المصطلحات المشتركة بين علماء المنطق وعلماء النحو

الملخص

يعد البحث في المصطلحات النحوية من أهم الدراسات اللغوية؛ فإن المصطلح هو الصورة المصغرة لمادة الموضوع ومعانيه، فالمصطلح يلخص المعاني الكثيرة بلفظ مفرد أو لفظين، كما أن وضع المصطلح له شروط لابد من تحققها ليصح وضعه و استعماله، وقد دخلت في المصطلحات النحوية شائبة النظر المنطقي بسبب تداخل العلوم، فأدخل كثير من النحاة ولا سيما المتأخرين منهم – تعاريف المناطقة في شرح المصطلحات النحوية بعد اشتراك المصطلح لفظيا بين علمي النحو والمنطق. وقد تعرض البحث للمصطلحات النحوية التي انسل اليها التعريف المنطقي خلافا لنظام اللغة وطريقة أدائها، فمن هذه المصطلحات: الحد و المفرد و المركب و الخبر و الفاعل و الصفة و الجنس و القياس و العلة، وسبب هذا الاشتراك في المصطلحات هو خلط الدلالات الاصطلاحية بين العلوم المتقاربة. فقام البحث في تخليص المصطلحات النحوية من التعريفات المنطقية واضعا لها تعريفا نحويا مناسبا لواقع اللغة و نظامها، وإنما كان أخذ تعريفات المناطقة في المصطلحات النحوية غير مقبول؛ لأن نظر المناطقة إلى المعاني اولا و ابتداءً وأما نظر النحاة فهو إلى الألفاظ الموصلة الى المعاني؛ لأن النحاة يتعاملون مع واقع لغوي، وليس مع النظر العقلي فحسب، ولهذا ينبغي لمن يكتب في علم أن لا يتجاوز مصطلحات ذلك العلم فيخلط علما بعلم في الاصطلاحات؛ لأن كل علم له واقعه الذي يميزه من غيره، فينبغي أن تكون المصطلحات النحوية على وفق واقع اللغة لفظا وتركيبا.