجتمع المصري خلال العصر الأيوبي

الملخص

كانت للتغيرات السياسية التي شهدتها مصر بعد سقوط الدولة الفاطمية على يد السلطان صلاح الدين أثرها في الحياة العامة بمصر في ظل الحكم الأيوبي(567-648هـ/1171-1250م) الذي حظي بتأييد غالبية فئات المجتمع المصري، وتمكن السلطان صلاح الدين بسياسته ، وشخصيته القوية أن يجعل من مصر مركز استقطاب لمختلف فئات المجتمع التي انضوت تحت حكمه . وقد شهدت مصر خلال الحقبة موضوع الدراسة حراكاً اجتماعياً بين طبقات المجتمع والعناصر المكونة له، إذ تراجع نفوذ بعض العناصر التي كانت تحتل قمة الهرم الطبقي للمجتمع، وحلت محلها عناصر أخرى مما يؤكد حدوث تغيرات جذرية وجوهرية في التركيبة الأثنية للمجتمع ،كما أن تلك التغيرات أدت إلى مستجدات في السلطة، فقد أستطاع الكرد أن يتبوءوا مكانة مميزة في الهيكل التنظيمي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي في مصر مع بعض الفئات الاخرى كالترك والعرب، كما شكّل أهل الذمة من المسيحيين واليهود شريحة مهمة من شرائح المجتمع المصري، وكان لهم مشاركاتهم الفاعلة في الحياة العامة وشغلوا مراكز مهمة في الجهاز الإداري الأيوبي بعد أن حظوا بالدعم والرعاية الأيوبية، ولم يكن أهل الذمة بمعزل عن حركة المجتمع ونشاطه، إذ كان لهم حق الملكية، وقد ساهموا بنصيب وافر في مجالات الحياة المختلفة ، وتمتعوا بحرية كبيرة في ظل سياسة التسامح الأيوبي ،في حين تقلص دور بعض الفئات الاخرى كالعرب والمغاربة (البربر) والأرمن.