دور علماء الكورد في نشر المعارف الإسلامية و بناء الحضارة الإنسانية

الملخص

كل أمة تريد أن يرفع شأنها و يذيع صيتها و يكون لها موضع تحت الشمس في هذا العالم فعليها أن تواكب الحضارة و تساهم في التأليف و نشر المعرفة و تغذي العقول بالعلم وتنوير الأبصار و البصائر فمن هذا المنطلق سلك المجتمع الكوردي ديدن المجتمعات المتمدنة الايمانية و اعتبروا أنفسهم مجاهدين في سبيل إعلاء كلمة الله و اتباع الكتاب و السنه و نشر الدعوه الإسلاميه في قمم الجبال الشامخه و في بطون الأودية العميقة و الفيافي الفسيحة في حلهم و ترحالهم في موطنهم و مغتربهم ، فلقد أدوا الأمانة و بلغوا الرسالة و بناءا على ذلك فقد أقدمت على هذا البحث الموسوم (( دور علماء الكورد في نشر المعارف الاسلامية و بناء الحضاره الإنسانيه )) و جعلت المبحث يتوزع على مطالب يحتوى على ذكر بعض المساجد المدرسيه في كوردستان و مناهج و نظام الدراسة فيها و ذكر طائفه من علماء كوردستان في حقل العلم و المعرفة و ذلك لإعلام من لم يعلم من القراء و الباحثين و المحققين بذلك الإرث الثري النافع الذي خلفه علماء الكورد في حقول العلوم المختلفة،علهم أن ينصفوهم و يضعوهم في المنازل التي يستحقونها. وهذا من باب (و أما بنعمة ربك فحدث). لقد شارك الكورد في بناء الحضارة الاسلامية و قدموا عبر تاريخهم المجيد شهادات حية في مختلف صنوف المعرفة ، تدل على حبهم للعلوم و اعتزازهم بالاسلام و دفاعهم عن العقيدة الاسلامية ، و لقد قاموا بأدوار هامه و على مختلف الأصعدة الدينية و الحضارية و السياسية و الاجتماعية و العسكرية و ساهموا في بناء التمدن بشكل فعال و أدوار متميزة و تفاعلوا مع الحضارات المجاورة أخذا و عطاءا، و كان لهم آثر واضح في الحقول العلمية المختلفة و كانت كتب بعض علمائهم تدرس في مدارس بغداد و القاهره و الحرمين الشريفين و أصفهان و مراغة و بدليس و امد و دمشق و شهرزور و غيرها من المدن الاسلاميه . و لكن مما يؤسف له ان بعض المؤرخين و الكتاب المتعصبين يخونون الأمانه العلمية و ذلك بطمس مآثر الكورد و هوياتهم و يتعمدون تنسيب رجالاتهم الأفذاذ و علمائهم الأعلام الى غيرهم من الأقوام الأخرين جهلآ و تجاهلآ و كراهية