الأفعال الكلامية الإنكارية في سورة الأعراف - بعد التعديل

الملخص

إنّ مفهوم (الأفعال الكلامية) لا يقتصر دوره فقط على ربط وإيصال المفاهيم والمعلومات إلى الجانب الآخر من المتلقين فحسب؛ بل على العكس من ذلك يقوم بدور أوسع وأكبر من ذلك بكثير؛ أي: يقوم بالاهتمام بمغزى الألفاظ اللغوية وتعابيرها، من خلال تحويل الأقوال المجردة والسطحية، إلى أفعال كلامية ذات معاني وسمات قصدية، يظهر مدلولها وأثرها على الواقع اللغوي.

 والأفعال الكلامية تنطلق من منظور إيحائي غير قابلة أو خاضعة لمعيار التنظير اللفظي فقط، بل تقوم بدور بارز وفعّال في إنجاز وضعيات جديدة، بمعنى تغيير حالة الأشياء في الكون من خلال تحقيق فعل على أرض الواقع، أي: أنّ القوة الإنجازية قد تتعدد بحسب سياق المقام، ومقاصد المتكلم.  

ويُعدُّ هذا البحث جهداً متواضعاً في مجال ربط القرآن الكريم بالدراسات اللغوية الحديثة، من خلال سورة الأعراف التي هي من أجمع سور القرآن الكريم في بلورة الأفعال الكلامية الإنكارية، من مقاصد ومعانٍ، ومن إنذار للمشركين، عن سوء عاقبة الشرك في الدنيا والآخرة.

لذا جاءت الأفعال الكلامية الإنكارية في هذه السورة تحديدًا لتبين مدى الإصرار على الجحود الذي جرى للرسلِ مع أقوامهم. وللوقوف على أهم المجالات التواصلية والعلمية في القرآن الكريم، من خلال الدلالة التداولية للأفعال الكلامية (الإنكارية) التي لها العلاقة الوثيقة بالأغراض التحاورية، والقوالب ذات الأبعاد التواصلية، وربطها بالدلائل والإثباتات الربانية.