مصادر الطبري في تأريخه لعهد الخليفة معاوية بن ابي سفيان (41هـ/ 661م – 60هـ/ 679م)

الملخص

قدم الطبري في حديثه عن عهد اول خلفاء الدولة الاموية معاوية بن ابي سفيان العديد من الاخبار، وتطرق لذكر العديد من الحوادث التاريخية المهمة التي شهدها تاريخ تلك الحقبة، وذلك ابتداءً من سنة (41هـ/661م)، والمعروفة عند المسلمين بعام الجماعة الذي شهد الصلح بين الامام الحسن بن علي (u ت49هـ/ 669م) ومعاوية بن ابي سفيان، مروراً بذكر غيرها من الحوادث المهمة من الناحية السياسية مثل اخبار الولاة في ولاياتهم، واخبار الخوارج وغيرهم من المعارضين لحكم الامويين، فضلاً عن ذكر اخبار الحروب والغزوات التي خاضها المسلمون في الداخل والخارج، وانتهاءً بالحديث عن وفاة معاوية بن ابي سفيان في سنة (60هـ/ 679م) والحديث عن بعض صفاته وسجاياه، واتبع الطبري اسلوب التاريخ الحولي في ذكره لحوادث تلك الحقبة، وهو اسلوبه المعتاد في تاريخه بصورة عامة، وكانت اخبار الحوادث السياسية ذات الاغلبية، وذلك امر طبيعي نظراً لانها شهدت نهاية عهد وبداية عهد جديد في حياة المسلمين، وفيما يخص مصادر الطبري عن تاريخ تلك الحقبة فقد تنوعت بين المصادر الشخصية، وهم الاشخاص الذين روى عنهم الطبري وذكرهم في سلاسل اسناده لكل رواية، وبين الوثائق من امثال الرسائل المتبادلة بين الشخصيات البارزة في تلك الحقبةة، حيث ذكر الطبري العديد منها بنصوصها الكاملة، واكتفى بذكر غيرها بالاشارة فقط، ومن امثال الخطب التي ألقاها بعض المشاركين في الحوادث السياسية والدينية، والتي ذكر العديد منها بنصوصها الكاملة، واكتفى بذكر غيرها باختصار او بالاشارة، بالاضافة الى الوصايا، فضلاً عن قوائم ببعض الاسماء لبعض المشاركين في الحوادث السياسية لتلك الحقبة، كما اعتمد الطبري في مصادره على العديد من القصائد والابيات الشعرية، بالاضافة الى معطياته الشخصية من خلال معرفته المسبقة بتاريخ تلك الحقبة المهمة من تاريخ المسلمين.