مشكلة العشائر بين العراق وايران ١٩٢٥ -١٩٦٠

دراسة وثائقية )عشيرة الجاف نموذجاً)

فاخر حسن یوسف *

قسم التاریخ ، کلیة العلوم الانسانیة، جامعة زاخو، إقليم كردستان-العراق.

( Fakhir.yousif@uoz.edu.krd )

تاريخ الاستلام: 03/2025             تاريخ القبول: 05/2025    تاريخ النشر: 06/2025  https://doi.org/10.26436/hjuoz.2025.13.2.1594  

الملخص:

كانت عشيرة الجاف واحدة من العشائر المهمة والمؤثرة في تاريخ کوردستان. تعيش فروع هذه العشيرة في الأراضي العراقية و الإيرانية. والعشیرة التي تمت دراستها في البحث والمعنون ( مشكلة العشائر بين العراق وايران 1925 – 19٦٠ دراسة وثائقية عشيرة الجاف نموذجاً) هي فروع الجاف التي كانت تقطن في أراضي کوردستان العراق. ونظرا لأن مهنة معظم فروع عشيرة الجاف العراقية كانت رعي الأغنام وتربية المواشي، فقد كانوا يدخلون أراضي کوردستان إيران بسبب حاجتهم إلى المراعي والأراضي العشبية في کوردستان إيران لرعي مواشيهم، وغالبًا ما كانوا يدخلون في صراعات مع الحكام الإيرانيين وحكام و وجهاء کوردستان إيران حول هذه القضية. لذلك، أبدت الحكومة الإيرانية في العهد البهلوي ردود أفعال تجاه دخول وتنقل فروع عشيرة الجاف داخل أراضي کوردستان إيران، وحاولت في حالة التعدي على الأراضي الإيرانية طردهم من الأراضي الإيرانية أو الحصول منهم على رسوم الرعي ورسوم المراعي. انعكست هذه القضية في وثائق العهد البهلوي الأول والثاني، ويتناول الباحث في هذا البحث دراسة رد فعل الحكومة الإيرانية تجاه تنقل عشيرة الجاف العراقية داخل الحدود الإيرانية، لاسيّما في کوردستان، باستخدام والترکیز على الوثائق الفارسية غير المنشورة.

وقد تتبعنا في هذا البحث المنهج الوصفي التحليلي، وطريقة جمع المعلومات المكتبية والوثائقية.

الكلمات الدالة: إيران، العراق، عشيرة الجاف، حكم القاجار، دولة البهلوي، الوثائق الفارسية غير المنشورة.


المقدمة

      لطالما كانت العشائر مؤثرة في التطورات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وغالبًا ما كانت معظم السلالات الحاكمة في إيران قبل عهد البهلوي ذات جذور وأصول قبلية وعشائرية، أو أنها وصلت إلى السلطة بدعم ومساندة العشائر، لاسيّما أن رؤساء العشائر كانوا يتمتعون بسلطة كبيرة. ومن الواضح ان عشيرة جاف تعد إحدى العشائر الكوردية الكبيرة من حيث العدد وهي تحتل اهمية معتبرة في كوردستان والمنطقة، التي على الرغم من أن موطنها الأصلي هو أراضي کوردستان الشرقیة، عشیرة الجاف انتشرت في أراضي کوردستان الجنوبیة في بدایە القرن السابع عشر، ولکن بعد اتفاقیة زهاو ١٦٣٩ انقسمت عشیرة الجاف الی قسمین وفێ بدایة القرن الثامن عشر انتشرت عشیرة الجاف بشکل مکثف في مناطق متأخمة مع الدولة الصفویة آنذاک وخاصة في آیالة شهرزور وبتحدید من منطقة بنجوین الی قزلرباط لذلك تستخدم ‌أراضي آیالة شهرزور في العهد العثماني وأراضي امارة أردلان في العهد الصفوي.

     الجاف المقيمون في کوردستان العراق هم من جاف مرادي، وكانت مهنتهم الرئيسية تربية المواشي ورعي الأغنام. وكانت مناطقهم الشتوية في بلاد ما بين النهرين ومناطقهم الصيفية للرعي في الأراضي الإيرانية تمتد من حدود کوردستان([i]) وسقز إلى بالقرب من بيجار وگروس (سنجابی، ٢٠٠١: ص 20). نظرًا لأن عمل عشیرة الجاف الرئيسي كان تربية المواشي وتربية الأغنام، فقد كانوا دائمًا مضطرين إلى التنقل والهجرة في الصيف والشتاء لرعي ماشيتهم، ولهذا السبب، فقد دخلوا مرارًا وتكرارًا في صراعات مع العشائر الإيرانية وحكام وأمراء کوردستان إيران، وغالبًا ما اضطروا إلى التدخل في صراعات مع المسؤولين الإيرانيين والحكام والوجهاء وحتى مربي المواشي في کوردستان إيران لرعي ماشيتهم في المراعي والجبال الحدودية. كانت هذه العشیرة تخلق مشاكل لسكان کوردستان إيران أثناء مرورها عبر الأراضي الإيرانية، وهذا ما دفع الحكومة الإيرانية في عهدي القاجار والبهلوي إلى إبداء ردود أفعال تجاه دخولهم الأراضي الإيرانية. قضية دخول وتنقل فروع عشيرة الجاف داخل الحدود الإيرانية، وبخاصة کوردستان، انعكست في وثائق العهد البهلوي الأول والثاني. لذلك، يتناول البحث الحالي قضية مهمة وهي رد فعل الحكومة الإيرانية تجاه تنقل فروع عشيرة الجاف العراقية داخل الحدود الإيرانية باستخدام تقارير الحكومة الايرانية غير المنشورة ، فضلا عن عديد المصادر المختصة بهذا المجال.

 أولاً : الخلفية التاريخية للعشيرة الجاف

      عشیرة الجاف هي إحدى العشائر الکوردية الكبيرة في کوردستان. وفقًا لإدموندز (Edmondz)، فإن الجاف، وهم أكراد خالصون، هم أهم عشيرة في جنوب کوردستان، ويتمتعون بقدر جدير بالاعتبار كعشيرة کوردية مقارنة بالعشائر الکوردية الأخرى (إدموندز، ٢٠٠٣: 151). ليس هنالك اتفاق في المصادر حول أصل تسمية الجاف وكذلك تاريخهم، وهناك خلاف بين الباحثين حول هذا الأمر. ففي القواميس الفارسية، بما في ذلك قاموس عميد الفارسي، وردت الكلمة "جاف" على النحو التالي: "الجاف، اسم عشیرة من الکورد تستوطن کوردستان إيران. الجاف تعني الجاف، المجفف، والمجفف" (عميد، ٢٠٠٨: 1/688). وقد فسر البعض الجاف في اللغة الکوردية على أنه الشجاع والجريء (صفي زاده، ١٩٩٩: 371). وبحسب سجادي، كان اسم جد عشیرة الجاف جعفر. يُقال لجعفر باللغة الکوردية جافر، وفي تخفيفه يُقال جافه، والذي تحول بمرور الوقت إلى جاف (سجادي، 1952: 471). كان كريم بك الجاف يعتقد أيضًا أن اسم الجاف مشتق من كلمة "جفاكش" (المعاناة)، ويقول: "كانت عشیرة الجاف عشیرة قوية وشجاعة، وكانت دائمًا تتقدم جيش کوردستان في الحروب وساحات الشجاعة. ولهذا فقد عان وضحی أفراد هذە العشیرة. لهذا السبب، تحول "جفاكش" بمرور الوقت إلى "جفا"، و"جفا" إلى "جاف" (جاف، 2012: 24). يعتقد البعض أيضًا أن الجاف مشتق من اسم جابان، القائد الإيراني العظيم وبقايا قبيلته وجيشه (سلطانی، ١٩٩٣: 2/127)، وهو أمر غير موثوق به تمامًا. ويستند باحثون آخرون إلى ما ذكره المسعودي، مؤرخ القرن الرابع الهجري، عن أحد فروع الکورد باسم "الجاوانية" (المسعودي، ٢٠٠٣: 1/483)، ويعتقدون أن الجاف هو تغيير للجاو أو جاوان (الجاوانية) (محسنی، ١٩٩٦: 9/255). يعتقد روژبياني أن عشیرة الجاف الحالية التي تعيش في العراق هي نفسها قبيلة جاوان (روژبياني، ١٩٧٧، 4/358). يعتقد حسن الجاف أيضًا أن كلمة الجاف مشتقة من جاوان، وأن قبيلة جاوان هي أصل عشیرة الجاف، وبمرور الوقت تطور هذا الاسم إلى هذا الشكل، وانضمت إليه فروع أخرى، وشكلت منظمة عشیرة الجاف الحالية عبر القرون (جاف، 2012: 27). ويستنتج، بذكر روايات من مصادر العصر الإسلامي، أن الجاوانيين مارسوا دورًا رئيسيًا ومهمًا في التاريخ السياسي لأرض ما بين النهرين، وحتى النصف الثاني من القرن السابع الهجري، ذكر المؤرخون هذه العشیرة مرارًا وتكرارًا في الكتب الإسلامية المعتبرة (جاف، ١٩٧٨: 295-296). لدى السلطاني أيضًا رأي مشابه للباحثين المذكورين أعلاه: "بقايا قبيلة وجيش الجاوانية، كان اسمهم في تطورهم اللغوي يُقال بتخفيف جاو وجاوي، وبسبب قسوتهم وشدة تصرفهم ضد القبائل العربية وأتباع نظام الخلفاء العباسيين، كان موظفوهم العرب يسمونهم الجافي، وهو اسم فاعل عربي يعني الجافي، الظالم، القاسي، والمتعسف، وجمعها الجفا. وبمرور الوقت، أصبحوا يُسمون الجافي والجاف بين عامة القبيلة ورؤسائها بسبب خطاب العرب" (سلطانی، ١٩٩٣: 2/127). تجدر الإشارة إلى أن هذه التفسيرات لكلمة الجاف واشتقاقها من كلمة جاوان وتوحيد قبيلتي جاوان والجاف لا يمكن قبولها دون تحليل لغوي وبحث تاريخي أعمق. فضلا عن ذلك، فإن كلمة الجاف وعشیرة تحمل الاسم نفسه من مجموعة الشعب الکوردي كانت معروفة بشكل منفصل ومستقل عن جاوان منذ القرن الخامس الهجري، وقد تم ذكرها في بعض المصادر التاريخية. على سبيل المثال، في برهان الحق، أحد النصوص القديمة لأهل الحق، تم تقديم باباناوس، أحد مشاهير أولياء أهل الحق الذي عاش في القرنين الخامس والسادس الهجريين وربما ولد في قرية سرگت التابعة لهورامان لهون في کوردستان، على أنه من أكراد عشیرة الجاف (بلوكباشی، ٢٠٠٩: 17/289). يعتقد بعض الباحثين أن الجاف يعتبرون أنفسهم من نسل كسرى برويز الساساني (صفي زاده، ١٩٩٩: 721)، ولكن نظرًا لعدم وجود أي دليل على ذلك، وأن معظمها تخمينات، لا يمكن قبولها بشكل قاطع. إن الموطن الأصلي لعشیرة الجاف هو بلا شك موطنهم الحالي، والذي يبدو أنه مكان الإقامة الأصلي لعشیرة الجاف الكبيرة، منطقة جوانرود [جوانرو] (نيكيتين، ١٩٩٩: 350). من الناحية الجغرافية وموطنهم، تقع عشیرة الجاف في منطقة واسعة تمتد من الشمال إلى المنطقة الجنوبية من السليمانية العراقية وحلبجة وهورامان الجنوبية، ومن الشرق إلى المنحدرات الشرقية لسلسلة جبال شاهو، وكامياران وبيلوار وميان دربند، ومن الجنوب إلى منطقة سنجابي، وقلخاني، وسربل زهاب، ومن الغرب إلى جميع الأراضي العراقية الحالية، أي من غرب هرتا وضفاف نهر سيروان على خط الحدود في الشمال إلى ضفاف نهر قورەتو في جنوب هذا الخط. لقد كانت هذه المنطقة موطن هذه العشیرة لآلاف السنين (سلطانی، ١٩٩٣: 2/123). يصف حسن الجاف موطن عشیرة الجاف بمزيد من التفصيل: عشیرة الجاف في العراق الحالي، التي يقطنها عدد كبير من السكان في مناطق بنجوين وحلبجة وكلار وسنگاو، وتشتهر مدينتا حلبجة وكلار بمراكز عشیرة الجاف. يسكن الجاف من تەلان وإسماعيل عزيز في منطقة دوكان وسورداش، وكذلك جافة رشكة في منطقة بشدر. يسكن الجاف من إيران أيضًا في منطقة ماهيدشت إلى حوالي قصر شيرين، ولا سيّما في مناطق زهاب، ويمتد موطنهم إلى موازاة ضفاف نهر سيروان (جاف، 2012: 27). تتكون عشیرة الجاف من فروع عديدة، وتستند تركيبة تنظيمهم القبلي إلى الأب النسبي، الذي ينتهي في النهاية بسلسلة واحدة لها فروع عديدة (سلطانی، ١٩٩٣: 2/123). لا يوجد خلاف كبير بين الباحثين حول فروع عشیرة الجاف. قسمهم إدموندز إلى ثلاث مجموعات رئيسية: المجموعة الأولى، وهي الأكبر، تعيش في العراق وغرب نهر سيروان وتعرف باسم المرادي. المجموعة الثانية لا تزال تسمى جوانرودي، والمجموعة الثالثة هي كرمانشاهي وتضم فروعًا صغيرة انفصلت عن المجموعة الثانية في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي وانضمت إلى اتحاد الگوران (إدموندز، ٢٠٠٣: ص 151). الجاف المرادي والجاف الجوانرودي هما تقسيم ثنائي لعشیرة الجاف من قبل بعض الباحثين (صفی زاده، ١٩٩٩: 371). من بين فروع عشیرة الجاف المرادي الشهيرة ميكائيلي، شاتري، رخزادي، ترخاني، هاروني، سداني، الشيخ إسماعيلي، إسماعيل عزيزي، گلالي، صوفيوند، وپشتمالة (جاف، 2012: 129: سلطانی، ١٩٩٣: 2/124).

     الذين انفصلوا عن الجاف من إيران، أي الجاف الجوانرودي، وجاءوا إلى شهرزور واستقروا في إمارة بابان الواقعة في الأراضي العراقية (جاف، 2012: 129). لكل من هؤلاء فروع عديدة أيضًا (لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع، انظر: جاف، 2012: 130-153). تم تمييز فروع عشیرة الجاف، التي أصبحت تعرف باسم الجاف المرادي، عن الجاف الجوانرودي بهذه الخاصية. من بين فروع جوانرود الشهيرة قبادي، باباخاني، ولدبكي، إمامي، إيناخي، شرف بياني، تايشەاي، رستم بكي، وبازوكي (حسين زاده، ١٩٩٨: 35-38؛ ميرنيا، ١٩٨٦: 117؛ جاف، 2012: 129). من الناحية الدينية، عشیرة الجاف مسلمة وتتبع المذهب الشافعي (أفشار سيستاني، ١٩٨٧: 1/248؛ سلطانی، ١٩٩٣: 2/309)، وكان لعلماء الدين والسادة نفوذ واحترام كاملين في هذه المنطقة منذ فترة طويلة (سلطانی، ١٩٩٣: 2/309).

      أما بالنسبة لعدد سكان  عشیرة الجاف في إيران والعراق، فالأرقام غير دقيقة تمامًا. في عام 1922، قدر إدموندز عدد أسرة جاف مرادي بـ 10,000 أسرة (إدموندز، ٢٠٠٣: 157). وأشار آية الله مردوخ کوردستاني إلى أن سكان الجاف في السليمانية كان عددهم نحو 12,000 أسرة (مردوخ کردستانی، ١٩٧٢: 1/85). وفي فترة 1920-1925، قدر السلطاني إجمالي عدد سكان الجاف بنحو 40,000 أسرة (سلطانی، ١٩٩٣: 2/126). أما في إيران، فقد بلغ عدد أسر عشیرة الجاف في عام 1932 نحو 2,150 أسرة، و6,380 أسرة في عام 1945، بينما كان العدد حوالي 12,000 أسرة في عام 1972 (أفشار سيستانی، ١٩٨٧: 1/248).

     منذ بداية القرن السابع عشر الميلادي، كانت العشیرة موضوع نزاع وجدل بين الدولتين الإيرانية والعثمانية. يبدو أنهم كانوا يستوطنون في ذلك الوقت في منطقة جوانرود في منتصف الطريق بين كرمانشاه وحلبجة وجنوب غرب سنندج (إدموندز، ٢٠٠٣: ص 151). يعتقد بعض الباحثين أنه في عام ١٦٣٨، ساعدت مجموعة من أفراد عشیرة الجاف السلطان مراد الرابع العثماني [١٦٢٣ ــــــ ١٦٤٠] في حملته على بغداد والاستيلاء عليها وفتحها، ومكافأةً لهذا التعاون، منحهم السلطان مراد لقب المرادي، ومنذ ذلك الوقت، أصبحت هذه المجموعة معروفة بين الجاف باسم الجاف المرادي (سلطانی، ١٩٩٣: 2/126؛ جاف، 2012: 30-31). في رسالة أبحاث الحدود، تم تضمين نص رسالة من السلطان مراد الرابع العثماني إلى الشاه صفی الصفوي [١٦٢٩ ــــ ١٦٤٢] في عام ١٦٣٩، والتي تحدد فيها الحدود بين الدولتين الصفوية والعثمانية وعشائر الجاف المقيمة في تلك المناطق. وفقًا لهذه الرسالة، تم تسليم مناطق من بلوك مندليج إلى درتنک مع الصحاري الواقعة بينهما والجبل القريب منها، فضلا عن فروع ضياءالدين وهاروني، إلى الدولة العثمانية، بينما بقيت قبيلتا بيرة وزردوني في الأراضي الإيرانية وتحت التبعية الإيرانية في مناطق سكنهما (مشير الدولة التبريزي، ١٩٦٩: 79). وفقًا لإدموندز، بدأ تاريخ الجاف المرادي بهجرة أو فرار شخص يُدعى ظاهر بك مع حوالي مائة خيمة من جوانرود إلى باني خيلان الواقعة على الضفة الغربية لنهر سيروان، والتي کانت ضمن حدود إمارة بابان (إدموندز، ٢٠٠٣: ص 151-152). بهذە الخصوص یشیر کریم بك: هاجر الجاف المرادي قبل ظاهر بك في عهد الدولة الصفوية (الشاه صفي) والسلطان مراد الرابع إلى أراضي إمارة بابان. استقروا لفترة في أراضي بابان وشهرزور، ثم عادوا إلى جوانرود، وهو مكانهم الأصلي. الا ان الگلالي بقي في شهرزو، فيما هاجر كلا من ظاهر بك وشقيقه طاهر بك مع اربعمائة اسرة بسبب تزايد افراد عشيرة جاف هناك، فضلا عن خانابك وهو جد لابناء بك ولد بكي، الى موقع باني خيلان (التي تقع على ضفاف نهر سيروان بين حلبجة وبيباز) وأستقروا فيها (جاف، 2012: 160-161). يعتقد بعض الباحثین أن هجرة عشائر الجاف بقيادة ظاهر بك كانت في عهد الدولة الأفشارية في عامي 1742-1743. نقطة أخرى قبل عهد ظاهر بك، تم منح لقب المرادي للجاف في کوردستان التابعة للدولة العثمانية، ويبدو أنه قبل هجرة ظاهر بك وقبيلته، هاجرت بعض فروع عشیرة الجاف بشكل مستقل إلى هناك وحصلت على لقب المرادي من السلطان مراد العثماني (جاف، 2012: 32-33). من المهم الإشارة الی أن شرفخان البدليسي في مؤلفە شرفنامە لم یأتي علی ذکر عشیرة الجاف، أحد النصوص المهمة في العصر الصفوي، ولكن تم ذكر اسم عشیرة الجاف في كتاب مجمع التواريخ گلستانە، أحد الكتب المعتبرة في العصر الزندي (گلستانە، ١٩٧٧: 300). في العصر القاجاري، تتوفر معلومات أكثر عن الجاف. الجدير بالذكر أن تقرب العثمانيين وثقتهم بعشیرة الجاف جعل هذه العشیرة تبرز في التنافس السياسي بين الدولتين الإيرانية والعثمانية في العصر القاجاري (جاف، 2012: 47).

       كتب (ریچ)، الذي زار العراق عام 1820، عن سكان عشیرة الجاف في العراق، الذين كان يرأسهم كيخسرو بك في ذلك الوقت: "تعيش فروع عشیرة الجاف، التي يرأسها كيخسرو بك، في أعالي الجبال على حدود منطقة والي سنندج. سكان هذه العشیرة وسيمون وشجعان. جميعهم بدو رحل، ويقيمون في الصيف في سفوح جبال حاجي أحمد الشاهقة، التي تقع بالقرب من سنندج. يقضون الخريف في منطقة شهرزور، ولكنهم يقيمون في الشتاء في منطقة شيروانة على ضفاف نهر ديالى (سيروان)" (ریچ، ٢٠١٧: 106). في عام 1700، ونتيجة لتدهور العلاقات بين حكام أردلان ورؤساء عشیرة الجاف، فر رؤساء الفروع الأخرى في الجاف مع مجموعة تضم حوالي 500 أسرة من الفروع الأخرى تدريجيًا إلى الجانب الآخر من الحدود الإيرانية في الأراضي العثمانية، ولجأوا إلى الباشا الکوردي في السليمانية في الأراضي العثمانية. نتيجة للنمو الطبيعي وانضمام العشائر الصغيرة والمتفرقة الأخرى إلى هؤلاء المهاجرين، وصل عدد سكان الجاف في العراق إلى حوالي 60 ألف نسمة، أو حوالي عشرة آلاف أسرة وفقًا لبعض الروايات الأخرى. كانت هذه المجموعة، التي استقرت في المناطق الحدودية، تقضي الصيف في المرتفعات المحيطة ببنجوين، وفصلي الربيع والخريف في سهل شهرزور ومعسكرات في حلبجة، والشتاء في أراضي كفري على الضفة اليمنى لنهر سيروان. كان حكام أردلان يعتبرون الجاف الرحل في شهرزور شعبًا مضطربًا وشريرًا، وغالبًا ما كانوا يمنعونهم من القدوم من شهرزور إلى المراعي الصيفية في لواء کوردستان لرعي ماشيتهم وزيارة أقاربهم (بلوكباشی، ٢٠٠٩: 17/290). لذلك، كان الجاف الذين أصبحوا مقيمين وتابعين للدولة العثمانية في العراق يأتون كل عام لرعي ماشيتهم في المراعي الصيفية في أراضي کوردستان إيران، وتسببت هذه المسألة في نشوب صراعات ومشاكل عديدة بينهم وبين الدولة الإيرانية، والتي يتم تناولها في هذه المقالة بناءً على الوثائق غير المنشورة.

      ثانياً:  بدايات تجاوز عشيرة الجاف على الحدود الايرانية  

       كانت عشیرة الجاف العراقية تدخل إيران بحثًا عن المراعي والأراضي العشبية في کوردستان إيران، سواء بالقوة أو بإذن من الحكومة الإيرانية (فاروقی، ٢٠٠٤: 66-67). لذلك، كانوا يسببون مشاكل داخل الأراضي الإيرانية، مما أدى إلى صراعات مع حكام أردلان، لاسيّما في لواء کوردستان. يكتب سنندجي عن هذا الأمر: "هذه العشیرة (الجاف) الشريرة والمخالفة للقانون، التي تضم أكثر من 12 ألف أسرة، متنازع عليها بين دولتي إيران والعثمانية، وقد تم الاتفاق في معاهدات الدولتين على أن هذه العشیرة مخولة ومختارة لقبول التبعية لأي من الدولتين حسب رغبتها واختيارها. لهذا السبب، عاشوا لسنوات على الحدود بين إيران والعثمانية، ينعمون بالحياة كما يحلو لهم. عندما كان يتم تكليفهم بالتبعية من قبل حرس الحدود التابعين للدولة العثمانية، كانوا يقولون إننا تابعون للدولة الإيرانية، وعندما كان حرس الحدود التابعون للدولة الإيرانية يطلبون منهم الرسوم الرعوية، كانوا يجيبون بأننا تابعون للدولة العثمانية وتحت حمايتها. استمر هذا الوضع على حدود الدولتين لسنوات، وكانوا يرتكبون باستمرار أعمال الشغب والفساد. كانوا يقضون ستة أشهر في الخريف والشتاء في المناطق الدافئة في العراق، وستة أشهر في الربيع والصيف في المصايف الکوردية. كانت خيامهم وأغنامهم ومواشيهم تسبب مشقة كبيرة لسكان القرى الکوردية أثناء ذهابهم وإيابهم (سنندجی، ١٩٩٦: 326). وهنالك عدة الحوادث والبراهين التاريخية على الصراعات بين عشیرة الجاف وحكام أردلان في لواء کوردستان: في عام 1809، هاجمت عشیرة الجاف شهرزور أراضي لواء کوردستان بشكل مستقل وارتكبت بعض أعمال الشغب والفساد، مما دفع أمان الله خان والي أردلان إلى إرسال مجموعة من الجنود لمواجهتهم، وتمكنوا من طرد الجاف (سنندجی، ١٩٩٦: 189). بعد اثنتي عشرة سنة، في عام 1821، دخلت عشیرة الجاف الحدود الإيرانية، ويكتب سنندجي عن ذلك: "دخلت فروع عشیرة الجاف لواء کوردستان بإيعاز من محمود باشا وبدأت في أعمال الشغب والفساد، وتقدم سكان مريوان بشكوى إلى أمان الله خان الوالي، فاشتد غضب الوالي وقرر تأديب الجاف، وقام بمحاصرتهم فجأة بالقرب من مريوان. بعد الاشتباكات، قُتل عدد من أشرار الجاف وأُسر عدد قليل، وتمت مصادرة جميع ممتلكاتهم، وحصل جيش لواء کوردستان على ما يقرب من مليوني رأس من الأغنام والمواشي والنقود، ولم تتعرض فروع عشیرة الجاف لمثل هذه الخسائر في أي مدة أخرى" (سنندجی، ١٩٩٦: 193). وفي ربيع عام 1853، دخلت فروع عشیرة الجاف لواء کوردستان، وقدم أمان الله خان الثاني الأردلاني تقريرًا إلى حكومة القاجار، التي أصدرت بدورها أمرًا بقمع عشیرة الجاف، وفي هجوم مشترك بين أمان الله خان وحسن علي خان وخان أحمد خان وإسماعيل خان الأشقاء ونجفقلي خان، تعرض الجاف لهزيمة شديدة وفروا، وأُسر وقتل عدد منهم (سنندجی، ١٩٩٦: 254-255). هذه المشاكل والصراعات بين حكام الدولة الإيرانية والحكام والوجهاء مع عشیرة الجاف العراقية مذكورة أيضًا في الوثائق والمراسلات من خلال عهد حکم القاجار.

            في إحدى الرسائل المؤرخة يوليو 1885، التي كتبها ميرزا يوسف أشتياني الصدر الأعظم لناصرالدين شاه القاجاري إلى ظل السلطان حاكم أصفهان، ورد أن عشیرة الجاف اعترضت قافلة كانت تنقل بضائع وسلعًا من همدان إلى ساوجبلاغ (مهاباد)، واستولت على 18 بغلًا وسرقت الكثير من البضائع. وكتب في الرسالة أن عشیرة الجاف ترتكب الكثير من أعمال الشغب، ولا ينبغي تركها وشأنها، بل يجب إيجاد حل لردع هذه الأعمال الشريرة (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 006371/295). ورد ظل السلطان على الرسالة قائلًا إنه أرسل ثلاثة آلاف تومان([ii])لتغطية نفقات القوات العسكرية والبنادق للحفاظ على النظام والأمن على حدود لواء کوردستان، وأرسل أيضًا برقية إلى احتشام السلطنة حاكم لواء کوردستان لمعرفة من يحرض عشیرة الجاف على هذه الأعمال ومن يساعدهم، واقترح ظل السلطان في الرسالة ضرورة الرد بالمثل وقمع العشیرة، لأنها لا تلتزم كثيرًا بأوامر الدولة العثمانية (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 006371/295). في رسالة أُرسلت من البلاط القاجاري في طهران إلى ظل السلطان حاكم أصفهان في يوليو 1885، تناولت أنباء من لواء کوردستان تفيد بأن عشیرة الجاف ترتكب الكثير من أعمال الشغب والفساد، وأنها نهبت العديد من القرى،واشار البلاط بما ان الدولة العثمانية لم تتخذ اي اجراء تاديبي ضد العشيرة المذكورة لذا من الافضل ان تبادروا انتم بالأنتقام منها، اما في کرمنشاە فقد تجمعت عشائر كلهر وگوران في كرند وقدموا شكاوى، فما القصة وما هي التقارير التي يجب إرسالها؟ ورد ظل السلطان على هذه الرسالة بتقرير يفيد بأن حوالي ثلاثة آلاف من رجال الشرطة والبنادق ومائتي فارس كانوا حاضرين على الحدود، لكن الجاف هاجموا قافلة تجارية فجأة من طرق أخرى، وأصابوا عدة أشخاص وسرقوا عدة رؤوس من الأبقار والحمير وبعض البضائع والسلع. لكن قوات الحدود تعقبتهم واستعادت حوالي اثنتي عشرة حزمة من البضائع وأعادتها إلى أصحابها. وعقب ذلك،  تفرقت عشیرة الجاف وهربت، وتمركزت قوات الأمن على الحدود، ووجه احتشام السلطنة حاكم لواء کوردستان ضربة للجاف جعلتهم لا يجرؤون على دخول أراضي لواء کوردستان مرة أخرى (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 006376/295).

في رسالة أخری کتبها ميرزا يوسف أشتياني الصدر الأعظم لناصرالدين شاه القاجاري إلى ظل السلطان حاكم أصفهان، تحدث عن انعدام الأمن في لواء کوردستان بسبب غارات وهجمات الجاف على الحدود الإيرانية في لواء کوردستان بسبب إهمال احتشام السلطنة، لكن ظل السلطان دافع عن احتشام السلطنة بالكامل وذكر إجراءاته في قمع الجاف. وأكد ظل السلطان في هذه الرسالة أنه عندما أراد احتشام السلطنة أن يصبح حاكم لواء کوردستان، قدم له التعليمات اللازمة بشأن تأمين حدود لواء کوردستان وعدم إعطاء الذرائع للعثمانيين (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 006378/295). يبدو أن حاكم لواء کوردستان في ذلك الوقت، احتشام السلطنة، لم يكن قادرًا على التعامل مع غارات عشیرة الجاف المتكررة في أراضي لواء کوردستان والمشاكل التي تسببوا فيها لسكان لواء کوردستان. هذا واضح تمامًا في رسالة الانتقاد التي كتبها ميرزا يوسف أشتياني الصدر الأعظم لناصرالدين شاه القاجاري إلى ظل السلطان. جاء في جزء من هذه الرسالة: وفقًا للأخبار التي وردت من لواء کوردستان، فإن عشیرة الجاف ترتكب أعمالًا شريرة وقتلًا ونهبًا في لواء کوردستان بأقصى قوة ممكنة، بما في ذلك قضية زردك حيث نهبوا 300 رأس من الأغنام. لقد نهبوا قرية ميشي وقتلوا شخصًا... الشيخ حسين، وهو من المشايخ المحترمين، أصيب برصاصة، ويقال إنهم نهبوا قرية حصار سفيد، ونهبوا قرية كلكان ملك التجار مرتين، وسرقوا حوالي ألفي حمار وبقرة وقتلوا أربعة رجال وامرأتين، وجرحوا أربعة عشر شخصًا ... لماذا سمحتم للجاف بدخول أراضي لواء کوردستان لارتكاب كل هذه الأعمال الشريرة؟ أين هي أفواج لواء کوردستان التي تتحدثون عنها؟ أين هي أفواج وفرسان حضرة صاحب السمو التي لا تمنع هذه الأعمال الشريرة التي يرتكبها الجاف؟ يجب على حرس الحدود والحكام أن يمنعوا حدوث مثل هذه الأحداث. بالطبع يجب أن يفرضوا نظامًا كاملًا في لواء کوردستان (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 006375/295).

         في عام 1886، تم كتابة رسالة من حكومة لواء کوردستان إلى وزارة الداخلية الإيرانية، قدمت فيها تقريرًا عن غارات عشیرة الجاف المتكررة على أراضي لواء کوردستان ایران ومواجهتها، وسيتم الإشارة إلى جزء منها أدناه: "عشائر الجاف، الذين يبلغ عددهم عدة آلاف من الأسر والفروع، والذين يأتون إلى لواء کوردستان كل عام في فصل الربيع منذ أكثر من سبعين عامًا كمرعى صيفي للأغنام، ويستفيدون من المناخ والمراعي المتنوعة والخيرات الوفيرة للأراضي الإيرانية، وبدلًا من أن يكونوا ممتنين وأن يحسنوا معاملة سكان لواء کوردستان، فإنهم يلجأون إلى النهب والقتل" (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 2566/290). ويتابع التقرير أنه عندما منع فرهاد ميرزا معتمد الدولة حاكم لواء کوردستان الجاف من دخول الى اراضي لواء کوردستان، ولم يتمكن الجاف من تجاوز الحدود بين الدولتين الإيرانية والعثمانية، بل کان علیهم دفع ١٢ ألف تومان سنويًا لمعتمد الدولة للسماح لهم بدخول إيران والاستفادة من مراعیها. وفي نهاية التقرير، ذُكر أن عشیرة الجاف وفروعها كانت دائمًا تسبب الضرر والمتاعب ولم تكن لها أي فائدة للواء کوردستان، وأفضل دليل على ذلك هو سليمان حمه جان الجاف ورغزادي، اللذين تسببا في الكثير من المتاعب والضرر للدولة خلال هذه السنوات الثلاث أو الأربع الماضية (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 2566/290). في مايو 1886، كتب مخبر الدولة، أحد حكام القاجار، رسالة إلى إقبال الملك حاكم لواء کوردستان، يطلب منه تقريرًا عن دخول الجاف إلى الأراضي الإيرانية. ورد إقبال الملك على الرسالة قائلًا إن الجاف لم يأتوا إلى المنطقة، وأن الدولة العثمانية منعت تحركهم من شهرزور باتجاه إيران، وتم إرسال جواسيس من طرفنا إلى عشائر الجاف لإرسال أي أخبار بخصوص تحركاتهم وتنقلاتهم، وأكد إقبال الملك في الرسالة أنه حتى اليوم لم ترد أخبار عن تحرك عشائر الجاف من العراق باتجاه إيران، وأن حدود لواء کوردستان تنعم بالنظام والأمن الكاملين (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 007059/295). بعد ذلك، يبدو من رسالة أُرسلت من طهران إلى إقبال الملك أن الأخیر لم يتخذ أي إجراء ضد الجاف ولم يمنع دخولهم إلى الأراضي الإيرانية.

        في هذه الرسالة، تم انتقاد إقبال الملك بشدة لعدم إرساله الجیش وقواته إلى الحدود وإبقائهم في سنندج، ونصحه بعدم دخول الأراضي العثمانية على الإطلاق، کما تم تهدید إقبال الملك بقطع رأسه إذا دخل شخص واحد من عشیرة الجاف إلى الأراضي الإيرانية (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 007055/295). ردًا على هذه الرسالة شدید اللهجة، كتب إقبال الملك أنه لم يرتكب أي تقصير أو إهمال، وأنه اتخذ الإجراءات اللازمة بعد تنصيبه حاكماً في لواء کوردستان، وقام بتعزيز الأمور الحدودية والتحصينات اللازمة في معابر عشائر الجاف بالبنادق، وأرسل مسؤولين إلى مريوان وهورامان وسقز وبانه وتيلكوه وخورخوره، وأغلق طريق دخول عشائر الجاف إلى إيران، وذكر أنه إذا دخلت أسرة واحدة من عشائر الجاف إلى الحدود الإيرانية، فإنه (إقبال الملك) سيكون مسؤولًا، وقدم تقريرًا عن عدد القوات والبنادق المرسلة إلى حدود لواء کوردستان، وهي أماكن دخول عشائر الجاف، وتعهد بتأمين النظام والأمن على حدود لواء کوردستان (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 007055/295). رد البلاط القاجاري في طهران على رد إقبال الملك کما یلي: "الآن، ما أطلبه منك هو شيئان يجب عليك مراقبتهما حتى لا يحدث انتهاك. الأول هو منع تعدي الجاف على أراضي لواء کوردستان، بحيث لا يدخل شخص واحد من الجاف شبرًا واحدًا داخل أراضي لواء کوردستان، وإذا دخل، فستتم محاسبتك أنت ومسؤولي الجيش بشدة، وإذا خرقوا هذا القانون و عبروا الحدود، فيجب عليكم قتلهم ومعاقبتهم وطردهم بقوة السيف والبنادق إلى أراضيهم. والآخر هو عدم السماح لشخص واحد من جيشنا، سواء كان من الجيش المكلف أو من جيش الشرطة أو غيرهم من لواء کوردستان نفسها، بالتعدي على الأراضي الأصلية للدولة العثمانية على الإطلاق، وفي حالة المخالفة، ستتم محاسبتك بشدة، وفي حالة تنفيذك لهذا الطلب كما هو، ولم تتعدى عشيرة الجاف حدودنا، فستحظى بالرحمة والعطف" (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 007058/295).

         يظهر من تقارير حكومية تعود الى العهد قاجاري ان جميع حكام لواء کوردستان كانوا متورطين في قضية الجاف. على سبيل المثال، يكتب سالار الملك، القائم بأعمال حكومة سقز، في تقرير إلى نائب ولاية لواء کوردستان، أنه منذ فترة طويلة جاءت عشائر الجاف، التي يزيد عددها عن خمسة آلاف شخص، إلى الحدود الإيرانية وكانت لديهم نية ارتكاب أعمال شريرة وتعدي، لهذا السبب تم إبلاغ رئيس جيش سقز وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنعهم وطردهم، وبمساعدته يتم العمل بطريقة لا تخل بالنظام والأمن (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 002971/290). في بعض الأحيان، كان رجال الدولة القاجاريون يحاولون استمالة رؤساء عشیرة الجاف إلى جانبهم. على سبيل المثال، من أجل استمالة عشیرة الجاف واسترضائهم، رحبت الحكومة الإيرانية بمقدمهم، ومنح ناصرالدين شاه القاجاري لقب خاني لمحمد باشا الجاف وأعطاه إمارة زهاب (جاف، 2012: 58). کما أن مظفر الدين شاه القاجاري أرسل لقب خاني مع هدايا وتحف قيمة لمحمود باشا الجاف في عام 1902 (جاف، 2012: 68-69). ورد في إحدی الوثائق الحکومیة، ورد أن البلاط في طهران أمر مؤيد الدولة حاكم كيلان بإبلاغه إذا كان محمود باشا رئيس عشیرة الجاف قد تحرك نحو مدینة رشت، وأن يتعامل معه ومع مرافقيه باحترام (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 021408/296).

       توجد معلومات في الوثائق المنشورة حول تعديات عشیرة الجاف على لواء کوردستان، ولتجنب الإطالة، سيتم ذكر حالتين فقط. في تقرير تلغرافي أرسل إلى وزارة الخارجية الإیرانیة في عام 1899، ورد أن أربع فروع من الجاف، وهي عملة وهاروني وشكي وبداغي، وهي جزء من فروع عشیرة الجاف المرادي، تعدت حدودها ودخلت الأراضي الإيرانية ووصلت إلى أراضي زهاب بحثًا عن مراعي الرعي وتسببت في مشاكل (فاروقی، ٢٠٠٤: 71). في رسالة كتبها معتمد الإسلام الکوردستاني إلى مجلس الشورى الوطني الإيراني في مارس 1911، اشتكى من نهب وتعدي عشیرة الجاف على لواء کوردستان: "جاء أشرار الجاف إلى لواء کوردستان ودمروا كل شيء وعادوا إلى الأراضي العثمانية"، ولكن لم يتم اتخاذ أي إجراء خاص لصد تعديهم (آذزی شهرضائی، ٢٠٠٦: 51-61).

        لم يتم حل مسألة تعديات عشیرة الجاف العراقية على الأراضي الإيرانية ولواء کوردستان في فترة القاجار فحسب، بل استمرت عشائر الجاف في أعمالها داخل الحدود الإيرانية، وامتدت هذه المسألة إلى عهد بهلوي أيضًا، وسيتم تناولها في التقارير الحكومية ووثائقها الغير منشورة التي تعود الى عهد البهلوي.

    ثالثاً : رد فعل الحكومة الايرانية على تجاوزات عشیرة الجاف داخل الأراضي الإيرانية

         في المدة التاریخیة (1925-١٩٦٠)، استمرت مسألة دخول عشیرة الجاف إلى إيران والمشاكل التي نشأت نتيجة دخولهم ووجودهم في إيران، ولكن يبدو أن المشاكل والصراعات بين عشیرة الجاف والحكام الإيرانيين وحكام ووجهاء لواء کوردستان قلت مقارنة بفترة القاجار، وكانت معظم الخلافات تدور حول الضرائب ورسوم الرعي وكيفية استخدامهم للمراعي الإيرانية. تناولت الوثائق والمستندات التي تم الحصول عليها من فترة بهلوي هذه المسألة. نظرًا لأن تركيز البحث ينصب على استخدام الوثائق غير المنشورة، فسيتم تناول هذه المسألة بناءً على هذه التقاریر الحکومیة.

         كما ذكرنا، تسببت عشیرة الجاف في أضرار وإزعاج أقل للناس خلال حكم البهلوي مقارنة بعهد القاجاري، ولكن هذا لا يعني أنهم لم يتسببوا في أي نوع من الأضرار لأراضي لواء کوردستان أن هناك. تقارير من الوثائق المتاحة تفيد بأن المسؤولين الإيرانيين اشتكوا من سلوك بعض أفراد عشیرة الجاف. فقد جاء في جزء من تقرير لواء کوردستان لعام 1931، أن عشیرة الجاف دخلت لواء کوردستان بحرية وتفرقت في منطقة واسعة، رغم ذلك لم تقدم على دفع دينار واحد كضرائب ورسوم مراعي، فقد مارسوا جميع أنواع الضغوط على السكان والرعايا ونهبوا ممتلكات الناس واستولوا على القرى ومناطق السكان (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 017809/240). كما جاء في تقرير حكومية من نفس السنة، وهي رسالة من وزارة المالية إلى وزارة الحرب أنه "نظرًا للأضرار التي تسببها عشیرة الجاف لسكان الحدود الغربية عند دخولهم الأراضي الإيرانية، يتم منع دخول العشیرة المذكورة إلى الأراضي الإيرانية" (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 017809/240).

        تجدر الإشارة إلى أن الحكومة البهلوية حاولت حل مشكلة دخول عشیرة الجاف إلى داخل الحدود الإيرانية من خلال تحديد الضرائب وتحصيل رسوم الرعي منهم، ويلاحظ ان غالبية  التقارير والوثائق الحكومية تشير الى هذه المسألة وبعبارة أخرى، جعلوا دفع الضرائب ورسوم الرعي شرطًا لدخول عشیرة الجاف إلى إيران واستخدام المراعي. ففي رسالة كتبها محاسب مالية لواء کوردستان إلى وزارة المالية، تم التأكيد على أنه سيتم إرسال مجموعة من الجنود ومجموعة من القوات العشائرية إلى حدود بانه وسقز ومريوان، وهي مداخل عشیرة الجاف، لمنع دخول عشیرة الجاف دون دفع ضرائب رسوم الرعي (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 17264/240). فضلا عن ذلك، تم ذكر شروط أخرى لدخول العشائر إلى إيران في الوثائق. في رسالة كتبتها وزارة الخارجية الإيرانية إلى السفارة العراقية في طهران في 27 فبراير 1932، ذكرت أن عشیرة الجاف ليس لها أي حق في استخدام مراعي الأراضي الإيرانية، وأنها فقط بناءً على طلب من الحكومة العراقية يتم السماح لهم بدخول إيران، وفضلا عن دفع الضرائب ورسوم الرعي، لذا يجب عليها استيفاء هذا الشرط ويتم نزع سلاحها من قبل الحكومة العراقية قبل دخول الاراضي الإيرانية (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 017809/240). هنا الی جانب أنە، يحق للحكومة الإيرانية اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على الأمن على حدودها ولها سلطة كاملة لتحصيل الضرائب والرسوم التي يجب على العشائر المذكورة دفعها وفقًا للقوانين الإيرانية السارية (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 017809/240).

     فإن مقدار الضرائب ورسوم الرعي ورسوم المراعي التي دفعتها عشیرة الجاف للحكومة الإيرانية ليس واضحًا تمامًا في الوثائق، وتم ذكر أرقام مختلفة. ویبدوا ان مقدار الضرائب التي  جمعتها الحكومة الإيرانية بين عامي 1925-1929 من عشيرة الجاف كان خمسين الف تومان (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 017264/240). في إحدى الوثائق المتعلقة بضرائب عشیرة الجاف، ورد أنه سيتم تحصيل عشر شاهيات([iii]) عن كل خروف عند الدخول للرعي في الأراضي الإيرانية (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 017264/240). صدرت تعليمات للمسؤولين بالتعامل بلطف مع عشائر الجاف عند تحصيل الضرائب منهم، وتجنب أي سوء سلوك أو إساءة معاملة تجاه عشیرة الجاف، وعدم تحصيل مبلغ أكبر من الحد المحدد منهم (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 017264/240). على الرغم من أن وزارة المالية الإيرانية كانت ترى أنه يجب تحصيل رسوم المراعي من أغنام ومواشي العشیرة وفقًا لقانون ضرائب الأملاك الإقطاعية والقرار رقم 1304 الشمسي/ 1925، إلا أن عشیرة الجاف اعتقدوا أن التعداد غير ممكن لأن تعداد الأغنام يتسبب في ضياع الوقت وتوقف العشیرة، مما يؤدي إلى نفوق الأغنام، وأنه من الأفضل تحصيل رسوم الرعي بناءً على إيصالات الضرائب الحكومية العراقية التي بحوزتهم، ودفع عشرين بالمائة من إجمالي رسوم الرعي للمواشي وخمسة بالمائة من إجمالي رسوم الرعي كرسوم جمركية (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 026059/240). ويتابع المستند أن الحكومة الإيرانية لم تقبل ذلك. ولكن في مستند آخر مؤرخ في 3 مايو 1934، تمت الموافقة على مقترحات بعض عشائر الجاف بشأن دفع رسوم الرعي. ومن بينها أنه إذا كان لدى عشائر الجاف إيصالات ضريبية عراقية، فإنها تعدّ مقبولة ولا حاجة للتعداد، وبالنسبة للرسوم الجمركية، يتم تحصيل خمسة بالمائة من إجمالي رسوم المراعي، سواء للأغنام أو الماشية. فضلا عن ذلك، يتم تحصيل خُمس ضرائب الأغنام من كل عشیرة. كما تم وضع شرط أنه إذا قام بعض أفراد العشیرة بإدخال أغنامهم ومواشيهم إلى الأراضي الإيرانية تهريبًا، فسيتم تحصيل ضعف رسوم المراعي المقررة منهم (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 026059/240). کما جاء في رسالة صادرة من وزارة المالية إلى إدارة مالية سقز وبانه، أن المسؤولين يجب أن يحاولوا تحصيل رسوم المراعي من عشیرة الجاف عند دخولهم إيران، لأنه في حالة دخولهم إيران واستقرارهم في المراعي، يصعب تحصيل رسوم المراعي منهم (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 017264/240). ويتابع الخطاب أن فرع گلالي (من فروع عشیرة الجاف العراقية) مستعدة لدفع مائتي ليرة کي لا تخالف القانون لأنها تملك أراضي في خورخوره، لكن الفروع الأخرى لاتحظی بالثقة نفسها (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 017264/240).

          نظرًا لأن وقت دخولهم إلى الأراضي الإيرانية كان يتم كل عام في شهر یونیو، كان عليهم إرسال ممثلهم الرسمي قبل دخولهم الأراضي الإیرانیة لإبرام اتفاقية بشأن رسوم الرعي. في إحدى الوثائق المؤرخة 31 مارس 1931، ورد أن رسالة أُرسلت من وزارة المالية إلى وزارة الخارجية الإيرانية، وذكر فيها أنه "يجب إبلاغ الحكومة العراقية عن طريق تلك الوزارة (الخارجية) لتقديم ممثلها الرسمي في مريوان بحلول الأول من مايو للقاء محاسب مالية لواء کوردستان والاتفاق على تحصيل رسوم الرعي لهذا العام (1931) وبقايا عام 1930 (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 017264/240). في إحدى الوثائق الهامة جدًا لعام 1928، تم تقديم كشف مدفوعات بعض فروع عشیرة الجاف، إذ تعهد توفيق آغا، رئيس فرع گلالي وممثل عشیرة الجاف بأكملها، بتحصيل رسوم المراعي التالية من فروع عشیرة الجاف ودفعها للحكومة الإيرانية (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 017264/240).


 

اسم العشيرة

المبلغ المدفوع بالليرة

ترخاني

130

گلالي

100

میکائیلی

230

اسماعیل عزیري

175

کمالي

65

شاتري

250

هاروني

225

رخزادي

150

 


       في وثيقة أخرى، ورد أن الحاج قادر رئيس فرع رخزادي دفع 150 ليرة كرسوم مراعي للحكومة الإيرانية (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 017809/240). کما أشار التقریر الحکومي الی أنه تقرر أن تدفع عشائر الجاف 1300 ليرة للحكومة الإيرانية مقابل الرسوم الجمركية ورسوم المراعي، وأن يتم تحصيل قرانين عن كل خروف يبلغ من العمر عامين، وقران ونصف عن كل ماعز، وخمسة قرانات([iv])عن كل حصان وجاموس وبغل، وثلاثة قرانات عن كل حمار (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 017809/240).

       النقطة المهمة فيما يتعلق بتحصيل الضرائب ورسوم الرعي ورسوم المراعي من عشیرة الجاف هي أن وزارة المالية الإيرانية أمرت في عام 1931 بتحصيل الضرائب وغيرها منهم بالليرة وليس بالقران في وثائق فترة بهلوي الأولى، وهنا برزت بعض المشاكل التي تسببت فيها عدة فروع من عشیرة الجاف في إيران، بما في ذلك التهريب. على سبيل المثال ورد في احدى التقارير الحكومية التي تعود لعام 1928 أنه كان هنالك اشتباك بين مسؤولي الجمارك في سقز مع بعض المهربيين من عشيرة الجاف (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 043277/240). يبدو أن عشیرة الجاف كانت تسبب مشاكل داخل الأراضي الإيرانية، ولهذا السبب أعلنت الحكومة الإيرانية في عام 1936 أنها لا توافق هذا العام على دخول عشیرة الجاف إلى الأراضي الإيرانية (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 004553/240).

     لم تتغير سياسات الحكومة الإيرانية في فترة بهلوي الثانية (1941-1979) تجاه عشیرة الجاف العراقية كثيرًا، وكانت تقريبًا استمرارًا لنفس سياسات وآليات عهد بهلوي الأولى. ولكن يبدو أنه في فترة بهلوي الثانية، تسببت عشائر الجاف في مشاكل أكبر في الأراضي الإيرانية مقارنة بفترة بهلوي الأولى. يمكن ملاحظة أمثلة على ذلك في وثائق فترة بهلوي الثانية. في هذا الصدد، جاء في إحدى الوثائق المؤرخة 10 سبتمبر 1942: "دخلت عشائر الجاف الأراضي الإيرانية بحثًا عن مراعي الرعي بسبب الغلاء الفاحش في الأراضي العراقية، واعتدت على الرعايا الحدوديين. لقد استولت العشائر المذكورة في الماضي على ممتلكات الرعايا الحدوديين بأسعار منخفضة وبالقوة، وبالإضافة إلى إفساد أخلاق سكان تلك المناطق، فإنهم يرفضون دفع الضرائب أيضًا" (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 075736/240). كان سليمان الجاف ورفاقه من عشائر الجاف الذين تسببوا في مشاكل كثيرة في أراضي لواء کوردستان، وانعكست اعتداءاتهم وأفعالهم في تقاریر الحکومیة لعهد البهلوي الثاني.

       في 6 مايو 1946، في ممر بير عمران، صادف شخص يدعى فتح الله عدة أشخاص من أتباع سليمان الجاف الذين تعدوا على الأراضي الإيرانية بهدف السرقة، فقتله هؤلاء اللصوص من الجاف وسرقوا سلاحه (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 6597/290). في وثيقة أخرى لم يذكر تاريخها، تم الحديث عن سرقة سليمان الجاف في أراضي لواء کوردستان، وكذلك عن خلق حالة من انعدام الأمن في مدينة بانه من قبل شخص يدعى محمد ريشة المعروف (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 6597/290). في وثقیة مؤرخة ٣ أغسطس ١٩٤٦، ورد أن أربعة أشخاص معروفين الهوية من أتباع سليمان الجاف تعدوا على الأراضي الإيرانية وسرقوا بندقيتين وحصانين في منطقة مريوان (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 6597/290). في وثيقة تابعة لوزارة الخارجية الإيرانية بتاريخ 17 نوفمبر 1946، تم الحديث عن اشتباك محمد صديق نجل سليمان الجاف مع جنود فوج الفرسان البهلوي (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 6597/290). في وثيقة أخرى، وهي تقرير من النقيب سعيدي في لواء کوردستان، ورد أن محمد صديق نجل سليمان الجاف ورفاقه فروا إلى الأراضي العراقية بعد اشتباكهم مع فوج الفرسان البهلوي وإضرام النار في قرية لم يذكر اسمها في الوثيقة (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 6597/290). في إحدى الوثائق السرية التي كتبها محافظ مدينة مراغة إلى قيادة الدرك في مياندوآب [میاندوآو] في يوليو 1948، ضمن تقرير عن تعديات سليمان الجاف ورفاقه على أراضي لواء کوردستان، أعلن أن قوات الدرك في مياندوآب يجب أن تكون على أهبة الاستعداد لمنع تكرار مثل هذه المخاطر (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 215/290).

       لمنع تعديات سليمان الجاف ورفاقه على الأراضي الإيرانية، طلبت السفارة الإيرانية في بغداد من وزارة الخارجية العراقية في رسالة في سبتمبر 1946 ترحيل سليمان الجاف إلى مناطق بعيدة عن الحدود: "في هذا الوقت الذي يبدي فيه مسؤولو البلدين اهتمامًا خاصًا بإرساء الأمن في المناطق الحدودية، ولاسيّما في منطقة لواء کوردستان، فإن إحدى القضايا التي تستحق اهتمامًا خاصًا هي قضية سليمان الجاف. نظرًا لأن هذا الشخص يقيم بالقرب من الحدود، فإنه يخلق باستمرار أسبابًا لتعطيل الأمور الحدودية ويقوم بتعديات متكررة عن طريق ابنه محمد صديق وغيره من أتباعه، مما يحرم الحدود من الهدوء. ترى السلطات التابعة للدولة الشاهنشاهية أن الوسيلة الفعالة الوحيدة لمنع عملياته هي إبعاد المذكور عن الحدود ونقله من قرية ميشاب [میچاڤ] إلى داخل العراق، حتى لا يتمكن من مواصلة تعدياته بسبب قربه من خط الحدود. يرجى إيلاء اهتمام خاص لهذه القضية المهمة وترتيب إبعاد سليمان الجاف عن الحدود ونقله إلى داخل البلاد، حتى يتم توفير الراحة لرعايا الحدود ومنع تعدياته المتكررة" (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 2177/290). في فترة بهلوي الثانية أيضًا، لم يكن بإمكان عشائر الجاف دخول الأراضي الإيرانية إلا إذا التزموا بأنظمة الحكومة الإيرانية ودفعوا رسوم الرعي. في إحدى وثائق هذه الفترة لعام 1942، الصادرة عن وزارة المالية والموجهة إلى هيئة الأركان العامة للجيش، ورد ما يلي: "في هذا الوقت الذي دخل فيه الجاف الأراضي الإيرانية، ولمنع أي اشتباكات، يُسمح للعشائر التي تلتزم بأنظمة الحكومة الإيرانية وفقًا للوائح وزارة المالية وتدفع رسوم الرعي بالدخول إلى الأراضي الإيرانية هذا العام أيضًا، وفي الوقت نفسه، يتم قمع وإبادة العشائر التي تدخل الأراضي الإيرانية بشكل تعسفي دون قبول شروط الدخول وبأسلحة" (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 07536/240).

      في هذا الصدد، ورد في تقریر مؤرخة 22 أبريل 1942، صادر عن وزارة المالية إلى وزارة الخارجية: "منذ فترة، دخلت مجموعة من العشائر العراقية (الجاف) الأراضي الإيرانیة لرعي أغنامها، ونظرًا لأنهم كانوا جميعًا مسلحين، لم تتخذ قوات الأمن المحلية أي إجراء لمنعهم. يجب إصدار أوامر إلى قوات الأمن في كرمانشاه والحدود لإلزام العشائر بتنفيذ لوائح لائحة الرعي، ويجب على القادة العسكريين منع العشائر العراقية من استخدام المراعي اللازمة للعشائر الداخلية، ما لم يتم منحهم إذنًا بالدخول لفترة محددة بعد إجراء تعداد كامل للماشية وتحصيل رسوم الرعي، ويجب إجراء المراقبة اللازمة من قبل قوات الأمن للتأكد من عدم تجاوزهم الحدود المحددة لهم إلى الداخل" (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 07536/290). في يوليو 1954، قدم المدير العام لمؤسسة خالصات التابعة لوزارة الزراعة مقترحات بشأن لائحة دخول العشائر الأجنبية، ولاسيّما عشائر الجاف، إلى إيران: 1- تحديد نقطة الحدود التي تدخل منها العشائر إلى البلاد وأي من المراعي الحكومية سترعى فيها. 2- قبل دخول العشایر، إذا كانت العشائر ستستخدم المراعي الحكومية، يتم تنفيذ لائحة رعي العشائر الأجنبية من حيث تحصيل رسوم الرعي ورسوم الخدمات البيطرية. 3- يجب أن تكون الأغنام والماشية الداخلة مصحوبة بشهادة من السلطات المختصة في العراق ومصدقة من سفارة أو قنصلية الإيرانية، والتي على أساسها يتم تحصيل رسوم الرعي، وإلا يتم التصرف وفقًا لأوامر اللائحة، وبمساعدة ضباط إنفاذ القانون وإنشاء قواعد في الممرات ومناطق الدخول، يتم تحصيل رسوم الرعي على أساس السعر المعتمد على النحو التالي: جمل للرأس الواحد: 51 ريال؛ فرس: 41 ريال؛ حصان وبغل: 31 ريال؛ بقرة وجاموس: 25 ريال؛ حمار وخروف: 6 ريال؛ ماعز: 4.5 ريال. 4- لمنع تهريب الأغنام والحفاظ على دخل الرعي الحكومي، يجب إجراء تعداد دقيق للأغنام والماشية عند الخروج من البلاد (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 031931/320). في اجتماع مجلس الوزراء بتاریخ ٣ دیسمبر ١٩٦٠، تم اعتماد معدل تحصيل رسوم الرعي من المراعي الحكومية على النحو التالي: خروف: 20 ريال للرأس الواحد؛ ماعز: 22 ريال للرأس الواحد؛ بقرة وجاموس: 4.5 ريال للرأس الواحد؛ حصان وبغل: 50 ريال للرأس الواحد؛ جمل: 60 ريال للفرد الواحد (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 092612/240).

        في بعض السنوات، يبدو أن الحكومة الإيرانية لم تسمح لعشائر الجاف بالدخول إلى إيران. على سبيل المثال، في يوليو 1952، صدرت رسالة تنص على أنه "نظرًا لأن عشیرة الجاف العراقية لديها سجل من الأعمال الشريرة في الأراضي الإيرانية، لم تتم الموافقة على دخول المذكورين (عشیرة الجاف) إلى الأراضي الإيرانية" (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 031931/320). النقطة التي تظهر في وثائق هذه الفترة فيما يتعلق باستخدام عشائر الجاف للمراعي الإيرانية هي تحديد مناطق دخول العشائر ومناطق المراعي التي يستخدمونها، والتي حددتها الحكومة الإيرانية في أراضي لواء کوردستان (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 031931/320). كان الدخول إلى إيران بدون أسلحة ومصاحبة الماشية فقط من اللوائح المهمة لدخول عشیرة الجاف إلى الأراضي الإيرانية: "صدرت التعليمات اللازمة إلى ضباط الحدود لاتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر في تنفيذ هذا الأمر. ستدخل العشائر مصحوبة بماشيتها فقط وبدون أسلحة، وسيتم إخراج المخالفين من الأراضي الإيرانية" (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 031931/320). في البرقيات التي أرسلتها مؤسسة خالصجات التابعة لوزارة الزراعة إلى مدن أرومية ومهاباد وكرمانشاه، تم التأكيد على تشكيل لجنة بحضور ممثلي حرس الحدود والجيش والجمارك والخدمات البيطرية، والقيام بالتعداد وتحصيل رسوم الرعي ورسوم الخدمات البيطرية وفقًا لأحكام لائحة الرعي (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 031931/320).

        في فترة بهلوي الثانية، فضلا عن لائحة رعي الأغنام والماشية الأجنبية، تم في بعض الأحيان تشكيل لجنة لإصدار تصاريح لدخول عشائر الجاف إلى الأراضي الإيرانية. على سبيل المثال، في 8 يوليو 1954، تم تشكيل لجنة تحت إشراف نائب وزير الخارجية الإيراني مع ممثلين عن مدن سنندج وكرمانشاه وسقز، وممثلين عن هيئة الأركان العامة للجيش ووزارة الداخلية وحرس الحدود التابع لوزارة الدفاع الوطني ورئيس إدارة الشؤون الحدودية والفنية، وأعلنت هذه اللجنة موافقتها على دخول عشائر الجاف العراقية إلى المراعي الإيرانية بالشروط التالية:

1- أخذ الأسلحة الكاملة لعشائر الجاف عند دخول إيران. 2- اقتصار دخولهم إلى الأراضي الإيرانية من نقاط معينة. 3- التوقف للرعي في نقاط معينة ولمدة معينة. 4- دفع رسوم الرعي لمالك المراعي وللحكومة. 5- الرقابة الصحية. 6- عدم إخراج المؤن والحبوب والأعلاف من البلاد. 7- منع دخول الأفراد الذين لديهم سجل من السوابق الجنائیة (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 031931/320). أصدرت حكومة بهلوي الثانية في 30 مارس 1959 لائحة شاملة للغاية بشأن رعي ماشية العشائر الأجنبية في الأراضي  الإيرانية، والتي شملت جمیع العشائر من ضمنها عشیرة جاف فقد جاء في 39 مادة و 14 فقرة. نظرًا لأن هذه اللائحة تتعلق مباشرة بدخول عشیرة الجاف إلى الأراضي الإيرانية واستخدامهم للمراعي الإيرانية، فسيتم تناول أهم بنود هذه اللائحة:

 1- يجب على جمیع فروع العشيرة التي ترغب في رعي أغنامها وماشيتها في المراعي الإيرانية أن تقدم، قبل ثلاثة أشهر من موسم الرعي، طلبًا يتضمن نية المغادرة واسم رئيس العشیرة وعدد الأسر مع تحديد عدد الأفراد وعدد الأغنام والماشية واسم المكان الذي تم تحديده للرعي في إيران ونقطة الحدود التي سيعبرون منها مع ذكر تاريخ الدخول ومدة الإقامة والتاريخ التقريبي للعودة، والذي تم التصديق عليه والإذن به من قبل حكومة مقدم الطلب، من خلال أقرب حارس حدود لحكومتهم إلى حارس الحدود المقابل لحدود الدولة الشاهنشاهية؛

 2- يجب على رئيس العشیرة الذي يحمل تصريح رعي الدخول الحدودي للدولة الشاهنشاهية أن يسافر شخصيًا إلى الأراضي الإيرانية قبل عشرة أيام على الأقل من دخول العشیرة وأغنامها، وأن يراجع حارس الحدود المعني ويسلمه تصريحه مع شهادة صحة أفراده وشهادة بيطرية لحيواناته؛

 3- يجب على جمیع فروع العشیرة أن یتعهدوا كتابيًا لدى حارس الحدود المعني یمنع أي اضطرابات من قبل أفراده؛

 4- لا يحق لرؤساء وأي من أفراد العشائر الذين يدخلون الأراضي الإيرانية بغرض الرعي حمل أسلحة ويجب عليهم تركها في أراضيهم؛

 5- لا يحق لماشية وأغنام العشائر استخدام سوى المراعي المذكورة في تصاريحهم، وبالتالي لا يحق لهم تجاوز المنطقة المعنية؛

 6- يتم تحصيل رسوم الرعي من الإبل والحمير والأفراس والأغنام والخيول والبغال والماعز والأبقار والجاموس؛

 7- يخضع جميع أفراد العشائر الأجنبية داخل الدولة الشاهنشاهية لأنظمة وقوانين دولة إيران؛

 8- يتم تحديد عدد الأغنام والماشية للرعي في الدولة الشاهنشاهية وكذلك بداية ونهاية موسم الرعي بموافقة الدولة الشاهنشاهية؛

 9- أي رعي للأغنام والماشية الأجنبية يتم دون مراعاة الإجراءات المتعلقة باللوائح قبل الدخول يعدّ تهريبًا ويتم التعامل مع مرتكبيه والأغنام والماشية المعنية وفقًا للوائح المتعلقة بمرتكبي التهريب والسلع المهربة؛

 10- يمكن تحصيل رسوم الرعي دفعة واحدة أو على أقساط، وفي حالة الأقساط يجب أن تكون بحيث يتم دفع القسط الأخير قبل 15 يومًا من خروج الأغنام والماشية من الأراضي الإيرانية؛

 11- إذا تبين أن رؤساء أو أفراد العشائر يتصرفون خلافًا للوائح لائحة الرعي، فسيتم منعهم من مواصلة الرعي أو منحهم إذنًا بالرعي في العام المقبل أو الأعوام الأخرى (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران، شمارە سند 092612/240).

من المؤسف ان عدم التمكن من الحصول على المزيد من التثقارير والوثائق من الارشيف الوثائقية للحكومة اللايرانية في اواخر العهد البهلوي، كان العائق الحقيقي لإلقاء الضوء على المزيد حول كيفية الألتزام عشيرة الجاف  وتقييدها باللوائح الايرانية بالنسبة لرعي و المراعي.

 النتائج

كانت قبيلة الجاف، باعتبارها واحدة من القبائل الکوردية الهامة والمؤثرة في التطورات، تحظى دائمًا بالاهتمام، وتاريخها واضح إلى حد كبير منذ العصر الصفوي. كانت قبائل الجاف التي كانت تقيم في کوردستان العراق موضوع الدراسة في هذا البحث. نظرًا لأن مهنة معظم هذه القبائل كانت تربية الماشية، فقد احتاجوا إلى مراعي جديدة لرعي ماشيتهم، وكانت منطقة کوردستان الإيرانية، نظرًا لظروفها المناخية ومراعيها المناسبة، الخيار الأفضل لهم. لذلك، كانوا يدخلون الأراضي الإيرانية سنويًا لاستخدام مراعي لواء کوردستان، ولكن نظرًا للمشاكل التي تسببوا فيها داخل الأراضي الإيرانية، فقد تسبب هذا الأمر في استياء الحكومة الإيرانية وخانات وحكام لواء کوردستان. وينعكس رد فعل الحكومة الإيرانية في العهد البهلوي على هذه القضية بشكل جيد في الوثائق ، تمت الإشارة بشكل متكرر إلى الاشتباكات بين الحكام الإيرانيين في لواء کوردستان وقبيلة الجاف. ما ينعكس في هذه الوثائق هو أن قبيلة الجاف كانت تتعدى على أراضي لواء کوردستان الإيرانية كل عام دون دفع ضرائب أو رسوم رعي أو رسوم مراعي للحكومة الإيرانية، وبينما كانوا يشتبكون مع حكام لواء کوردستان، كانوا ينهبون القرى وممتلكات الناس. كما يتضح من رسائل ونصوص هذه الوثائق، باستثناء فرهاد ميرزا معتمد الدولة حاكم لواء کوردستان الذي كان يدير هذه القضية بشكل جيد وحتى أنه كان يحصل على ضرائب من قبائل الجاف ولا يسمح لهم بخلق مشاكل، لم يكن حكام لواء کوردستان الآخرون ناجحين للغاية في منع دخولهم ومنع خلق مشاكل للناس. نقطة أخرى هي أنه في العصر القاجاري، يبدو أنه لم يكن هناك قانون خاص لدخول القبائل والعشائر الأجنبية مثل الفترة البهلوية، لأنه لم يتم ذكر ذلك في الوثائق. ولكن في عهد البهلوي الأول، حاولت الحكومة الإيرانية حل هذه المشكلة من خلال وضع قانون ولائحة لدخول القبائل والعشائر الأجنبية مثل قبيلة الجاف.

 

قائمة المصادر

١. اللغة الفارسیة:

١.١. الوئائق:

١.١.١. الوثائق غیر منشورة (سازمان اسناد و کتابخانه ملی ایران = مؤسسة الوثائق والمكتبة الوطنية الإيرانية):

رقم الوثیقة:  004553/240

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   17264/240

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   017809/240

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   026059/240

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   043277/240

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   092612/240

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   031931/320

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   215/290

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   2177/290

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   2566/290

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   002971/290

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   6597/290

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  006371/295

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   006375/295

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   006376/295

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   006378/295

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   007055/295

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   007058/295

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   007059/295

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  021408/296

 

٢.١.١. الوثائق المنشورة:

آذری شهرضائی، رضا (٢٠٠٦)، گزیده اسنادی از وقایع مشروطیت در کردستان و کرمانشاهان، تهران: کتابخانه موزه و مرکز اسناد مجلس شورای اسلامی.

٢.١. الکتب الفارسیە: 

ـــــــ افشار سیستانی، ایرج (١٩٨٧)، مقدمه‌ای بر شناخت ایل‌ها، چادرنشینان و طوایف عشایری ایران، جلد اول، تهران انتشارات مولف

ـــــــ حسین‌زاده، محمد (١٩٩٨)، تاریخچه جوانرود، کرمانشاه: انتشارات طاق بستان

ـــــــ روژبیانی، محمد جمیل (١٩٧٧)، ایل جاوان، مجموعه سخنرانی‌های هفتمین کنگره تحقیقات ایرانی، جلد چهارم به کوشش رسول دریاگشت، تهران: انتشارات دانشگاه ملی ایران

ـــــــ ریچ کلودیوس جیمز (٢٠١٧) ، سفرنامه کلودیوس جیمز ریچ (بخش مربوط به کردستان)، ترجمه و تعلیق حسن جاف، به کوشش و تصحیح فرامرز آقا بیگی، تهران: ایران شناسی

ـــــــ سلطانی، محمدعلی (١٩٩٣)، ایلات و طوایف کرمانشاهان، جلد ۲، تهران: محمدعلی سلطانی

ـــــــ سنجابی، علی اکبر (٢٠٠١)، ایل سنجابی و مجاهدت ملی ایران: خاطرات علی اکبر سنجابی سردار مقتدر، به تحریر و تحشیه کریم سنجابی، تهران: شیرازه

ـــــــ سنندجی، شکرالله (١٩٩٦)، تحفه ناصری در تاریخ و جغرافیای کردستان، تهران: انتشارات امیرکبیر

ـــــــ صفی زاده (بوره که یی)، صدیق (١٩٩٩)، تاریخ کرد و کردستان، تهران: آتیه

ـــــــ فاروقی، عمر (٢٠٠٤)، کردستان در مسیر تاریخ، تهران: آنا

ـــــــ کریم بیگ فتاح بیگ جاف (2012)، تاریخ جاف، پژوهش حسن جاف، مقدمه محمدعلی قره‌داغی، ترجمه و حواشی و تعلیقات محمدعلی سلطانی، اربیل: انتشارات آراس

ـــــــ گلستانه، ابوالحسن بن محمد امین (١٩٧٧)، مجمل التواریخ، به سعی و اهتمام مدرس رضوی، تهران: انتشارات دانشگاه تهران.

ـــــــ مردوخ کردستانی، شیخ محمد (١٩٧٢)، تاریخ کرد و کردستان و توابع یا تاریخ مردوخ، جلد اول، سنندج: بی نا.

ـــــــ مسعودی، علی بن الحسین (٢٠٠٣)، مروج الذهب، جلد اول، مترجم ابوالقاسم پاینده، تهران: انتشارات علمی و فرهنگی.

ـــــــ مشیرالدوله تبریزی، میرزا سید جعفرخان (١٩٦٩)، رساله تحقیقات سرحدیه، به کوشش محمد مشیری، تهران: انتشارات بنیاد فرهنگ ایران.

ـــــــ میرنیا، سید علی (١٩٨٦)، ایلها و طایفه‌های عشایری کرد ایران، تهران: موسسه آموزشی و انتشاراتی نسل دانش.

٣.١. البحوث:

ـــــــ جاف، حسن (١٩٧٨)، تحقیقی در مورد یک طایفه ناشناخته ایرانی، مجله بررسی‌های تاریخی، شماره ۷۶.

٤.١. دائرة المعارف:

ـــــــ بلوکباشی، علی (٢٠٠٩)، جاف، جلد ۱۷، دایره المعارف بزرگ اسلامی، تهران: مرکز دایره المعارف بزرگ اسلامی.

ـــــــ محسنی، شهباز (١٩٩٦)، جاف، ایل، دانشنامه جهان اسلام، تهران: بنیاد دایره المعارف اسلامی

٥.١. القوامیس:

ـــــــ عمید، حسن (٢٠٠٨)، فرهنگ فارسی عمید، جلد اول، تهران: انتشارات امیرکبیر

٢. اللغة العربیة (الکتب):

ـــــــ ادموندز، سي. جي (٢٠١٢)، کرد، ترک‌، عرب‌، ترجمە جرجیس فتح اللە، اربیل: دار اراس للطباعة و النشر.

ـــــــ العامري، ثامر عبدالحسین (١٩٩٣)، موسوعة العشائر العراقیة، الجزء السادس، بغداد، دار الشؤون الثقافیة العامة.

ــــــ السامرائي، یونس الشیخ ابراهیم (١٩٨٥)، القبائل والبیوتات والأعلام في شمال العراق، بغداد.

ـــــــ العزاوي، عباس (١٩٤٧)، عشائر العراق، الجزء الأول والثاني، لندن، مکتبة الصفا والمروی.

ـــــــ نیکیتین، باسیلي (٢٠٠٨)، الکرد (دراسة سوسیولوجیة وتاریخیة)، ترجمة نوري طالباني، دهوک: دار  سپیرێز للطباعة والنشر.

٣. اللغة الکوردیة (الکتب):

ـــــــ خزنەدار، عەلی (٢٠١٩)، هۆز و تیرەکانی کورد لە مێژوودا، سلێمانی.

ــــــــ سجادی، علاءالدین (1952)، مێژووی ئەدەبی کوردی، بەغەدا.

ــــــــ سۆن، مێجەر ئی. ب (٢٠٠٧)، چەند سەرنجێک دەربارەی هۆزەکانی کوردستانی خواروو، وەرگێڕانی نەجاتی عەبدوڵڵا، سلێمانی، بنکەی ژین.

الهومش:

1.              المقصود من کردستان، لواء کردستان مرکزها مدینة سنندج في کردستان ایران.

2.              تومان: كانت من العملات المتداولة في فترتي القاجاري والبهلوي.

3.              شاهی: كانت من العملات المتداولة في فترة بهلوي

4.              القران: كان القران إحدى العملات الإيرانية في فترة بهلوي.


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

THE TRIBAL PROBLEM BETWEEN IRAQ AND IRAN (1925–1960):

A DOCUMENTARY STUDY –JAF TRIBE AS A SAMPLE**


ABSTRACT:

The Jaf tribe is considered one of the most influential and historically significant Kurdish tribes. Branches of this tribe live across both Iraqi and Iranian territories. This study, titled "The Tribal Problem between Iraq and Iran (1925–1960): A Documentary Study – Jaf Tribe as a Sample", focuses specifically on the Iraqi Kurdish branches of the Jaf tribe residing within the borders of Kurdistan, Iraq. Since many members of the Iraqi Jaf tribe worked as pastoralists and livestock herders, they frequently crossed into Iranian Kurdistan in search of pastures and grazing lands for their animals. This recurrent movement often led to disputes and tensions with Iranian authorities and local Kurdish leaders in Iranian Kurdistan. During the Pahlavi era, the Iranian government responded to these incursions by either attempting to expel them or imposing grazing and pasture taxes on them when they entered Iranian territory. The issue is well-documented in Persian archival records from both the First and Second Pahlavi periods. This study examines the Iranian government’s response to the cross-border movement of the Iraqi Jaf tribe, particularly in Kurdish regions of Iran, using and analyzing unpublished Persian archival documents. The research adopts a descriptive-analytical method and relies on both library-based sources and documentary evidence.

KEYWORDS: Iran, Iraq, Jaf Tribe, Qajar Rule, Pahlavi State, Unpublished Persian Documents.

                                                                                                          

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



* الباحث المسؤل.

This is an open access under a CC BY-NC-SA 4.0 license (https://creativecommons.org/licenses/by-nc-sa/4.0/)



([i]) المقصود من کردستان، لواء کردستان مرکزها مدینة سنندج في کردستان ایران.

([ii]) تومان: كانت من العملات المتداولة في فترتي القاجاري والبهلوي.

([iii]) شاهی: كانت من العملات المتداولة في فترة بهلوي

([iv]) القران: كان القران إحدى العملات الإيرانية في فترة بهلوي.