بلاغة رد الأعجاز على الصدور في خطب الخلفاء الراشدين ( رضي الله عنهم)

"دراسة في نماذج مختارة"

الملخص

تعد الخطابة من أقدم فنون الأدب، فلا يخلو منها مجتمع من المجتمعات التي حفظ التاريخ آثارها إلى يومنا هذا، لما لها من دور وظيفي أوتأثير فعال، فقد اعتمد عليها الإنسان ليدفع بلسانه عن نفسه أو قبيلته . فكان يلجأ إليها في كثير من المواقف ، كالحض على القتال والدعوة إلى الصلح والقضاء وغيرها من أمور الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، فاستعملت الخطابة فيها أداةً للتعبير عما يراد ، وقد كان لها تأثير كبير في حياة الأفراد والمجتمعات سلباً أو إيجاباً ، فلذلك كانت رسالةً ومهارةً يتجلى فيها اتصال الخطيب بالمستمع ، وقد اعتمدتها الأمم والشعوب الراقية وسيلةً لإقناع الناس وإثارتها ؛ لتتبنّى ما يرمي إليه الخطيب من أهداف وأغراض . أما في أمة العرب قبل الإسلام  ، فكانت من أرقى ما توصلت إليه آنذاك ، بل كانت جوهر حياتهم ، إلى أن أظلها زمن جديد بمجيء الإسلام فكانت آية في البلاغة والبيان واللسان في بداية الدعوة ، وكذا كان شأنها في عصر الخلافة الراشدة وما بعده ، ذلك لجذورها الراسخة في خطابة العهد النبوي ، وإنما زادت أهميتها في عصر صدر الإسلام لصلتها المتينة بالرسالات السماوية وكذا بالدعاة ؛ كونها آلتهم الأولى في التبليغ . ولقد قام الخلفاء الراشدون (رضي الله عنهم) بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بتوجيه أفراد الأمة ونشر تعاليم الإسلام من خلال فن الخطابة خير القيام . ، وكانوا لها فرسانا بأساليبهم وعباراتهم الحافلة بالوان البديع ؛ لذلك كان الهدف من هذا البحث الوقوف عند واحد من المحسنات اللفظية ، متخذا من (رد العجز على الصدر) وسيلة للتعرف على أسرار المعاني التي جاءت بها تلك الخطب من خلال دراسة وتحليل نماذج منها للوقوف عند كيفية توظيف هذا المحسن اللفظي خطابياً .