المرأة في مقدمات شعر الفرزدق قراءة في قصيدة المديح

الملخص

الفرزدق ظاهرة متفردة بالشعر العربي قلما نجد له نظيرا، شخصية معتدة بنفسها يلفها العنفوان والشموخ والإباء والعزة. نشأ حياة عزيزة كريمة، ينتمي الى اسرة عريقة في النسب والأصالة، وهذا له اثر بارز في بناء شخصيته واتجاه الفكري في شعره عامة، أي ان الانتماء القبلي للشاعر كان يؤدي دوراً أساسياً في توجيه مضمون اشعاره ولا سيما المديح. وحظيت المرأة بمكانة متميزة عند الفرزدق فقد وظفها في ابداعاته الشعرية بوصفها صورة جميلة زين بها شعره، تجسد في حديث مستقل وأحيانا جزءا من قصيدة، لذا سيكون بحثنا قراءة في مقدمات قصيدة المديح، القصيدة التي حاول الفرزدق أن يلتزم في بعض منها الروح العربية الأصيلة متمثلة في هذا النمط التقليدي، هذه المقدمات على قصرها – في الأغلب – وعلى تنوعاتها بين النسيب، والأطلال، والشيب والشباب، ووصف الطيف اتخذت من المرأة عنوانا وسببا لها، وبهذا فقد أبدع الفرزدق في تجسيد الفاعلية النفسية للمقدمات. ومن خلال هذه المقدمات نستطيع الوقوف على العواطف الكامنة في نفس الفرزدق وملاحظة تجلياته في رسم صورة للمراة رمزا لتغني آماله وآلامه ويضع فيها كل ما يحس به ويجيش في صدره بوصفها متخيل شعري لانها تعطي القدرة للشعر كي تبعث في النفس الراحة من عناء الحياة المادية. اذن السؤال الذي يطرح نفسه في بحثنا هذا .. لماذا كان للمراة حضور في قصيدة المديح ؟ هل هذا الغزل مقصودا لذاته في التغني بجمال المرأة أم وسيلة فنية عبـّر من خلالها عن واقع حياته ؟ هل كانت المقدمات انعكاسا لشخصية الفرزدق ومتنفسا له أمام الآخر بوصفه جزءا ذاتيا ؟ هل هناك اسباب اجتماعية أو سياسية لهذه المقدمات ؟ هذا مانحاول الكشف عنه في بحثنا .. فالانسان بطبيعته مفتون بالجمال ، ورؤية الفرزدق للمرأة على مستوى التصوير الفني والروحي تنزع نحو اسباب الجمال فهو لايرى إلا ببصيرة الشاعر ، ولعل مرد ذلك الى انه شاعر يحمل فكرا معبرا ، والى مصدر الجمال نفسه - المرأة - التي قادت الشاعر الى مواطن الابداع . كل ذلك اثره في نفسية الفرزدق وحرصه على اقامة التقابل بين الماضي والحاضر من خلال صورة المرأة .