المسألة الكردية في ظل العهد الجمهوري (1968-1979)

الملخص

بعد أن خضعت ولاية العراق العثمانية لسلطة الانتداب البريطاني إثر نهاية الحرب الكونية الأولى، لم يقبل العراقيون بالواقع الجديد، حيث تشكلت دولة العراق عام 1921، التي توج فيصل بن الشريف الحسين ملكا عليها وهذا بعد أن ألحق جنوب كردستان تحت سيادتها، وبالتالي أصبح أحد مكونات هذه الدولة الجديدة، من خلال تسويات بريطانية، راعت خدمة مصالحها الاستعمارية وضمان طرق مواصلاتها وتدفق النفط والثروات، تم ذلك بعد تغييب الفصيل الكردي الذي يختلف تماما عن باقي مكونات العراق الحديث، سواء من حيث الهوية، اللغة، العادات والتقاليد، لذا حرص الكرد على تأكيد تميز هويتهم، وذلك عبر خوضهم لمراحل من الصراع مع السلطة المركزية في بغداد، هذه الأخيرة التي تنصلت عن اعترافها بهويتهم وانتمائهم التاريخي لجغرافيتهم، بل وفرضت عليهم الهوية العربية، وهذا ما لم يستسيغوه مهما كان شكله ومبرراته. لقد مرت وضعيتهم بمراحل عديدة منذ بداية فترة الحكم الجمهوري عام 1958 حتى عام 1979 حيث شهدت مساعي عديدة لاحتوائها خاصة بعد صدور بيان 11 مارس 1970، تطبيق الحكم الذاتي 11 مارس 1974، وانتهاء باتفاقية الجزائر 6 مارس 1975، والتي كانت لها تداعيات خطيرة على مسار ومستقبل القضية الكردية. سنحاول معالجة تطور هذه المسألة فيما بين سنوات 1968 حتى 1979 مسلطين بذلك الضوء على أهم محطاتها وطبيعة تعامل بغداد معها.