معاينة الطلل أرضية الإنتماء المكاني – الشعراء المخضرمون أنموذجا

المؤلفون

  • Rafea S. Hussein Al-Sarraj جامعة الموصل
  • Mohamed A. Hussein جامعة زاخو

DOI:

https://doi.org/10.26436/hjuoz.2013.1.1.44

الملخص

تبرز ظاهرة الانتماء المكاني عند الإنسان عامة، والشعراء خاصة كظاهرة فطرية قبل أية ظاهرة أخرى. ويبدو أن الالتصاق بالوطن عاش مع الشاعر منذ رأت عينه النور حمله بين جوانحه فعرف الشاعر ضروباً من الانتماء للوطن تمثلت بمظاهر متعددة، وصور مختلفة منها ظاهرة الأطلال،ومن هنا قمنا برصدبعض الوقفات الطللية في دواين بعض الشعراء المخضرمين في عصر صدر الإسلام ، لنجد أن الظاهرة الطللية تقف شامخة على مطلع القصائد، وكأنها السمة التي يُعرف بها التمسك بالاتماء للمكان. وكأن القصيدة الخالية من الطلل قصيدة ناقصة مبتورة، أو هي قصيدة لم تنل من النضج والاكتمال حظها الأوفر، فجاءت عاطلة من دون تلك الوقفة، عارية من سمة التحول الذي أرّق الشاعر العربي وأهمّه، على الرغم من حبه له، وسعيه وراءه، رحلة وهجرة، وبالتالي انتماءً ، بيد أن العودة إلى المكان الذي تركه الشاعر لسنين ،تلقي على عاتقه سيلاً من الذكريات التي تلامس عاطفة الشاعر ؛ لما فيها من عودة إلى ماض ترتكز فيه أحداث وتجارب حياتية عاشها الشاعر رأى من خلالها وجوها أليفة وجد أنه من الصعب نسيانها وإهمال سرد الحوار النفسي الذي دار معها ، فالطلل هاجس القصيدة العربية، و ومفتاح الدخول في خضم بحر الماضي المفعم بالذكريات مفرغا من خلال وقفته خزين مافي صدره المثقل بحزن الفراق وألم الغربة ولوعة الإشتياق ، فقد ظل الطلل يعمر القصيدة ويسكنها، عابرا فوق الوصف الحسي، موشحا ً برؤية تصوره فلسفة التحوّل، و الزوال، والفناء، وبالطبع الخلود، وقد ظل هذا الشعور، وما يزال كامنا في كل غنائية، تلتفت إلى الوجود، وتحاول التعرف على سرّه. ولم يعد الطلل في شعر المخضرمين علامة بارزة من حجارة، و نؤي، و أثافي، وإنما صار الطلل في أغوار النفس شقوقا وأخاديد يحتفرها سيل الدهر احتفارا، فتنبجس منها الأحاسيس، وقد أترعت حزنا وهما. ومن هنا أمكن أن تكون المقدمات الطللية في قصائد الشعراء المخضرمين ظاهرة أصيلة في صور الانتماء، وهي صور مطردة توحي بالإخلاص للتراب الذي امتزج بذكريات أصحابه وتعطي الدليل الحي والقوي على علاقة الشاعر مع أرضه التي زرعها أحلاماً جميلة زاهية وملأها بذكريات الشباب الغض الذي غذاه دم الحياة؛ وكيف ينسى المرء نفسه وماضيه إذا مر بجانب تلك المواضع التي رحبت به ذات يوم. فظاهرة المقدمات الطللية تعد جزءاً من التمسك بالأرض والنزوع إلى الوطن دون أن يفكر الشاعر المخضرم ولو مرة واحدة أن انتماءه ذلك ينفصل عن مجتمعه وآماله. فهو يدرك أنه منتم لكل ذرة من تراب أطلاله الدارسة.

السير الشخصية للمؤلفين

Rafea S. Hussein Al-Sarraj، جامعة الموصل

قسم اللغة العربية، كلية التربية، جامعة الموصل، العراق

Mohamed A. Hussein، جامعة زاخو

قسم اللغة العربية، هيئة العلوم الإنسانية، جامعةزاخو، اقليم كردستان- العراق

التنزيلات

منشور

2013-06-30

كيفية الاقتباس

Hussein Al-Sarraj, R. S., & Hussein, M. A. (2013). معاينة الطلل أرضية الإنتماء المكاني – الشعراء المخضرمون أنموذجا. مجلة العلوم الانسانیة لجامعة زاخو, 1(1), 161–182. https://doi.org/10.26436/hjuoz.2013.1.1.44

إصدار

القسم

مجلة العلوم الانسانیة لجامعة زاخو