جامع النبي يونس(ع) في دفتر وقف ولاية الموصل أواخر العهد العثماني
" دراسة تاريخية-وثائقية في وظائفها الخدمية والإدارية والدينية والعلمية "
ماجد محمد يونس
قسم التاريخ، كلية العلوم الأنسانية، جامعة زاخو، اقليم كوردستان العراق.
تاريخ الاستلام: 11/2024 تاريخ القبول: 05/2025 تاريخ النشر: 07/2025 https://doi.org/10.26436/hjuoz.2025.13.3.1521
الملخص :
يُعد جامع النبي يونس (ع) من الجوامع التاريخية في العالم الإسلامي بشكل عام وفي العراق بشكل خاص,وقد حَظيَ بإهتمام كبير من قبل عامة المسلمين وولاة أمورهم كذلك من الخلفاء والملوك والرؤساء في العهود التاريخية المختلفة,وبغض النظر عن أهميته الدينية فأنه يُشتهر بكونه أحد المعالم الأثرية والتاريخية في العراق,والذي يحتوي على قبر نبي الله يونس (ع) حسب إعتقاد الناس. سيتم التطرق في هذه الدراسة إلى تاريخ هذا الجامع كأحد المراكز الدينية والخدمية والإدارية والعلمية العريقة,وأهم الوظائف التي كانت موجودة فيها إبان العهد العثماني الأخير وتحديداً في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين,وفق ما جاء في دفتر أوقاف[i] الموصل[ii] العثمانية[iii].
الكلمات المفتاحية : الوظائف الخدمية/ الوظائف العلمية/ الوظائف الدينية/ شيخ القراء /الإمامة.
المقدمة
يُعد حقل الدراسات العثمانية من إحدى أهم الحقول التاريخية بالنسبة للأمم التي خضعت للحكم والإدارة العثمانية في القرون الماضية,من كوردستان إلى الممالك العربية في الحجاز والخليج العربي وبلاد الشام ثم مصر وشمال أفريقيا وأجزاء من شرق أوربا,ذلك لأن تاريخ تلك المناطق كانت قد أصبحت جزءاً من التاريخ العثماني,فامتزجت على أثرها تاريخ ملل وقوميات مختلفة مع بعضها وتم أرشفة جزء كبير منها في أرشيف الدولة المذكورة الغنية والزاخرة بماضي تلك الأمم,وقد تم تصنيفها في السنوات الماضية بشكل علمي دقيق,كما تم تبويبها وفق الدفاتر والوثائق والأوراق والفهارس والخرائط الخاصة بالألوية والأقاليم والمتصرفيات والباب العالي والصدارة العظمى بشكل يستطيع الباحث الوصول إلى ما يُريده بسهولة وتوظيف المادة الوثائقية في خدمة التاريخ والموضوع التي يكتب عنه,ومن ضمن هذه الوثائق المهمة هي دفاتر وسجلات الأوقاف العثمانية الخاصة بالألوية العثمانية.
وفي البحث هذا سيتم دراسة جامع النبي يونس (ع) الكائن في مدينة الموصل شمال العراق وأهم وظائفها[iv] الخدمية,كوظائف مُشعلي قناديل الأضوية,والمعماريين,والبوابين,والقفالين,والكيالين,والكفانين,والفراشين والكناسين,والمُبخرين,وقابضي النذور,والمنفقين,وأمين المخزن,ومدير الإدارة,والجباية وغير ذلك من الوظائف الخدمية المُقَدَمَة في الجامع وأسماء شاغلي تلك الوظائف والخدمات,مع بيان رواتبهم اليومية أحياناً والشهرية أحياناً أخرى,وتواريخ أخذهم لتلك الوظائف وتواريخ وفاة أصحابها وبيان خلفائهم ومن أخذ مواقعهم لإدارة وظائفهم عقب وفاتهم,إلى جانب بيان أهم الوظائف الدينية والعلمية أيضاً في الجامع هذا,كوظائف الإمامة والخطابة وشيخ القراء,ووظيفة قراءة سورة الأنعام وسورة الضحى وسورة يس وجزء عمَ كل على حدة,ووظيفة القراءات العشرة,وقارئ الأجزاء,وقارئ التسابيح,وقارئ القرآن على الموتى,ووظيفة الآذان اليومية,وآذان يوم الجمعة,و(تربه دار) المعني بقبر النبي يونس (ع),والمُرَقي الخاص بالرُقية على المرضى,والمدرسين والمشايخ المكلفين بالتعليم وتدريس العلوم الدينية في الجامع.
ومما تم ذكره أعلاه تأتي أهمية هذه الدراسة والتي تظهر وظائف وقفية عثمانية غاية في الأهمية وهي على شفا الضياع والنسيان وأسماء شاغليها مع بيان التواريخ وتفاصيل أخرى سنأتي على ذكرها في ثنايا وسطور الدراسة,كما تأتي أهمية الدراسة في كونها دراسة وثائقية تعتمد بالدرجة الأساس على وثائق عثمانية غير مطروقة سابقاً وغير منشورة خاصة بجامع النبي يونس,وهذا ما دفع بالباحث لدراسة هذا الموضوع.
كانت صعوبة قراءة خطوط الكثير من الوثائق موضوعة الدراسة وعدم وضوحها من أبرز العقبات التي اعترضت الدراسة وصاحبها,ولكن تم التغلب عليها وفك حروفها وقراءتها بمرور الوقت,كما كان فهم عدد من الوظائف الموجودة في الجامع آنذاك ومعرفة ماهيتها من المشاكل أمام الدراسة,وذلك لعدم وجود مثل عدد من تلك الوظائف منذ عقود عديدة في المراكز الوقفية.
قسمت الدراسة على مبحثين إثنين فضلاً عن نبذة تاريخية حول الجامع ومقدمة حول الموضوع وخاتمة بأهم ما توصلت إليه الدراسة,وفي المبحث الأول الموسوم (الوظائف الدينية والعلمية),تم تعقب وتثبيت الوظائف الدينية والعلمية في الجامع مع الإشارة إلى أسماء أصحابها وتواريخ أخذهم لتلك الوظائف ومعاشاتهم اليومية والشهرية,أما في المبحث الثاني والمعنون بـ (الوظائف الخدمية) فتم دراسة ومناقشة كل الوظائف المتعلقة بخدمة زوار ومرتادي ومُصلي الجامع,مع أسماء الموظفين ومقدار رواتبهم وتحويل كافة التواريخ الهجرية إلى الميلادية لسهولة الإطلاع على الأزمنة التي عُين فيها أصحاب تلك الوظائف وتفاصيل أخرى تم تدوينها في سطور الدراسة.
أما بخصوص مصادر الدراسة فقد تم الاعتماد بالدرجة الأساس على وثائق دفتر وقف ولاية الموصل الخاصة بجوامع ومساجد ووقفيات الولاية والغير المنشورة سابقاً في أية دراسة,مع عدد من الكُتب والمصادر التي تطرقت إلى وقفيات الموصل وتاريخها لتوضيح المبهم من المواضيع.
نبذة تاريخية عن جامع النبي يونس :
من أشهر الجوامع المعروفة في العراق,بُني على تل كبير جنوب نينوى[v]عُرف بتل (التوبة),وقد جاء في رحلة الرحالة الأندلسي إبن جبير المتوفي سنة 1217م أن التل المذكور يقع في شرق البلدة وشرق نهر دجلة على بعد ميل واحد(إبن جبير,د.ت,211 ؛ حسن,2018, 119) ,في قرية نينوى الأثري(الصوفي,1970, 13),وهو التل الذي خرج إليه قوم يونس(ع) ليتوبوا لما أيقنوا العذاب وأُخِرجَ منه عينا حسب ما أشار إليه المقدسيً(المقدسي,1991, 136-139),على أنقاض قصور ومعابد قديمة تعود لحضارات تناوبت السيطرة على المنطقة وفي فترات تاريخية مختلفة,ومنهم الآشوريون الذين شيدوا قصراً في موقع الجامع الحالي زمن الملك أدد نراري الثالث 805-782 ق.م(الديوجي,1963, 74).
وقد ورد في (معجم البلدان) أنها قرية يونس بن متى عليه السلام بالموصل(الحموي,1906,ج8, 368),ثم جعل أهلها لهم سوراً فعرف بعد ذلك بـ(الحصن الشرقي) تميزاً عن الحصن الغربي في الجهة الغربية لنهر دجلة(الديوجي,1958, 4-6),وبعد انتشار المسيحية في المنطقة تم بناء دير على الجهة الغربية لتل التوبة,وقد أسموه دير (يونان إبن أمتاي) والذي هو من أنبياء بني إسرائيل,والمعروف لدى المسلمين بالنبي يونس(ع),وبــذي النون أيضاً,وبعد أن وصلت الفتوحات الإسلامية إلى نينوى وباقي المناطق سنة 16 للهجرة تم بناء مسجد على أنقاض معبد مجوسي في تل التوبة,كما واتخذها المسلمون مقبرة لهم على إعتبارها قرية النبي الصالح يونس(ع) إلى جانب الدير المذكور,ثم توسع المسجد وصار يُعرف بجامع النبي يونس(الديوجي,1963, 75-76 ؛ الديوجي,1954,, 252-253),ويذكر القس سليمان صائغ الموصلي أنها قرية صغيرة تدعى بالنبي يونس (ع) وفيها جامع كان دير يونان النبي(الصائغ,1923,ج1, 39).
أصبح مسجداَ في القرن الرابع الهجري,ثم آوت إليه الزهاد,ثم صار يُعرف بمسجد التوبة,ثم بمسجد يونس ,وفي القرن السادس الهجري تم توسيعه فضم دوراً وسقايات وتم تشخيص محل مقدس فيه وهو المحل الذي وقف عليه النبي يونس (ع),وأخذ المسجد بالتوسع بمرور الزمن,وقد تم تعميره وتجديده مرات عدة ومنها التجديد الذي قام به السيد عبد الله أفندي[vi] باشعالم العمري سنة 1271هـ(سيوفي,1956, 161),وكان يحتوي على العديد من المحاريب الرخامية المجوفة وقطع أثرية نادرة,ومنها محراب الشافعية المجوف عند مرقد النبي يونس (ع) والمؤرخ في سنة 1589م(مال الله ؛ أكرم,2028, 120).
وفي سنة 1365م أمر جلال الدين إبراهيم الختني (الذي صار وزيراً لتيمورلنك بعد ذلك), بترميم أجزاء من المسجد,وأثناء عمليات الترميم والتجديد تم العثور على قبر النبي يونس عليه السلام,في بطن الجبل الذي فيه القرية فأظهره وبنى فوق قبره قبة ووضع عليه صندوقاً,وتم بناء مسجد جامع عليه,وهو الذي سماه بعد ذلك بجامع النبي يونس (ع) وأوقف أوقافاً له (الموصلي,1961, 39),وفي أواخر العهد العثماني كان الهيكل الإداري والخدمي والعلمي والديني للجامع على النحو الآتي :
المبحث الأول : الوظائف الدينية والعلمية :
جاء في دفتر وقف الولاية عدداً لا بأس بها من الوظائف العلمية والدينية المهمة في جامع النبي يونس (ع) والتي كان لها مردوداً إيجابياً بلا شك على إزدهار الجانب العلمي والثقافي لمدينة الموصل واطرافها,والتي كانت كالآتي :
1. الإمامة :
كانت الإمامة من الوظائف الرئيسة في جامع النبي يونس (ع) كغيرها من الجوامع,لكونها كانت موزعة على خمسة أوقات في اليوم الواحد ولم تكن تقتصر بأوقات أو مناسبات كعدد من الوظائف الأخرى,ولهذا كُلِف بأدائها المدعوان أحمد ومحمد[vii] مقابل ثمانية آقجات فضية,إعتباراً من 13 صفر 1261هـ(20 شباط 1845),وقد جاء في الوثيقة أن أحمد المومى إليه بلا ولد,أما زميله محمد فله أربعة أولاد صغار وهم (يونس وجرجيس وشيت وأحمد),ولما مات محمد المذكور تم تكليف المُلا يونس إبن صالح للإمامة نيابةً عن أولاد محمد لحين أن يكبر إبنه البكر يونس,ولما كَبُرَ يونس تم توجيه الإمامة إليه بتاريخ 26 جمادي الأولى 1320هـ(29 آب 1902) .(دفتر وقف الموصل رقم 169/1, 34).
2. شيخ القراء :
من ضمن ما جاء في دفتر الوقف من الوظائف الدينية كانت وظيفة شيخ القراء في الجامع في تسلسلها المرقم 265 والذي من المؤكد كانت من الوظائف المهمة,وتم ذكر إسم الشيخ محمد سعيد إبن الشيخ جرجيس,والمبلغ المخصص لهذه الوظيفة كانت 40 آقجة فضية,نصفها للشيخ المذكور منذ تاريخ 3 ذي القعدة 1219هـ(2 شباط 1805),أما النصف الآخر فتعود للشيخان أحمد ومحمد ولدا يونس إعتباراً من 10 جمادي الآخرة 1259هـ(7 تموز 1843),ثم جاء في حقل الوقوعات أن كلاً من الشيخان أحمد ومحمد قد وافاهما الأجل,فضلاً عن الشيخ محمد سعيد والشيخ محمد علي الذي ترك الوظيفة بعد أن خدم لمدة ثلاثين عاماً,وعليه تم توجيه الوظيفة وإعطائها للمدعو محمد صالح أفندي في 2 كانون الثاني[viii].
3. أنعام خوان (قارئ سورة الأنعام):
من الوظائف التي أشيرت إليها الأوقاف العثمانية هي الوظيفة المذكورة,وفي التسلسل 185 ورد أن المدعو عبد العزيز إبن محمد يدير وظيفة (أنعام خوان),من تاريخ شهر شوال سنة 1289هـ (11 كانون الأول 1872 ),ثم وجهت الوظيفة بإرادة علية إلى حسن رضا سليم بتاريخ 11 شوال سنة 1300هـ (14 آب 1883),كما كان كل من عبد الصمد وعبد اللطيف وعبد الرحيم مكلفون بقراءة سورة الأنعام مقابل ثلاثة آقجات فضية بتاريخ غرة ربيع الأول 1289هـ(8 أيار 1872),وبعد أن توفي عبد الصمد وعبد اللطيف تم إدارة مهمة قراءة الأنعام سويةً من قبل عبد الرحيم المذكور و عبد الله أفندي (إبن عبد الصمد المتوفي),بتاريخ 27 رجب 1335هـ(18 أيار 1917) .(دفتر وقف الموصل رقم 169/1, 26, 32, 36, 37 ).
4. عشر خوان (قارئ القراءات العشرة[ix]) :
كانت وظيفة (عشر خوان) (قارئ القراءات العشرة) من إحدى أهم الوظائف في الجامع كجزء من الخدمات الدينية وبمقتضى ما جاء في الوثائق الوقفية كان يشغلها المدعو الملا يونس مقابل أربعة آقجات عثمانية بتاريخ 8 شوال 1247هـ(20 آذار 1832),ثم سليمان أفندي إبن عبد الله أفندي مقابل آقجة فضية واحدة بتاريخ 19 شوال 1253هـ(15 كانون الثاني 1838),ثم المدعو أحمد أفندي مقابل ستة آقجات فضية بتاريخ 6 ذي القعدة 1256هـ(29 كانون الأول 1840),ولما توفي الأخير تم تعيين ابنه مصطفى أفندي بتاريخ 24 جمادي الأولى 1323هـ(26 تموز 1905),وشغل الوظيفة أيضاً يونس أفندي إبن الحاج علاوي مقابل ثلاثة آقجات شهرياً,إعتباراً من 13 شوال 1289هـ,(13 كانون الأول 1872), (دفتر وقف الموصل رقم 169/1, 32,26, 34).يُلاحظ هنا أن يونس إبن علاوي جمع بين وظيفتين إثنين,إذ سبق أن كُلف بوظيفة مشغل قناديل الإنارة سنة 1288,كما يُلاحظ أن السيد علاوي قد أصبح حاجاً في التاريخ الأخير وجاء إسمه مقترناً بكلمة الحاج هذه المرة,ربما يدل ذلك على دقة الكتبة من جانب,والقيمة الإعتبارية لمن كان يؤدي فريضة الحج من جانب ثان.
فضلاً عن المارة ذكرهم آنفاً عمل في الوظيفة نفسها السيد [x] حسين أفندي إبن الحاج محمد أفندي مقابل 4 آقجات فضية بتاريخ 17 صفر سنة 1284هـ,(19 حزيران 1867),وبعد وفاته تم إعطاء الوظيفة لإبنه أحمد أفندي وبأمر عال في غرة رجب سنة 1306هـ(3 آذار 1889),وفي ذات الفترة عمل حسين عبد الغفار في نفس الوظيفة مقابل آقجتين فضيتين بتاريخ 18 محرم 1292(23 شباط 1875), (دفتر وقف الموصل رقم 169/1, 32,26),ثم أعطيت لشخص إسمه إبراهيم أفندي في 1 شعبان سنة 1317هـ,(4 كانون الأول 1899),وفي التسلسل الذي يليه رقم 205 ورد أن حسين أفندي كان قارءاً للقراءات العشرة ولكن مناصفةً مع شخص آخر مقابل 2 من الآقجات الفضية.(دفتر وقف الموصل رقم 169/1,ص28-29).
5. يس خوان (قارئ سورة يس) :
يُلقي الوثيقة الوقفية الضوء على وظائف أخرى في جامع النبي يونس عليه السلام,ومنها وظيفة (مقرئ سورة يس بعد صلاة الفجر),وحدد لشاغل الوظيفة هذه شخصاً إسمه عبد الرحمن أفندي إبن عبد الفتاح,مع صرف مبلغ قدره (5) آقجات للمومى إليه وبتاريخ 29 صفر سنة 1290هـ(27 نيسان 1873), ثم وفي التسلسل المرقم 199 تمت الإشارة مرةً أخرى إلى قارئ سورة يس عبد الله أفندي إبن سليم براتب قدره 3 آقجات فضية عثمانية بتاريخ 23 صفر 1283هـ,(6 تموز 1866),ثم وجهت المهمة تلك للشخص المدعو محمود أفندي إبن محمد أمين بإرادة علية في 17 صفر 1307هـ,(12 تشرين الأول 1889),وفي خانة الوقوعات أشير إلى أن المومى إليه توفي وحل محله في الوظيفة إبنه محمد جلال أفندي[xi],ثم وجهت الوظيفة من بعده للملا يونس إبن صالح أفندي في 6 جمادي الأولى سنة 1324هـ,(29 نيسان 1906).( دفتر وقف الموصل رقم 169/1,ص27-28),وهذا بلا شك دليل على مدى التنظيم في إدارة شؤون الجامع لدرجة أنه تم تخصيص أشخاص لقراءة سورة يس حصراً وبشكل يومي بعد صلاة الفجر.
ثم في خانة الوقوعات من دفتر الوقف تشير المعلومة إلى أن المومى إليه (عبد الرحمن أفندي) قد مات في 23 رجب 1331هـ,(27 حزيران 1913),وعليه تم تعيين ابنه " الأكبر" عبد العزيز أفندي بتوجيه وإرادة علية إعتباراً من التاريخ المذكور.
6. عَمَ خوان (قارئ جزء عَمَ) :
إحتلت وظيفة عَمَ خوان [xii] مرتبةً مهمة من مجمل الوظائف الدينية في الجامع,وهذا ما يُستنتج من عدد من كانوا متعينين لهذه الوظيفة عند تصفح صفحات دفتر الوقف موضوعة الدراسة,فقد ورد في الوثيقة الوقفية أنه يتم صرف راتب قدره 5 آقجات فضية للمدعوين علي وجاسم وعبد الله العاملين في هذا المجال,بتاريخ 24 ربيع الأول سنة 1284هـ,(25 تموز 1867),وبعد وفاة جاسم المشار إليه آنفاً حل محله إبنه ياسين أفندي بإرادة علية بتاريخ 6 محرم سنة 1309هـ,(11 آب 1891),وهذا ما ورد في التسلسل 200 من دفتر الوقف.( دفتر وقف الموصل رقم 169/1,ص28-29-30-31, 34-35 ,36 ,37).
7. ضحى خوان (قارئ سورة الضحى) :
في التسلسل 245 تمت الإشارة إلى وجود وظيفة أخرى بإسم (الضحى خوان) أي قارئ سورة الضحى في أوقات طلوع الشمس,وقد تم تعين المُلا محمد أمين أفندي مقابل 5 آقجات فضية في 26 جمادي الأولى 1227هـ(6 حزيران 1812),وبعد أن وافاه الأجل تم تعين غالب أفندي لهذا المهام بتاريخ 4 ذي الحجة 1323هـ(28 كانون الثاني 1906),نظراً لأن الملا محمد لم يخلف أي ولد.( دفتر وقف الموصل رقم 169/1, 34-35).
8. جُزء خوان (قارئ الأجزاء) :
كانت من ضمن الوظائف الدينية في الجامع والخاصة بقراءة أجزاء القرآن الكريم,وقد جاء في التسلسل (201) من دفتر وقف الولاية أن عبد الله أفندي إبن بشير عُين للوظيفة هذه (جزء خوان) دون الإشارة إلى أسماء تلك الأجزاء المكلف بقراءتها,مقابل 4 آقجات فضية عثمانية بتاريخ 12 رجب سنة 1251هـ,(2 تشرين الثاني 1835),وبعد وفاته أُديرت الوظيفة من قبل إبنه سليم بأمر عال في 3 جمادي الآخرة سنة 1306هـ,(4 شباط 1889),وبعد وفاة الأخير حل محله عبد الله بن صالح أفندي بإشارة علية من النظارة بتاريخ 30 شعبان سنة 1334هـ,(30 حزيران 1916),وفي الوقت ذاته كان المدعو يونس أفندي إبن حامد مكلفاً بقراءة أجزاء القرآن الكريم مقابل ثلاثة آقجات فضية وبتاريخ 11 ربيع الآخرة 1256هـ(11 حزيران 1840),ثم جرى تعيين إبنه أحمد أفندي بتاريخ 29 صفر 1334هـ(4 كانون الثاني 1916), كما شغل وظيفة قارئ الأجزاء حفيد سليمان المذكور سابقاً سليمان إبن عبد الحميد بتاريخ 11 رجب 1331هـ(15 حزيران 1913),وفي تسلسلات أخرى تحت الأرقام 206 و207 و208 جاء أن كلاً من عباس أفندي وخضر أفندي نجلا أحمد أفندي يُديران الوظيفة بالمناصفة مقابل آقجتين فضيتين,منذ تاريخ 5 صفر سنة 1281هـ,(9 تموز 1864),وسيد حسين أفندي إبن سيد محمد أفندي مع سيد عبد الله إبن سيد درويش مناصفة مقابل آقجة فضية واحدة منذ تاريخ 19 شوال سنة 1257هـ,(3 كانون الأول 1841),وبعد وفاة سيد حسين حل محله أبنه أحمد أفندي بنفس الراتب في غرة رجب سنة 1306هـ,(3 آذار 1889),وفي التسلسل 218 أيضاً أشار كتبة دفتر الوقف هذا إلى أن المدعو عبد الباقي كان قد كُلف أيضاً لهذا المهام كقارئ أجزاء بدأً بتاريخ غرة شعبان من سنة 1299هـ,(17 حزيران 1882) مقابل ثلاث آقجات فضية,وفي خانة الوقوعات جاء أن المومى إليه توفي دون أن يُخَلِفَ ولد,ولهذا تم توجيه مهامه إلى شقيقه أمين أفندي بتاريخ 11 محرم سنة 1311هـ(24 تموز 1893).(دفتر وقف الموصل رقم 169/1,ص28-29-30-31, 34-36,35 ,37).
9. تسبيح خوان (قارئ التسابيح) :
يُلاحظ في سلسلة الوظائف الخاصة بالجامع كان (قارئ التسابيح) يحتل مكانة فيها,وكان محمد أفندي إبن سليمان قد خُصص لقراءة التسابيح بعد أداء الصلوات الخمسة في الجامع مقابل ستة آقجات فضية بتاريخ 13 جمادي الآخرة 1279هـ(5 كانون الأول 1862) والذي أعطى وظيفته هذا برضائه بعد ذلك بسنوات إلى حفيده ذا النون إبن عبد الحميد بتاريخ 11 رجب 1331هـ(15 حزيران 1913).( دفتر وقف الموصل رقم 169/1,ص28-29-30-31, 34-36,35 ,37).
10. دور خوان (قراءة القرآن على الموتى) :
من ضمن الإشارات المثيرة للإهتمام في دفتر الوقف موضوعة الدراسة هو عَدُ قراءة القرآن على الموتى قبل الدفن على أنها إحدى الوظائف في جامع النبي يونس(ع),وقد ورد بصيغة (دور خوان),أي قارئ الدورة على الميت[xiii],وقد ورد إسم المُلا أحمد أفندي على أنه قارئ الأدوار القرآنية براتب قدره أربعة آقجات فضية إعتباراً من 28 صفر سنة 1261هـ(7 آذار 1845),وقد إستمر في وظيفته إلى أن وافاه الأجل,ولهذا تم تكليف إبنه عبد الرحمن أفندي بإرادة علية في 28 شعبان سنة 1312هـ(23 شباط 1895).( دفتر وقف الموصل رقم 169/1,ص30—31).
11. الواعظ :
ضمت جامع النبي يونس (ع) على عدد من الوعاظ المشهورين في تلك الحقبة من التاريخ وكان ذلك طبيعياً جداً,إذ كانت الجوامع تشكل أبرز أماكن الإرشاد والتوعية الدينية بين المجتمعات الإسلامية إلى جانب المدارس الدينية القليلة,ففي التسلسل 198 من دفتر الوقف تمت الإشارة إلى هذه الوظيفة ذاكراً أن المدعو الملا محمد أفندي هو من يقوم بمهام الواعظ في جامع النبي يونس مقابل 8 آقجات فضية عثمانية,وبتاريخ 8 شعبان سنة 1279هـ,(28 كانون الثاني 1863),وبعد سنوات ترك الوظيفة هذا فتم توجيها ليوسف أفندي إبن محمود بإشارة وإرادة علية في 2 صفر سنة سنة 1308هـ,(16 أيلول 1890),ثم تم إعطاء مهمة الوعظ لأحمد أفندي بعد وفاته بإشارة علية وتوجيه من النظارة في 23 أيلول سنة 1334هـ,(1915), ولم يكن مهمة الواعظ مقتصراً على من سبق الإشارة إليهم,بل هناك إشارة أخرى في دفتر الوقف في تسلسلها المرقم 249 على أن المدعو عبد الوهاب أفندي إبن الحاج حسن كان يعمل واعظاً في الجامع مقابل خمسة آقجات فضية في 7 رجب 1293هـ(28 تموز 1876),وبعد وفاته تم تسليم مهامه إلى إبنه أحمد أفندي بتاريخ 17 ربيع الآخرة 1327هـ(7 أيار 1909).(دفتر وقف الموصل رقم 169/1, 34-35).
12. الآذان :
كانت من الوظائف المهمة جداً والتي إرتبطت بها إقامة الصلاة خمس مرات في كل يوم,وقد أنيطت تأديتها بعدد من الأشخاص وفي فترات تاريخية مختلفة,وأقدمهم حسب ما جاء في دفتر الوقف هذا كان المدعو (عبو)[xiv] أفندي إبن محمد وفق ما مذكور في الوثيقة مقابل 3 آقجات فضية عثمانية بتاريخ شهر محرم سنة 1280هـ,(1863),كما كان محمد أفندي مؤذناً مقابل أربعة آقجات فضية ,والذي عُين بتاريخ 2 رمضان 1292هـ (1 تشرين الأول 1875),ولما وافاه الأجل سُلمت مهامه لإبنه عبد الله لكنه ترك الوظيفة,ولهذا تم تكليف المدعو يونس أفندي إبن مصطفى بإرادة علية وبتاريخ 22 ربيع الآخر 1328هـ(1 أيار 1910),ثم وجهت وظيفة الآذان إلى احمد أفندي إبن جلبي بأمر عال وبتاريخ 10 رجب سنة 1306هـ,(12 آذار 1889),ثم إلى محمود أفندي إبن محمد أمين بتاريخ 11 محرم سنة 1311هـ,(يصادف),وبعد وفاته حل محله للآذان إبنه محمد جلال أفندي بإرادة علية في 19 صفر سنة 1320هـ,(26 أيار 1902),ثم جاء من بعده الملا يونس إبن صالح أفندي بأمر عال,بتاريخ 6 جادي الآخرة سنة 1324هـ,(27 تموز 1906),ثم حسين أفندي إبن عبد الواحد بتاريخ 2 جمادي الأولى سنة 1329هـ,(30 آذار 1911),في حين كان علي إبن يونس مؤذناً للصلاة (المقصود هو الذي يدعو لإقامة الصلاة قُبيل أدائها) بتاريخ 2 صفر 1292هـ(9 آذار 1875),وبعد وفاته تم توجيه مهامه إلى إبنه حسين أفندي في 7 صفر 1321هـ(4 أيار 1903),هؤلاء شغلوا وظيفة رفع الآذان والإقامة في السنوات المذكورة.
جدير بالذكر أن هناك حالات جمع فيها أشخاص بين وظيفتين في الجامع,ففي التسلسل المرقم 203 جاء أن عبو أفندي إبن محمد يشغل وظيفة " تحميد خوان " أي قارئ سورة الفاتحة مقابل 5 آقجات فضية,وقد أشرنا آنفاً أن الشخص نفسه كان يشغل وظيفة الآذان أيضاً,وبعد وفاته أعطيت المهام تلك لإبنه خليل ثم إلى شخص إسمه أحمد أفندي بموجب أمر عال في 10 رجب سنة 1306هـ,(12 آذار 1889),ثم إلى سليمان أفندي الإبن الأكبر لأحمد أفندي بعد وفاته بإشارة علية وتوجيه وإلتزام من النظارة في 4 صفر سنة 1331هـ,(11 كانون الثاني 1913).( دفتر وقف الموصل رقم 169/1,ص28-29-30-31, 34-35 ,36 ,37).
13. آذان يوم الجمعة :
إلى جانب آذان الصلوات الخمسة كان هناك مؤذنون مختصون برفع آذان يوم الجمعة, وكانت الوظيفة مناطة بعدد من الأشخاص وفي فترات تاريخية مختلفة,وأقدمهم حسب ما ورد في الوقف كان "السيد" صالح أفندي والذي عُين لهذه المهمة بتاريخ 14 صفر سنة 1242هـ(16 أيلول 1826) براتب شهري قدره أربعة آقجات فضية,وفي حقل الوقوعات من الوقف تمت الإشارة إلى أن المومى إليه توفي وعليه وجهت المهام إلى ولده محمود بإرادة علية بتاريخ 12 رمضان سنة 1313هـ(25 شباط 1896),ثم بعد وفاة الأخير تم تكليف ولده سيد حسين "بأمر عال" بتاريخ 9 شوال 1326هـ(3 تشرين الثاني 1908).( دفتر وقف الموصل رقم 169/1,ص32—33).
والظاهر في الأمر أنه كان هناك أكثر من مؤذن واحد ليوم الجمعة,حيث نجد أن أبا بكر أفندي إبن الحاج علي كان مكلفاً لنفس المهام وقد كان معاصراً للمذكورين آنفاً,وقد يكون ذلك عائداً إلى أن آذان يوم الجمعة يُرفع مرتين,مقابل آقجتين فضيتين بتاريخ 22 صفر 1251هـ,(18 حزيران 1835) وفق التسلسل 211 من دفتر الوقف,ولأن المومى إليه قد مات بلا ولد لذا تم توجيه وإعطاء الوظيفة لعبود إبن عبود أفندي وذلك بتاريخ 1 شعبان سنة 1301هـ,(26 أيار 1884),وفي تسلسلين سابقين 210 و209 ورد أن المدعوان حسن أفندي إبن علاوي وعبد الوهاب أفندي إبن يونس يقومان برفع آذان يوم الجمعة مناصفة مع بعضهما براتب قدره 6 آقجات عثمانية لكل واحد منهما في إعتباراً من 24 صفر سنة 1280هـ,(9 آب 1863),وعندما توفي عبد الوهاب أفندي خلف وراءه أربعة أولاد وهم كل من (محمد وأحمد ويونس ومحمود),ولان ولده محمد هو أكبرهم سناً لذا حل محل والده في تأدية المهام المشار إليه بتاريخ 26 رجب 1307هـ,(17 آذار 1890),وبعد وفاة الأخير تم تعين محمد سعيد أفندي في الوظيفة تلك في 18 محرم سنة 1323هـ,(24 آذار 1905).( دفتر وقف الموصل رقم 169/1,ص30-31).
وفي التسلسلات التالية للتسلسلات المذكورة ورد أن كلاً من (حيدر وعمر ومنير) أولاد علي مكلفون أيضاً بآذان يوم الجمعة,كل واحد منهم مقابل أربعة آقجات فضية,بتاريخ 6 شوال 1282هـ(21 شباط 1866),إلى جانب محمد شكر إبن عبد الغفار الذي وُظفَ كمؤذن بتاريخ 18 محرم سنة 1292هـ(23 شباط 1875),والذي أعطى مهامه إلى إبنه حميد بتاريخ 19 شعبان سنة 1320هـ(19 تشرين الثاني 1902) وذلك قبل وفاته.( دفتر وقف الموصل رقم 169/1,ص31).
14. تربه دار (المعنيُ بالقبر) :
في التسلسل رقم 233 ورد إسم الوظيفة المتواترة في وقفيات العهد العثماني الأخير (تربه دار) أي (المكلف بالعناية بالقبر),والمقصود هنا بالتأكيد هو قبر النبي يونس (ع) مقابل ثمانية آقجات فضية,ويبدو من الراتب المرتفع لصاحب الوظيفة هذه مقارنةً بالآخرين أن الوظيفة كانت مهمة وذا شأن عال,وقد شغل هذه الوظيفة عبد الرحمن أفندي,بتاريخ 14 صفر 1289هـ(22 نيسان 1872),وبعد أن وافاه الأجل تم تعيين كبير الخادمين في الوظيفة وإسمه محمد أفندي بتاريخ 12 رمضان 1319هـ(23 كانون الثاني 1901).( دفتر وقف الموصل رقم 169/1,ص32-33).
15. سر محفل (رئيس المحفل) :
من ضمن الوظائف الغريبة أيضاً في جامع النبي يونس كانت وظيفة إسمها (سر محفل)[xv],وبعد البحث والتقصي تبينت أن الوظيفة تعني (رئيس المحفل) من الناحية اللغوية,أما إصطلاحاً وفي الواقع فكانت تعني (مساعد رئيس المؤذنين),أما وظيفته الفعلية فكانت متابعة قُراء القرآن الكريم وأجزائه وأعمالهم في الجامع,وقد كان المدعو عبد الوهاب أفندي إبن حسن يقوم بأداء مهام هذه الوظيفة,مقابل خمسة آقجات فضية بتاريخ 13 صفر 1261هـ(20 شباط 1845).
16. المُرَقي :
كما يُعد وظيفة (المُرَقي) من الوظائف الغريبة في الجامع,وكان عمله محصوراً بالرُقية وقراءة آيات القرآن الكريم بالمرضى,وكانت الرُقية منتشراً آنذاك بين الناس,بسبب ندرة من كانوا يمتهنون الطب,وقد ورد في دفتر وقف الولاية أن محمد أفندي إبن أحمد كان مرقياً في الجامع مقابل آقجة فضية واحدة وبتاريخ 13 صفر 1261هـ(20 شباط 1845),حل محله بعد مماته يونس أفندي بتوجيه من النظارة بتاريخ 29 شعبان 1330هـ(12 آب 1912).( دفتر وقف الموصل رقم 169/1,ص36-37).
17. التدريس :
لا شك أن مهمة التعليم في السابق كانت في المساجد والجوامع,وكان العلماء مكلفون بتعليم الأطفال القراءة والكتابة والعلوم الدينية وعلى رأسها القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والفقه والشريعة وعلوم أخرى,وكان جامع النبي يونس (ع) تُستغل أيضاً لهذا المهام من قبل العلماء شأنها شأن بقية الجوامع والمساجد.
ويُعتقد أن التعليم بدأ في جامع النبي يونس (ع) سنة 1591م,إذ كانت هناك مدرسة في جامع النبي يونس وكانت تسمى بالمدرسة اليونسية.(عبد القادر,د.ت,283).
وبهذا الصدد جاء في صفحات من دفتر الوقف وخاصة في التسلسل 217 إشارة إلى أخوين بإسماء سليمان أفندي ويحيى أفندي يعملان كمدرسين في الجامع,مقابل 20 آقجات فضية[xvi] يتم توزيعها مناصفة على الإثنين,بتاريخ 8 ذو الحجة 1286هـ(10 آذار 1870),أما يحيى أفندي فقد مات بلا ولد,وأما سليمان أفندي فقد ترك ولدين هما حسيب أفندي وحبيب أفندي وقد تم تعين حبيب أفندي لنفس المهام في الجامع,بتاريخ 18 جمادي الاولى 1325هـ(28 حزيران 1907),كما تم الإشارة إلى رجل آخر بإسم السيد حسن أفندي عَمِلَ مدرساً أيضاً في الجامع مقابل 20 آقجة فضية بتاريخ غرة محرم 1295هـ(4 كانون الثاني 1878),وبعد وفاته تم تعيين محمد علي فاضل أفندي بتاريخ 7 صفر 1325هـ(21 آذار 1907) (دفتر وقف الموصل رقم 169/1, 34-35) وفي موقع آخر من دفتر الوقف تمت الإشارة إلى رجل يُدعى محمد أفندي على أنه يعمل مدرساً في الجامع مقابل 13 آقجات فضية بتاريخ 8 شوال 1279هـ(28 آذار 1863),وبعد فترة طويلة من التدريس المستمر حسب ما ورد في الوثيقة حدث فراغ في الوظيفة هذه,وعليه تم توجيه مهام التدريس إلى المدعو محمد سعيد أفندي إبن حسن أفندي وذلك بتاريخ 25 صفر سنة 1310هـ(17 أيلول 1892).( دفتر وقف الموصل رقم 169/1,ص28-29).
18. المشيخة :
من الأمور الأخرى الخاصة بجامع النبي يونس(ع) هو إحتوائها على "مشيخة" خاصة به,والمشيخة في العهد العثماني الأخير كانت تعني أنها مركز للدراسات الأسلامية,(2012,267, Mehmet) وهذا تعني أن الجامع كان مركزا تعليمياً أيضاً إلى جانب دورها الديني والروحي,وقد كانت مسؤولياتها على عاتق كل من السادة الأفنديين عبد الصمد وعبد اللطيف وعبد الرحيم مقابل تسعة آقجات فضية لكل منهم,وقد بدأوا بمهامهم في المشيخة في غرة ربيع الأول 1288هـ(20 أيار 1871).( دفتر وقف الموصل رقم 169/1,ص34).
المبحث الثاني: الوظائف الخدمية :
ورد في دفتر أوقاف ولاية الموصل إشارات إلى عدد من الوظائف الخدمية ذات العلاقة بخدمة المصلين في الجامع وزوار مرقد النبي يونس(ع),وراحتهم وتذليل العقبات اليومية البسيطة وخدمة الجامع بشكل يليق بإسم وقدسية النبي يونس(ع),وهذه الوظائف الخدمية كانت :
1. القنديلدار[xvii] (مُشعِل قناديل الإنارة) :
من الوظائف الوقفية في العهد العثماني,وقد شغلها أناس من أهالي الموصل في فترات تاريخية مختلفة,وبهذا الصدد جاء في الوثيقة الوقفية أنه تم تعيين عبد الله أفندي إبن سليم للقيام بوظيفة (قنديلدار),براتب قدره ثلاثة آقجات[xviii] فضية بتاريخ 8 رجب سنة 1249هـ(20 تشرين الثاني 1833)[xix],وقد ورد هذا في التسلسل المرقم 244 من دفتر الوقف,وفي موضع آخر تمت الإشارة إلى يونس إبن علاوي كموظف لوظيفة (قنديل دارلق)[xx] مقابل راتب قدره خمسة آقجات إعتبارا من تاريخ 22 شوال 1288 (3 كانون الثاني 1872)[xxi],ثم ورد أن سيد مصطفى أفندي[xxii] كان يقوم بهذا المهام أيضاً,ولما وافاه الأجل حل محله إبنه سيد عبد الرحمن بإرادة علية وبتاريخ 25 شوال سنة 1307هـ,(13 تموز 1890),كما تم تكليف ذا النون أفندي إبن يونس إبن علاوي لنفس المهام فيما بعد عقب وفاة والده في 27 جمادي الأولى سنة 1317هـ,(2 تشرين الأول 1899),ثم شغل الوظيفة محمد علي إبن عبد الله أفندي (المذكور آنفاً) في 30 صفر سنة 1319هـ(17 حزيران 1901)( دفتر وقف الموصل رقم 169/1, 30-31).
2. معمارلق (المعماري) :
لم يكن جامع النبي يونس (ع) فارغاً من مختصين وعارفين بشوؤن العمارة والبناء أيضاً وذلك لإدامة متعلقاتها الِبنائية والإهتمام بها,وفي التسلسل المرقم 188 تمت الإشارة إلى وظيفة (المعماري) المتخصص بشؤون البناء والقائم بأعمال الترميمات فيها,وهو المدعو باسط إبن موسى أفندي بتاريخ 10 صفر 1293هـ,(6 آذار 1876),براتب شهري قدره 4 آقجات,ثم ورد بعد ذلك في خانة الوقوعات أنه تم تسليم الوظيفة تلك من بعده إلى إبنه شمعون أفندي بتاريخ 11 شوال 1304هـ,(2 تموز 1887),( دفتر وقف الموصل رقم 169/1, 26-31).
3. الكَفان :
لعل ما يُميز إدارة الأوقاف العثمانية في القرن التاسع عشر هو توظيف أناس على ملاكها بإسم (الكفان)[xxiii],وهو القائم بعملية غسل وتكفين الموتى,وقد خُصِصَ لمن يُدير هذا العمل 9 آقجات فضية,ويُلاحظ هنا أن مقدار راتب الكفان كان أعلى من الراتب المخصص للكثير من الوظائف الموجودة في الجامع رُبما تقديراً لصعوبة العمل,وقد تم تعيين المدعو (إسماعيل أفندي) لهذه الوظيفة إعتباراً من تاريخ 6 محرم 1296,(30 كانون الأول 1878) وقد بقي في وظيفته إلى أن مات وحل محله من بعده إبنه محمد حمودي.(دفتر وقف الموصل رقم 169/1, 26).
4. بخوردارلق (المُبخِر) :
من ضمن الوظائف التي احتوتها جامع النبي يونس (ع) كانت وظيفة (بخور دارلق) أي (المُبَخر الذي يقوم بإشعال البخور لتطييب الروائح داخل الجامع)[xxiv],ويبدو جلياً أن غاية القائمين بالأوقاف من مثل هذه الوظائف كانت توفير فرص العمل,لأنه كان من السهل جداً على أي كان من الذين كانوا يرتادون الجامع أن يشعل البخور دون مقابل,وقد جاء في التسلسل المرقم 291 أنه تعيين طــــــه أفندي لهذه المهمة مقابل 2 آقجات فضية شهرياً,في 19 شعبان 1257هـ (5 تشرين الأول 1841),ثم يؤكد الوثيقة أن طــــه أفندي مات وحل محله في عمله إبنه محمد أفندي في 25 ربيع الآخر سنة 1306هـ,(29 كانون الأول 1888), بتوجيه وإرادة علية, دفتر وقف الموصل رقم 169/1, 26-27,32).
5. كليدار (السادن[xxv]) :
خصصت الأوقاف العثمانية شخصاً لفتح وقفل باب المرقد المبارك للنبي يونس (ع),إذ يعرج الكتابات الوثائقية على وظيفة (كليدار) (مسؤول مفاتيح المرقد),ومن كان يقوم بهذه المهمة كان المُلا محمود والمُلا عبد الحميد مقابل خمسة آقجات فضية بتاريخ 28 صفر 1250هـ(5 تموز 1834),ثم يرد في حقل الوقوعات من الوثيقة الخاصة بهذا المهام أن المُلا محمود ترك عمله,ولأن المُلا عبد الحميد لم يكن له ولد,لذا تم توجيه المهام إلى عبد الباقي إبن الملا محمود في 9 جمادي الآخرة 1317هـ(14 تشرين الأول 1899),كما شغل الوظيفة هذه مصطفى أفندي إبن أحمد والبالغ راتبه 6 آقجات فضية,وقد وجهت إليه الوظيفة في 3 رجب سنة 1296هـ,(22 حزيران 1879),وبعد سنوات ترك المومى إليه الوظيفة برضائه فتم توجيهها للمدعو يونس أفندي زادة محمد أفندي بتوجيه وإرادة علية بتاريخ 3 ذي القعدة سنة 1306,(1 تموز 1889),وبعد حوالي خمس سنوات حدث فراغ في الوظيفة مرةً أخرى من قبل المومى إليه برضائه فوجهت الوظيفة إلى محمد سعيد [xxvi],أفندي بإرادة علية بتاريخ 18 شعبان سنة 1311هـ,(23 شباط 1894),وفي 21 جمادي الأولى سنة 1312هـ,(19 تشرين الثاني 1894) أي بعد أقل من سنة تم تعين محمود أفندي إبن محمد أفندي لإدارة هذه المهمة,وقد بقي في وظيفته إلى أن توفي فتم تعيين ابنه محمد جلال [xxvii],في 19 صفر سنة 1320هـ,(26 أيار 1902),ثم إلى إبنه سليمان في 7 صفر سنة 1323هـ,(11 نيسان 1905),وبعد وفاته تم إعطاء المهمة لإبنه الصغير أحمد أفندي بتوجيه وإرادة علية من النظارة (الوزارة) بتاريخ 4 صفر سنة 1334هـ,(10 كانون الأول 1915) دفتر وقف الموصل رقم 169/1, 27-28),يُلاحظ هنا أن هذه الوظيفة بقيت في عائلة واحدة من الجد وصولاً إلى إبن الحفيد نسلاً بعد نسل.
6. أمين أنبار (أمين المخزن) :
بغض النظر عن الوظائف المتعددة التي سبق الإشارة إليها في إدارة جامع النبي يونس كان هناك وظائف أخرى,ومنها وظيفة (أمين المخزن) الواردة بصيغة (أمين أنبار)[xxviii] وذلك في التسلسل 219 من دفتر الوقف,وقد شغل هذه الوظيفة عبد الرحمن إبن سيد أحمد مقابل 4 آقجات فضية وبتاريخ 19 شوال 1257هـ.(3 كانون الأول 1841),ثم ورد في حقل الوقوعات والحوادث أن المومى إليه قد توفي ولهذا تم تكليف إبنه سيد محمد صالح للقيام بأداء الوظيفة وذلك في 4 ذي القعدة سنة 1313هـ(16 نيسان 1896),وفي الوقت ذاته شغل الأخير وظيفة (بواب الجامع) مقابل 4 آقجات فضية بدءاً من تاريخ 24 صفر 1288هـ(14 أيار 1871),فضلاً عن وظيفة " تالي القرآن " (تلاوة القرآن) مقابل 5 آقجات فضية,كما أنه كان يقوم بوظيفة (عم خوان) أي قارئ جزء عمَ مناصفةً مع شخص آخر مقابل آقجتين فضيتين بدءاً من 17 صفر سنة 1261هـ(24 شباط 1845),وبعد وقوع وفاته تم توجيه مهمة التلاوة إلى ولده سيد أحمد,لكن عقب الكاتب بعد ذلك إلى وجوب تصحيح المعلومة الاخيرة وأن التلاوة أُنيطت إلى المدعو صالح سعدي أفندي إبن خليل بإرادة من الدولة العلية في 21 شوال 1318هـ,(10 شباط 1901),وبعد وفاة الأخير وجهت الوظيفة بأمر من الوزارة إلى المدعو محمد سعيد أفندي في 29 حزيران سنة 1332 (1914),( دفتر وقف الموصل رقم 169/1, 30-31).وما يجلب الإنتباه هنا هو إستخدام الكاتب للشهر الميلادي (حزيران),وهذا بالتأكيد راجع إلى أن الدولة العثمانية إعتمدت التاريخ الغريغوري منذ القرن التاسع عشر لتلافي المشاكل في الحسابات المالية,والسنة المذكورة تعادل سنة 1915 الميلادية,حينها كانت الدولة العثمانية في أتون الحرب العالمية الأولى 1914-1918,كما يُلاحظ هنا أن الجهاز الإداري العثماني كان لا يزال على عافيتها ولها صداها وإهتماماتها بأطراف الدولة العثمانية بالشكل المطلوب رغم كونها كانت تخوض حرباً ضروساً إلى جانب ألمانيا ضد دول الحلفاء,وبالتأكيد لم يكن الاهتمام هذا مقتصراً بجامع النبي يونس أو بولاية الموصل وحدها وإنما كان ذلك تشمل البقاع الأخرى التابعة للدولة العثمانية.
7. نقطه جي (المُراقب) :
يُسلط دفتر الوقف الأضواء على وظيفة أخرى في جامع النبي يونس عليه السلام يظهر منها مدى الضبط الذي كان قائماً فيها,وهي وظيفة الـ (نقطه جي),وبعد طول بحث عن ماهيتها تبينت أنها كانت تعني (الشخص المُراقِب) وهو الشخص المكلف بالتفتيش ومتابعة الداخلين للجامع,وقد شغل المهمة هذا شخص إسمه حسين أفندي إبن سليم مقابل آقجتين فضيتين بتاريخ 19 شوال 1257هـ(3 كانون الأول 1841),وبعد أن وافته المنية تم تعين إبنه أحمد أفندي لإدارة مهامه في 15 رجب 1314هـ(19 كانون الأول 1896), (دفتر وقف الموصل رقم 169/1, 32-33).
8. الكيال :
في التسلسل المرقم 244 من الدفتر ورد إسم وظيفة (الكيال) كإحدى وظائف الجامع,والكيال كان الشخص المختص بالأوزان ومقاديرها,وقد يكون وظيفته آنذاك هو وزن وكيل الحنطة والشعير ومنتجات زراعية أخرى من زكاة الأغنياء المودعة في مخازن الجامع وتوزيعها على الفقراء.
وقد شغل الوظيفة هذه كل من السيد صالح وعبد الله ولدا السيد درويش بتاريخي 4 ذي الحجة 1245هـ(26 أيار 1830),و19 ذي الحجة 1250هـ(17 نيسان 1835),ثم ورد في خانة الوقوعات والحوادث أن السيد صالح توفي فخلف ثلاثة أولاد وهم (محمد,وعبد الرحمن,وأحمد),وبعد التحدث مع إبنيه محمد وعبد الرحمن تم إعطاء المهمة لإبنه الثالث أحمد في 19 شوال 1323هـ(15 كانون الأول 1905) (دفتر وقف الموصل رقم 169/1, 34-35).
9. المنفق والنفقات :
يرد في الدفتر أهم وظيفة في الجامع وهو (النفقات) أو من يقوم بالإشراف على مصاريف ونفقات الجامع,وكان يديرها المدعو محمد أمين أفندي مقابل 12 آقجات فضية,بتاريخ 12 شوال 1232هـ(24 آب 1817),ثم ترك المومى إليه وظيفته فتم تعيين إبنه محمد طاهر أفندي لإدارة الوظيفة بإرادة علية وبتاريخ 21 ذي القعدة 1324هـ(5 كانون الثاني 1907),(دفتر وقف الموصل رقم 169/1, 34-36).
10. قابض النذور:
وردت في دفتر الوقف وظيفة أخرى بإسم (قابض النذور)[xxix] مشيراً إلى أن سيد محمد كان مكلفاً بواجباتها مقابل أربعة آقجات فضية وبتاريخ 22 ربيع الأول 1293هـ(16 نيسان 1876),ولما وافاه الأجل تم تكليف الإبن الأكبر له سيد عبد الله في 2 جمادي الآخرة 1329هـ(30 أيار 1911),(دفتر وقف الموصل رقم 169/1, 34-35).
11. الجابي[xxx] :
في التسلسل 256 تمت الإشارة إلى وظيفة (الجباية),أي جابي وجامع الأموال العائدة للجامع من الوقفيات التابعة للنبي يونس (ع) وربما أموال الصدقات أيضاً,وكان المدعو عبد القادر أفندي يقوم بهذا المهام مقابل عشرة آقجات فضية,بتاريخ 12 شعبان 1259هـ(6 أيلول 1843),ثم وجهت المهمة لإبن عبد الله أفندي بعد مماته غير أنه ترك الوظيفة فتم تعيين إبنه صالح أفندي في 8 رجب 1329هـ(4 تموز 1911),(دفتر وقف الموصل رقم 169/1, 34-35).
12. الكنس والكناسين :
كانت من إحدى أبرز الخدمات والوظائف المهمة في الجامع المذكور,ذلك لأنها مرتبطة بالنظافة العامة وبالتالي بصحة مرتادي وزوار الجامع[xxxi],ولهذا أولت الأوقاف العثمانية أهمية خاصة بها,وأشيرت إلى الوظيفة المذكورة في مواقع عدة من دفتر الوقف موضوعة الدراسة,فضلاً عن العاملين فيها ومقدار الراتب الذي كانوا يتقاضونه مقابل خدماتهم,ففي التسلسل المرقم 215 من الدفتر ورد أن وظيفة (الكناس) كان مناطةً بعثمان أفندي براتب قدره 4 آقجات فضية عثمانية بتاريخ 24 صفر سنة 1244هـ,(4 أيلول 1828),ولأنه توفي بلا ولد تم توجيه المهمة إلى يونس أفندي إبن حسن في جمادي الآخرة سنة 1308هـ,(كانون الثاني 1891),جدير بالذكر أن المومى إليه ترك الوظيفة بإرادته بعد ذلك كما نصت عليه الوثيقة العثمانية وعليه تم تعيين الحاج يونس أفندي إبن صادق بأمر عال وبتاريخ 17 ربيع الآخرة من سنة 1323هـ,(20 حزيران 1905),وفي موقع آخر من دفتر الوقف وتحديداً في التسلسل المرقم 177 تمت الإشارة إلى أن المدعو (أحمد خليفة إبن عبد الله) كان يعمل كناساً في الجامع وبأجرة يومية مقدارها آقجة عثمانية واحدة,وقد دونت هذه المعلومة في 6 رجب سنة 1258 للهجرة ( 12 آب 1842 ),ثم يشير الدفتر في ذات التسلسل إلى أن الوظيفة تلك وجهت إلى إبنه بعد وفاته من قبل الباب العالي,وأخذ مكان والده في 13 رجب 1298 (10 حزيران 1881 ),ثم وفي التسلسل 230 ورد أن المدعو قاسم أفندي إبن أحمد أفندي يعمل كناساً مقابل آقجتين فضيتين بتاريخ 20 ربيع الأول 1260هـ(8 نيسان 1844),وفراشاً أيضاً بنفس التاريخ مقابل آقجتين فضيتين أيضاً.(دفتر وقف الموصل رقم 169/1, 26-32).
وفي التسلسل المرقم 292 ورد أن المدعو سيد علي أفندي إبن رجب قد عُين لوظيفة (كنس المنبر) براتب مقداره 3 آقجات فضية,وذلك بدءً من غرة محرم سنة 1293 (27 كانون الثاني 1876),ومن الوظيفة هذه نفهم أن صاحبها كان يقوم بتنظيف المنبر والمحراب فقط دون بقية أجزاء الحرم والجامع,ذلك لأن الكلمة وردت بصيغة المفرد وهو " كنس" وليس (كناس) وهذا يدل بشكل واضح على اقتصار عمله بكنس مكان معين فقط.
وبعد وقوع وفات المومى إليه أُختير إبنه سيد سليمان بتوجيه وإرادة علية بتاريخ 3 جمادي الأولى سنة 1306هـ,(4 كانون الثاني 1889).
ثم يستمر الدفتر بإدراج معلومات أخرى حول الجامع ويشير إلى أن المدعو عبد الرحمن "ولد" صوفي بن أحمد تبرع بنصف حصته والبالغ آقجة واحدة من الراتب الذي يأخذه وذلك في التسلسل 178 إبتداءً من 2 شوال سنة 1288 للهجرة (14 كانون الأول 1871),على غرار السيد يحيى افندي الذي تبرع هو الآخر بنصف ما يقبضه والبالغ آقجة واحدة وذلك في التسلسل الذي يليه 179 وبنفس التاريخ المذكور آنفاً,ثم يأتي الدفتر ليذكر أن السيد يحيى أفندي قد توفي بلا ولد ولهذا يُعد وقفه محلولاً[xxxii],وتم إعطاء وظيفته أيضاً للسيد عبد الرحمن بتوجيه من النظارة (الوزارة) في 14 شوال سنة 1298,(8 أيلول 1881),ولما توفي السيد عبد الرحمن أفندي تم توجيه الوظيفة إلى إبنه سيد حسين أفندي بأمر من النظارة وذلك في 4 ذي القعدة سنة 1314 للهجرة (5 نيسان 1897),كما أن كلاً من محمد أفندي ومحمود أفندي وعبد الحميد أفندي كانوا قد أوقفوا نصف حصصهم للجامع والبالغ ثلاثة آقجات عثمانية في 27 صفر سنة 1245[xxxiii] (27 آب 1829),وبعد وفاتهم تم إعطاء وظائفهم لعبد الرحمن أفندي بإرادة علية وتوجيه من النظارة وذلك في 29 صفر سنة 1334 (5 كانون الثاني 1916),ثم تبرع كل من مصطفى أفندي وصالح أفندي أبناء بشير أفندي بثلاثة آقجات,دونت هذه المعلومة في 20 رجب سنة 1251 (10 تشرين الثاني 1835),وقد وافاهما الأجل فخلف مصطفى أفندي ولدين هما الحاج سلطان ويونس, ,ولهذا تم توجيه الوظيفة وإعطائه للحاج سلطان بإرادة علية في شهر محرم سنة 1317هـ (أيار 1899),وعندما توفي الحاج سلطان ولم يخلف ولداً وراءه تم توجيه وظيفته لعمه يونس في 7 شوال 1329هـ (30 أيلول 1911),بإرادة علية,(دفتر وقف الموصل رقم 169/1, 26-27).
13. الفراشون :
ورد في دفتر الوقف إشارات في مواقع مختلفة إلى وظيفة (الفراش) كإحدى وظائف الوقف آنذاك[xxxiv] وعدد أسماء أشخاص كانوا قد عملوا " فراشين "[xxxv] في الجامع,ففي تسلسلها المرقم 193 جاء أن الوظيفة مسجلة بإسم شخص يُدعى سيد محمد أفندي إبن جرجيس,براتب يومي مقداره 2 آقجات فضية عثمانية بتاريخ 19 محرم سنة 1251هـ,(16 أيار 1835),وبعد وفاته تم توجيه الوظيفة إلى المدعو سيد ذنون بأمر من الدولة العلية في 3 جمادي الآخر سنة 1306,(3 شباط 1889), وفي الوقت ذاته يشير كاتب الوثيقة إلى شخص إسمه سليمان أفندي إبن عبد الله كفراش في الجامع في 19 ذي الحجة سنة 1250هـ, (17 نيسان 1835),وقد عاصر هذا زميله سيد محمد إبن جرجيس,وفي التسلسل الذي يليه تمت الإشارة إلى عبو أبن محمد كفراش في الجامع أيضا ولكن بتاريخ 16 شوال سنة 1283هـ,(20 شباط 1867),وبعد وفاته أنيطت المهمة بإبنه المدعو (عمرو) بأمر علي عثماني في 10 رجب سنة 1306,(11 آذار 1889),ولكن ونظراً لكونه كان صبياً وصغير العمر تم توجيه الوظيفة بعد ذلك للمدعو إدريس أحمد أفندي في نفس التاريخ, وهذا يدل على تواجد أكثر من فراش في الجامع في وقت واحد,ثم وجهت وظيفته إلى خضير عبود بأمر وتوجيه من الدولة العلية بعد وفاته (سليمان أفندي) لعدم رغبة إبنه محمد في أخذ وظيفة أبيه,بتاريخ 14 ربيع الآخر سنة 1307هـ,(7 كانون الأول 1889),وبعد فترة من ترك الأخير لمهامه وحدوث فراغ في الوظيفة وجهت الدولة المدعو يونس أفندي بن حسين للقيام بذلك بإرادة علية في 13 محرم سنة 1313هـ,(5 أيار 1895),ولان يونس أفندي مات بلا ولد لذا تم إعطاء الوظيفة لشخص إسمه عمى[xxxvi] محمود إبن ملا احمد بإرادة علية في 23 محرم سنة 1327هـ,(13 شباط 1909),علماً أنه كان هناك آخرين عملوا كفراشين في الجامع وقد كانوا معاصرين لبعض هؤلاء,وهم كلاً من عثمان أفندي إبن جرجيس بتاريخ 27 صفر 1259هـ(28 آذار 1843),و إبنه المدعو بكر الذي عُين بعد وفاته في مكانه في 12 محرم 1321هـ(9 نيسان 1903),ولأن الأخير مات بلا ولد لذا تم تسليم الوظيفة إلى عمه جاسم إبن جرجيس في 29 رجب 1324هـ(17 أيلول 1906),وبعد وفاته تم إختيار إبنه الكبير لهذه المهمة بإرادة علية,وفي التسلسل المرقم 184 ورد أن السيد مصطفى أفندي إبن السيد عبد الله كان يعمل فراشاً في الجامع مقابل آقجةً عثمانية واحدة إضافةً إلى أنه يعمل قارءاً لأجزاء القرآن الكريم مقابل آقجتين فضيتين منذ تاريخ 12 صفر 1261هـ,(19 شباط 1845),كما أنه يشغل وظيفة (جراغدار)[xxxvii] أي (مُشعل قناديل الإنارة) مقابل أربعة آقجات فضية,بدءاً بتاريخ 21 محرم سنة 1275هـ,(29 كانون الثاني 1845).(دفتر وقف الموصل رقم 169/1, 26-33).
يُستنتج من كل ما سبق من الوظائف الكثيرة الخدمية والدينية والعلمية أن الجامع موضوعة الدراسة كان ذا هيبة وأهمية كبيرة ومكانة خاصة في نظر الأوقاف العثمانية والعاملين فيها,كما ويعكس الإهتمام المتناهي بها وبالتأكيد كان ذلك راجعاً إلى أن الجامع كان حاملاً لإسم يونس النبي عليه السلام.
الخاتمة
بعد استكمال الدراسة بالإمكان استخلاص عدد من النقاط وأبرزها هي :
1.كانت للجامع مكانة مميزة وأهمية كبيرة لدى نظارة الأوقاف العثمانية,لأنه يندر رؤية كل هذه الوظائف في غيرها من الجوامع في الممالك التي كانت تابعة للإدارة العثمانية عدا الحرمين الشريفين,وقد يرجع ذلك الاهتمام إلى كونه يضم ثرى أحد أنبياء الله سبحانه وتعالى.
2. من ضمن ما يُلاحظ في الدراسة أن العثمانيون كانوا يتعمدون إختيار إبن المتوفي لإدارة وظيفته من بعده,لدرجة أصبحت إدارة بعض الوظائف والمهام الدينية والإدارية بمثابة حكر على بعض العوائل الذين كانوا يفتخرون بما يؤدون من وظائف وأعمال خيرية خدمةً للنبي يونس (ع) وزوار الجامع.
3.إن وجود كل المهام والتشعبات الكثيرة فيها التي تمت الإشارة إليها تدل على كثرة عدد المرتادين للجامع سواءً من داخل مدينة الموصل (مركز الولاية) أو خارجها,ولعل ذلك من أسباب ندرة وجود تلك المهام في جوامع أخرى.
4.يستنتج من الكم غير القليل من الوظائف أن الدولة كانت تسعى إلى خلق فرص العمل في محاولة لإعالة المحتاجين وأسرهم لاسيما من الطبقة المثقفة والمتدينين.
5.إن المستوى المتدني لرواتب الموظفين حسبما يظهر في الدراسة,يعكس حالة الانكماش والتردي الاقتصادي في الدولة العثمانية في أواخر عهدها والتي كانت نتيجة طبيعية لعوامل مختلفة سياسية دولية وداخلية شتى.
الملاحق
الملحق رقم 1 : نموذج من الوثائق المستخدمة في الدراسة,ويظهر في الجانب الأيمن منها عدد من الوظائف العلمية والدينية في جامع النبي يونس (ع),وفي الجانب الأيسر أهم الحوادث والوقوعات وعمليات الوفاة لأصحاب تلك الوظائف.
الملحق رقم 2 : نموذج من الوثائق المستخدمة في الدراسة,ويظهر في الجانب الأيمن منها عدد من الوظائف الخدمية والإدارية في جامع النبي يونس (ع),وفي الجانب الأيسر أهم الحوادث والوقوعات وعمليات الوفاة لأصحاب تلك الوظائف.
المصادر والمراجع
أولاً : الوثائق غير المنشورة :
1. المديرية العامة لأرشيف الأوقاف العثمانية, دفتر وقف ولاية الموصل ( رقم 169/1).
-Vakiflar genel mudurlugu arsifi musul esasi 169/1
ثانياً : المصادر العربية والمعربة :
- أباضة,د.عبدة ابراهيم محمد, ( 2012),الطغراء على النقود العثمانية, المؤتمر الخامس عشر للاتحاد العام للآثاريين العرب,(المغرب:),جامعة الملك محمد الأول.
- بيات,د.فاضل,(2007),الدولة العثمانية في المجال العربي,ط1,مركز دراسات الوحدة العربية,بيروت.
- إبن جبير,(د.ت),رحلة إبن جبير,بيروت,دار صادر.
- الجميل,سيار,( 1999),زعماء وأفندية "الباشوات العثمانيون والنهضويون العرب",البنية التاريخية للعراق الحديث,(الموصل نموذجاً),ط1, عمان,الأهلية للنشر والتوزيع.
- حسن,أ.د.سعاد هادي,( أيار 2018)," تاريخ مدينة الموصل من خلال رحلتي إبن جبير (ت 614هـ/ 1217م) وإبن بطوطة ت 771هـ/ 1369م ",مجلة دراسات في التاريخ والآثار,مجلة علمية محكمة,( العدد 64),جامعة بغداد,.
- الحموي,الشيخ شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي,(1906),معجم البلدان,ط1,مصر.
- الديوجي,سعيد,( 1954),جامع النبي يونس,مجلة سومر ,مجلد 10,ج 2.
- ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ,( 1958),الموصل في العهد الأتابكي,بغداد,مطبعة شفيق.
- ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ,( 1963),(جوامع الموصل في مختلف العصور,بغداد,مطبعة شفيق.
- سيوفي,نيقولا,( 1956),مجموع الكتابات المحررة في أبنية مدينة الموصل,تحقيق:سعيد الديوجي, بغداد,مطبعة شفيق.
- صابان,د.سهيل,( 2000),المعجم الموسوعي للمصطلحات العثمانية التاريخية,مراجعة :د.عبدالرزاق محمد حسن بركات,(الرياض),مكتبة الملك فهد الوطنية للمطبوعات.
- الصوفي,أحمد علي,(1970),تاريخ بلدية مدينة الموصل,الموصل,مطبعة الجمهور.
- عبد القادر,د.نوري أحمد ؛ عبد النافع,د.ظافر,( 2009)," التربية والتعليم في الموصل في العهد العثماني ",مجلة أبحاث كلية التربية الأساسية, المجلد 9,(العدد2),جامعة الموصل.
- الموصلي,أحمد بن الخياط,( 1966),ترجمة الأولياء في الموصل الحدباء,حققه ونشره سعيد الديوجي,الموصل,مطبعة الجمهورية.
- كنج,يوسف إحسان وآخرون,( 2008),دليل الأرشيف العثماني,ترجمة:صالح سعداوي,تقديم : خالد أرن,إستانبول.
- مال الله,م.د.محمد مؤيد ؛ أ. يحيى,م.د.محمد أكرم,(2018)," البقايا الاثرية والمعمارية الشاخصة في مدينة الموصل خلال العهود المظلمة (ق 8-10 هـ / 14-16 م) ",مجلة دراسات موصلية,( العدد 50).جامعة الموصل.
- المقدسي,أبو عبد الله محمد إبن أحمد إبن أبي بكر,( 1991),أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم,ط3,القاهرة,مكتبة مدبولي.
- الموصلي,سليمان صائغ,( 1923), تاريخ الموصل,مصر,المطبعة السلفية,ج1.
المصادر التركية :
- Efendi, aziz,(1985),Kanunname-I Sultani li-,Rhoads Murphey,(Harvard University :). Tahir sezen,( 2006),osmanli yer adlari,(Ankara:).
- Pakalin,Mehmet zeki,(1993),osmanli tarih deyimleri ve terimleri sozlugu,Istanbul.
- Mehmet, dikmen,( 2012), osmanlica-turkce sozluk,Istanbul.
الهوامش
i. يحتوي الأرشيف العثماني على حوالي أربعين ألف دفتر وأكثر من ستة ملايين وثيقة حول الأوقاف في الدولة العثمانية بجميع ممالكها,والكثير منها خاصة بالحرمين الشريفين.والمؤسسات الوقفية في الدولة المذكورة. يُنظر: يوسف إحسان كنج وآخرون,دليل الأرشيف العثماني,ترجمة : صالح سعداوي,تقديم : خالد أرن,(إستانبول : 2008),ص284.
ii. جدير بالذكر أن دفتر وقف ولاية الموصل موضوعة البحث هو من أحد دفاتر الأوقاف الخاصة بأوقاف ولاية الموصل كافة متمثلة بالموصل (مركز الولاية),والسناجق والمناطق الكُردية التابعة لها ,وهي كركوك,أربيل,السليمانية,عقرة,زاخو وغيرها من المناطق,وتقع الدفتر هذا في 155 صفحة,كتبت كلها باللغة التركية العثمانية بخطوط عثمانية مختلفة كالخط السياقي (سياقت) على سبيل المثال,ولكن بالحروف العربية,كل صفحة مقسمة على عدد من الحقول,منها حقل التسلسل,وحقل بيان نوع الخدمة والوظيفة,ثم حقل أسماء الموظفين وأسماء المتبرعين للأوقاف,ثم حقل تاريخ إعطاء الوظيفة للموظف وتاريخ التبرع للأوقاف إن وجد,ثم حقل بيان إسم الوقف سواء كانت جامعاً أم مسجداً أم مدرسةً أم مقبرةً مقدسةً للأولياء والصالحين,ثم حقل بيان شروط المتبرع أو الواقف,ثم حقل الوقوعات الخاص بالوفيات للعاملين بالوقف والمتبرعين وتواريخ الوفاة ومن كان يشغل الوظيفة بعد حوادث وفاة الموظفين,ثم حقل خاص بأهم الملاحظات إن وجدت.
iii. مدينة تقع في القسم الشمالي من العراق,خضعت للحكم العثماني سنة 1517 وأصبحت الموصل مركزاً للواء بغسم لواء الموصل,أي انها أصبحت سنجقاً عثمانياً من الناحية الإدارية وتابعةً لأيالة دياربكر,ثم حولت إلى أيالة مستقلة سنة 1600 بإسم أيالة الموصل,ثم إلى سنجق مرةً أخرى من سنة 1855 ولغاية سنة 1865 تابعةً لولاية وان الكردية جنوب شرق تركيا الحالية,ثم تابعة لولاية بغداد,وفي سنة 1879 حولت مرةً اخرى إلى ولاية مستقلة وبقيت كذلك إلى نهاية الحكم العثماني.ينظر: بيات,د.فاضل,(بيات,2007,ص382),.
iv. Tahir sezen,osmanli yer adlari,(Ankara:2006),s 375.
v. سيتم نشر الدفتر المذكور على شكل كتاب قريباً من قبل الباحث.
vi. علماً أن الوظائف كافةً والمذكورة في دفتر الوقف تم تسجيلها من قبل الكتبة العثمانيين بشكل مختلط فوضوي ومتشابك جداً,وقد قام الباحث بغربلتها وفرزها وتبويبها وتقسيمها على الوظائف الخدمية والإدارية ثم الدينية والعلمية,ثم مَيزَ الباحث بين تلك الوظائف وأعطى عناوين فرعية لها وجمع كل منها ووضعها تحت عنوان مستقل وفي باب خاص.
vii. محافظة عراقية تقع في القسم الشمالي من العراق ومركزها مدينة الموصل.
viii. الأفندي : من المصطلحات العثمانية التي دخلت إلى اللغة التركية من الأغريقية والتي انتشرت في البلدان التي وقعت تحت السيطرة العثمانية,وكان يُطلق على من يجيد القراءة والكتابة.(الجميل,1999, 31).
ix. يُلاحظ ورود أسماء الأئمة بشكل أحادي دون ذكر إسم الوالد والجد,وهذا بلا شك يًعتبر من المآخذ على الكتبة والكتابات العثمانية لأنها أدت إلى عدم العثور على نسلهم.
x. يلاحظ للمرة الثانية إستخدام الشهر الميلادي بدلاً من الهجري دون ذكر السنة التي وجهت فيها الوظيفة للمومى إليه.ينظر : دفتر وقف الموصل رقم 169/1,ص36-37.
xi. المقصود بها القراءات العشرة المتواترة لدى المسلمين بشكل عام والمنسوبة إلى عشرة أئمة معروفين بالثقة,وهي علم خاص بكيفية نطق كلمات القرآن الكريم.
xii. جاء كلمة السيد هنا مقترناً بألف لام التعريف وهذا يعني أنها أستخدمت للتقدير والإحترام وليس لكون صاحبها من الأسياد من نسل الرسول صلى الله عليه وسلم.
xiii. الإسم مركب وليس إسم ولد ووالده,لأنه في حالة الأشارة إلى الولد والوالد يذكر الكتبة دائماً كلمة (إبن) للتفريق بينهما.
xiv. (خوان) كلمة كُردية تعني (قارئ).
xv. لا يزال هذه العمل موجوداً في التراث الديني لأغلب الشعوب المسلمة,ولا يزال الكُرد يستخدمون التعبير نفسها ( دَور خواندن).
xvi. يُحتمل أن يكون المشار إليه كُردياً لأن الإسم المذكور هو تصغير لأسم (عبد) في اللغة الكردية.
xvii. هناك الكثير جدا من الكلمات الكُردية والعربية والفارسية التي دخلت إلى اللغة التركية عن طريق التأثر الحضاري بحكم التقارب الجغرافي بينهم والتي أدت إلى التقارب التراثي أيضاً,ومن ضمن الكلمات الكردية تلك هي كلمة (سَر) والتي تعني هنا (الرئيس),أما كلمة محفل فهي عربية كما هو معلوم,والتي تعني (المجلس),وبدمج الكلمتين معاً فإن العبارة تعني (رئيس المجلس).
xviii. يُلاحظ الأهمية الكبيرة لهذه المهنة التعليمية من خلال قيمة الراتب المخصص للمدرس.
xix. القنديل : كلمة عربية الأصل,وهي آلة الإنارة.
xx. الآقجة: كلمة تركية تعني (المائل للبياض),وهي عملة ضربت من الفضة,وقد سكت منذ عهد عثمان بن آرطغرل,وقد حافظت على ميزتها كوحدة نقدية حتى القرن السابع عشر.(أباضة,2012, 1507).
xxi. تم تحويل كافة التواريخ الهجرية إلى الميلادية من قبل الباحث.
xxii. وردت الوظيفة بهذه الصيغة وبصيغة (جراغدار) أيضاً في دفتر الوقف.
xxiii. يجب التنويه أن القارئ سيجد في الدراسة عدم وجود تسلسل تاريخي زمني احياناً ووجود تقديم وتاخير في السنوات التي وجهت فيها الوظائف,وسبب ذلك التقديم والتأخير يعود إلى أن بعض الوظائف إستمرت في بعض العوائل نسلاً بعد نسل,كما أن الصفحات الوقفية كانت مفتوحة غير مغلقة وكان الكتبة يُضيفون المعلومات إلى الصفحات نفسها كلما دعت الحاجة إلى ذلك مع عدم مراعات الفوارق الزمنية,وعليه يتحتم علينا الإشارة إلى من ورث الوظيفة بعد وفاة صاحبها وعدم تجزئة المعلومة,وسنلتزم بالتسلسل الموجود في الدفتر وكما هي, وسنشير إلى شاغلي الوظائف دون مراعاة الأسبقية الزمنية.
xxiv. هنا المقصود من كلمة " سيد " هو للاشارة إلى أنه من الأسياد من حفدة ونسل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ولا تعني "السيد" بألف ولام التعريف التي تُستخدم للتقدير والأحترام,وكانت ظاهرة (التسيُد) قد تفشت في الدولة العثمانية ولاسيما في القرن السابع عشر,وأدعى الآلاف من المواطنين التسيُد,وذلك لأن الأسياد كانوا معفوين من دفع = الضرائب للدولة,لدرجة أصبحت معالجة هذه الظاهرة من أولى أولويات الأصلاح لدى العثمانيين فيما بعد, لأنها أصبحت عبئا على الأقتصاد العثماني,وأقترح عدد ممن كانوا يطالبون الدولة للقيام بالإصلاحات وعلى رأسهم (عزيز أفندي) سنة 1629 للسلطان العثماني مراد الرابع1623-1639 الوقوف ضد ظاهرة التسيُد للنهوض بالدولة العثمانية إقتصادياً من جديد.للمزيد يُنظر :
Efendi, 1985,113-137). )
xxv. نظراً لسوء الخط والصعوبة البالغة في قراءة هذه الوثائق إجتهد الباحث في أن يكون الكلمة (كفان) دون أن يستطيع تأكيد ذلك بشكل دقيق.
xxvi. كانت للبخور ورائحتها قدسية في إعتقاد الناس قديماً,وكانوا يشعلونها في المناسبات الدينية لدرجة كانت قد أصبحت ضمن الطقوس الدينية الخاصة بأيام الجمع والأعياد الدينية.
xxvii. السادن: كلمة عثمانية تعني الذي بيده مفاتيح المكان المقصود,أياً كان ذلك المكان.
xxviii. الإسم مركب.
xxix. الأسم مركب ولشخص واحد.
xxx. يُلاحظ التأثير والتأثر الثقافي بين الأمم العثمانية في تلك الفترة,وهناك الكثير من الأمثلة على ذلك ومنها أن كلمة (أنبار) مأخوذة من الكلمة الكُردية (عنبار) التي تعني (المخزن),ولا شك أن الحضارة أخذ وعطاء.
xxxi. كان مهمته أخذ النذور التي ينذرها الناس على أنفسهم لأسباب وغايات مختلفة,ثم توزيعها على الفقراء والمحتاجين.
xxxii. بالمفهوم العام كان الجابي مسؤولاً عن أخذ واردات الجزية والخراج وإيجارات الأوقاف.
(pakalin,1993,253).
xxxiii. ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية أحاديث عدة حول أهمية الحفاظ على نظافة المساجد.
xxxiv. المحلول في اللغة العثمانية تعني أن الوظيفة أصبحت شاغرة,أما هنا فتعني أن الوقف قد قطع ولم يعد موجوداً بموت صاحبه.
xxxv. يلاحظ هنا أن الدفتر أورد معلومة ترجع لسنة 1245 هجرية في حين أنه أشار قبلها إلى معلومة راجعة لسنة 1314 هجرية,وقد أشرنا إلى سبب ذلك في الصفحات الاوائل من الدراسة.
xxxvi. كان للحرمين الشريفين أيضاً فراشون,وكانت الوظيفة مقسمة على 99 سهماً بعدد أسماء الله الحسنى,وكل سهم كان يعادل 16 قيراطاً من الذهب,وكان للسلطان العثماني ثلاثة أسهمم,ولوالدته سهم ونصف,أما بقية الأسهم فكانت توزع على كبار رجال الدولة,أي أن كلفة تنظيف الحرمين كانت تدفع من حساب هؤلاء حسب تلك الأسهم.صابان,د.سهيل,المعجم الموسوعي للمصطلحات العثمانية التاريخية,مراجعة :د.عبدالرزاق محمد حسن بركات,مكتبة الملك فهد الوطنية للمطبوعات,(الرياض:2000),ص162.
xxxvii. سبقت الإشارة إلى كلمة " الكناس " كوظيفة عمل بها أناس في الجامع,وهنا تم ذكر مصطلح " الفراش " وقد يكون هناك فرق بين الكلمتين آنذاك رغم أننا نستخدم المصطلحين لمفهوم واحد في الوقت الحاضر وهو التنظيف أو من يقوم بها,ولربما كان مهنة الفراش آنذاك محصوراً بغسل وفرش سجادات الجامع فقط دون الأهتمام بالكنس وتنظيف الجامع.
xxxviii. يُحتمل أن يكون كُردياً لأن الأسم (عمى) تصغير ودلع لأسم عُمر في اللغة الكردية.
xxxix. جرا : كلمة كُردية ترمز إلى آلة الإنارة القديمة التي كانت تضيئ بواسطة فتيل يشعُل بالزيت,ووردت أحياناً بصيغة قنديلدارلق أيضاً.
THE MOSQUE OF PROPHET YUNUS (PEACE BE UPON HIM) IN THE WAQF REGISTER OF THE MOSUL PROVINCE DURING THE LATE OTTOMAN PERIOD
“A HISTORICAL-DOCUMENTARY STUDY OF ITS RELIGIOUS, ADMINISTRATIVE,
SCIENTIFIC, AND SERVICE FUNCTIONS”
ABSTRACT:
The Mosque of Prophet Yunus (PBUH) is considered one of the most historically significant mosques in the Islamic world in general, and in Iraq in particular. It has received considerable attention from Muslims at large as well as from rulers, including caliphs, kings, and presidents across various historical periods. Beyond its religious significance, it is renowned as one of Iraq’s archaeological and historical landmarks, believed by the public to contain the tomb of Prophet Yunus (PBUH). This study explores the history of this mosque as a prominent center for religious, administrative, scientific, and public service activities. It particularly focuses on the key functions it performed during the final phase of the Ottoman era—specifically in the 19th century and the first quarter of the 20th century—based on information recorded in the Ottoman Endowment Register of Mosul.
KEYWORDS: service functions, scientific roles, religious duties, Shaykh al-Qurrāʾ, imamate.
[i].يحتوي الأرشيف العثماني على حوالي أربعين ألف دفتر وأكثر من ستة ملايين وثيقة حول الأوقاف في الدولة العثمانية بجميع ممالكها,والكثير منها خاصة بالحرمين الشريفين.والمؤسسات الوقفية في الدولة المذكورة. يُنظر: يوسف إحسان كنج وآخرون,دليل الأرشيف العثماني,ترجمة : صالح سعداوي,تقديم : خالد أرن,(إستانبول : 2008),ص284.
جدير بالذكر أن دفتر وقف ولاية الموصل موضوعة البحث هو من أحد دفاتر الأوقاف الخاصة بأوقاف ولاية الموصل كافة متمثلة بالموصل (مركز الولاية),والسناجق والمناطق الكُردية التابعة لها ,وهي كركوك,أربيل,السليمانية,عقرة,زاخو وغيرها من المناطق,وتقع الدفتر هذا في 155 صفحة,كتبت كلها باللغة التركية العثمانية بخطوط عثمانية مختلفة كالخط السياقي (سياقت) على سبيل المثال,ولكن بالحروف العربية,كل صفحة مقسمة على عدد من الحقول,منها حقل التسلسل,وحقل بيان نوع الخدمة والوظيفة,ثم حقل أسماء الموظفين وأسماء المتبرعين للأوقاف,ثم حقل تاريخ إعطاء الوظيفة للموظف وتاريخ التبرع للأوقاف إن وجد,ثم حقل بيان إسم الوقف سواء كانت جامعاً أم مسجداً أم مدرسةً أم مقبرةً مقدسةً للأولياء والصالحين,ثم حقل بيان شروط المتبرع أو الواقف,ثم حقل الوقوعات الخاص بالوفيات للعاملين بالوقف والمتبرعين وتواريخ الوفاة ومن كان يشغل الوظيفة بعد حوادث وفاة الموظفين,ثم حقل خاص بأهم الملاحظات إن وجدت.
[ii].مدينة تقع في القسم الشمالي من العراق,خضعت للحكم العثماني سنة 1517 وأصبحت الموصل مركزاً للواء بغسم لواء الموصل,أي انها أصبحت سنجقاً عثمانياً من الناحية الإدارية وتابعةً لأيالة دياربكر,ثم حولت إلى أيالة مستقلة سنة 1600 بإسم أيالة الموصل,ثم إلى سنجق مرةً أخرى من سنة 1855 ولغاية سنة 1865 تابعةً لولاية وان الكردية جنوب شرق تركيا الحالية,ثم تابعة لولاية بغداد,وفي سنة 1879 حولت مرةً اخرى إلى ولاية مستقلة وبقيت كذلك إلى نهاية الحكم العثماني.ينظر: بيات,د.فاضل,(بيات,2007,ص382),.
Tahir sezen,osmanli yer adlari,(Ankara:2006),s 375.
[iii] . سيتم نشر الدفتر المذكور على شكل كتاب قريباً من قبل الباحث.
[iv] .علماً أن الوظائف كافةً والمذكورة في دفتر الوقف تم تسجيلها من قبل الكتبة العثمانيين بشكل مختلط فوضوي ومتشابك جداً,وقد قام الباحث بغربلتها وفرزها وتبويبها وتقسيمها على الوظائف الخدمية والإدارية ثم الدينية والعلمية,ثم مَيزَ الباحث بين تلك الوظائف وأعطى عناوين فرعية لها وجمع كل منها ووضعها تحت عنوان مستقل وفي باب خاص.
[v] .محافظة عراقية تقع في القسم الشمالي من العراق ومركزها مدينة الموصل.
[vi].الأفندي : من المصطلحات العثمانية التي دخلت إلى اللغة التركية من الأغريقية والتي انتشرت في البلدان التي وقعت تحت السيطرة العثمانية,وكان يُطلق على من يجيد القراءة والكتابة.(الجميل,1999, 31).
[vii] .يُلاحظ ورود أسماء الأئمة بشكل أحادي دون ذكر إسم الوالد والجد,وهذا بلا شك يًعتبر من المآخذ على الكتبة والكتابات العثمانية لأنها أدت إلى عدم العثور على نسلهم.
[viii]. يلاحظ للمرة الثانية إستخدام الشهر الميلادي بدلاً من الهجري دون ذكر السنة التي وجهت فيها الوظيفة للمومى إليه.ينظر : دفتر وقف الموصل رقم 169/1,ص36-37.
[ix] .المقصود بها القراءات العشرة المتواترة لدى المسلمين بشكل عام والمنسوبة إلى عشرة أئمة معروفين بالثقة,وهي علم خاص بكيفية نطق كلمات القرآن الكريم.
[x] . جاء كلمة السيد هنا مقترناً بألف لام التعريف وهذا يعني أنها أستخدمت للتقدير والإحترام وليس لكون صاحبها من الأسياد من نسل الرسول صلى الله عليه وسلم.
[xi]. الإسم مركب وليس إسم ولد ووالده,لأنه في حالة الأشارة إلى الولد والوالد يذكر الكتبة دائماً كلمة (إبن) للتفريق بينهما.
[xii] .(خوان) كلمة كُردية تعني (قارئ).
[xiii].لا يزال هذه العمل موجوداً في التراث الديني لأغلب الشعوب المسلمة,ولا يزال الكُرد يستخدمون التعبير نفسها ( دَور خواندن).
[xiv] . يُحتمل أن يكون المشار إليه كُردياً لأن الإسم المذكور هو تصغير لأسم (عبد) في اللغة الكردية.
[xv].هناك الكثير جدا من الكلمات الكُردية والعربية والفارسية التي دخلت إلى اللغة التركية عن طريق التأثر الحضاري بحكم التقارب الجغرافي بينهم والتي أدت إلى التقارب التراثي أيضاً,ومن ضمن الكلمات الكردية تلك هي كلمة (سَر) والتي تعني هنا (الرئيس),أما كلمة محفل فهي عربية كما هو معلوم,والتي تعني (المجلس),وبدمج الكلمتين معاً فإن العبارة تعني (رئيس المجلس).
[xvi] . يُلاحظ الأهمية الكبيرة لهذه المهنة التعليمية من خلال قيمة الراتب المخصص للمدرس.
[xvii] .القنديل : كلمة عربية الأصل,وهي آلة الإنارة.
[xviii] . الآقجة: كلمة تركية تعني (المائل للبياض),وهي عملة ضربت من الفضة,وقد سكت منذ عهد عثمان بن آرطغرل,وقد حافظت على ميزتها كوحدة نقدية حتى القرن السابع عشر.(أباضة,2012, 1507).
[xix] .تم تحويل كافة التواريخ الهجرية إلى الميلادية من قبل الباحث.
[xx] .وردت الوظيفة بهذه الصيغة وبصيغة (جراغدار) أيضاً في دفتر الوقف.
[xxi] . يجب التنويه أن القارئ سيجد في الدراسة عدم وجود تسلسل تاريخي زمني احياناً ووجود تقديم وتاخير في السنوات التي وجهت فيها الوظائف,وسبب ذلك التقديم والتأخير يعود إلى أن بعض الوظائف إستمرت في بعض العوائل نسلاً بعد نسل,كما أن الصفحات الوقفية كانت مفتوحة غير مغلقة وكان الكتبة يُضيفون المعلومات إلى الصفحات نفسها كلما دعت الحاجة إلى ذلك مع عدم مراعات الفوارق الزمنية,وعليه يتحتم علينا الإشارة إلى من ورث الوظيفة بعد وفاة صاحبها وعدم تجزئة المعلومة,وسنلتزم بالتسلسل الموجود في الدفتر وكما هي, وسنشير إلى شاغلي الوظائف دون مراعاة الأسبقية الزمنية.
[xxii] . هنا المقصود من كلمة " سيد " هو للاشارة إلى أنه من الأسياد من حفدة ونسل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ولا تعني "السيد" بألف ولام التعريف التي تُستخدم للتقدير والأحترام,وكانت ظاهرة (التسيُد) قد تفشت في الدولة العثمانية ولاسيما في القرن السابع عشر,وأدعى الآلاف من المواطنين التسيُد,وذلك لأن الأسياد كانوا معفوين من دفع = الضرائب للدولة,لدرجة أصبحت معالجة هذه الظاهرة من أولى أولويات الأصلاح لدى العثمانيين فيما بعد, لأنها أصبحت عبئا على الأقتصاد العثماني,وأقترح عدد ممن كانوا يطالبون الدولة للقيام بالإصلاحات وعلى رأسهم (عزيز أفندي) سنة 1629 للسلطان العثماني مراد الرابع1623-1639 الوقوف ضد ظاهرة التسيُد للنهوض بالدولة العثمانية إقتصادياً من جديد.للمزيد يُنظر :
Efendi, 1985,113-137). )
[xxiii] . نظراً لسوء الخط والصعوبة البالغة في قراءة هذه الوثائق إجتهد الباحث في أن يكون الكلمة (كفان) دون أن يستطيع تأكيد ذلك بشكل دقيق.
[xxiv] . كانت للبخور ورائحتها قدسية في إعتقاد الناس قديماً,وكانوا يشعلونها في المناسبات الدينية لدرجة كانت قد أصبحت ضمن الطقوس الدينية الخاصة بأيام الجمع والأعياد الدينية.
[xxv] . السادن: كلمة عثمانية تعني الذي بيده مفاتيح المكان المقصود,أياً كان ذلك المكان.
[xxvi] .الإسم مركب.
[xxvii].الأسم مركب ولشخص واحد.
[xxviii] .يُلاحظ التأثير والتأثر الثقافي بين الأمم العثمانية في تلك الفترة,وهناك الكثير من الأمثلة على ذلك ومنها أن كلمة (أنبار) مأخوذة من الكلمة الكُردية (عنبار) التي تعني (المخزن),ولا شك أن الحضارة أخذ وعطاء.
[xxix].كان مهمته أخذ النذور التي ينذرها الناس على أنفسهم لأسباب وغايات مختلفة,ثم توزيعها على الفقراء والمحتاجين.
[xxx]. بالمفهوم العام كان الجابي مسؤولاً عن أخذ واردات الجزية والخراج وإيجارات الأوقاف.
(pakalin,1993,253).
[xxxi] . ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية أحاديث عدة حول أهمية الحفاظ على نظافة المساجد.
[xxxii] . المحلول في اللغة العثمانية تعني أن الوظيفة أصبحت شاغرة,أما هنا فتعني أن الوقف قد قطع ولم يعد موجوداً بموت صاحبه.
[xxxiii]. يلاحظ هنا أن الدفتر أورد معلومة ترجع لسنة 1245 هجرية في حين أنه أشار قبلها إلى معلومة راجعة لسنة 1314 هجرية,وقد أشرنا إلى سبب ذلك في الصفحات الاوائل من الدراسة.
[xxxiv].كان للحرمين الشريفين أيضاً فراشون,وكانت الوظيفة مقسمة على 99 سهماً بعدد أسماء الله الحسنى,وكل سهم كان يعادل 16 قيراطاً من الذهب,وكان للسلطان العثماني ثلاثة أسهمم,ولوالدته سهم ونصف,أما بقية الأسهم فكانت توزع على كبار رجال الدولة,أي أن كلفة تنظيف الحرمين كانت تدفع من حساب هؤلاء حسب تلك الأسهم.صابان,د.سهيل,المعجم الموسوعي للمصطلحات العثمانية التاريخية,مراجعة :د.عبدالرزاق محمد حسن بركات,مكتبة الملك فهد الوطنية للمطبوعات,(الرياض:2000),ص162.
[xxxv]. سبقت الإشارة إلى كلمة " الكناس " كوظيفة عمل بها أناس في الجامع,وهنا تم ذكر مصطلح " الفراش " وقد يكون هناك فرق بين الكلمتين آنذاك رغم أننا نستخدم المصطلحين لمفهوم واحد في الوقت الحاضر وهو التنظيف أو من يقوم بها,ولربما كان مهنة الفراش آنذاك محصوراً بغسل وفرش سجادات الجامع فقط دون الأهتمام بالكنس وتنظيف الجامع.
[xxxvi] .يُحتمل أن يكون كُردياً لأن الأسم (عمى) تصغير ودلع لأسم عُمر في اللغة الكردية.
[xxxvii] .جرا : كلمة كُردية ترمز إلى آلة الإنارة القديمة التي كانت تضيئ بواسطة فتيل يشعُل بالزيت,ووردت أحياناً بصيغة قنديلدارلق أيضاً.