ظهور الإمارة القرمانية في بلاد الاناضول (634-728ه/1236-1327م)

الملخص

تهدف هذه الدراسة الى القاء الضوء على نسب الاسرة القرمانية ومراحل بروز دور الامراء القرمانيين في بلاد الاناضول في النصف الاول من القرن (7ه/13م) قبيل تعرض أراضي السلطنة السلجوقية في آسيا الصغرى للغزو المغولي وحتى بعد سقوط السلطنة السلجوقية سنة (704ه/1304م).سطع نجم الامراء القرمانيين فعلياً اثناء الهيمنة المغولية على آسيا الصغرى، إذ استغل اولئك الامراء ضعف السلطة المركزية في قونية لاسيما في زمن سلاطين السلاجقة المتأخرين الذين اعلنوا تبعيتهم للمغول، حتى باتوا يشكلون أكبر قوة معارضة سياسياً وعسكرياً ضد النفوذ المغولي واكثرهم تهديداً للمصالح المغولية في بلاد الاناضول،بعد أن وحدوا صفوفهم ضد الحكم المغولي ورفضوا دفع الاتاوة المفروضة على المناطق الخاضعة لنفوذهم الى المغول ،وشجعوا الامراء التركمان لمناوئة الحكم المغولي ،كما راسلوا السلاطين المماليك في مصر بغية اقامة علاقات سياسية وعسكرية معهم لطرد المغول من آسيا الصغرى بعد أن افل دور سلاطين سلاجقة الروم في قونية، وساندوا حركات امراء المغول في بلاد الاناضول الذين اعلنوا تمردهم ضد الحكومة الايلخانية في ايران والاستقلال عن حكم الايلخان في تبريز، فلم يتوان الامراء القرمانيون عن استغلال اية فرصة بغية ضرب المغول واضعافهم ثم تخليص البلاد من سلطتهم والوصول الى مبتغاهم وهو تحقيق الاستقلال في المناطق الخاضعة لنفوذهم وتأسيس امارة مستقلة لهم ذات سيادة سياسية وعسكرية بعيدة عن تسلطات نواب وقادة المغول في البلاد والاوامر السلطانية الواردة من سلطان سلاجقة الروم في قونية حتى تمت لهم السيطرة على قونية سنة (728ه/1328م).يشتمل البحث على خلاصة ومقدمة وأربعة مباحث، ومرفق بخارطة توضيحية أغنتني عن التعريف لبعض المدن والقلاع، فضلاً عن الاستنتاجات التي توصلت إليها الدراسة.تناول المبحث الأول نسب الأسرة القرمانية، أما المبحث الثاني فقد خصص لظهور القرمانيين على مسرح الاحداث السياسية والعسكرية في بلاد الاناضول في اعقاب دخول المغول الى تلك البلاد.وتطرق المبحث الثالث الى ازدياد نشاط القرمانيين في عصر السلطان كيخسرو الثالث (664-681ه/1265-1282م). أما المبحث الرابع والأخير فقد تناول أوضاع القرمانيين في عهد السلطان غياث الدين مسعود الثاني (681-704ه/1282-1304م). اعتمدت الدراسة على مجموعة من المخطوطات والمصادر والمراجع المتنوعة من ابرزها مخطوطة (الاوامر العلائية في الامور العلائية) لابن بيبي ( ت في حدود 685ه/1286م)،ومخطوطة(تاريخ آل سلجوق در آناطولى)لمؤلف مجهول في القرن (7ه/13م)،كما تمت الاستفادة من كتاب(مسامرة الاخبار ومسايرة الاخيار)لآقسرائى(تاريخ التأليف 725ه/1325م)،كما تم الاعتماد على مؤلفات ابن العبري(ت685ه/1286م) منها كتاب(تاريخ مختصر الدول) وكتاب (تاريخ الزمان)،فضلاً عن المصادر المملوكية،ومن المصادر التركيةالمتأخرة التي استفادت منها الدراسة كتاب (صحائف الاخبار )وكتاب (جامع الدول) لمنجم باشي(ت1113ه/1701م)،وقد تم الاعتماد ايضاً على بعض المراجع الحديثة باللغة الانكليزية والتركية. ومن ابرزها كتاب (Pre-Ottoman Turkey ) لمؤلفه كلود كاهن وكتاب (Selcuklular Zamaninda Turkiye) لمؤلفه عثمان توران، كما اعتمدت الدراسة على مصادر ومراجع اخرى وبلغات مختلفة كما هو مثبت في قائمة المصادر والمراجع