المكان: صورته ودلالته عند سليم بركات رواية دلشاد، فراسخ الخلود المهجورة انموذجاً

المؤلفون

  • Hussain A. Seto قسم اللغة العربية، فاكولتي العلوم الإنسانية، جامعة زاخو، أقليم كوردستان – العراق.

DOI:

https://doi.org/10.26436/hjuoz.2017.5.1.223

الكلمات المفتاحية:

المكان، صورة، دلالة، سليم بركات، رواية دلشاد، رواية فراسخ الخلود المهجورة

الملخص

شهدت دراسة الرواية الجديدة مكانة كبيرة عند النقاد والقراء على السواء في العصر الحديث؛ لذلك شهدت الصحف والمجلات النقدية بحوثاً كثيرة حول الرواية الجديدة بكل اتجاهها السياسية والنفسية والاجتماعية، كما إنَّ عزوف القراء عن أسلوب الرواية التقليدية لكثرة ما فيها من تدخلات وهيمنة للنص وسلطته؛ أو سلطة النظام الحاكم في توجيه وتسخير النص الروائي لصالح جبروته على الكاتب، والزامه بإدخال الوثائق والقرارات التي يريد بثَّها من خلال هذا النص، فضلاً عن فكره الأيديولوجي وتعميمه بوساطة هذه الروايات. وروايات سليم بركات تنحى نحو الرواية الجديدة في اسلوبه الروائي، فهومن أبرز الكتاب والشعراء الذين يشار لهم بالبنان، على الرغم من كونه كوردياً، فقد امتلك ناصية اللغة العربية وتمكن من مفرداتها تمكناً كبيراً، وسمى باللغة العربية ولم يسمُ هو باللغة العربية، وشهد له كبار الشعراء العرب من تمكنه هذا من اللغة العربية، على الرغم من إنَّها ليست لغته الأم، فمحمود درويش يقول: إنَّه يحاول أن لا يتأثر بسليم بركات ولكنه لا يستطيع إلاّ ويتأثر به، وأُدونيس يقول: هذا الكوردي قد وضع اللغة العربية في جيبه. وسليم بركات يكتب الرواية بلغة الشعر. فقد كتب أكثر من 23 رواية آخرها سبايا سنجار، مع مجموعات كثيرة من دواوين الشعر. وأمكنة بركات ليست اعتباطية إنما هي ممنهجة في تفكيره الذي يبحث من خلاله عن هوية الكورد القومية فضلاً عن أمكنتهم التي عاشوا فيها، وسليم بركات يتنقل بين هذه الأمكنة كونها موطنه جميعاً. تتجلى صورة المكان ودلالته عند سليم بركات في أجمل صورها؛ إذ يَعد المكان جزءً مكمِّلاً من صورة الإنسان عنده، وهذه الأمكنة في فكره تُعد تمرّداً على واقع التهميش وتجزئةَ بلده وتقسيمه إلى أشطرٍ أربعة محاولين بذلك إضاعة هذا المكان الذي تُظهر فيه حقيقة الكورد في واقعهم المؤلم. والمكان عند بركات مشهدٌ سياسيٌّ كوردي يتحدث من خلاله عن الملاحم التي عاشها الكورد في ضياع وتحت ظلامات التهجير القسري؛ بيد مَن يحكمهم في هذه البقاع المهجورة من أهلها، والتي تتجلّى في لغتهم وأسمائهم غير المتأقلم مع تراثهم المنهوب في سرايا الزمن التالف، مع جيل ذاق المُرَّ على يد جلاديه في غفلة من التاريخ. وهو عنده صحوة الجغرافية التي تليها صحوة المكان في زمن يستعيد أنفاسه للوصول إلى زمن مقتدر دون إضاعة الهوية في هذا الاستفاق المتأخر والغربة التي لا يشعر بها. وبركات يذكر أسماء المدن والبلدات الكوردية ولكنَّها ليست في حاضرهم الحالي، بل في ماضيهم، ليثبت للقارئ إنَّ هذه الأمكنة هي مسكنهم منذ أن وجدوا على هذه الأرض؛ وليسوا طارئين عليها. وفي كل هذه الأماكن التي يذكرها بركات ما هي إلاّ محاكاة لأمكنة مؤثرة في حياته الشخصية؛ وهي تتفاعل مع ذاته ليسردها روائية، وهي دالة و الناس الذين يعيشون فيها هي المدلول، وهي تعني ارتباط الكورد في أرضهم ارتباطاً وثيقاً. يكتشف بركات عبر الكلمات في باطنها ذوات قومه الخفية؛ عبر ذاكرة المكان، لكونها تحتفظ دوماً ببقايا الصور للأمكنة التي لصقت في ذاكرته من خلال الخيال الذي لا يُفارق مخيلته من سماع ذكريات الفارين منها تحت وطأة السلطة الجائرة من الحكام؛ وشخصياته جزءٌ من أمكنته التي يبنيها في نصوصه الروائية، حيث لا يغيِّب الشخصيات عن أمكنته التي هي متخيلة وتظهر في منطقة اللاوعي في تفكيره التي عاشها في طفولته في قريته موسيسانا في قامشلو، البعد والغربة والاضطهاد في طفولته؛ وهو يبحث عنها داخل هذه الأمكنة؛ وفي داخل نصه الروائي، ويُسخِّر شخصياته للقيام بما عجز هو عن تأديته اثناء وجوده المرهق في ظل عذابات قومه الذين حُرموا من أبسط حقوقهم؛ ألا وهي حق المواطنة، حيث وجود عشرات المئات منهم في القرى والمدن بلا هوية، ويُعدون في زمن الحضارة الكاذبة إنَّهم بدون هوية.

التنزيلات

منشور

2017-03-30

كيفية الاقتباس

Seto, H. A. (2017). المكان: صورته ودلالته عند سليم بركات رواية دلشاد، فراسخ الخلود المهجورة انموذجاً. مجلة العلوم الانسانیة لجامعة زاخو, 5(1), 62–70. https://doi.org/10.26436/hjuoz.2017.5.1.223

إصدار

القسم

مجلة العلوم الانسانیة لجامعة زاخو