دور الإله مردوك في نصوص التعاويذ و طرد الأرواح الشريرة في بلاد الرافدين
لقمان محمود قاسم *
قسم التاريخ، كلية العلوم الإنسانية، جامعة زاخو، إقليم كوردستان-العراق.
(luqman.qasim@staff.uoz.edu.krd)
تاريخ الاستلام: 11/2024 تاريخ القبول: 02/2025 تاريخ النشر: 3/2025 https://doi.org/10.26436/hjuoz.2025.13.1.1513
الخلاصة:
يعد الإله مردوك أحد أهم الآله الرئيسية في العراق القديم، فقد ورد اسمه في الكثير من النصوص السومرية بصيغ مختلفة، وظهر اسمه منذ حوالي ( ۲٦٠٠ ق.م)، كما يعد الإله الحامي لمدينة بابل وكما حضيَ بوظيفة ملك الآله في مدينة بابل. و كان للإله مردوك دور كبير في نصوص التعاويذ، فقد تصور إلانسان منذ القدم نفسه محاطا بشتى أنواع القوى الشريرة التي تهاجمه، نتيجة اقترافه الذنوب والمعاصي، وبذلك أعتقد سكان بلاد الرافدين في مختلف عصورهم التاريخية أسباب إصابة البشر بالأمراض والأوبئة هي ناتجة عن غضب الآلهة على البشر، بسبب ارتكابهم الآثام والمعاصي، وتحاسب البشر على ما يقترفون من ذنوب ومعاص وبذلك تسلط عليهم الأرواح الشريرة والعفاريت التي تسبب الأمراض والأذى وهذا ما دفع الناس إلى الاستعانة بالكهنة من أجل التخلص من هذه الأمراض والأرواح الشريرة عن طريق بعض الطقوس والممارسات الدينية ومنها التعاويذ بمساعدة الآلهة المعنيين ومن أبرز تلك الآلهة المختصة بطرد الشياطين والأرواح الإله مردوك. وتأتي أهمية هذا البحث في إظهار الدور الكبير للإله مردوك في التعاويذ ففي كثير من الممارسات السحرية كان يستنجد الساحر بالإله بمردوك في التعاويذ لتخليص الشخص المريض من قبضة العفاريت الشريرة. فضلاً عن دوره في شفاء المرضى، ويتبين مما سبق دور الإله مردوك في مكافحة الشر، كونه إلهة السحر والتعاويذ الذي يطرد الشر المتمثل بالجن والأرواح الشريرة من جسد الشخص المريض، اما البعض الاخر من تلك التعاويذ فقد كانت تستخدم لإبطال اعمال السحر و اخطار الشياطين التي كانت تسبب الأذى والأمراض للناس ومنها مرض الطاعون و الصداع، كما وضحنا من خلال هذه الدراسة أهم الأمراض التي كانت تعالجها التعاويذ في بلاد الرافدين، وكذلك فإن بعض هذه التعاويذ كانت خاصة بالرياح و التطهير.
الكلمات الدالة: الآلهة، مردوك، نصوص التعاويذ، طرد الأرواح الشريرة، بلاد الرفدين.
المقدمة
تعد دراسة نصوص التعاويذ و طرد الأرواح الشريرة الخاصة بالأله مردوك من الدراسات الهامة التي تلقي الضوء على بعض الجوانب المتعلقة بتفاصيل حياة سكان بلاد الرافدين القدماء، كما تبين أهمية الآلهة مردوك في مجريات الأحداث الدينية والدنيوية في بلاد الرافدين، حيث يعد الإله مردوك، أحد أبرز الآلهة في ديانة بلاد الرافدين القديمة والإله الراعي لمدينة بابل، كما لعب دوراً محورياً في العديد من النصوص والأساطير السومرية والأكادية، خاصة في النصوص التي تتناول التعاويذ وطرد الأرواح الشريرة. كما ارتبط مردوك بقوة النظام والخلق، مما جعله رمزاً للحماية والشفاء. وذلك لسبب أعتقاد الإنسان منذ القدم نفسه محاطا بشتى أنواع القوى الشريرة التي تهاجمه، نتيجة اقترافه الذنوب والمعاصي، وبذلك أعتقد سكان بلاد الرافدين في مختلف عصورهم التاريخية أسباب إصابة البشر بالأمراض والأوبئة هي ناتجة عن غضب الآلهة على البشر، بسبب ارتكابهم الآثام والمعاصي، ولذلك تحاسب البشر على ما يقترفون من ذنوب ومعاص و تسلط عليهم الأرواح الشريرة والعفاريت التي تسبب الأمراض والأذى وهذا ما دفع الناس إلى الاستعانة بالكهنة من أجل التخلص من هذه الأمراض والأرواح الشريرة عن طريق بعض الطقوس والممارسات الدينية ومنها التعاويذ بمساعدة الآلهة المعنيين ومن أبرز تلك الآلهة المختصة بطرد الشياطين والأرواح الإله مردوك.
وتأتي أهمية هذا البحث في إظهار الدور الكبير للإله مردوك في التعاويذ ففي كثير من الممارسات السحرية كان يستنجد الساحر بالإله مردوك في التعاويذ لتخليص الشخص المريض من قبضة العفاريت الشريرة. فضلاً عن دوره في شفاء المرضى، ويمثل مردوك في هذه النصوص صورة الإله الرحيم الذي يلجأ إليه الناس في أوقات الخطر، كما كان يُستدعى اسمه في الصلوات والتعاويذ لضمان الحماية، وإعادة التوازن، وطرد الأرواح الشريرة باستخدام قوة كلماته وأدواته السحرية.تجسد هذه النصوص العميقة العلاقة المعقدة بين البشر والآلهة في بلاد الرافدين، حيث كان يُستخدم اسم مردوك كوسيلة لتعزيز القوة الروحية خلال الطقوس. كما أن تواجد مردوك في هذه النصوص يشير إلى أن الناس كانوا يتطلعون إلى مساعدة الآلهة في حياتهم اليومية، معتقدين أن استحضار قوته يمكن أن يحقق لهم السعادة والسلام. بالتالي، يمثل مردوك في هذه السياقات تجسيدًا للأمل والتوازن في عالم مليء بالتحديات الروحية.
وقد وقد اعتمدنا في هذه الدراسة على العديد من المصادر العربية الرئيسة والثانوية والمصادر الأجنبية، كما اعتمدنا أحدث القراءات والترجمات للنصوص المسمارية ذات العلاقة بالتعاويذ، إلى جانب العديد من الدراسات والبحوث والدوريات الحديثة المختلفة التي تمثل نتاجاً علمياً لجهود للعديد من الباحثين المختصين بالكتابات المسمارية، وكان من بين أهم المصادر العربية هو كتاب السحر في العراق القديم في ضوء المصادر المسمارية للباحث (رياض عبد الرحمن الدوري)، وبعض المصادر المعربة التي ندرجها بحسب إفادتنا منها كتاب المعتقدات الدينية في بلاد الرافدين للباحث رينيه لابات، أما الكتب الاساسية التي اعتمدنا عليها بشكل كبير من المصادر الاجنبية هي كتاب الباحث البريطاني( Geller ,Markham. J) ومن أهم كتبه (HEALING MAGIC AND EVIL DEMONS ) و كذلك كتاب (EVIL DEMONS).
أما المنهج المعتمد في كتابة هذه الدراسة هو منهج البحث التاريخي القائم على جمع المعلومات وتحليلها من مصادرها الاصلية، واتباع المنهج العلمي في عرض الافكار والمواضيع التي تناولها هذا البحث.
واستعرضنا في بداية هذه البحث دراسةً عن الآلهة مردوك بشكل مفصل، كما بينا دوره في من الممارسات السحرية، فضلاً عن دوره في شفاء المرضى. ثم تناولنا دور الإله مردوك في التعاويذ وطرد الأرواح الشريرة، ويتبين مما سبق دور الإله مردوك في مكافحة الشر، كونه إلهة السحر والتعاويذ الذي يطرد الشر المتمثل بالجن والأرواح الشريرة من جسد الشخص المريض، اما البعض الاخر من تلك التعاويذ فقد كانت تستخدم لإبطال اعمال السحر و اخطار الشياطين التي كانت تسبب الأذى والأمراض للناس ومنها مرض الطاعون و الصداع، كما وضحنا من خلال هذه الدراسة أهم الأمراض التي كانت تعالجها التعاويذ في بلاد الرافدين، وفي النهاية تناولنا بعض التعاويذ الخاصة بالرياح و التطهير.
تمهيد:
يعد الإله مردوك أحد أهم الآلهة الرئيسية في العراق القديم، فقد ورد اسمه في النصوص السومرية بصيغة dAMAR-UTU ويعنى ثور الشمس الصغير(الشاكر، 2002، 115)، و يقابلها باللغة الأكدية (marduk) أي بمعنى ابن الآلهة (دوكو) ومعنى دوكو (التل المقدس)، وهو مجلس الآلهة ويقع في المنطقة الجبلية الشرقية لمدينة بابل ظمن سلسلة جبال حمرين(بقة، 2017، 117)، وأطلقت بعض الأسماء النادرة للاله مردوك ومنها تسمية (dMES-SAZU or dSU ) ، كما وردت في مقاطع شعرية من عصور مختلفة التي خصصت للإله مردوك. و عرف بتسمية Bel) ) و (معناه السيد) وهو ابن الإله (انكي/ آيا) إله الماء وأمه دامكينا و زوجته صربانيتم التي عبدت معه في معبد (أيساكيلا) (الشاكر، 2002، 115) وهو المعبد الرئيس الإله مردوك في مدينة بابل(فاضل،2011، 31). وتعد الآلهة عشتار شقيتقه، وابنه الإله نابو إله الكتابة. (Toorn & Others, 1999, 607-609)
فقد ظهر اسم الإله مردوك منذ عصر ميسالم حوالي ( ۲٦٠٠ ق.م)، كما ارتباط اسمه بمدينة بابل واتخاذها له كإله رئيسياً فقد حدث ذلك منذ زمن سلالة أور الثالثة (٢٠١4-٢٠٠6 ق.م)(صالح،2019، 52) وخصه البابليون مكان رئيسي لعبادة و تقديس هذا الإله منذ الألف الثاني قبل الميلاد وبذلك اقترن اسمه بمدينة بابل، ومهما كانت العلاقة بينهما فلا شك فيه أنه عن طريق معنى اسمه الذي يربطه باله الشمس، فقد اكتسبت معظم خصائص وصفات الإله شمش كما اكتسبت عن طريق الوراثة خصائص وصفات الإله (انكي/ آيا) ومنها العلم والسحر( الدوري، 2009، 293).
كما يعد الإله مردوك الإله الحامي لمدينة بابل منذ الفترة المبكرة السلالة أور الثالثة، كما ثبتت عبادته منذ عصر فجر السلالات المبكر(2850-2371 ق.م)، على الرغم من عدم انتشار عبادته في هذه المنطقة، و كانت تقتصر على مناطق محددة، مما لا شك فيه أن اسمه المذكور سابقا كان شائع الاستعمال في العصور المتأخرة والتي عرف فيها مردوك باسم (بيل bel ) أي (السيد) (Black & Green, 1992, 128).
وبرز على المسرح السياسي وحاز على وظيفة إدارة المجمع الإلهي منذ عصر الملك حمورابي(1792-1750ق.م)،عندما عظم شأن بابل بذلك ارتفع شأن الإله مردوك ولهذا فقد حاز مردوك على سلطة زعامة الآلهة(زودن،2003، 198)، بعد أن وافق آنو إله السماء وعلى رأس الالهة السومريين (رشيد، 1985، 149-152). وكذلك الآلهة انليل الذي يعد إله العاصفة والجو وسمي احياناً بملك الالهة والسيد الريح والزوبعة، (Kuiper ,2011, 181). الذي تنازل له عن جميع وظائفه ومسؤولياته ليتم تعيين مردوك بوظيفة ملك آلهة مدينة بابل(السعدي، 2015، 109)
أما في العصر الكاشي (1595-1162ق.م) أصبح الإله مردوك اكثر أهمية إذ ذكرت مردوك كملك للآلهة، كما أنه عد بطل اسطورة الخليقة البابلية و تقمصت بعض الآلهة بعضاً من صفاته. وهكذا ارتفع شأن الإله مردوك إذ كان في المركز الأول الآلية(سليمان، 1993،140)، وأخذ جميع واجبات وخواص الإله "انليل" كما كان يتصور في اعتقاد البابليين أنه بطل قصة الخليقة وصلحب اللوح المحفوظ وهو مقسم الآجال بين البشر وبيده مصير الملوك والحكام(الشاكر، 2002، 117).
وفقا لما ورد في ملحمة الخليقة أن الآلهة انتخبت الإله مردوك ملكا لها وأعلنت له " الأسماء الخمسين أو أنها جعلت أخر أسمائه لذا لقب بلقب (الخمسين)، ولكن عددا من أسماء الإله مردوك الخمسين التي اندمجت في الاسطورة و تعاصر قائمة أسماء الآلهة في أضافة أكثر من ستة و ستين اسماً، كما أصبح الإله الشعبي في بلاد اشور في القرن الرابع عشر قبل الميلاد( الدوري، 2009، 293).
فقد أختص الإله مردوك بشؤون التداوي والشفاء كما جاء في أحد النصوص المسمارية كما يلي: "مردوك الذي يداوي كل ويلات المرضى". وكان ينوب عن والده في الاستجابة الدعاء المرضى، و الاستماع إلى تعاويذ الكهنة فيتلقاها ويوصلها إلى الالهة آيا، كما تلقب بنفس القاب والده وهو إله الحياة وسيد فن التعاويذ و رئيس السحرة بين الآلهة، فضلاً عن كونه إله الخصب والرعي أحياناً. وكذلك لقب "خالق الكون" والذي يعود الى للاله انليل، ومن الالقاب الأخرى التي اخذها الإله مردوك من الإله انليل لقب kur-gai )) اي بمعنى الجبل العظيم (الشاكر، 2002، 116). كما لقب أيضا بـ NAMTILLA)) والتي تعني (مانح الحياة)، وفي هذا اللقب ترد وظيفة أخرى الاله مردوك مشابهة لوظيفة الإله (تموز) إله الخضرة والخصب والنماء، و تشير النصوص إلى تبني مردوك وظيفة خالق القمح ومنبت العشب الاخضر الذي يضاعف وفرة الحقول ويسقيها(رشيد، 1988، 31-33)، ويدبر الطعام فضلاً عن كونه المسؤول عن ينابيع التي تغذي الارض الزراعية بالمياه في الصحراء كما جاء في النص الآتي: ((إن إنكي ومردوك جعلوا التربة تنموفيها النباتات الصالحة للأكل مرة ثانية)) (Albert,2010,343)
والمردوك العديد من الرموز الخاصة بها كالتي توضع على المشاهد الفنية خاصةً على سطوح الفخارات، فقد كانت الفأس ذات الراس المثلث أحد رموز الإله مردوك والتي تشير الي ارتباطه بشؤون الزراعة، كما ظهر الإله مردوك على ختم اسطواني يعود تاريخه إلى عصر سلالة أور الثالثة رمز المجرفة مطروحا بشكل مستقيم، و يظهر هذا الرمز محمولا من قبل مخلوقات مركبة بجسد إنسان ورأس الثور، كما تم تصوير الاله مردوك على بعض المشاهد الفنية بهيئة بشرية وبيده العصا والحلقة وفي أكثر الأحيان معه هذا المخلوق الخرافي (الموشخوشو) وهو ممدد( الشاكر، 2002، 120-127)، وهو كائن خرافي في الميثولوجيا السومرية فقد على شكل أفعى مرعبة أو تنين وفي البداية مرافقاً للإله إنليل و الإله تيشباك، وأما في العصور التالية أصبح رمزاً للإله مردوك(مرعي، 2018، 424). كذلك يبرز على نموذج آخر مشهدا يظهر فيه الإله مردوك إلى اليسار وعلى رأسه تاجه و يحمل بيده اليسرى العصا والحلقة، ويلبس خاتما، وعند قدميه يظهر تنين وفي الاسفل تظهر مياة أبسو المذكورة في قصة الخليقة البابلية ( الشاكر، 2002، 120-127). وهي مياه العمق أو البحر المالح التي تقع تحت سطح الارض، كما ان مصطلح ابسو كان يستعمل لتعيين حوض الماء المقدس في الفناء البعيد، فضلاً عن استعماله للدلالة على العالم السفلي (بلاك، كريين، 2020، 27).
دور الإله مردوك في التعاويذ وطرد الأرواح الشريرة:
تصور الإنسان منذ القدم نفسه محاطا بشتى أنواع القوى الشريرة التي تهاجمه نتيجة اقترافه الذنوب والمعاصى، كما أعتقد سكان بلاد الرافدين في مختلف عصورهم التاريخية أسباب إصابة البشر بالأمراض والأوبئة هي ناتجة عن غضب الآلهة على البشر، بسبب ارتكابهم الآثام والمعاصي، وكنوع من العقاب الدنيوي الذي تنزله الآلهة بالبشر وبذلك تسلط عليهم الشياطين والعفاريت والأرواح الشريرة أو الخبيثة التي تدخل في أجسادهم وتسبب الأمراض وتزيد من أوجاع الناس (عبدالرحمن، 1989، 14). في حين اعتقد بعض الناس ايضاً بأن الجن و الأشباح الشريرة عبارة عن أرواح الموتى خاصة الذين يتركون دون دفن كذلك وجود اصناف من الجن الذين كانوا يسببون أنواعاً مختلفة من الأمراض النفسية و الجسدية للناس( علي، 1985، 202). وبذلك كان الناس يحمون انفسهم بنظام من الطقوس والتطهير و السحر و الغفران و العرافة مركزة حول مدينة أريدو و ألهها ( ايا ) التي عرفت لدى سكان بلاد الرافدين القديمة بالاله الطبية(شناوه،2016، 121).
من أجل ابعاد شر العفاريت والشياطين والأرواح الشريرة التي تسبب الأمراض والأوجاع للناس ولأجل التخلص من تلك الأمراض والأوجاع فقد كان يتم ممارسة بعض الطقوس والممارسات الدينية والسحر الأبيض بشعار التعزيم المضاد للعفاريت الشريرة والشياطين وذلك من خلال مجموعة من الكهنة المختصين بهذا المجال ومنهم الكاهن المعزم الاشيبو (ašipu) فهو المعزم المسؤل عن طرد الأرواح الشريرة من العفاريت والشياطين التي كانت تسبب الأذى للناس(النعماني، 2022، 128).، وكذلك الكاهن مشماشو حيث كان يقوم بأنواع متععدة من الممارسات السحرية لشفاء المريض( السعدي، 2019، 10) ويتم ذلك بمساعدة الآلهة المعنيين بتلك الأمور ومن أبرز تلك الآلهة المختصة بطرد الشياطين والأرواح الشريرة الإله انكي و ابنه الإله مردوك الذي كان يساعد أباه في طرد الأرواح الشريرة من أجسام المرضى(النعماني، 2022، 128).
إذ كان الإله مردوك من الآلهة المهمة المختصة بهذا المجال التي تم ذكره في نصوص التعاويذ بشكل كبير، وذلك بسبب انتصار الاله مردوك على تيامة و جيشها في اسطورة الخلق البابلية فقد استعمل الاله مردوك التعويذة في تحضيراته للمعركة، و سمي (mašmaš ilani) "ساحر الالهة " وسمي ايضاً (apkal igigi) " الحكيم (الماهر) وسط الايكيكي(الدوري، 2009، 297)، وهي تسمية اطلقت على آلهة السماء في العصر البابلي القديم (الطائي ، 2008 ، 16). " كما عرف في الطقس او الأحتفال باسم اسارلوخي (asar-luḫe) ابن الاله انكي، ونظراً لصلته بالاله انكي أصبح له علاقة بالشفاء والسحر الابيض، و الفضل في تفسير السحر، فضلاً عن دوره في طقوس طرد الارواح الشريرة، وأصبح فيما بعد مهماً بسبب تشابه صفاته مع الاله مردوك الىٰ درجة أن أسمه واسم الاله مردوك أصبحا قابلين للتبادل، وأسارلوخي هو الاسم السابع للاله مردوك بحسب ماذكر في نهايات قصة الخليقة البابلية، وله قوة مثل مردوك في طرد الارواح الشريرة.( Frayne& Stuckey, 2021, 202) كما يتبين في احد النصوص حيث ويظهر وله اسمان مردوك واسالوخي، والاسم الاخير يذكر تفصيليا عند مزج السحر به: "عسى أن يقف بجانب مردوك، الأحكم وسط الآلهة، الذى يجلب حوله الاشياء الحسنة، عسى أن يقف بجانب اسارلوخي، الساحر وسط الآلهة العظيمة، اثناء قيامه بسحر الميت، المريض ينهض"(الدوري، 2009، 297)، كما يعد الإله مردوك ابن الإله ( آيا/ انكي) وهو المسؤول عن فن التعاويذ وكذلك رئيس السحرة بين الالهة، و كان الإله مردوك يساعده على أيام البابليين في القيام بهذه المهمة، وكما كان ينوب عن والده مهمة الاستجابة لدعاء المرضى، كذلك الأستماع إلى تعاويذ الكهنة فيتلقاها و يوصلها إلى الإله آيا(فرحان، عبد، 2016، 8). وفي الكثير من التعاويذ يرد جواب آيا لمردوك (يا ولدي أي شيء لا تعرفه ؟)( ماذا تريد أن أعطيك أكثر؟ یا مردوخ أي شيء لا تعرفة؟ ) وهذا يدل على اعتراف الإله آيا بعلم ومعرفة الإله مردوك الغزير(الأحمدي، 2013، 35).
وبذلك تم وصف الإله مردوك بـ ((ساحر السماء والأرض المسيطر على الظلام)) (Campbell & Thompson,1903,177) كما حاز على وظيفة كاهن تعاويذ الآلهة الكبيرة الذي ينقل أخبار الأعمال الشريرة لعفاريت السوء إلى والده، ويتلقى منه الإرشادات على شكل تعاويذ وبذلك يقوم بمعالجة تلك الأمراض التي تسببه تلك العفاريت( ادزارد، وأخرون، 2000، 67) كما تذكر بعض النصوص المسمارية إن الإله إنكي و مردوك كانا يستعملان العلوم المعرفية الواسعة لإله الماء (إنكي)، والتي هي عبارة عن ((القوى السحرية في عيون الناس)) وبذلك يقومون بمعالجة المصابين(السعدي، 2015، 113).
ولسبب الدور الكبير الإله مردوك في التعاويذ ففي كثير من الممارسات السحرية كان يستنجد الكاهن الاشيبو بالإله مردوك عن طريق التعاويذ لتخليص الشخص المريص من قبضة العفاريت الشريرة (الأحمدي، 2013، 35). فضلاً عن دور الإله مردوك في شفاء المرضى فقد كان له دور في حماية مدينة بابل من الشر المتمثل بالإله ايرا (اله الطاعون)، إذ كان غياب الإله مردوك له دور سلبي على البلاد حيث تم استغلال عدم وجود مردوك في المدينة من قبل ايرا لتدمير البلاد وإبادة السكان، وتمثلت عودت الإله مردوخ بعودة الحياة للمدينة واستعادة لقوتها (هروشكا، 2006، 18).
يتبين مما سبق ان الإله انكي ومردوك لهم دور مميز في مكافحة الشر، كونهما آلهة السحر والتعاويذ الذين يطردان الشر المتمثل بالجن والأرواح الشريرة، والدليل على هذا ارتباط اسمائهما بتلك التعاويذ والاعتقاد بأن لهما القدرة على انهاء وجوده(شناوه، 2016، 130).
أولاً: نماذج من التعاويذ الخاصة بالاله مردوك:
فقد وردتنا مجموعة من التعاويذ التي تخص الآلهة مردوك في النصوص المسمارية المتعلقة بعدة جوانب كالتي تخص الآلهة مردوك ودورة في شفاء المرضى ومنها مرض الصداع والطاعون وكذلك دوره ضد الشياطين والعفاريت التي تهاجم الناس وتسبب لهم الأمراض وتترك الرعب في قلوبهم، إلا أننا انتخبنا بعض نماذج هذه التعاويذ التي تبين لنا الأسلوب المعتمد في تدوين نص المسماري الخاص بتعويذة الآلهة مردوك فضلاً عن عرض مكانتها بين الآلهة، و توضيح صفاته وقوته التي يمكنها من مواجهة هذا الشرور. ومن نماذج تلك التعاويذ:
تعويذة لمردوك – ايرنيني:
تعويذة مردوك إيرنيني هي تعويذة بابليّة قديمة، تُعتبر جزءاً من تراث بلاد ما بين النهرين. وتتضمن نصوصاً سحرية، كما تبين عظمة الآلهة مردوك يمكن نقرأ في نصوص أخرى عن هذه الفكرة في عصور مختلفة ففي ترنيمة لـ اشور بانيبال نقرأ عن الآلهة مردوك انه يجمع بين عظمة انو وإينليل وايا، وهكذا تتحد في شخص مردوك الالهة الثلاثة والتي تهيمن على السماء و الارض و الماء. وفي نص تعويذة عن الإله مردوك نقرأ فيها عن إعطاءه صفات كل الالهة (يحيى، 2015، 116).
وفي هذا النص يوصف لنا المكانه الكبيرة الآلهة مردوك بين الآلهة في بلاد الرافدين وكذلك قوته بين الآلهة كما يطلق عليه أسماء كبار آلهة بلاد الرافدين، كما ثم يتم شرح الحالة يعاني منها الشخص الذي أعدت التعويذة لأجله وكيف يقدم تضرعه لها، وأنه سيلتزم بالطقوس الخاص بها وفيما يأتي النص الآتي للتعويذة:
سين هو ماهيتك الالهية، أنو هو سيادتك،
داكان سلطتك العليا، انليل صفتك الملوكية،
- ادد قوتك السميا، و ايا الحكيم عقلك،
نابو الممسك بالقلم هو علمك،
اولويتك هو نينورتا، وقدرتك هو نركال،
مشورة قلبك هو نوسكو، ( رسولك ) الشهير،
مهمة حكمك هو شمش المنير الذي يحقق حمايتك،
- اسمك السامي، يا مردوك، هو حكيم بين الآلهة.
سهمك العاتي هو أسد دون شفقة،
أيها السيد السامي الذي تطأ جميع الاعداء وتخمد القتال،
أنت الذي ترافقك الثريا، يا حاكم الآلهة والآلهات العادل،
- ايكيكي هم أبهتك، وتوأمتك ايرنيني المحاربة.
حوضك هو الغور، وموقد بخورك سماوات انو،
والأرض بفسحتها هي موطئ قدميك، أيها السيد.
إن الذين يجلبون إلى المعبد ذبيحتهم ( ... )،
الأرملة مع طحينها المحمّص، الغني مع حمل تقدمته،
- إنهم يدنون منك.
آه، تعال إلى هنا،
إلى الخبز والماء اللذين أقدمها أنا الذي أجلك.
بأمر فمك الذي لا يتغير، أبعد عني ما تمنعه.
فأذيع عظمتك وأشيد بأمجادك. (لابات،2004 ،99-100 )
ثانياً: الإله مردوك في نصوص التعاويذ الخاصة بالأمراض:
فقد كانت معظم التعاويذ في بلاد الرافدين مرتبطة بالحالات الطبية إذ وردتنا مجموعة من التعاويذ الخاصة بالطب و معالجة الشخص المريض من مهاجمة الشياطين والعفاريت الشريرة التي كانت تدخل جسم الإنسان، و كان يتم معالجة تلك الحلات بأستخدام التعاويذ فقد وردتنا مجموعة من التعاويذ الخاصة بالإله مردوك و دورة في معالجة الأمراض التي كان يصيب بها الإنسان إثر هجوم الأرواح الشريرة عليه.
1-تعويذة الطاعون
في النصوص الأدبية الأسطورة الخاصة بهجوم الإله أيرا المدمر غضبه الدموي حيث يتبين من خلال هذه الأسطورة كيف يلقى الدعم والمساعدة من الشياطين السبعة وهي الأطيمو، الاوتوكو، نمتارو، كللو، رابيصو، أساكو، لاماسو، الذين ولدوا في السماء والأرض، وبذلك فقد تعرضت مدينة بابل وبعض المدن المدن الكبيرة الأخرى للسلب والنهب(لابات، 2004، 122) ولم ينجح ايشوم مستشار الإله نركال ملك العالم السفلي (حنون، 1986، 210).في تهدئة (أيرا) إلا في النهاية وبذلك نجح في إعادة مجد بابل من جديد وتروي هذه الأسطورة غضبه وكذلك حماية للبشر ضد الطاعون(لابات، 2004، 122). كما إن أفضل التسمية المباركة البيت وحمايته هي أسطورة أيرا ووجودها يحفظ البيت ضد غضب ايرا إله الطاعون( النعماني، 2022، 121)، وبذلك فإن الرقيم الخامس من الأسطورة يحفظ تعويذة، حيث تم صنعه من الحجر الأسود و له بروز من الأعلى وثقب لا يزال مسمار النحاس فيه وهو محفوظ في المتحف البريطاني تحت الرقم ((BM.988.118، وقد توضح الهدف منها بواسطة ملاحظة على الحافات العليا واليسرى "(anaku PN aradan lablet) عسى انا (فلان) عبدكم ابقى متعافياً". كما إن هذه التعويذة وجهت إلى الذين يهددون المنزل(Reiner & Landsberger, 1960, 148) كما جاء في النص الآتي:
(((مردوك) - أسارلوخي - مثل الإله الشخصي للسحر، ايرا الذي قررت سلطته الأمر بالم
الطاعون، الشياطين السبعة التي هجمت وساعدت على الكارثة:
"أما الآلهة السبعة (الشياطين) الذين لا يضاهون ولادتهم خارقة.. وهم مليلون بالرعب
فمن يرهم يتسمر من الهلع، فإن نفسهم هو الموت،
إن البشر يخافون إلى حد أنهم يستسلمون إليه
إنه ايشوم الذي هو مثل باب موصد أمامهم ...)) (النعماني،2022، 121).
وعلى الرغم من ذلك فقد كان ايشوم الحارس في الليل وفضلاً كونه مندوب الإله (Nagir ili) الذي أقام العدل في الشوارع (bel suqi) سيد الشارع يطوف في الشوارع في الطاعون(النعماني،2022، 122)،كما يتبين في النص الآتي:
((يا مردوك حكيم الآلهة والأكثر بسالة من بين الآلهة، ايشوم يتجول في الشوارع الشياطين السبعة والأبطال الذين ليس لهم نظير ينزلون الرحمة على PN أين إلهك (الشخصي)، معبودك المبجل، ومن هذا الوباء، هذه الفاجعة. هذه الكارثة، بغضب ايرا الطاعون... من ايرا القوي، وعندئذ انا سأعتني بمدحك في كل وقت لتأتي إلى كل البشر)) (النعماني،2022، 122).
نقلت هذه التعويذة من اسطورة ايرا ومورست كصلاة (نامبوربي) ضد سوء الحظ أو صلاة إلى الآلهة ايا وشمش ومردوك التي هي جزء من سلسلة سميت بأسم (Namburbi Lumun Kalame) وهي ممارسة ضد كل شر(النعماني،2022، 122).
2- مرض الصداع:
وهي من الأمراض التي تصيب رأس الإنسان، وكانت لها مسببات عديدة منها ارتفاع ضغط الدم والأرق والجيوب الأنفية وغيرها، كما ذكر سكان بلاد الرافدين القدماء في نصوصهم الطبية عن هذا المرض حيث عدوها لعنة يصاب بها الإنسان، كما وضحت هذا النصوص المسمارية ارتباط هذا المرض بأحد الأشباح الذي يدعى شيح الالو، فيما يخص التعاويذ الخاصة مرض الصداع فقد وردتنا أكثر من تعويذة عن هذا النوع من الأمراض والتي كانت تصيب رأس الانسان فقد كان يتم شرح الحالة التي يعاني منها الشخص المرض بهذا النوع من المرض وكيفية علاجه من هذه الأمراض باعتماد على الممارسات الدينية الخاصة ومنها الرقى والتعاويذ( قاسم، 2022، 92).
وفي التعويذة الخاصة بمرض الصداع فيتبين في هذه التعويذة الحوار بين الإله مردوك ووالده آيا حول معالجة الشخص المصاب بالصداع اثر دخول الجني تينو في جوفه، ومن المعروف أن هذا الجني كان يحبس مع عدد آخر في المعبد العائد للعالم السفلي، عالم الأموات وكان يدعى اى-كرو (الدوري، 2009، 281). حيث جاء في النص الآتي:
ورآه مردوك اي رأى المريض
فدخل البيت وتقدم الى والده آيا
يا ابي ان تيتو قد خرج من ال (أى - كور)
وتكلم معه مرتين
لا ادرى ما ذنب هذا الشخص (المريض)
لا ادري ما الطريقة لشفائه
فأجاب أيا ابنه مردوك
يابني ما الذي لا تعرفه حتى ابينه لك؟
يا مردوخ ما الذي لا تعرفه حتى ابينه لك؟
ان ما اعرفه تعرفه ايضا
هيا يابني يا مردوك
خذ طاسا
واملأه ماء من مصب النهرين
واقرأ على هذا الماء تعويذ تلك المطهرة
وبتعويذتك المطهرة المقدسة طهر
الشخص ابن الآلهة ورش عليه بهذا الماء
(وامسح جبينه...) واعصب رأسه
وليأكل في ذلك اليوم حتى يشبع
وعند المساء ارفع عصابته من رأسه
واطرحه في مكان فسيح
فعسى ان يخرج تيعو من رأسه ويولي... الخ (الامين، 1952، 231).
فقد ورد في هذه التعويذة ذكر الطاس وهو عبارة عن قدح يتم صنعه من الفخار و يستعمله الكهنة المعوذون لغرف الماء وسكبه على الشخص المريض وكان شائع الأستعمال عند قدماء العراقيين حتى في ادوارهم التاريخية المتأخرة ويكثر وجوده في مدينة أريدو والمدن العراقية القديمة، و ذكر في هذه التعويذة: الشخص ابن الآلهة ويقصد بذلك الشخص المريض، واما تعبير ابن الالهة فهو بحسب أعتقاد سكان بلادالرافدين القدماء أن لكل أنسان إلها يحميه من الأمراض والشرور ومستقبله في الحياة الدنيا مرتبط بهذه الاله كما أن تقدمه مرتبط بهذا الإله و قدراته على حمايته، كما لا يزال كثير من الناس يؤمنون بهذه الفكرة وهو بأن لكل انسان ملك يقرر حظه ونصيبه من هذه الحياة (الامين، 1952، 232).
وفي تعويذة اخرى يبين لنا مدى خطورة هذه المرض على الأنسان، فقد كان هذه المرض يسبب ألم في الرأس مثل البرق كما يقوم بإصابة العضلات والجسم كله و بذلك تسبب شلل الحركة و التهاب وتورم، فضلاً عن ألم في العينين و الإرهاق الشديد. وبذلك يشعر المريض بالضيق والتشويش كما يتحول لون بشرته و يصبح جسده مثل جسد شخص مبتور الأحشاء، كما يشعر الشخص المصاب بالحرارة الشديدة و التهاب الجسم وبذلك يُشبه الحمار الوحشي الذي فقد الأمل في الحياة. كما يتبين من النص الآتي:
تهاجم الأمراض في الرأس السهوب، تهب مثل الريح،
إنه يضيء وينطفئ مثل البرق، ويسكب، في الأعلى والأسفل.
لا تقطع، مثل القصب، الرجل الذي لم يحترم إلهه،
لقد قطع أوتاره مثل سلة واهية،
إنه يهدر جسد من ليس له إلهة تحميه.
إنه يلمع مثل نجوم السماء، ويجري مثل الماء في الليل،
لقد واجهت الرجل المصاب وشلت حركته وكأنها عاصفة.
لقد قتل هذا الرجل!
يتلوى هذا الرجل مثل شخص مصاب بمرض معدي.
مثل شخص مبتور الأحشاء يرمي نفسه هنا وهناك.
إنه يحترق مثل شخص ألقي في النار.
(هو) كالحمار الوحشي الذي عيناه الصغيرتان غامقتأن
لقد سئم من حياته، وأصبح على وشك الموت.
الصداع الذي لا أحد يعرف مساره، مثل الضباب الكثيف.
و لا يعرف علامته الكاملة، ووسائل ضبطه! (Foster, 2005, 976)
3- تعليمات للمريض:
النص تعويذة بابليّة قديمة لطرد الأرواح الشريرة من المنزل. حيث يطلب الآلهة مردوك، من الأرواح الشريرة مغادرة المنزل، كما يوضح هذا النص موضوع حماية المنزل من الشياطين من خلال التركيز على أدوار آلهة المنزل كحماة. يتم تجنيد الإله كوسو مع مردوخ لتقديم الحماية. الخطر المعبر عنه في هذا اللوح هو أن الشياطين قادرة على طرد آلهة الحماية، مما يترك المنزل عُرضة للخطر، وقد تم تصميم طقوس هذا اللوح لعكس هذه العملية. تُترك القرابين لآلهة المنزل، وتُستخدم أنواع معينة من الأعشاب العطرية القياسية (غالباً ما تستخدم في المواد الطبية) بطريقة غير محددة، ويتم استخدام طبلة النحاس الصاخبة في اللوح سبع مرة.وبعد ذلك يتم يتم إغلاق المنزل ضد الشياطين بالقار. وينتهي اللوح بترنيمة تأمر الشياطين بالخروج من المنزل، وتمنع الشياطين من الوصول عبر أي نوافذ للمنزل(Geller, 2007, xv).
فضلاً عن ذلك تبدأ التعويذة بتمجيد الآلهة مردوك وتبين قوتها ومكانتها بين الآلهة، ثم يعرض الحالة التي يعاني منها الشخص المريض التي أعدت التعويذة لاجله، وكذلك يقوم الإله مردوك ببعض التعليمات للشخص المريض لكي يتجنب من ذلك المرض الذي يعاني منه، وهذا دليل على أهمية الإله مردوك بين الآلهة حيث نقرأ في نص التعويذة:
مردوك، الابن الأكبر [لإريدو (أرسلني)]،
لقد جلبت لك حبوبًا ..[......]، [......]....
ودهنت عتبة المنزل بدهن بقرة نقية، ودهن نقي، ودهن جيد الجودة، وقار جيد الجودة.
لا يجب أن تنظر خلفك.
أنا رسول إيا،
أنا طارد الأرواح الشريرة العظيم لمردوك،
أنا أتلو تعاويذ إيا النقية.
[(الشيطان)] لن يدخل خلفك، [يذهب] إلى منزله
طحين [... ..]،
خبز، عجين [.............]
طعام، [......... ..........].
بديل خنزير [...].
الأشرار الذين [......].
ليأكل مع رجل، [يشرب مع رجل].
أيها الشرير، [اخرج من] المنزل، [انسحب]!
تجاه أمه وأبيه، الوريث، الزوجة الأولى، [.......].
تعويذتك في بيته.
[أنت'] احسبها، [... ..]،
إزالة [..... ............
[....] من أجل تجنب وجودك [في] المنزل،
انثر عليك شعير أرسبو، وقمح سيجوشو، وشعير إينينو، وقمح، وبازلاء كيشانو، حتى لا ترجع (الشيطان) إلى الوراء [نحو الضحية].
لقد رسمت لصالحك (صورة) شيطان القسم في الدقيق في المنزل،
دهن عتبة المنزل بالقار والجبس.
اقسموا بالآلهة العظام بهذه الأشياء لتذهبوا
أيها الشرير، اخرج!
شيطان أوتوكو الشرير، اخرج!
الشر آلو شيطان، اخرج!
أيها الشبح الشرير، اخرج!
الشيطان الشرير، اخرج!
يا إله الشر، اخرج!
أيها المأمور الشرير، اخرج!
شيطان لاماشتو الشرير، اخرج!
شيطان لاباسو الشرير، اخرج!
شيطان أهازو الشرير، اخرج!
الشر ليلو، ليليث، أردات ليلي، اخرجي!
شيطان القدر الشرير، ومرض أساكو الخطير، والمرض الذي لا يتحسن، اخرج!
لا تدخل [المنزل]،
ولا تكونوا حاضرين في البيت (Geller, 2007, 229).
4- الآلهة مردوك ضد الشياطين و الأمراض:
ومن خلال نصوص التعاويذ الخاصة بالآلهة مردوك فقد وردتنا مجموعة من النصوص التي تخص الآلهة مردوك بالشياطين و الأمراض، والنص يُبرز تمجيدًا للإله مردوك، ويركز على صفاته العظيمة وقدرته على التحكم في السماء والأرض، ورحمته، ودوره كمنقذ للبشر والآلهة. مما يرمز إلى قدرته على الشفاء والرحمة. كما تعتبر الأعتراف بقوته العظمى، مرفقًا بتوسل لإبعاد المرض والشر، كما جاء في النص الآتي:
سيد الأرض العظيم، حاكم الاراضي،
قبل كل شيء ابن إيا، الذي هو صاحب السمو في السماء والأرض،
سيد الارض العظيم، حاكم الاراضي،
من هو اله الآلهة.
من ليس له منافس في السماء والارض،
صرخة معركة آنو و انليل
رحيم بين الآلهة.
رحيم يحب احياء المحتضر.
مردوك رئيس السماء والارض.
يا حاكم بابل سيد معبد ساكيلا،
حاكم معبد زيدا، سيد Umatilla،
لك السماء والارض.
حيثما تكون لك السماء والأرض.
"تعويذة الحياة" ملك لك،
فوراً الحياة تنتمي إليك،
أغنية شيركوكو لابسو ملك لك.
البشر، ذوو الرؤوس السود،
العديد من الكائنات الحية المسماة كما هي موجودة في الأرض،
كل ما هو موجود (على) أركان الأرض الأربعة،
أكبر عدد من ايكيكي الموجود في الكون،
آذانهم مثبتة عليك.
أنت إلههم،
أنت العبقري فيهم،
أنت شريان حياتهم،
أنت منقذهم،
الرحيم بين الآلهة،
رحيم الذي يحب احياء المحتضر.
مردوك، ملك السماء والأرض، لقد دعوت باسمك، لقد أعلنت عظمتك،
(الآن) اسمحوا لي أن أمجد اسمك بين الآلهة، اسمحوا لي أن أمجدك.
عسى أن يبتعد عنه مرض المريض. .(Geller ,2007 ,195-196 )
ثالثاً: الإله مردوك في نصوص التعاويذ الخاصة بالشياطين والعفاريت:
اعتقد سكان بلاد الرافدين أن هناك نوع عديدة من الشياطين التي تهدد حياة الناس كما تؤثر بشكل كبير في صحة الإنسان وسلوكه وما يترتب عليه من أضرار نفسية وجسدية وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى موته (فرحان،2014، 170). كما جسد سكان بلاد الرافدين هؤلاء الشياطين على أشباح موتى، أذ أن جسم الأنسان يتكون من جزئين وهي الجسد و الروح، فالجسد هو الكائن الموجود في المكان ويوجد فيه الفرد أي له صفات الاستقرار وعدم الانتقال، أما الروح فهي الجزء الذي يمتلك القدرة على الانتقال من مكان إلى آخر. أما أرواح الذين لم تدفن أجسادهم بالرغم من نزولها الى العالم الأسفلي إلا أنها تبقى قلقة فيه وتنتهز الفرصة لكي تخرج إلى عالم الأحياء بهيأة اشباح، وتقوم بمهاجمة الأحياء وتلحق بهم الضرر انتقاماً منهم لسوء قدرها، إذ أنها حرمت من الراحة في العالم الأسفلي بسبب إهمالهم دفن جسد صاحبها في القبر و وفق شعائر خاصة يدفن بها الموتى(النعماني، 2022، 38-39)، و كان الدافع من عودة هذه الأرواح إلى الأرض لعدم تمكنها من الحصول على الراحة طالما بقي جسد صاحبها غير مدفون(Thompson, 1959, 586) فقد كانت هناك مجموعة من الطقوس والخاصة لمواجهة شر الشياطين والعفاريت، فقد وردتنا مجموعة تخص الإله مردوك و دورها في مواجهة الشياطين والعفاريت.
1-تعويذة خطاب مردوك للشياطين:
ومن نصوص التعاويذ التي وردتنا تعويذة تخص خطاب الإله مردوك مع الشياطين التي توقع الضرر للناس التي تظهر امامهم، وكانت هناك تعاويذ وطقوس خاصة لمواجهة هذا الخطر، وتبين من هذا النص مخاطبة الإله مردوك للشياطين ويأمرهم بالابتعاد، فضلاً عن ذكر اسماء بعض الآلهة في هذا التعويذة، كما يتبين من النص الآتي:
تعويذة. ابتعد عن الشر، أيها الملاك الشرير، الشيطان الشرير، روح الروح الشريرة، الشبح الشرير،
شيطان شرير، إله شرير، روح شريرة، لاماسو،
لاباشو، المنتزع
ليلو، ليليتو، سيدة ليلو الشابة،
الذي يسقط من السماء، وميض نجم، وسقوط بينو،
كن أنت صورة نمتار، كن أنت صورة الشيطان، كن أنت أي شر موجود،
تعويذة اسارلوخي ساحر الآلهة ابن إيا الحكيم
قبل أن تمضي اذهب، أيها الشر الذي أمامي، اخلع العدو الذي خلفي!
أنا اسارلوخي ساحر الآلهة القدوس
أنا اسارلوخي، الالهة القدوس المعوذ بالحياة
أنا اسارلوخي، حكيم أبسو، الذي تعويذته هي الحياة،
أنا اسارلوخي، رب الهاوية ساحر الآلهة الذي يحيي الموتى
أنا اسارلوخي ، طارد الحياة، الذي يطهر السماء والأرض.
أنا اسارلوخي، العاصفة العاتية، التي تطرد الشياطين الكبار،
أنا اسارلوخي، سيد التعويذة الذي يختبئ أمامه الشياطين وشياطين النمتار. (Geller,2015, 340-344)
كما نرىٰ في نص تعويذة أخرىٰ سيطرة الشياطين على بعض الأجزاء من جسم الإنسان، وبذلك يتدخل الإله مردوك لأنقاذ الرجل من معاناته أثر هجوم الشياطين الشريرة عليه كما يرد في النص الآتي: ((مردوك رأى ذلك وذهب لمعالجته طحين الذرة المر، سراً إلى الشياطين إلى طحين الحنطة سراً إلى الآلهة، يأخذ (بعض) طحين (inninnu) يخلطه ويزيل بالمسح الام الرجل ابن ألهة (الشخصي)، بالعجين مسح جسده [....] سيأكل ويطرد مرضه [...] سيأكل والطير سيأخذه .... سيأكل والسمكة ستنقل اساكو إلى اعماق الابسو، الرجل ابن إلهه الشخصي) مثل السماء هو ربما يطير، مثل الأرض هو ربما ينظف، مثل السماء هو ربما يلمح عسى لسان الشيطان يوطأ جانبه، تعويذة [نون – أو لا يحرق في فرن كبير، نن –اورا، فخار آنو العظيم، مع كسر الاناء، يحرق في فرن نقي، عسى يطرد (الشيطان) بعيداً عن المنزل ...)) (الدوري، 2009، 157).
2-مردوك يأمر الشياطين بالمغادرة:
وكذلك في نصوص خاصة بالشياطين والأرواح الشريرة فقد وردتنا تعويذة تخص طرد الشياطين من قبل الإله مردوك، فقد كان هذا النص جزءاً من طقوس التطهير تهدف إلى طرد الأرواح الشريرة وإعادة النظام والهدوء. كما يعكس الإيمان بقدرة الآلهة على حماية الناس من قوى الشر، و يبرز النص دور مردوك كإله حكيم وقوي و قادرعلى السيطرة على قوى الشر وطردها من المكان،و يبدأ النص بتمجيد الآلهة مردوك باعتباره البطل الذي أوقف الفوضى وجلب النظام للعالم، كما يتضمن هذه النص سلسلة من الأوامر لطرد الأرواح الشريرة. حيث تم ذكر أسماء بعض الأرواح الشريرة التي تجلب الأذى والشر للناس مثل لاماستو، ليليث، أردات ليلي وغيرها. وينتهي النص بتوجيه الدعاء إلى الآلهة مردوك ليزيل تلك الشرور و الأذى، كما و يؤكد على أهمية مديحه والتضرع إليه لكي يبعد الشر عنهم بشكل دائم ويحل السلام والهدوء عليهم. كما جاء في النص الآتي:
أنا [البطل] مردوك الذي جعل أبسو يزدهر،
أنا مردوك ابن أريدو،
أنا مردوك الحكيم ابن أريدو:
شيطان أوتوكو الشرير، يغادر الى الخارج!
الشيطان الو الشرير يغادر الى الخارج!
الشبح الشرير يغادر الى الخارج!
إله الشر يغادر الى الخارج!
شيطان مأمور الشرير يغادر الى الخارج!
لاماستو يغادرالى خارج!
لاباشو يغادرالى خارج!
الشيطان ليلو يغادر الى الخارج!
ليليث تغادر الى الخارج!
أردات ليلي تغادر الى الخارج!
مساعدي الشيطان الشرير يغادر الى الخارج!
"طين الحديقة"(-الروح) تغادر الى الخارج!
أنت مشع مثل [النجم]، انطلق بعيداً إلى الخارج!
'[أنت .... مثل] الحصى، انطلق بعيداً إلى الخارج!
[........... ............. ]، ارحل! واضحاً للخارج!
[..............]، ارحل! واضحاً للخارج!
أيها اللسان الشرير، انصرف! الى الخارج!
[... ...... ارحل!] اواضحاً للخارج!
[... ...... ارحل!] اواضحاً للخارج!
[... ...... ارحل!] اواضحاً للخارج!
[... ...... ارحل!] اواضحاً للخارج!
على يميني، كما سبق،
أتمنى أن يطير جميع السكان فرسخًا بعيدًا، ولتستحلفك السماء والأرض.
أتمنى أن يزيله البطل مردوك، ودعني أعلن مديحك،
نرجو أن يقف اللسان الشرير جانبا! .(Geller,2015, 333-337)
3-مردوك يأخذ علماً ويتخذ إجراءات:
ومن نصوص التعاويذ الأخرى التي تم العثور عليها أذ ورد في أحدىٰ لنصوص الخاصة بالإله مردوك وهو يقوم ببعض الإجراءات، ويعرض في مقدمة مديح إلى الإله مردوك، كما توضح دوره ضد الشياطين والعفاريت، كما توضح صفاته التي يمكنها من خلاله مواجهت الشر، و يذكر الإله مردوك أسماء العديد من الشياطين و الأشباح، كما يتبين في النص الآتي:
البطل مردوك... [حمل الشعلة].
البطل مردوك [لاحظ الشيطان أوتوكو الشرير]،
البطل مردوك [لاحظ الشيطان ألو الشرير]،
البطل مردوك [لاحظ الشبح الشرير]،
البطل مردوك [لاحظ الشيطان الشرير]،
البطل مردوك [لاحظ الشرير] الإله،
لاحظ البطل مردوك الشيطان المأمور الشرير
البطل مردوك [لاحظ الشيطان لاماستو]،
البطل مردوك [لاحظ الشيطان لاباسو]،
البطل مردوك [لاحظ الشيطان أهازو]،
البطل مردوك [لاحظ الشيطان ليلو]،
البطل مردوك [لاحظ ليليث]،
لاحظ البطل [مردوك] أردات ليلي،
لاحظ البطل مردوك مروج الشيطان الشرير.
البطل مردوك
ضرب البطل مردوك على فخذه (بالاثارة) وأخذ الطرفاء،
ضرب البطل مردوك فخذه وأخذ الشعلة،
ضرب البطل مردوك فخذه (بالاثارة) [و] [...] اقترب.
لقد احضر البطل مردوك الجبس بالقرب،
البطل مردوخ أخضر القار بالقرب،
جلب البطل مردوك الإشراق بالقرب.
لكنه يدرك أن الآلهة مضطربة،
يتنبه لشماش،
وبهذا ألقى آلهة أنونا العظماء أنفسهم على التراب،
وبينما كانوا يتضرعون، قام (الشيطان) بتسوية العالم السفلي مثل الموجة(Geller, 2007, 230).
رابعاً: تعاويذ أخرى متنوعة تخص الإله مردوك:
1-الرياح التي تحرك السحر:
هناك مناسبات عديدة في سلسلة الحرق مقلو Maqlű)) يظهر فيها اسم الريح بجانب الفعل ويحمل، وموضوعه المباشر هو هذا السحر على شكل عنصر اساسي تم الحديث عنه. الصيغة المستخدمة عادة هي السببية لـ (w)abālu (šūbulu)، حرفيا (x) تجعل الريح تزيل (سحرك)"، وهي جملة موضوعها عادة إله: في الواقع، في الأدب البابلي، الرياح عادة ما تكون أدوات في أيدي الآلهة. في سلسلتنا تُنسب الريح إلى شمش في مناسبتين وإلى أسارلوخي في مناسبات عديدة؛ مظهر الأخير مثير للاهتمام، لأنه كما سيظهر في نهاية هذا العمل القدرة على طرد الشر بـ "الريح الحلوة" تُنسب بشكل خاص إلى مردوك(Sanchez, 2017,82).
ولذلك فإن الآلهة هي المسؤولة بشكل رئيسي عن إزالة السحر عن طريق الريح. ليس فقط السحر: في مرثاة نبو شوما أوكين الشهيرة، والتي ذكر مؤلفها، الذي يعرّف نفسه في بيانات النسخ على أنه ابن الملك نبوخذ نصر الثاني (604-562 ق.م)، و وقع في بعض المشاكل مع والده وتم إرساله إلى السجن، يُطلب من مردوخ أن يجعل الريح تحمل الافتراء الذي سكبته عليه الشرور(Sanchez, 2017,82). كما يتبين في النص الآتي:
مردوك وحده، من بين الآلهة، يستطيع أن يبدد أعمال الأشرار،
يجعل الريح تحمل مكائد البشر؛
مردوك فقط، من بين الآلهة، هو من يحل عقدة مكائد الأشرار.
يجب على مردوك أن يمسك بالأشرار، ويوقف فم القاذف،
عليه أن يسمع ويعرف الكلام الذي قيل بالغدر، ويحوله إلى ريح!
يفك تشابكات الاشرار والعدو فيذريهم الريح (Sanchez, 2017,82-83).
يستخدم الإله مردوك هنا الريح لحمل شرور العدو، وهي شرور تشبه في كل شيء المكائد السحرية للساحرات. في سلسلة الحرق Maqlű))، تم توثيق هذه الصيغة فقط مع السببية (w)abalu، وليس مع الموضوع الأساسي لذلك، لم يتم استدعاء الريح نفسها، بل الألوهية التي تتحكم في الريح. تعاويذ أخرىٰ ضد السحر، خارج سلسلة الحرق، توثق موضوع للفعل في هذه الصيغة، مع šāru كموضوع (Sanchez, 2017,84). كما يتبين في النص الآتي:
حول تعاويذهم إلى عاصفة وكلماتهم إلى ريح!
أتمنى أن تحمل الريح كل ما فعلته وسحرته! .(Sanchez, 2017,84)
2-تعويذة التطهير:
كما وردتنا نص تعويذة أخرى تظهر دور الإله مردوك في التطهير سوف نبين هذا النموذج لكي نتعرف على الأسلوب المعتمد في تدوين نص هذه التعويذة التي تهدف إلى التطهير، وتبدأ التعويذة بتمجيد الإله مردوك و تبين مكانته وقوته بين الآلهة، ثم تعرض الحاله التي يقوم بها الإله وهي التطهير حيث يتبين في النص دور الإله مردوك في تطهير الماء و الأرض كما يتبين في النص الآتي:
التعويذة. مردوك(Asar-alim-nunan)، الابن الأول لإريدو، رشه وطهره سبع مرات بالماء النقي من نهري دجلة والفرات.
ليخرج الشيطان الشرير ويقف جانبا،
نرجو أن تكون الروح الطيبة حاضرة إلى جانبه وعلى رأسه.
استحلفوا بالسماء استحلفوا بالارض،
لتكون يدك الواهبة للحياة في المقام الأول
تعوذك اسارلوخي ماء بحر البحار الواسعة
ماء دجلة، ماء الفرات النقي،
ماء الفرات، ماء الفرات الصافي،
أنت طاهر الماء ماء الفرات النقي.
أنت منقي الماء، منقي الماء، منقي الماء، أنت مصفي الماء
ألقيت مياه تعويذة كاهن الآلهة.
أتلو تعويذة لمردوك ابن [إيا]،
أطهر قطعة الأرض
لقد ألقيت تعويذة لكسر [التعويذة].
العتب الضخم
مهما كان الشر يا خلائق الارض .....
(و) تمجيد الأرواح ...(Geller, 2007, 192).
خاتمة
بعد انجاز هذه الدراسة توصلنا من خلالها الى عدد من النقاط والنتائج التي يمكن إجمالها بالآتي:
1- يعد الإله مردوك أحد أهم الآلهة الرئيسية في العراق القديم، وقد لعب دوراً محورياً في نصوص التعاويذ وطقوس طرد الأرواح الشريرة في بلاد الرافدين. يُنظر إلى مردوك كإله الحكمة والقوة، حيث يُعتبر الحامي الأساسي للمدينة بابل وراعيها. في العديد من النصوص يظهر مردوك كقوة قادرة على مواجهة الكيانات الشريرة، مما يعكس إيمان المجتمع العراقي القديم بضرورة وجود قوة إلهية لحمايتهم من المظاهر السلبية والمخاطر الروحية.
2- كما حمل الإله مردوك العديد من الألقاب التي أخذها الإله مردوك من الإله انليل ومنها الجبل العظيم، وكذلك مانح الحياة.
3- من أهم الصفات التي يمتاز بها الإله مردوك حيث أختص بشؤون التداوي والشفاء، وكذلك الاستجابة لدعاء المرضى والاستماع إلى تعاويذ الكهنة فيتلقاها ويوصلها إلى الآلهة آيا، وبذلك لقب بسيد فن التعاويذ فضلاً عن رئيس السحرة بين الآلهة.
4- كما ظهر الإله مردوك في العديد من النصوص المسمارية ومنها الخليقة البابلية و تقمصت بعض الآلهة بعضاً من صفاته.
5-فقد أعتقد سكان بلاد الرافدين أن اسباب إصابة البشر بالأمراض والأوبئة هي ناتجة عن غضب الآلهة على البشر، بسبب ارتكابهم الآثام والمعاصي، وبذلك يقوم الإله بتسليط الشياطين والعفاريت والأرواح الشريرة التي تدخل في اجسادهم وتسبب لهم الأمراض. من أجل ابعاد شر تلك الشرور فقد كان يتم ممارسة بعض الطقوس والممارسات الدينية والسحرية بشعار التعزيم المضاد للعفاريت الشريرة والشياطين من خلال مجموعة من الكهنة المختصين بهذا المجال و بمساعدة الآلهة المعنيين بتلك الأمور ومن أبرز تلك الآلهة المختصة بطرد الشياطين والارواح الشريرة الإله انكي و ابنه الإله مردوك.
6- كان للإله مردوك دور مهم في التعاويذ و تم ذكره في الكثير من النصوص الخاصة بالتعاويذ، ولسبب دور الكبير في التعويذة ففي كثير من الممارسات السحرية كان يستنجد الساحر بالإله بمردوك في التعاويذ لتخليص الشخص المريص من قبضة العفاريت الشريرة وشفائهم.
7-بينت من خلال هذا الدراسة مجموعة من التعاويذ التي تخص الإله مردوك، حيث ركزت بشكل عام على مديح الآلهة وبيان مكانتها وعظمتها و كيف كان الكاهن يقدم تضرعه لها وطلب العون منها وعلى سبيل المثال تعويذة مردوك ايرنيني.
8-تتضمن التعاويذ التي تحمل اسم مردوك طقوسًا معقدة تتعلق بالتطهير والدعاء، حيث يُستدعى الإله لمساعدة الأفراد في التغلب على التحديات الروحية. تلك النصوص، التي غالبًا ما كانت تُكتب على الألواح الطينية، تُظهر كيفية توظيف الإله مردوك في الحياة اليومية، مما يُعزز من مكانته كرمز للأمل والقوة في مواجهة الشر.
9-أن استخدام اسم مردوك في طقوس طرد الأرواح الشريرة لم يكن مجرد تقليد، بل كان يمثل حاجة عميقة للأمان الروحي والمادي في المجتمع. من خلال الطقوس والتعاويذ، كان سكان بلاد الرافدين القدماء يسعون إلى إقامة تواصل مباشر مع مردوك، معبرين عن ثقتهم في قدرته على حمايتهم وإبعاد الشرور عنهم، مما يُبرز الدور المركزي للأديان في تشكيل الحياة الاجتماعية والثقافية في بلاد الرافدين
10-و يتبين دور الإله مردوك في بعض التعاويذ الخاصة بالأمراض التي كانت تصيب الإنسان فمنها مرض والطاعون والصداع وغيرها من الأمراض التي كانت تعالج عن طريق بعض الطقوس والممارسات السحرية التي يقوم بها الكهنة للتخلص من تلك الأرواح الشريرة من خلال الاستنجاد بالإله مردوك.
11- فقد كان الإله مردوك دور كبير في مواجهة الشياطين التي تسبب الأمراض للناس فقد وردتنا مجموعة من التعاويذ التي تخص الإله مردوك والشياطين ومنها تعويذة خطاب الإله مردوك مع الشياطين، فضلاً عن تعويذة تخص طرد الشياطين من قبل الإله مردوك.
12-ويظهر دور الإله مرودوك في تعاويذ أخرى ومنها تعويذة تخص الرياح والتطهير، والرياح عادة ما تكون أدوات في أيدي الآلهة. ويستعمل لطرد الشرور و تنسب بشكل كبير إلى الإله مردوك.
قائمة المصادر:
اولاً: المصادر العربية والمترجمة الى العربية:
-احمد، سامي سعيد، (2013)، المعتقدات الدينية في العراق القديم، بيروت، المركز الأكاديمي للأبحاث.
-ادزارد.د، واخرون،(2000)، قاموس الالهة والاساطير، ت:محمد وحيد خياطة، بيروت، دار الشرق العربي.
-بلاك، جريمي، كريين، أنتوني، (2020)، القاموس المصور الآلهة، الشياطين والرموز لبلاد الرافدين القديم، ت: منذر علي عبد الملك، مطبعة المتحف البريطاني.
-حنون، نائل، (1986)، عقائد ما بعد الموت في حضارة بلاد وادي الرافدين القديمة، ط2، بغداد، دار الشؤون الثقافية العامة.
-الدوري، رياض عبد الرحمن امين، (2009)، السحر في العراق القديم في ضوء المصادر المسمارية، بغداد، دار المثنى.
-رشيد، فوزي، (1985)، "المعتقدات الدينية " حضارة العراق ،ج1، بغداد، دار الحرية للطباعة.
زودن، ف. فون، (2003)، مدخل حضارات الشرق القديم، ت:فاروق اسماعيل، دمشق.
-سليمان، عامر، (1993)، العراق في التاريخ القديم، الجزء الثاني، الموصل.
-علي، فاضل عبدالواحد،(1985)، العرافة والسحر، حضارة العراق، الجزء الاول، بغداد.
-لابات، رينيه، (2004)، المعتقدات الدينية في بلاد الرافدين –مختارات من نصوص البابلية-،ت:الأب ألبير أبونا، بغداد، دار نجم المشرق.
-مرعي، عيد، (2018)، معجم الآلهة و الكائنات الاسطورية في الشرق الادنى القديم، دمشق.
-هروشكا، بوهوسلاف، (2006)، الاساطير في حضارة وادي الرافدين, ترجمة: عصام عبد اللطيف احمد، بيت الحكمة, بغداد.
-يحيى، أسامة عدنان، (2015)، الآلهة في رؤية الانسان العراقي القديم دراسة في الاساطير، بغداد.
ثانياً: الرسائل والاطاريح الجامعية باللغة العربية:
-بقة، بلخير، (2017)، أثر ديانة وادي الرافدين على العهد القديم، اطروحة دكتوراه غير منشورة، كلية العلوم الانسانية والاجتماعية، جامعة الجزائر.
-عبد الرحمن، يونس عبد الرحمن (۱۹۸۹)، الطب في العراق القديم، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب، جامعة الموصل
-السعدي، حسين عليوي عبد الحسين، (2015)، وظائف الالهة في بلاد الرافدين، اطروحة دكتوراه غير منشورة، كلية الآداب، جامعة بغداد .
-الشاكر، فاتن موفق فاضل، (2002)، رموز أهم الالهة في العراق القديم –دراسة تاريخية دلالية، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب، جامعة الموصل.
-شناوه، قصي جبار، (2016)، فكرة الشر في العراق القديم، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة واسط .
-صالح، عمار ابراهيم، (2019)، الحياة الدينية في بلاد وادي الرافدين وتأثيرها على العمارة والفنون 3500-539 ق.م، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية الحصاحيصا، جامعة الجزيرة، السودان.
-قاسم، لقمان محمود، (2022)، التعاويذ في بلاد الرافدين في ضوء المصادر المسمارية المنشورة (دراسة تاريخية)، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الاداب، جامعة زاخو.
-الطائي، نبيل شيت سليمان، (2008)، التراتيل في العراق القديم في ضوء المصادر المسمارية، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب، جامعة الموصل.
-القطبي، مهند عاشور شناوه،(2000)، مجمع الآلهة في حضارة وادي الرافدين (في ضوء النصوص المسمارية)، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب، جامعة بغداد.
-النعماني، مصطفى داخل حسين، (2022)، العفاريت والشياطين في حضارة بلاد الرافدين، رسالة ماجستيرغير منشورة، كلية الآداب، جامعة بغداد.
ثالثاً: البحوث والدوريات العربية:
-الامين، محمود، (1952)، شعار سومر رمز الحياة الخالدة والحكمة والعرفان، مجلة سومر، ج2، مج8، بغداد.ص 214-235.
-رشيد، فوزي،(1988)، الإله مردوك و الملاحم الخاصة به، مجلة الاقلام، العدد ۷ ، بغداد.ص 29-45.
-فاضل، فاتن موفق، (2011)، الادعية في معتقدات العراقية القديمة، مجلة الدراسات التاريخية والحضارية، مجلد3، عدد8.ص 1-23.
-فرحان، غيث سليم، (2014)، الشياطين واثرهم في بلاد الرافدين، مجلة حوليات المنتدى، مجلد1، عدد17.ص 157-180.
-فرحان، غيث سليم، عبد، حيدرالعقيل، (2016)، دور الالهة الكهنة في طرد الشر والشيطان في العراق القديم، مجلة دراسات في التاريخ والاثار، عدد(54)، جامعة بغداد. ص 1-20.
رابعاً: المصادر الانجليزية:
-Albert, J.,(2010), The Wars of Gods and Men, London
-Campbell, R & Thompson, M.,(1903), The Devils and Evil Spirits of Babylonia, British.
-Black, J., & Green A., (1992), God, Demons, and Symbols of Ancient Mesopotamia, London.
-Frayne, D.R., and Stuckey, J.H., (2021), A Handbook of Gods and Goddesses of the Ancient Near East, Pennsylvania.
-Geller ,Markham. J., (2007),EVIL DEMONS Canonical Utukku Lemnutu Incantations, Vol. v, Finland.
-Geller ,Markham. J., (2015), HEALING MAGIC AND EVIL DEMONS, Berlin.
-Foster, B.R., (2005), Before the Muses, Maryland.
-Kuiper, K., (2011), Mesopotamia The World's Earliest Civilization, New York.
-Reiner, E. & Landsberger B, (1960), "Plague Amulets and House Blessinge" JNES, vol. No. 2, Chicago.
-Thompson, R.C.,(1959), "Demons and Spirits", ERE , vol. IV, New York.
-Toorn, K & Others., (1999), Dictionary of Deities and Demons in the Bible, Boston.
خامساً: الرسائل والاطاريح الجامعية باللغة الأسبانية:
-Sánchez, E.J, (2017), La imagen de los vientos en la literatura babilónica, Tesis Doctoral, Universidad Complutense De Madrid.
ڕۆڵی خوداوەندی مردووك لە دەقەکانی پێڤەخواندنێ و دەرکردنی گیانێت شەرخۆاز لە میزۆپۆتامیا
پوخته:
خوداوهند مردوك ئێك ژ گرنگترین خوداوهندێن سهرهكیێن عێراقا كهڤن دهێته دانان، و ناڤێ وى دناڤ دهقێن سومهریاندا ب شێوهیێن جیاواز هاتییه، ههروهسا ناڤێ وى ل دوروبهرێن سالا 2600بهرى زایینى دهركهفتییه، زێدهبارى هندێ ب خوداوهندێ پارێزهرێ باژێرێ بابل دهێته نیاسین، ههروهسا ڤى خوداوهندى پوستێ پاشایێ خوداوهندا ل باژێرێ بابل ههبوو. خوداوهند مردوك رولهكى سهرهكى دناڤ دهقێن پێڤهخواندنێ دا ههبوویه، وخهلكێ وهلاتێ مێزوپوتامیا ههر ژ كهڤندا وهسا هزردكر كۆ ب چهندێن جورێن گیانێت شهرخۆاز دورپێچ كرییه و هێرش دكێت ل سهر ئهوان مروڤان یێن كارێن خراب ئهنجام ددن، ولێپرسینێ لگهل مرۆڤان دكهن بۆ ئهوان تاوان و گونههێن ئهوانا ئهنجامداین و گیانێن شهڕخواز لسهر وان زاڵ دكهن. و ئهو گیانێ شهڕخواز و ئهجنهیێن كو دبنه ئهگهرێ ئێش و نهخۆشییان بۆ مرۆڤان، ئهو بیروباوهرا بهربهڵاڤ ل دهڤ خهلكێ مێزوپوتامیا، دهرئهنجامێ زاڵبوونا شهیتان و گیانێن شهڕخواز لسهر كهسێ نهخوهش، ئهو ژى ژ بهر ئهوان تاوان و گونههێن ئهنجامدایین، لهوڕا خوداوهند ژێ تۆڕه دبن و ژ بهر ئهوێ چهندێ ژى، ئهو ههلامهت و ئهجنهیان لسهر ئهوانا زاڵ دكن، و ژبهر ڤێ چهندێ خهلك بهرهڤ زهلامێن ئاینیڤه چوون و داخوازا هاریكارییێ ژ ئهوان كرن ژ بۆ ساخبوونا وان ژ نهخۆشییان و پارستنا ژ گیانین شهڕخۆاز، ئهڤ چهنده ژى ب پشتبهستن لسهر هژمارهك ژ ڕێۆهرهسم و كاروكریارێن كاهنانڤه دكر، و ب هاریكاریا هندهك خوداوهندان دڤى كارى دا و ژ گرنگترین خوداوهند دڤان ڕێۆهرهسمان دا خوداوهند مردوك بوو. گرنگیا ئهڤێ ڤهكولینێ بوو هندێ دزڤرێت بۆ دیاركرنا رولێ خوداوهند مردوك د پێڤهخواندنێ دا، ژبهركو دگهلهك ژ ڕێۆهرهسێت جادوگهریێ دا جادوگهران داخوازا هاریكاریێ ژ خوداوهند مردوك دكرن داكو هاریكاریا ئهوان بكهت و كهسیێ نهخوهش ژ گیانێن شهڕخواز بووی رزگاربكهت، ژبلى ڕۆلێ خوداوهند مردوك د چارهسهركرنا نهخوشان دا، ڕۆلهكى مهزن ههبوو د ههڤركی دگهل خرابێ دا ژبهركو خوداوهندێ جادوگهریێ و پێڤهخواندنێ بوو ئهوێ گیانێن شهڕخواز و ئهجنهیان ژ جهستهیێ كهسێ نهخوهش دئینته دهرێ. د دهمهكیدا هندهكێن دى بۆ ژ ناڤبرنا جادوگهریێ و مهترسیا شهیتانان ئهوێ زیان و نهخوشى بوو مروڤان دروست دكرن وهكو نهخوشیا تاعونێ و سهرئێشانێ، ههروهسا د ئهڤێ ڤهكولینێدا گرنگترین نهخوشیێ ب پێڤهخواندنێ دهاته چارهسهركرن ل مێزوپوتامیا هاتنه دیاركرن، وهندهك ژ وان پێڤهخواندنا تایبهت بوون ب ههوایێ وپاقژكرنێ.
پهیڤێن سهرهكى: خوداوهند، مردوك، دهقێن پێڤهخواندنێ، گیانێن شهڕخواز، میزوپوتامیا.
THE ROLE OF THE MARDUK GOD IN THE INCANTATIONS TEXTS AND EXORCISM IN MESOPOTAMIA
ABSTRACT:
The Marduk god is one of the most important main gods in ancient Iraq. His name was mentioned in many Sumerian writings in different forms, and emerged around (2600 BC). Also, he is the protector god of the Babylon city and was given the position of gods king in the Babylon city. The Marduk god played a great role in the Spells texts, as man has imagined himself since ancient times surrounded by all kinds of evil forces that hit him, as a result of committing sins and wrongdoings. Hence, the Mesopotamia inhabitants in their various historical eras believed that the consequences of human illnesses likewise epidemics were the result of the gods' irritation at humans, owing to their committing sins also crimes, and holding humans accountable for the sins and disobediences they commit, and thus evil spirits in addition demons that cause diseases and harm are imposed on them. This is what prompted people to seek the assistance of priests in order to get rid of these diseases and evil spirits through some rituals and religious practices, including spells with the assistance of the concerned gods. The most prominent of these gods specialized in expelling demons and spirits is the Marduk god. The importance of this research comes to show the major role of the Marduk god in spells. In many magical forms, the magician would seek support from the Marduk god in spells to free the sickening person from the grip of evil demons. In addition to his role in healing patients, the role of the Marduk god in fighting evil is evident from the above, as he is the spirit of magic and spells that expels evil represented by jinn and evil spirits from the body of the sickening person. Whereas, others were used to nullify the works of magic and the hazards of demons that triggered harm and diseases to people, including the plague and headaches. Also, this study attempts to explore the most significant diseases that were treated by spells in Mesopotamia, and some of these spells were specific to winds and purification.
KEYWORDS: Marduk Gods, Spell Texts, Exorcism, Mesopotamia and Sumerian.
* الباحث المسؤل.
This is an open access under a CC BY-NC-SA 4.0 license (https://creativecommons.org/licenses/by-nc-sa/4.0/)