منهج المؤرخين فى تناول تاريخ الأكراد: ابن خلدون نموذجاً دراسة تحليلية ونقدية

المؤلفون

  • عبد الغنى عبد الفتاح زهرة قسم التاريخ والحضارة، كلية الدراسات العليا، جامعة الأزهر /جمهورية مصر العربية.

DOI:

https://doi.org/10.26436/hjuoz.2023.11.1.1274

الكلمات المفتاحية:

ابن خلدون، الأكراد، المقدمة، دولة بنى مروان، ديار بكر

الملخص

اهتم ابن خلدون بالأكراد فى تاريخه المعروف العبر ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، وكذلك فى مقدمته المعروفة بمقدمة ابن خلدون، فبدأ بذكر موقعهم الجغرافى، وأراضيهم وجبالهم، ثم انتقل إلى تاريخهم منذ عصر صدر الإسلام حتى عصره، كما اهتم بمشاركتهم فى الأحداث السياسية حتى أدوارهم الصغيرة عندما يكونون جزءً من جيش، أو فرقة فى حملة أحد القادة، مثل فرقة الأكراد فى جيش نور الدين محمود برئاسة أسد الدين شيركوه، أو محاولة لإقامة إمارة أو دولة، مثل محاولة الأكراد الحميدية بقيادة أبو الحسين المعروف بباد إقامة دولة بالموصل سنة ثلاثمائة وسبع وستين هجرية، وذكر بعض الإمارات الكردية منذ نشأتها وحتى نهايتها، مثل إمارة بنى مروان فى ديار بكر، ودولة بنى أيوب فى مصر والشام، كما تتبع الشخصيات البارزة منهم التى رحلت إلى البلدان المختلفة، مثل خراسان والهند والعراق ومصر والشام وبلاد المغرب، وقد وافق ابن خلدون المؤرخين فى معظم رواياته، وخالفهم فى بعض الروايات، كما يتميز بأنه نقل بعض الروايات المعاصرة له برؤيتها بنفسه، مما يعطيها قيمة تاريخية هامة.

ولم يغفل ابن خلدون ذكر بعض الجوانب الحضارية للأكراد مثل اهتمامهم بالعلم والشعراء، وما كانت عليه بلادهم من أحوال اقتصادية واجتماعية.

وقد اخترت ابن خلدون نموذجاً لأنه ينتمى إلى بلاد المغرب، فأردت أن أبحث فى مدى اهتمام المغاربة لتاريخ دول وطوائف المشرق، ومنهم الأكراد، ومدى اهتمامهم بتحرى الصدق والأمانة فى ذكر تاريخهم، وهو ما نتاوله بإذن الله فى صفحات البحث.

المراجع

ج3 ص377.

هو وائل بن حجر بن ربيعة بن وائل بن يعمر الحضرمي. كَانَ قيلا من أقيال حضرموت، وَكَانَ أبوه من ملوكهم.

وفد عَلَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد بشر أصحابه بقدومه قبل أن يصل بأيام، وقال: " يأتيكم وائل بن حجر من أرض بعيدة، من حضرموت، طائعا راغبا فِي الله عَزَّ وَجَلَّ وَفِي رسوله، وهو بقية أبناء الملوك ".

فلما دخل عَلَيْهِ رحب بِهِ وأدناه من نفسه، وقرب مجلسه وبسط لَهُ رداءه، وأجلسه عَلَيْهِ مع نفسه، وقال: " اللَّهُمَّ، بارك فِي وائل وولده " واستعمله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الأقيال من حضر موت وأقطعه أرضا، وقال للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن أهلي غلبوني عَلَى الَّذِي لي، قَالَ: " أنا أعطيك ضعفه "، ونزل الكوفة فِي الإسلام، وعاش إلى أيام معاوية، ووفد عَلَيْهِ فأجلسه معه عَلَى السرير. ابن الأثير- أسد الغابة فى معرفة الصحابة - ج5 ص405.

العبر وديوان المبتدأ والخبر ج7 ص639.

الزركلى- الأعلام ج3 ص330.

في بعض النسخ رموم ومعناها محال الأكراد ومنازلهم. بلغة أهل فارس. وهي مواضع بفارس. ج1 ص80. ياقوت الحموى- معجم البلدان ج3 ص71.

ج2 ص545.، وقد وردت هذه الأحداث فى الكامل لابن الأثير ج2 ص349، وربما نقلها منه ابن خلدون مع تغيير طفيف فى بعض الكلمات.

ج2 ص566.

العبر ج2 567. وقد ورد هذ الخبر بالتفصيل عند الطبرى ولكنه لم يذكر مكانهم أو اسم زعيمهم أيضاً، تاريخ الأمم والملوك ج2 ص558.

عبد الرحمن بن الأشعث بن قيس الكندي من القادة الشجعان الدهاة. هو صاحب الوقائع مع الحجاج بن يوسف الثقفي. سيَّره الحجاج بجيش لغزو بلاد رتبيل (ملك الترك) فيما وراء كجستان، فغزا بعض أطرافها، وأخذ منها حصونًا وغنائم، وكتب إلى الحجاج بن يوسف الثقفي يخبره بذلك وأنه يرى ترك التوغل في بلاد رتبيل إلى أن يختبر مداخلها ومخارجها. فاتهمه الحجاج بالضعف والعجز، وأمره بالمُضيِّ في الفتح، وإن لم يفعل فأخوه إسحاق بن محمد أمير الناس. فاستشار عبد الرحمن من معه، فلم يروا رأي الحجاج، لما فيه من التعجُّل، واتفقوا على نبذ طاعته، وبايعوا عبد الرحمن وخلعوا الحجاج وعبد الملك بن مروان، وزحفوا نحو العراق لإزاحة الحجاج عنه، وساروا إلى البصرة بعد أن هزموا جيشًا للحجاج، ودخلوها، وخرج الحجّاج منها. ثم دخلوا الكوفة، فعاد الحجاج إلى البصرة، وكتب إلى عبد الملك يطلب المدد منه، فأرسل إليه جيشًا من الشام عليه ابنه وأخ له. وأمرهما بأن يفاوضا ابن الأشعث، ويَعِداه بولاية خراسان أو أي ولاية أخرى، ويقبل إقالة الحجاج من العراق، وتسوية أهل العراق بأهل الشام في العطاء، فإذا لم يقبل أهل العراق هذا، فليجتمع أهل الشام تحت إمرة الحجاج وليحاربوهم. ولم يقبل أهل العراق ذلك ورفضوه اعتقادًا منهم أن المدد سينقطع عن أهل الشام فيغلبوهم، ولم يحدث ما ظنُّوه، ودخل جند الشام تحت إمرة الحجاج، فحاربوا أهل العراق حربًا شديدة، وهزموهم في موقعة دير الجماجم سنة 83هـ/ 702م، مع مواقع أخرى عديدة حدثت بين الطرفين. وهرب ابن الأشعث إلى كجستان مع فلول جيشه، وأَّمَّن الحجاج أهل العراق، فعاد إليه عدد كبير منهم. ظل ابن الأشعث يقاوم بعوث الحجاج، وكان قد عقد عهدًا مع رتبيل أن يؤيده إذا هزمه الحجاج، فلجأ إلى رتبيل عندما هزمه الحجاج، فساوم الحجاج رتبيل على تسليمه مقابل إعفائه رتبيل من الجُعل الذي كان يقدِّمه إليه، وانتهى الأمر بأن سلَّم رتبيل ابن الأشعث ميتًا إلى الحجاج، ويقال إن الأشعث ألقى بنفسه من مكان مرتفع فقتل. وتفرقت فلول جيشه في خراسان. ابن كثير البداية والنهاية ج9 ص40 وما بعدها.

العبر ج3 ص64. وقد أشار الطبرى بمزيد من التوضيح هذه الحادثة، ومساندة الأكراد لعبدالرحمن بن الأشعث، فقال: قال ومضى ابن الأشعث والفل من المنهزمين معه نحو سجستان فأتبعهم الحجاج عمارة بن تميم اللخمي ومعه ابنه محمد بن الحجاج وعمارة أمير على القوم فسار عمارة بن تميم إلى عبدالرحمن فأدركه بالسوس فقاتله ساعة من نهار ثم إنه انهزم هو وأصحابه فمضوا حتى أتوا سابور واجتمعت إلى عبدالرحمن بن محمد الأكراد مع من كان معه من الفلول فقاتلهم عمارة بن تميم قتالا شديدا على العقبة حتى جرح عمارة وكثير من أصحابه ثم انهزم عمارة وأصحابه وخلوا لهم عن العقبة ومضى عبدالرحمن حتى مر بكرمان. ج3 640.

ج3 ص81.

ج3 ص254.

ج3 ص334. وذكر ابن الأثير هذه الحادثة بالتفصيل. الكامل ج6 ص60.

العبر ج3 ص398. وقد وردت هذه المعركة بتفاصيل أكثر عند الطبرى فى تاريخه ج5 ص526.

ذكر ابن الأثير أن اسمهم الْأَكْرَادَ الْهَذْبَانِيَّةَ، وَمُقَدَّمَهُمْ مُحَمَّدَ بْنَ بِلَالٍ. الكامل ج6 ص547.

العبر ج3 ص444.

1ج3 ص483.

ج3 ص484.

الكامل ج7 ص402. وهنا يذكر ابن خلدون صراحة أنه نقل من ابن الأثير.

العبر 3 ص583.

ج4 ص322.

العبر ج3 ص546.

ج4 ص605.

ذكر ابن الأثير لها اسم آخر فقال: «في هذه السنة- 369- توفي حسنويه بن الحسين الكردي البرزيكاني بسرماج، وكان أميرا على جيش من البرزيكان يسمّون البرزينية، وكان خالاه: ونداد وغانم ابنا أحمد أميرين على صنف آخر منهم يسمّون العيشانية» ج8 ص705.

ج4 ص689.

الصحيح ان هذه الحروب وقعت سنة 393 وليس 363.

العبارة مشوشة والمقصود ان بدرا كان عونا لابن واصل وهو عدو بهاء الدولة!

صواب العبارة أن يقول واستمال الديلم، ولعله خطأ فى النسخ.

ج4 ص694

ج3 ص649.

ج4 ص333.

ج4 ص410.

ج4 ص412. وقد ورد ذكر أبو الفداء هذه الدولة بالتفصيل مع اختلاف فى بعض الأحداث والأسماء عن ابن خلدون . المختصر فى أخبار البشر ج2 ص126 وما بعدها.

أفضل من أورد هذا الاختلاف حول نسبهم هو ابن خلكان، ورجح أنهم أكراد، فقال: السلطان صلاح الدين أبو المظفر يوسف بن أيوب بن شاذي، الملقب الملك الناصر صلاح الدين صاحب الديار المصرية والبلاد الشامية والفراتية واليمنية؛ وقد تقدم في هذا الكتاب ذكر أبيه أيوب وجماعة من أولاده وعمه أسد الدين شيركوه أخيه الملك العادل أبي بكر محمد، وجماعة من أولاده وغيرهم من أهل بيته؛ وصلاح الدين كان واسطة العقد، وشهرته أكبر من أن تحتاج إلى التنبيه عليه.

اتفق أهل التاريخ على أن أباه وأهله من دوين، بضم الدال المهملة وكسر الواو وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها نون، وهي بلدة في آخر عمل أذربيجان من جهة أران وبلاد الكرج، وأنهم أكراد روادية، بفتح الراء والواو وبعد الألف دال مهملة ثم ياء مثناة من تحتها مشددة وبعدها هاء والروادية: بطن من الهذبانية بفتح الهاء والذال المعجمة وبعد الألف نون مكسورة ثم ياء مشددة مثناة من تحتها وبعدها هاء، وهي قبيلة كبيرة من الأكراد. وقال لي رجل فقيه عارف بما يقول، وهو من أهل دوين: إن على باب دوين قرية يقال لها أجدانقان، بفتح الهمزة وسكون الجيم وفتح الدال المهملة وبعد الألف نون مفتوحة وقاف مفتوحة وبعد الألف الثانية نون أخرى، وجميع أهلها أكراد روادية، ومولد أيوب والد صلاح الدين بها، وشاذي أخذ ولديه أسد الدين شيركوه ونجم الدين أيوب وخرج بهما إلى بغداد، ومن هناك نزلوا تكريت، ومات شاذي بها، وعلى قبره قبة داخل البلد.

ولقد تتبعت نسبتهم كثيراً فلم أجد أحداً ذكر بعد شاذي أبا آخر، حتى إني وقفت على كتب كثيرة بأوقاف وأملاك باسم شيركوه وأيوب، فلم أر فيها سوى شيركوه بن شاذي، وأيوب بن شاذي، لا غير؛ وقال لي بعض كبراء بيتهم: هو شاذي بن مروان.

ورأيت في " تاريخ حلب " الذي جمعه القاضي كمال الدين أبو القاسم عمر بن أحمد المعروف بابن العديم الحلبي بعد أن ذكر الاختلاف في نسبهم فقال: وقد كان المعز إسماعيل بن سيف الإسلام ابن أيوب ملك اليمن ادعى نسباً في بني أمية وادعى الخلافة. وسمعت شيخنا القاضي بهاء الدين عرف بابن شداد يحكي عن السلطان صلاح الدين أنه أنكر ذلك وقال: ليس لهذا أصل أصلاً.

قلت: ذكر شيخنا الحافظ عز الدين أبو الحسن علي بن محمد المعروف بابن الأثير الجزري صاحب التاريخ الكبير في تاريخه الصغير الذي صنفه للدولة الأتابكية ملوك الموصل، في فصل يتعلق بأسد الدين شيركوه، ومسيره إلى الديار المصرية فقال: كان أسد الدين شيركوه ونجم الدين أيوب، وهو الأكبر، ابنا شاذي من بلد دوين، وأصلهما من الأكراد الروادية قد قدما العراق، وخدما مجاهد الدين بهروز بن عبد الله الغياثي شحنة بالعراق. وفيات الأعيان ج7 ص139 وما بعدها.

العبر ج5 ص326.

ج5 ص371.

العبر ج5 ص385.

كان حصن الأكراد من أهم الحصون فى العالم الإسلامى، حتى أنه إذا قيل الحصن فقط فهم أنه حصن الأكراد، وقال عنه ياقوت: وحصن الأكراد: هو حصن منيع حصين على الجبل الذي يقابل حمص من جهة الغرب، وهو جبل الجليل المتصل بجبل لبنان، وهو بين بعلبك وحمص، وكان بعض أمراء الشام قد بنى في موضعه برجا وجعل فيه قوما من الأكراد طليعة بينه وبين الفرنج، وأجرى لهم أرزاقا، فتديروها بأهاليهم ثم خافوا على أنفسهم في غارة فجعلوا يحصنونه إلى أن صارت قلعة حصينة منعت الفرنج عن كثير من غاراتهم، فنازلوه فباعه الأكراد منهم ورجعوا إلى بلادهم وملكه الفرنج، وهو في أيديهم إلى هذه الغاية، وبينه وبين حمص يوم. معجم البلدان- ج2 ص264. وقد توفى ياقوت سنة 626هـ قبل أن يسترد المسلمون الحصن من يد الصليبيين.

الصواب عكار كما ورد فى كثير من المصادر، ولعله خطأ من الناسخ.

العبر ج5 ص449.

العبر ج6 ص493.

ج7 ص275.

التنزيلات

منشور

2023-06-06

كيفية الاقتباس

عبد الفتاح زهرة ع. ا. (2023). منهج المؤرخين فى تناول تاريخ الأكراد: ابن خلدون نموذجاً دراسة تحليلية ونقدية. مجلة العلوم الانسانیة لجامعة زاخو, 11(1), 256–269. https://doi.org/10.26436/hjuoz.2023.11.1.1274

إصدار

القسم

مجلة العلوم الانسانیة لجامعة زاخو