المدخل المؤسساتي في دراسة النظام السياسي (المؤسسة العسكرية التركية نموذجاً)

الملخص

تعتبر المدخل المؤسساتي من أقدم المداخل المستخدمة في دراسة وتحليل النظم السياسية، اقتصر بصيغته التقليدية على دراسة المؤسسات الرسمية للدولة، المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية، إلى جانب دستور الدولة. انحسر الاهتمام بهذا المنهج في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين نتيجة ظهور مداخل من قبيل البنيوية الوظيفية والاتجاه السلوكي، لكن ظهور المؤسساتية الجديدة في السبعينيات من القرن العشرين لفت انتباه الباحثين من جديد للاستعانة بهذا المدخل وعدم إمكانية الاستغناء عنه بشكل كامل ولكونه يلقي الضوء على جوانب مهمة داخل النظم السياسية. وارتأينا خلال هذا البحث تركيز الضوء على نموذج المؤسسة العسكرية التركية كمدخل لدراسة وتحليل النظام السياسي التركي من خلال بيان دور هذه المؤسسة وموقعها داخل الدولة التركية وعلاقتها بالسلطة المدنية المتمثلة بالمؤسسة الحكومية. ومن خلال دراستنا تبين أن المؤسسة العسكرية لها موقع بارز داخل الهرم المؤسساتي في النظام السياسي التركي، وبالرغم من تأثر هذا الدور بعد تسلم حزب العدالة والتنمية مقاليد الحكم في تركيا وابتعادها نسبياً عن الساحة السياسية التركية، إلا أن بقاء الكثير من الدعائم التي استندت إليها سابقاً في تدخلاتها بالسياسة تجعل من إمكانية رجوعها إلى هذا الدور أمراً وارداً، خصوصاً في حال فشل حزب العدالة والتنمية في تحقيق برنامجه السياسي والتي تعتبر تحجيم دور العسكر والسيطرة المدنية على المؤسسة العسكرية أحد أهم بنود هذا البرنامج. وتنطلق فرضية البحث من اعتبار المدخل المؤسسي مدخلاً ضرورياً في دراسة النظم السياسية حيث يلقي الضوء على جوانب مهمة من عمل النظام السياسي وتعتبر المؤسسة العسكرية التركية نموذج تطبيقي قيم لتحليل النظام السياسي التركي على ضوئها. وقمنا بتقسيم البحث الى قسمين: القسم الأول يركز على المدخل المؤسسي في تحليل النظام السياسي، أما القسم الثاني يلقي الضوء على المؤسسة العسكرية التركية قبل وبعد تأسيس الجمهورية التركية