إمارة سوران في عهد الأميرة خانزاده خاتون 1617-1661

دراسة في الجوانب الإدارية

نزار أيوب حسن*

قسم التاريخ، كلية العلوم الإنسانية، جامعة زاخو، اقليم كردستان – العراق. (Nazar.hasan@uoz.edu.krd)

تاريخ الاستلام: 06/2024             تاريخ القبول: 11/2024    تاريخ النشر: 3/2025  https://doi.org/10.26436/hjuoz.2025.13.1.1459  

الملخص:

إن المعلومات التاريخية عن الإمارات الكردية في القرن السادس عشر قليلة ، لعدم وجود كتاب جامع لتاريخ الامارات الكُردية على غرار كتاب شرفنامة للأمير شرفخان البدلسيي الذي غطى تاريخ كُردستان طيلة القرن السادس عشر سوى معلومات يسيره هنا و هناك بين بعض المصادر العثمانية و الصفوية. و إمارة سوران هي واحدة من بين تلك الامارات التي ربما حصلت على حصة الأسد من الإهمال وعدم الاهتمام لاسيما في القرنين السابع عشر والثامن عشر. لذلك فعلى الباحث عن تاريخ هذه الإمارة البحث في الوثائق والسجلات القديمة والكتب المخطوطة في الارشيفات والذي يحتاج الى جهد ووقت طويلان. تبحث هذه الدراسة في تاريخ سوران في احدى اهم عهودها وهي عهد الأميرة خانزاده خاتون، وهي اول امرأة تتولى منصب الـ(سنجق بكية- أمير لواء) في الدولة العثمانية، ولكن المعلومات المنشورة والمتوفرة حول هذه الأميرة شحيحة جداً الى حد اعتبرها البعض شخصية خيالية من ابطال الادب الشفاهي الكُردي. تم تقسيم البحث الى قسمين رئيسيين خصص الأول منه لحياة خانزاده خاتون ودورها الإداري، السياسي والعسكري والقسم الثاني يبحث في امراء السناجق الأربعة في (بلا سوران) وهي: حرير ودوين، أربيل، شمامك وكويه، وان معظم معلومات هذه الدراسة تنشر لأول مرة. اعتمدت الدراسة بشكل أساسي على سجلات تعيينات العثمانية المعروفة بـ (دفاتر رؤوس) و سجلات توجيه التيمارات والزعامات والأوامر السلطانية المحفوظة ضمن (دفاتر المهمة) بالإضافة الى الوثائق العثمانية المتفرقة، فضلاً عن المصادر الصفوية والعثمانية التي تناولت مواضيع من تاريخ إمارة سوران في عهد الأميرة خانزادة خاتون.

الكلمات الدالة: سوران، خانزاده خاتون، الدولة العثمانية، القرن السابع عشر، الإدارة.


المقدمة

يعاني الباحث في تاريخ الامارات الكُردية بعد القرن السادس عشر من صعوبات كبيرة وذلك بسبب شحة المعلومات وقلة مصادر البحث، وتزداد هذه الصعوبة في القرنين السابع عشر ذلك بسبب عدم وجود مؤرخ حذا حذو الأمير شرفخان البدليسي في كتابة تاريخ الامارات الكُردية، كما لم يبرز اهتمام الرحالة والمستشرقين الأجانب بالمنطقة الا في القرن التاسع عشر، لذلك على الباحث في تاريخ كُردستان خلال هذه المدة البحث بشكل حثيث في الارشيفات والسجلات القديمة للحصول على معلومات عن تاريخ الامارات الكُردية، الا ان تلك المعلومات ايضاً يسيرة جداً و مبتورة ولا تساعد على تشكيل صورة واضحة عن تاريخ تلك الامارت.

تركز هذه الدراسة على الأميرة خانزاده خاتون ودورها الإداري والسياسي والعسكري في إمارة سوران خلال فترة حكمها التي تبدأ من عام 1617 وتنتهي في 1661م، وتكمن أهمية الدراسة في ان الأميرة المذكورة هي السنجقبكة الوحيدة في طول تاريخ العثماني المديد وعرض جغرافيتها الواسعة، كما يلقي البحث الضوء على الامراء الذين تولوا الحكم في (بلاد سوران)[1] بسناجقه الأربعة وهي: حرير ودوين، أربيل، شمامك وكويسنجق.

يتكون الدراسة من تمهيد لذكر امراء سوران قبل خانزاده خاتون و قسمين رئيسيين، خصص الأول منهما الى دراسة حياة خانزاده خاتون ودورها الإداري والعسكري، والقسم الثاني خصص لمتابعة تسلسل الامراء الذين تولوا الحكم في السناجق الأربعة من بلا سوران. وتتضمن الخاتمة الاستنتاجات التي توصلت الدراسة اليها.

ان المصادر حول تاريخ سوران في القرن السابع عشر قليلة جداً لذا أعتمد الدراسة بشكل رئيسي على الوثائق العثمانية ولاسيما سجلات التعيينات و التوجيهات السناجق و(دفاتر المهمة) التي تتضمن الأوامر السلطانية الى الولاة والامراء العثمانيون ومن بينها امراء سوران. كما اعتمدت الدراسة على بعض المصادر العثمانية والصفوية التي ساعدت على تشكيل صورة أوضح لإمارة سوران خلال حقبة البحث. كما اعتمدت على بعض المراجع الحديثة التي اهتمت بتاريخ كُردستان في العهد العثماني لتوضيح بعض الجوانب المظلمة من تاريخ هذه الإمارة.

-         التمهيد:

ان المعلومات حول إمارة سوران في بدايات القرن السابع عشر قليلة جداً، فالمصدر الوحيد الذي أشار الي هذه الإمارة هو كتاب شرفنامة للأمير شرفخان البدليس الذي انتهى من انجاز كتابه في 1005هـ/ 1596-1597م و قد ذكر انه بعد وفاة الأمير سليمان بك السوراني- من دون ذكر سنة وفاته- حل محله ابنه الأمير علي بك (البدليسي، 2006،ج1، ص271) من دون ان يذكر اية تفاصيل حول كيفية استلامه للحكم وأهم الاحداث التي وقعت اثناء حكمه.

بالرجوع الى الوثائق العثمانية يتبين بان الأمير سليمان توفي في عام 1589م وفي 1 رجب 997هـ/ 16 أيار 1589 صدر الأمر بتوجيه لواء حرير و دوين (سوران) الى الأمير محمد بك(BOA. DFE.RZ.d. 128, S.915). وقد جاء في أمر التوجيه الذي صدر في 23 رجب 998/ 28 أيار 1590: " لقد توفي أمير سليمان بك وأصبح حكومته محلولاً [= شاغراً]، وان أمير سوران السابق قد أظهر شجاعة في حملة نهاوند وقد رفع الوزير سنان باشا اسمه الى سدة سعادتي، وفي غرة رجب 997 أصدرتُ أوامري بتوجيه حكومة[2] سوران حرير ودوين [الى محمد بك] وذلك بعد وفاة الأمير السابق سليمان بك". (BOA. DFE.RZ.d. 128, S.917).

لم يطول حكم الأمير محمد بك في سوران، وفي 1001هـ/ 1593م كان أمير سوران شخصاً يدعى عمر بك، ففي 23 جمادي الأول 1001هـ/ 25 شباط 1593 صدر الامر الى بكلربك مراغة خسرو بك حول إمداد سنجق مهربان بالرجال وقد ارسل السلطان نسخة من هذا الامر الى "أمير حرير عمر بك السهراني" وأمير سنجق كويه سيف الدين السهراني (دفتر مهمة: 70، حكم: 137). و عمربك هو ابن شاه محمد بك السوراني، فقد ورد في وثيقة عثمانية و بشكل صريح بان امير سوران عمر بك هو اخو امير أربيل حسن بك ابن شاه محمد (BOA, MAD, d. 9231, s.298 . فی 12 نیسان 1611م)[3].

يبدو ان أمير كویه‌ سيف الدين بك المذكور تمكن فيما بعد من السيطرة على الإمارة، ففي رسالة من السلطان الى والي بغداد الوزير جعفر باشا (1592-1597) في رمضان 1003هـ/ حزيران 1595م ورد ذكر أمير حرير سيف الدين بك، وقد ورد في الوثيقة ذكر أميرين آخرين من امراء سوران وهما علي وعمر من دون ان تشير الى السناجق الذين يشغلانها (دفتر مهمة 72، حكم: 331).

تولى إمارة سوران بعد سيف الدين بك أمير آخر يدعى علي بك وهو ابن الأمير السوراني المتوفي سليمان بك، وقد ذكره شرفخان البدليسي في عام 1596-1597 بانه تولى إمارة سوران " بموجب مرسوم سلطاني... وهو قائم الآن مستقلاً باعباء الحكم في ولايته الموروثة". (البدليسي،2006،  ج1، ص 271).

لا توجد اية معلومات حول علي بك المذكور سوى وثيقة واحدة تعود الى 11 شباط 1598-سنذكر تفصيله لاحقاً- (BOA. DFE.RZ.d. 206, S.199-201) . ومهما يكن من أمر فقد كانت فترة حكم علي بك قصيرة جداً وتشير المصادر الى ان الأمير عمر بك تمكن من استعادة الحكم في سوران في وقت ما قبل عام 1006هـ/ 1598م. (Abdulkadir Efendi, 3003, cilt:1, s248).

شهدت إمارة سوران في عهد عمر بك نوعاً من الاستقرار وتشير المصادر الى استمرار حكمه حتى عام 1617. ففي 1609 وجه أمر الى أمير برادوست أمير خان المعروف بـ(لب زيرين) و قد ارسل السلطان نسخة منه الى عدد من الامراء لنجدة المحاصرين الكُرد في قلعة (دم دم)[4] من بينهم " أمير حرير عمر بك"، و قد ذكرت الوثيقة أسماء بعص أقارب عمر بك ايضاً وهم ابن عم أمير عمر بك أمير أربيل حسين بك وأخو عمر بك أمير (صالحة) مصطفى بك. (دفتر مهمة: 78، حكم: 623).

كما ورد ذكر الأمير عمر بك بوصفه "أمير حرير و دوين" في وثيقة أخرى تعود الى عام 1019هـ/ 1610م (دفتر مهمة: 79، حكم: 1223)، وفي أحداث سنة 1612-1613 ذكره المورخ العثماني عبدالقادر افندي بوصفه : "أمير أكراد سوران". (Abdulkadir Efendi, 3003, cilt:2, s. 559).

في عام 1617م أرسلت الدولة العثمانية حملة بقيادة الوزير خليل باشا باتجاه شهرزور وقد شارك أمير سوران مع قوات امارته في هذه الحملة وقد وقعت معركة كبيرة في رمضان 1026هـ/ أيلول 1617م في منطقة (ماهي دشت) أسفرت عن هزيمة القوات العثمانية وقتل عدد كبير من قادة الجيش العثماني، ووقع عمر بك في الأسر وأُرسل الى مدينة (ري) ليسجن هناك، ثم صدر الامر باعدامه (منشی، 1382، ج3، ص 925، قزوینی، 1383، ص 925، استرآبادی، 1366، ص 212).

-         خانزاده خاتون:

وجهت خسارة معركة ماهي دشت وأسر الأمير عمر بك واعدامه فيما بعد ضربة قاسمة الى إمارة سوران، فقد قضت المعركة -عملياً- على معظم رجال الاسرة الحاكمة الذين كانوا يرافقون الأمير عمر بك، وفي هذه المرحلة برز دور ابنة الأمير عمر بك خانزاده خاتون التي سيطرت على مقاليد الحكم في الإمارة لأكثر من ثلاثين سنة.

وبشأن خانزاده خاتون فهي ابنة الأمير عمر بك- كما ورد آنفاً- وكان متزوجة من رجل يدعى حسين بك[5]، يرجح بانه احد افراد الاسرة الحاكمة وقد قتل في معركة ماهي دشت، و ترك حسين بك ثلاث أبناء وهم كل من: مصطفى وحسن وأحمد[6].

وبالرغم من ادعاء المصادر الصفوية حول "انقراض" الرجال في الاسرة الحاكمة في سوران، الا انه من خلال الوثائق يتبين بان عمر بك ترك ولدين على الأقل وهما قاسم ابن عمر وحسين ابن عمر. (  BOA. DFE.RZ.d. 647, S.220-221). كما يورد خلال هذه المدة أسماء شخصين آخرين ينتميان الى اسرة امراء سوران وهما محمد بك السوراني الذي كان يتولى سنجق زاخو (BOA. RSK. D. 1503, s.7) و زين الدين بك الذي تولى الحكم في سنجق دهوك لبعض الوقت (BOA. KK.D. 266.s.106)، ثم تولى الحكم في إمارة سوران نفسها فيما بعد (سنتحدث عنه فيما بعد).

تقدم المصادر الصفوية المعاصرة بعض المعلومات حول طريقة تولي الحكم من قبل خانزادة خاتون، فيقول مؤلف كتاب (خلد برين) انه " بعد أسر عمر بك السوراني في الحرب ضد خان أحمد خان [أمير اردلان] وقتله لم يبق رجل في تلك السلالة غير ولد صغير، لذلك انتقلت حكم تلك (القبيلة) الى النساء وأصبحت تلك الناقصة البصيرة التي كانت والدة ذلك الطفل حاكماً مكان عمر بك" (اصفهانی، 1379، ص 45). و يذكر واله اصفهاني: " كان حاكم سهران عمر بك قد وقع اثناء حملة الروم على شهرزور وكركوك في الأسر واعدم وكان طفلاً صغيراً قد بقى من تلك السلالة و خانزاده هي والدة ذلك الطفل". (اصفهاني، تركمان، 1317، ص 33-34).

اما المصادر العثمانية فتقدم معلومات مختلفة عن صلة ذلك الطفل بخانزادة خاتون، فيقول عبدالقادر افندي " عند وفاة عمر بك ترك ابناً وكان لايزال في مقتبل العمر، لذلك كانت الفارسة المذكورة [يقصد خانزاده خاتون] تجيب الأعداء نيابة عن اخيها". (Abdulkadir Efendi, 3003, cilt:2, s. 910).

هنا يبرز تسآءل آخر حول هوية ذلك الطفل الذي تولى منصب الإمارة في سوران، هل هو احد أبناء خانزادة خاتون ام احد اخوته؟ و جواباً على ذلك نقول ان المصادر خلال هذه الفترة تذكر اسم أميرين من سوران هما أحمد بن حسين ومصطفى بك وكلاهما أبناء خانزاده خاتون، وكان أحمد بك قد تولى حكم سوران في عام 1620 (BOA. KK.d.257. s.182)، اما مصطفى فقد ورد ذكره في عام 1623 بوصفه أمير سوران وقد قتل في تشرين الثاني 1623 اثناء حملة والي دياربكر الوزير حافظ باشا على بغداد (Hamer, t.s, Cilt:9, s.17؛ نعیما، 1281، ج2، ص 274؛ Kâtib Çelebi, 2007, S.709)، ولم يذكر أي مصدر او وثيقة اسم احد اخوة خانزاده خاتون من بين امراء سناجق سوران الأربعة (حرير ودوين، أربيل، شمامك، كويه)، و بناءً على هذه المعطيات نرجح ان الأمير الصغير ربما كان الأمير أحمد بك.

يبرز سؤال آخر حول كيفية تولي خانزاده خاتون الحكم في سوران هي: هل كانت الخاتونة المذكورة أميرة رسمية ومعترفة بها من قبل الدولة العثمانية بوصفها (اميرة سنجق سوران) ام انها كانت أميرة بحكم الواقع؟ وما يبرر هذا السؤال هو انها امرأة ولا يعرف في النظام الإداري العثماني بوجود امرأة تولت منصب السنجق بكية في اية سنجق من السناجق العثمانية! جواباً على ذلك نقول ان خانزاده كانت أميرة فعلية واعترفت الدولة العثمانية بها بوصفها "حاكمة حكومة سوران". وفي هذا الصدد يقول الرحالة اوليا جلبي:" لا يوجد قانون يسمح بالمرأة لتولي منصب السنجق بكية الا في شهرزور، وفي عهد السلطان مراد الرابع كانت امرأة اسمها خانزاده سلطان تتولى الحكم في سنجق حرير و سوران" (Evliya Celebi, 2000, cilt: 4, s.297). وقد ورد ذكر خانزاده خاتون في دفاتر التوجيهات العثمانية بوصفها "حاكمة سوران" ( BOA. RSK.d. 1522.s.264) ووجهت لها القاب رسمية مثل "ست المخدرات[7] خانزاده خاتون دامت عصمتها" (BOA, TS.MA, E. 1709-56 ) و "فخر المخدرات و ذخر المحصنات خانزاده خاتون زيدت عصمتها". (BOA, TS.MA, E. 1062-66). ولكن هذا لا يعني انها لم تعاني من المشاكل القانونية- لكونها أمراة- ففي وثيقة تعود الى عام 1661م ذكر انه رغم امتلاك خانزاده خاتون لمرسوم سلطاني بحكم سنجق سوران، الا انها اضطرت الى ان تسجل السنجق باسم ابنها أحمد بك وذلك لكونها خاتونة. (BOA. RSK.d. 1534.s.7).

في 30 ربيع الأول 1071هـ/ 3 كانون الأول 1660 كتبت خانزاده (سند قبض) بخط يدها و أكدت فيها انها اخذت راتبها لشهور (محرم- ربيع الأول من عام 1071هـ) و قدرها 135 قروش من والي الموصل الوزير إبراهيم باشا، و كتبت في ذيل السند "الداعية بالخير خانزاده خاتون" ( BOA, TS.MA, E. 394-44) و تعتبر هذه الوثيقة آخر يورد ذكر خانزاده خاتون فيها.

توفیت خانزاده خاتون في ربيع الاخر 1072هـ/أيلول 1661م. وقد رود في الوثيقة العثمانية ان خانزاده خاتون سجل (سنجق حرير وإسمه الآخر حكومة سهران) باسم ابنه أحمد بك، الا ان الأهالي في سوران لم يرضوا به واتفقوا على تعیین زین الدین بك، وهو من "سلالة امراء سوران" ، أميراً علیهم، وفی 18 ربيع الثاني 1072هـ/ 11 أيلول 1661وجه سنجق سوران الى زين الدين بك (BOA. RSK. D.1534, s.7).

 

-         المناصب الإدارية و السياسية:

تولت الأميرة خانزادة خاتون المناصب الإدارية والسياسية- بشكل متقطع- طيلة حياتها، فتراها تتولى منصب الإمارة ثم تتركها لاحد أبنائها او يتم عزلها لتتولى منصباً في سنجق آخر.

فبعد مقتل والدها في 1617 أصبحت خانزاده أميرة غير معترف بها على إمارة سوران وكانت تتولى الحكم نيابة عن ابنها أحمد بك – كما ذكرنا- وفي 1623 وبعد مقتل ابنها مصطفى بك أصبحت خانزادة أميرة فعلية في سوران، ففي 1625 اثناء الحملة العثمانية لاستعادة بغداد بقيادة الوزير حافظ باشا التقت خانزاده خاتون بقائد الحملة وحصلت على الخلعة (Abdulkadir Efendi, 3003, cilt:2, s. 812) و في 1036هـ/ 1627-1628 حصلت على برآءة[8] سلطانية   للحصول على (وظيفة- اي الراتب) قدره 120 آقجة من " خزينة الموصل" ولم تذكر الوظيفة سبب حصول خانزاده خاتون عل هذه الاموال (BOA, TS.MA, E. 1062-66 )، و يبدو ان خانزادة كانت تتلقى هذه "الوظيفة" في نفس الوقت الذي كان تدير الحكم في سوران بدليل ان المصادر خلال هذه المدة تتحدث عنها بوصفها "حاكمة سوران" ولا تذكر اسم أي شخص آخر يتولى هذا المنصب. (Kâtib Çelebi, 2007, S.775 ؛ Abdulkadir Efendi, 2002, cilt:2, s. 910).

في عام 1038هـ/ 1628م واثناء الحملة العثمانية بقيادة الوزير خسرو باشا كلفت قوات إمارة سوران بالاغارة على حدود إمارة اردلان، الا ان القوات الاردلانية بقياةد خان أحمد خان تمكنت من الحاق هزيمة كبيرة بالقوات السورانية وقتل معظم القادة السورانيين ووقعت خانزاده خاتون نفسها في الأسر (اصفهاني، 1379، ص45؛ استرآبادي، 1366، ص238) ومنذ هذا التاريخ ولغاية عام 1048/1638 تنقطع اخبار خانزاده خاتون في الوثائق و المصادر المتوفرة و نستنتج من هذا ان مدة سجن خانزاده خاتون كانت طويلة وقد استمرت لغاية 10 سنوات، و خلال هذه الفترة وجه الحكم في سوران الى اشخاص بعضهم غير معروفين ولاينتمون الى الاسرة الحاكمة في الإمارة. (سنتحدث عن هذا الموضوع بالتفصيل).

ومن الأدلة الأخرى على غياب خانزاده خاتون عن مسرح الاحداث انه في عام 1042هـ / 1632-1633 تم تعيين شخص يدعى السيد ربيع ليتولى الكتابة في (قبان الموصل) بدلاً عن خانزادة خاتون حيث أمسى هذا المنصب (محلولاً- أي شاغراً) حسب التعبير العثماني وهذا دليل على عدم وجود خانزاده خاتون في المنطقة (AE- SMRD IV-1-120). وما يؤيد ذلك هو طلب خانزاده في من الباب العالي في وقت لاحق بوجوب رفع الغبن عنها بعد خصم 20 آقجة من راتبها وحصولها على 100 آقجه يومياً بدلاً من 120 آقجة التي كانت مقررة لها بموجب برآءة سلطانية تعود الى عام 1036هـ/1627-1628م (BOA, TS.MA, E. 1062-66 في: 14حزيران 1649).

هنا يبرز سؤال آخر: هل كانت خانزاده خاتون تتلقى راتبها بوصفها (راتب شرفي) ام انها كانت فعلا تدير دائرة مالية تابعة للحكومة العثمانية؟ وجواباًً على ذلك نقول انه من المرجح انها كانت تدير هذا المكان فعلياً بدليل ورد في الوثيقة بشكل واضح بان بعد غياب خانزاده خاتون "امست كتابة قبان الموصل   شاغراً"، اي ان خانزاده كانت تقول بوظيفة الكتابة في قبان الموصل، في حين كان الراتب الشرفي يصرف لاشخاص لا يديرون المناصب بشكل فعلي.

في 16 تشرين الأول 1638 وجه الحكم في سوران الى "حسن بك ابن خانزاده خاتون" (BOA. KK.d. 266. S.126) وهي دليل آخر على فك اسرها و رجوعها الى موطنها لانه خلال فترة 1628-1638 لم تتولى أي من ابناءها الحكم في إمارة سوران.

في 18 رجب 1054هـ/ 20 أيلول 1644 حصلت خانزادة خاتون على برآءة لاستمرار حصولها على مستحقاتها من خزينة الموصل "بموجب البرآءة القديمة" (BOA, TS.MA, E. 1062-66) و خلال هذه المدة كان منصب السنجق بكية في عاصمة سوران قد وجه الى أحمد بك ابن خانزاده خاتون. (BOA, TS.MA, E. 1062-66). وقد حصل الأخير على أمر الـ(إبقاء) في 17 حزيران 1646 (نيشان 1286، ص 15) ولكن في عام30 آذار1651م  ورد في وثيقتين عثمانيتين اسم خانزاده خاتون بوصفها "حاكمة سوران دامت عصمتها" (BOA. DFE.RZ.d. 647, S.220-221 فی 7 ربیع الآخر 1061هـ). وحصلت خانزاده خاتون في 17 جمادي الآخر 1062هـ/ 26 نيسان 1652 على امر رسمي آخر لتولي "حكومت سوران" (BOA. RSK.d.1522, s.264).

تركت خانزاده خاتون الحكم مرة أخرى لصالح ابنها أحمد بك، ونقرأ في الوثائق العثمانية انه – أي أحمد بك- حصل بتاريخ 16 حزيران 1655 على حكم الإبقاء و هذا يعني انه شغل هذا المنصب قبل التاريخ المذكور (BOA. RSK.d.1529, s.69). اما خانزاده خاتون فقد حصلت على برآءة سلطانية بتولي وظيفة (دعاگوی)[9] فی سنجق الموصل، ففی عام 1068هـ/ 1658م صدر أمر سلطاني ورد فيه:" لقد تغييرت أسامي الأشخاص المكلفين بوظيفة دعاكوي في الممالك المحروسة وبمرور الزمن شغل اشخاص غير مؤهلين وغير مستحقين هذه الوظيفة، وبعد التدقيق ثبت بان اسم خانزاده خاتون والدة حاكم سوران أحمد بك مسطور في الدفاتر القديمة والجديدة وتتولى هذه الوظيفة مقابل 120 آقجة تقبضها من محاسبة الاناضول... لذا أمرتُ بتعيين المذكورة [يقصد خانزاده] في الوظيفة وصرف 120 آقجة لها من خزينة الموصل، ستشتغل الخاتونة المذكورة بالدعاء لطول عمري و دوام دولتي..." (.(BOA, TS.MA, E. 1079-66. واستمرت خانزاده خاتون بقبض راتبها الشهري من خزينة الموصل لحين وفاتها في أيلول 1661- كما أشرنا-.

رغم تركها لامور الحكم والسياسة الا ان خانزاده خانون ظلت تحتفظ بمكانتها لدى السلطات العثمانية، وكان الامراء في المنطقة يتوسطون عن طريقها لدى الباب العالي للحصول على المناصب، فمثلاً في 22تشرين الثاني 1660 طلبت خانزاده خاتون من الباب العالي توجيه سنجق (ذولقران) الى "أحد أبناء امراء أرجان يدعى محمد". (BOA. KK.d. 217. S.80). وفي دفتر مالية تعود الى عام 1095هـ/ 1684م ورد  ان أمير سوران في ذلك الوقت حسن بك ذكر ان "الأميرة المتوفية خانزاده خاتون" كانت قد منحت قرية تدعى (قتوى) كتیمار الى شخص يدعى (شيخي) في 1072هـ/ 1661م. (BOA, MAD, d. 9231, s.298.)

-         الدور العسكري لخانزاده خاتون:

ان الجانب الأهم في حياة الأميرة خانزاده خاتون هي الجانب العسكري، الى حد ان الأميرة المذكورة معروفة في الادب الشفاهي الكُردي بوصفها (الخاتونة المقاتلة). (هه‌روتی، 2018 ص84-89)

ظهرت مواهب خانزاده خاتون العسكرية بعد مقتل والدها عمر بك في عام 1617، فالى جانب الأمور السياسية و الإدارية تسلمت خانزاده خاتون قيادة قوات إمارة سوران ايضاً، ويلاحظ انها كانت تقود القوات حتى في الأوقات التي لم تكن فيها الأميرة الرسمية في الإمارة وهذا يعني انها كانت تفضل إدارة الأمور العسكرية على المدنية. و يفهم من المصادر الصفوية ان خانزاده كانت تهتم بالامور العسكرية قبل مقتل والدها، فكانت " تتدخل في شؤون لا تخص النساء، على سبيل المثال كانت تركب الخيل كالشبان و تحمل الأقواس و السهام و تشارك في الرماية و الصيد". (تركمان، 1317، ص 33).

تقدم المصادر العثمانية صورة جميلة عن خانزاده خاتون اثناء الحروب، فيقول عبدالقادر افندي " ان بطولات ابنة عمر بك و خاتونه في المعارك معروفة و مشهورة... كانت الخاتونة المذكورة امرأة جلدة ومقاتلة جريئة وكانت تقاتل وهي تلبس النقاب وكانت تتمتع بقوة كبيرة" (Abdulkadir Efendi, 3003, cilt:2, s. 909). ويقول في مكان آخر:" ان كريمة أمير سوران خاتونة غازية وهي من الباسلات من بين الغزاة، كانت تحارب وهي تلبس النقاب، وعند وفاة عمر بك كان ابنه مايزال في مقتبل العمر لذا كانت الفارسة المذكورة تجيب [اي تواجه] الأعداء نيابة عن أخيها، وكان شخصاً يدعى (ظالم علي) قد ترأس الكُرد السوران وصار خائناَ ورفع علم العداوة ضد (پاشا خاتون)[10]، الا انها تمكنت في الأخير من القاء القبض عليه وتسليمه الى مير ميران كركوك عبدال باشا". (Abdulkadir Efendi, 3003, cilt:2, s. 910).

اما الرحالة التركي اوليا جلبي فيقول:" كان تحت حكم خانزاده خاتون 12 ألف من حملة البنادق و10 آلاف من الفرسان حملة الأقواس، كانت تخفي وجهها ببرقع سوداء وتضع الـ(پوشي)[11] على رأسها وتضبطها بقطعة قماش على عنقها وتركب الفرس وكأنها فارس من فرسان الزال والسام، وقامت عدة مرات بنهب همدان ودرگزين ورجعت الى بلادها سالمة غانمة، الى هذه الدرجة كانت حاكمة‌ وخاتونة شجيعة".(Evliya Celebi, 2000, cilt: 4, s.297).

تتفق المصادر الصفوية ايضاً على كفاءة خانزاده خاتون العسكرية، فيقول صاحب كتاب (خلد برين):"بعد مقتل عمر بك انتقلت حكم تلك (القبيلة) الى النساء وأصبحت تلك الناقصة البصيرة حاكماً مكان عمر بك، و لأن إدارة الحكم والسلطنة تقتضيان قياده‌ العسكر وصيد الأعداء، لذلك اضطرت الى ان تلبس الخوذة والدرع مكان (المعجر)[12] وتحمل السيف على خصرها وحمالة الأقواس على ظهرها وتركب الفرس وتدخل الى ساحات الحرب والجدال...". (اصفهانی، 1379، ص45). ويذكر مصدر آخر ان " ملكة سهران تلبس الدرع مكان المعجر وتحمل القوس والسهام وتركب الخيل وتسرع الى ميدان الحرب، وكانت تمضي أغلب ايامها في الصيد والرماية". (ابوالحسن قزوینی، 1367، ص 50؛ وحید قزوینی، 1383، ص 228).

ان أول مشاركة لإمارة سوران في الحروب العثمانية- الصفوية في عهد خانزاده خاتون كانت اثناء تمرد زعيم الانكشارية بكر صوباشي (1621-1623) (العزاوي، 2004، ج4، ص217-220) و أرسلت الدولة العثمانية حملة بقيادة الوزير حافظ باشا لاستعادة بغداد، وفي أولى جولات الحرب شاركت قوات إمارة سوران بقيادة الأمير مصطفى بك الا ان القوات العثمانية التي كانت تحت قيادة والي دياربكر سليمان باشا منيت بالهزيمة وقتل الأمير السوراني (Hamer, t.s, Cilt:9, s.16) وتذكر المصادر انه :" بعد مقتل الأمير مصطفى ارسلوا جثته الى والدته في سوران" نعیما، 1281، ج2، ص 274؛ Kâtib Çelebi, 2007, S.709).

في 29 شوال 1034هـ/ 4 آب 1625 صدر الأمر الى أمير بهدينان سيد خان بك وأمراء سوران وموكريان للالتحاق "حالاً" مع القبائل والعشائر التابعة لهم بالحملة العثمانية بقيادة الوزير مراد باشا (دفتر مهمة: 941، حكم: 41) وقد قادت الأمير خانزاده هذه المرة القوات السورانية، ويذكر المورخ العثماني المرافق للحملة عبدالقادر افندي انه في أواخر كانون الأول 1625 التحقت "پاشا خاتون [يقصد خانزاده خاتون] ابنة عمر بك بالحملة العثمانية" (Abdulkadir Efendi, 3003, cilt:2, s. 812).

من جهة أخرى قاد محافظ الموصل حسن باشا الجركسي مع قوات سوران بقيادة خانزاده خاتون حملة باتجاه ايران في نهايات عام 1034هـ/ نهايات 1628م و في طريق العودة وقعت هذه القوات في كمين للقوات الصفوية و اسفرت المعركة عن أسر حسين باشا  ((kupeli, 2009, s110  و يقول حاجي خليفة :" جرحت خانزاده خاتون في هذه المعركة في 3-4 مواضع من جسمها". (Kâtib Çelebi, 2007, S.775).

ان الحدث الأكبر في حياة خانزاده خاتون العسكرية كانت وقوعها في أسر القوات الصفوية وسجنها، وقد سجلت المصادر الصفوية بعض تفاصيل هذه الواقعة، ففي عام 1038هـ/ 1628 أرسلت الدولة العثمانية حملة بقيادة الوزير خسرو باشا لاستعادة بغداد من السيطرة الصفوية وشاركت خانزادة خاتون في تلك الحملة على رأس قوات إمارة سوران، وحسب المصادر الصفوية "قامت بمشاكسات كثيرة في ذلك الحدود" (تركمان، 1317، ص34)، وفي احدى المعارك التي قادتها الأميرة خانزاد لاستعادة كركوك و شهرزور انهزمت قواتها امام قوات إمارة اردلان التابعة للدولة الصفوية بقيادة الأمير خان أحمد خان وفقد أغلب رجال خانزاده ووقعت هي نفسها في الأسر (تركمان، 1317، ص 34؛ ابوالحسن قزوینی، 1367، ص 50؛ وحید قزوینی، 1383، ص 228؛ اصفهانی، 1379، ص 45؛ استرآبادی، 1364، ص 212).

تختلف المصادر حول مصير خانزاده خاتون بعد أسرها، فيقول البعض بانها أرسلت مكبّلة الى بلاط الشاه الصفوي صفي الاول (1629-1642م) و"رغم انها كانت تستحق العقاب الا الشاه من باب الرجولة والفتوة أعفى عنها وأغدق عليها وسيّرها بالاحترام والإحسان" (تركمان، 1317، ص34)، وقد رجعت خانزاده خاتون الى خان أحمد خان وسمحت لوالدته لها بالعودة الى بلادها متى شاءت" (اصفهانی، 1379، ص 45؛ وحید قزوینی، 1383، ص 228، تركمان، 1317، ص 34).

ان المصدر الأقرب لهذا الحدث هو كاتب بلاط الشاه صفي (محمد معصوم بن خواجكي الاصفهاني)، فيقول في كتابه (خلاصة السير) انه قام خان أحمد خان بارسال أميرة سوران خانزاده خانم مع الأسرى ورؤوس القتلى الى "السرير الأعلى"، وفي 11 ربيع الأول 1038هـ/ 8 تشرين الثاني 1628  اُحضرت خانزاده خاتون الى بلاط الشاه فصدر الامر بحبسها في قلعة (طبرك)[13] في أصفهان. (خواجكي اصفهاني، 1368، ص 68).

يبدو ان خانزاده خاتون نقلت في وقت لاحق الى قصر خان أحمد خان في اردلان وبقيت هناك أسيرة لبعض الوقت، لأن المصادر الصفوية تؤكد بان والدة خان أحمد خان هي التي سمحت لخانزاده خاتون بالرجوع الى بلادها متى شاءت- كما ذكرنا-.

مهما يكن من أمر، فلا توجد في المصادر الصفوية والعثمانية أي ذكر آخر لخانزاده خاتون منذ عام 1628لغاية عام 1638 ونرجح انه خلال هذه المدة كانت خانزاده خاتون مسجونة في طبرك وفي إمارة اردلان، كما ان الدولتان الصفوية والعثمانية عقدتا معاهدة شاملة للسلام في قصر شيرين (زهاو) في أيار 1639 و بذلك انتهت العمليات العسكرية بين الدولتين لذلك لا نجد أي دور عسكري آخر لخانزاده خاتون بعد هذا التاريخ.

من المهم الإشارة الى انه لم تكن خانزاده خاتون الشخص الوحيد التي وقع في أسر الدولة الصفوية، ففي عام 1651 كتبت خانزاده خاتون في احدى رسائلها الى الباب العالي أسماء شخصين كانا يرافقانها في السجن اثناء اسرها وهما كل من حسين بن عمر و قاسم بن عمر ونرجح بانهما اخوة خانزاده خاتون (BOA. DFE.RZ.d. 647, S.220-221).

-         الأوضاع الإدارية في سوران في عهد خانزاده خاتون:

ان دراسة الأوضاع الإدارية في إمارة سوران في القرن السابع عشر معقد جداً، فبالرغم من كون الإمارة سنجقاً في مستوى (حكومت) الا ان بعض من أجزاءها كانت خاضعة للحكم العثماني المباشر كسنجق أربيل، وغير المباشر كسنجقي (شمامك و كويه)، وبقي مركزي (حرير ودوين) التان كانتا تقعان ضمن (حكومت سوران) وتتمتعان بنوع من الاستقلالية، ولكن تغيّر الوضع بالنسبة اليهما ايضاً ونلاحظ منذ بدايات النصف الأول من القرن السابع عشر تحولهما الى سنجق في مستوى (يورتلق و اوجاقلق)[14] بل وهناك حالات فقدت الإمارة فيها صفتها كـ"حكومت" وتحولت الى (سنجق تقليدي)[15] تدار من قبل امراء لا ينتمون الى الاسرة الحاكمة في سوران ويتم تعينهم من قبل الدولة العثمانية! ولفهم هذه الحالة لابد من الإشارة الى أمرين مهمين:

أولاً: بلغت الدولة العثمانية في بدايات القرن السابع عشر مستوى كبیراً من الضعف والوهن في النواحي الإدارية والاقتصادية وذلك بسبب الخلافات الداخلية بين أعضاء الاسرة الحاكمة في الدولة والتي أدت الى مقتل أول سلطان عثماني وهو السلطان عثمان الثاني (1618-1622)، وكذلك استبداد الولاة وحكام الأقاليم بأمور الحكم في انحاء الدولة العثمانية وشيوع الفساد المالي والإداري فيها، ومنذ ذلك الحقبة بدأ الولاة العثمانية يتدخلون في شؤون الامارات الكُردية ويطبقون سياسات تعسفية تجاهها لاسيما تدخلهم في مسألة عزل ونصب الأمراء وجباية الضرائب، وهي بموجب فرمان السلطان سليمان القانوني من صلب اختصاصات الامارات الكُردية، فضلاً عن ابتزازهم للأمراء بدعم منافسيهم في حال رفضهم لدفع الأموال وفرض الاتاوات عليهم، وقد رفع بعض المصلحين العثمانيين أصواتهم وندّدوا بهذه السياسة و ذكروا بان " الولاة " قاموا بعزل البعض الامراء و قتل البعض الآخر بلا سبب وقام الآخرون بترك اوطانهم وجلاء مساكنهم خوفاً من العزل أو القتل، وقام الولاة بتعيين أشخاص من أقاربهم او بخلاف "العهدنامة القديمة" قاموا بتعيين الأجانب في مكانهم، كما فرضوا أتاوات من من 40 و 50 و 60 ألف قروش على كل واحد منهم... ووصل الحال بامراء الكُرد الى انهم لايستطيعون شراء الأكل والملبس لقواتهم، بل لا يستطيعون شراء فرس لفارس، وان شدة الفقر والفاقة جعل من حالهم مشوشاً ومأسوفاً عليه...". (حسن، 2021، ص 208). وكانت إمارة سوران من بين تلك الامارات التي حصلت على حصة الأسد من تلك السياسات التعسفية- كما سيتبين لاحقاً-.

ثانياً: الأمر الثاني يتعلق باحوال الأسرة الحاكمة في سوران، ففي بداية السيطرة العثمانية على كُردستان أعلن الأمير سيدي بك ابن شاه علي السوراني الولاء للدولة العثمانية (ادريس البدليسي، 1995،ص 226) ولكن في 1535 اعدم أمير سوران عزالدين شير بك بأمر من السلطان سليمان القانوني بسبب وجود علاقات بينه وبين الدولة الصفوية (مطراقي زادة،2003، ص 110) وصدر الامر بفك مدينة أربيل عن (ايالة سوران) وتحويلها الى سنجق عثماني تقليدي، وبعد أيام قلائل توفي الأمير سليمان بك بن شاه علي الذي خلف الأمير عزالدين شير بك، لذا أقدمت الدولة العثمانية على الحاق إمارة سوران بسنجق أربيل ووجه حكمها الى الأمير حسين بك الداسني (البدلیسی، 2006، ج1، ص266؛  نزار، 2024، ص 45) وبذلك الغيت إمارة سوران وكان ذلك بمثابة ضربة قاصمة للإمارة منذ تلك الفترة المبكرة.

شكل مقتل الأمير عزالدين شير فاتحة لمرحلة من الصراعات بين أبناء الاسرة الحاكمة والسلطات العثمانية المتمثلة بسنجق أربيل (البدلیسی، 2006، ج1، ص267) من جهة اخرى شهدت هذه الحقبة صراعات أخرى بين أبناء الاسرة الحاكمة والتي انتهت بتولي الأمير سيف الدين بن مير حسن المعروف بـ(آقساق سيف الدين= سيف الدين الأعرج) الحكم في الإمارة (البدلیسی، 2006، ج1، ص 268). الا ان الدولة العثمانية رفضت الاعتراف به وعينت أمير آخر يدعى قلي بك ابن سليمان بك أميراً على سوران وذلك في حدود 1542 (مراد، 2015، ص 125)، و في 1545 عين الأمير (بوداق بك ابن قلي بك) أميراً على "حرير و دوين" وكلفه مع امراء اخرين بالقضاء على "سيف الدين الأعرج" (دفتر مهمة: 1232، حكم: 131 و 133).

نقرأ في الوثائق العثمانية ان الأمير الذي كان يتولى إمارة سوران في 1552م كان يدعى (قباد بك) الذي دخل هو الآخر في صراعات مع امراء منافسين في سوران ( دفتر مهمة: 888، أحكام: 726، 727، 728، 729).

من جانب آخر فتحت الصراعات الداخلية الباب امام الولايات العثمانية والامارات الكُردية الأخرى للتدخل في شؤون إمارة سوران، على سبيل المثال في 8 ربيع الأول 963هـ/ 21 كانون الثاني 1556 كتب والي بغداد عن "شهامة" حسين بك ابن مير حسن بك وطلب توجيه إمارة سوران اليه (دفتر مهمة: 2، حكم: 375) ولكن في 18 جمادي الاخر 963هـ/ 28 نيسان 1556 كتب أمير بهدينان الى سلطان حسين بك الى استانبول ذكر فيه: " ان حسن بك السوراني، أخو سيف الدين المقتول، سلك مسلك أخيه في اضطهاد الناس في سوران" وطلب تعيين عيسى بك ابن سليمان بك أميرأ على الإمارة. (دفتر مهمة: 2، حكم 628).

شهدت الإمارة نوعاً من الاستقرار بعد تعيين الأمير سليمان بك في الإمارة، وان أقدم ذكر له بوصفه أمير سوران يعود الى شهر تموز عام 1559 (دفتر مهمة: 3، حكم: 158)، ويعتبر سليمان بك أقوى وأشهر أمير سوراني وقد استمر حكمه لأكثر من ثلاثين سنة لحسن وفاته في 1589 (BOA. DFE.RZ.d. 128, S. 915)

 و لكن بعد وفاة الأمير سليمان دخلت الإمارة في حقبة أخرى من الضعف، فقد تولى بعده كل من الأمير محمد والأمير عمر بك والأمير سيف الدين بالتسلسل وجميعهم من "أقارب سليمان بك" وليسوا من أبناءه- كما مر بنا- ولم يتولى أي ابن لسليمان بك الحكم في سوران حتى عام 1596 عندما وجه الحكم الى ابنه علي بك (البدلیسی، 2006، ج1، ص 271) الا ان فترة حكمه كانت قصيرة جداً و في عام 1006هـ/ 1597-1598 انتزع الأمير عمر بك الحكم من علي بك المذكور- كما ذكرنا-.

شهدت إمارة سوران نوعاً من الاستقرار خلال حكم الأمير عمر بك ولكن في عام 1617 قتل عمر بك في معركة ضد الدولة الصفوية وقتل معظم رجال الاسرة الحاكمة في سوران لذلك انتقل الحكم الى "ولد صغير" تتولى والدته خانزاده خاتون الوصاية عليه- كما ذكرنا-.

لم يستمر الهدوء في إمارة سوران هذه المرة ايضاً، اذ وقعت خانزاده خاتون في عام 1628 في أسر القوات الصفوية ومعه العديد من أعضاء الاسرة الحاكمة لذلك انتقلت الحكم مرة أخرى الى "صبي في مقتبل العمر يدعى قباد بك". (BOA. RSK. d.1503, s.1).

نتيجة هذه التقلبات ومع تدهور الأوضاع في مركز الدولة العثمانية فتح الباب امام الولايات العثمانية (لاسيما ولايتي بغداد و شهرزور) للتدخل في شؤون الإمارة وعزل ونصب الامراء وتوجيه سناجقها الى اشخاص (غرباء) ضاربين بذلك التعهدات القديمة للدولة العثمانية حول حفاظ على استقلالية الامارات الكُردية عرض الحائط -كما سيتبين في الصفحات اللاحقة من البحث-.


 

 

جدول (1): امراء سوران قبل عهد خانزاده خاتون

 

اسم الأمير

تاريخ

ت

سيدي بك ابن شاه علي السوراني

1515

1

عزالدين شير بك

1534

2

سليمان بك ابن شاه علي

1534 (حكم بضعة أيام)

3

سيف الدين ابن مير حسن

في حدود 1540

4

قلي بك ابن سليمان بك

1542

5

بوداق بك ابن قلي بك

1545

6

قباد بك

1552

7

حسين بك ابن مير حسن بك

1556

8

عيسى بك ابن سليمان

1556

9

سليمان بك ابن قلي بك

1559-1589

10

الأمير محمد السوراني

1589 حتى قبل 1593

11

عمر ابن شاه محمد

1593

12

سيف الدين السوراني

1595

13

علي بن سليمان

1596-1597

14

عمر بك (للمرة الثانية)

1598-1617

15

 


-         أمراء سوران في عهد خانزاده خاتون 1617-1661

أولاً: سنجق حرير و دوين:

تولت خانزاده خاتون الحكم في سوران في 1617 بوصفها وصية على أمير صغير، و في 22 محرم 1030هـ/ 16 كانون الأول 1620 ورد ذكر اول أمير رسمي في سوران بوصفه "أمير حرير" وهو (أحمد بن حسين) (BOA. KK.d.257. s.182) الذي نرجح بانه نفسه الولد الصغير الذي مر ذكره، ويبدو ان تنازل عن الحكم لصالح أخيه مصطفى بك، حيث ورد ذكر الأخير في عام 1623 بوصفه أمير سوران وقد قتل في تشرين الثاني من العام المذكور (Kâtib Çelebi, 2007, S.709 ؛ Hamer, t.s, Cilt:9, s.17) لذلك استعادت خانزاده خاتون الحكم في سوران ولا تذكر الوثائق و المصادر المتوفرة اسم أي أمير آخر – غير خانزاده خاتون- حتى عام 1628. (Abdulkadir Efendi, 3003, cilt:2, s. 812, 910، Kâtib Çelebi, 2007, S.775، استرآبادی، 1366، ص 238).

في عام 1628 وقعت خانزاده خاتون في أسر القوات الصفوية ووجه الحكم في سوران الى شخص يدعى (قباد بك)، و في 1 شوال 1041هـ/ 21 نيسان 1632 صدر أمر ذكر فيه ان "أمير سوران قباد صبي في مقتبل العمر ولا يملك الادراك والمقدرة لادارة الحكم لذا عرض والي الموصل ابوبكر باشا والوزير مرتضى باشا بتوجيه الحكم في سوران الى شخص آخر يدعى زين الدين بك" (BOA. KK.d. 266. S.225؛ BOA. RSK. d.1503, s.1) وكان زين الدين بك هذا ينتمي الى اسرة امراء سوران، و في 21 ذي القعدة 1042هـ/ 29 أيار 1633 وجه الحكم في الإمارة الى شخص آخر يدعى خضر بك و كان شخصاً غريباً ولم يكن من أعضاء الاسرة الحاكمة، وبذلك تحولت سنجق حرير و دوين – عملياً- الى سنجق تقليدي ترتبط مباشرة بالدولة العثمانية، و لكن سرعان ما عزل خضر بك من منصبه ونقل الى سنجق (عزيز) وأعيد حكم سوران الى زين الدين بك في أوائل ربيع الاول 1043هـ/ أيلول 1633م (BOA. KK.d. 266. S.225، دفتر مهمة: 942، حكم: 82).

من جانبه بذل خضر بك من مساعيه لاعادة سيطرته على سوران وفي  23ربيع الآخر 1045هـ/5 تشرين الأول 1635 و بالتماس من الوزير كوجك أحمد باشا وجه "سنجق حرير" الى خضر بك و في 21 ربيع الأول 1047هـ/ 12 أيلول 1637 حصل خضر بك على أمر الإبقاء و ذلك بالتماس قدمه آغا الانكشارية في ولاية شهرزور. (BOA. RSK. d.1503, s.8).

في 25 شوال 1047هـ/ 12 آذار 1638 صدر أمر آخر ورد فيه ان والي دياربكر ومحافظ الموصل الوزير محمد باشا ذكر بان الأمير "زين الدين شخص كفوء وان خضر بك الذي يتولى الحكم في الإمارة لا ينتمي الى الاسرة الحاكمة وليس من زعماء عشائرها ايضاً" لذلك طلب بتوجيه الحكم في سوران الى زين الدين بك(BOA. KK.d. 266. s.106) ولكن لم يطول حكم زين الدين بك هذه المرة ايضاً وفي 8 جمادي الآخر 1048هـ/ 16 تشرين الأول 1638 صدر أمر آخر ورد فيه ان سوران هو (أوجاقلق) خانزاده خاتون، لذلك وبطلب من الخاتونة المذكورة صدر (خط همايوني) بتوجيه سنجق سوران الى الأمير حسن بك (BOA. KK.d. 266. s.106) أما الأمير زين الدين فقد وجه اداره سنجق دهوك اليه (كامل 266، ص 106 في 12 ربيع الاخر 1049هـ/ 12 آب 1639). ولكن لم يدم حكم حسن بك ايضاً و سرعان ما عزل عن منصبه و ورد في وثيقة عثمانية المورخة في 29 ذي الحجة 1048هـ/ 3 أيار 1639 أسماء مجموعة من "الامراء كُردستان" من بينهم " أمير سهران أحمد بك" ( BOA, TS.MA, E. 809-55). وأحمد بك هو نفسه الأمير أحمد ابن خانزاده خاتون- كما ذكرنا سابقاً-. وقد ورد ذكر "أحمد بك ابن خانزاده خاتون" في وثيقة تعود الى عام  1054هـ/ 1645( BOA, TS.MA, E. 1062-66) و في أوائل جمادي الاخر 1056هـ/ حزيران 1646 حصل أحمد بك على أمر بالأبقاء على منصبه ( BOA, A. NŞT, d. 1286, s.15).

عزل الأمير أحمد بك فيما بعد لاسباب مجهولة ووجه الحكم الى خانزاده خاتون نفسها، ففي7 ربيع الثاني 1061هـ/ 30 آذار 1651 كتبت خانزاده خاتون رسالتين  الى الباب العالي طلبت فيها تيمارين لاثنين من اخوته، وفي الوثيقتين ورد ذكر الأميرة بوصفها " حاكمة سوران خانزاده خاتون دامت عصمتها (BOA. DFE.RZ.d. 647, S.220-221)، و في 17 جمادي الاخر 1062هـ/ 26 أيار 1635 وجهت "حكومت سهران" مرة أخرى الى خانزاده خاتون على ان تدفع بعض الأموال الى ولاية بغداد.( BOA. RSK. d.1522, s.264).

في 13 رمضان 1605هـ/ 16 حزيران 1655 وجه الحكم مرة أخرى الى أحمد بك ابن خانزاده خاتون (رووس 1529، ص 69) وفي جميع الوثائق المتوفرة لغايى عام 1658 يورد ذكر خانزاده خاتون

بوصفها " والدة حاكم سهران أحمد بك" (BOA, TS.MA, E. 1062-66, BOA, TS.MA, E. 1079-56) لذا يبدو ان خانزاده خاتون قد تركت أمور الإدارة والسياسة في هذه الفترة و خصصت الدولة العثمانية راتباً يومياً لها قدره 120 آقجة يومياً – كما ذكرنا-.

في أيلول 1661 توفيت خانزاده خاتون و كانت قد سجلت سنجق "سهران" باسم ابنها أحمد بك ولكن

بخلاف إرادتها وجهت إمارة سورانى في 15 ربيع الاخر 1072هـ/ 8 أيلول 1661 الى الأمير زين الدين بك (BOA. RSK. d.1534, s.11)، و بعد ثلاثة أيام أي في 18 أيلول 1661 ورد أمر ذكر فيه انه " خانزاده خاتون كانت كانت تحكم سنجق سهران بموجب خط همايون، ولكن لكونها خاتونة [امرأة] فقد سجلت السنجق باسم ابنها أحمد بك، والآن الأهالي في سهران يرفضونه وواتفقوا على توجیه الحكم في السنجق المذكور الى زين الدين بك الذي يتنمي الاسرة الحاكمة في سهران" (BOA. RSK. d.1534, s.7).

ويتبين مما سبق ان إمارة سوران خلال عهد خانزاده خاتون (1617-1661) عانت من عدم الاستقرار الإداري والسياسي، حيث ان 6 امراء تداولو الحكم بينهم 15مرة خلال 44عاماً، أي بمعدل أقل من  3 سنوات في كل مرة.


 

جدول (2): امراء سوران في عهد خانزاده خاتون

ملاحظة

اسم الأمير

تاريخ

ت

نيابة عن ابنها الصغير

خانزاده خاتون

1617

1

ابن خانزاده خاتون

أحمد بن حسين

16 كانون الأول 1620

2

قتل في السنة المذكورة

مصطفى بك

1623

3

 

خانزاده خاتون

1623-1628

4

كان "صبياً في مقتبل العمر"

قباد بك

1628-1632

5

 

زين الدين بك

21 نيسان 1632

6

ليس من اسرة امراء سوران

خضر بك

29 أيار 1633

7

للمرة الثانية

زين الدين بك

أيلول 1633

8

للمرة الثانية

خضر بك

5 تشرين الأول 1635

9

للمرة الثالثة

زين الدين بك

12 آذار 1638

10

ابن خانزاده خاتون

حسن بك

16 تشرين الأول 1638

11

ابن خانزاده خاتون

أحمد بك

3 أيار 1639

12

 

خانزاده خاتون

30 آذار 1651

13

للمرة الثانية

أحمد بك

16 حزيران 1655

14

للمرة الرابعة

زين الدين بك

8 أيلول 1661

15

 


-         أربيل:

تعتبر أربيل اهم مدينة في سوران، وفي 1515 تمكن أمير سوران سيدي خان من تحريرها من السيطرة الصفوية واعادها الى حكمه (ادریس البدلیسی، 2015، ص 208، 213، 226؛ خوجه، 1279 ج2، ص300) و بقيت أربيل ضمن حدود " أيالة صوران" لغاية السيطرة العثمانية على بغداد في 1534، وفي هذا التاريخ أمر السطان سليمان القانوني بفك ارتباطها من سوران لتتحول الى سنجق عثماني تقليدي وعهد ادارتها الى الأمير حسين بك الداسني- كما ذكرنا-  الا ان الوضع الإداري لاربيل لم تستقر الا في 1544 عندها أقدمت الدولة العثمانية الى اجراء اول عملية المسح و الإحصاء في أربيل (مراد، 2015 ص40-203). واستمرت أربيل خلال هذه المدة تدار من قبل امراء عثمانيون لا ينتمي قسم منهم الى الاسرة الحاكمة في سوران، ولكن بقي امراء السورانيون ينظرون الى أربيل كجزء من امارتهم و يتدخلون في شؤونها أو يحاولون إرضاء السلطات العثمانية بتوجيه الحكم فيها اليهم ليديروها كـ(بكوات السناجق العثمانية) وليس كـ( أمراء سوران)، ففي 7 ذي القعدة 967هـ/ 30 تموز 1560 وجه أربيل الى " إبراهيم بك الصوراني" (دفتر مهمه‌: 4، حكم: 1100)، و في 1565 كتب أمير سوران سليمان بك رسالة الى السلطان سليم الثاني ذكر فيها " ان سنجقه وسنجق أربيل يعتبران سنجق واحد، لذلك يجب احتسابهما كسنجق واحد اثناء التحرير" (دفتر مهمة: 6، حكم: 734 في 4 رجب 972هـ). كما كانت الدولة العثمانية في أحيان كثيرة يوجه الحكم أو الاقطاعات في أربيل الى امراء "بطلب" أو "بعد اعلام" أمير سوران، فمثلاً في 993هـ/ 1585م وجه أربيل الى شخص يدعى ابوبكر بطلب من الأمير سليمان بك (BOA. DFE.RZ.d. 128, S.914)، و بعد وفات الأمير سليمان بك في 1589 تولى الأمير محمد بك السوراني الحكم ووجهت الدولة العثمانية اقطاعات كثيرة الى الامراء و المنسوبين الى الاسرة الحاكمة في سوران بطلب من الأمير المذكور (BOA. DFE.RZ.d. 128, S.911-917).

في 1006هـ/ 1596م تم ربط "الكاي بابان= بلاد بابان" الى أربيل ووجه الحكم فيها الى الأمير علي بك [ابن سليمان بك]، وقد جاء في أمر توجيه الحكم اليه انه :" منذ 20 سنة يرفض امراء بابان ارسال الأموال الأميرية الى بغداد واعلنوا العصيان، وقد صدر الأوامر الى أصحاب السناجق في ولاية بغداد و شهرزور بقتل هؤلاء الامراء وتدمير قلعتهم وضبط ممتلكاتهم والذخائر التي توجد فيها، الا ان أي أمير لم يقبل هذا التكليف، والآن وجه (اولكاي بابان) الى علي بك الا انه اشترط ان يتم ضم الأراضي التي كان يحكمها حاجي شيخ وإبنه بوداق بطريقة يورتلق واوجاقلق [يقصد إمارة بابان] الى لواء أربيل ولا يتم فصلهما عن البعض، وان يتم الغاء التزام شاه محمد بك السهراني وهو من امراء سوران، ويقوم باعمار قلعة بابان ولا يتدخل امراء الأطراف في شؤون بلا بابان ولواء أربيل، و تحت هذه الشروط تك توجيه الحكم الى علي بك في 23 ربيع الآخر 1005هـ/ 14 تشرين الثاني 1596" (BOA. DFE.RZ.d. 206, S.699) في 5 رجب 1006هـ/ 11 شباط 1598م). ولكن رغم ذلك وجه حكم أربيل في أواسط شعبان 1014هـ/ أواخر كانون الأول 1605 الى الأمير حسين بك  المعروف بـ( اوزون حسن= حسن الطويل) (BOA. KK.d. 256. S.27).

تولي حكم أربيل بعد ذلك الأمير شاه محمد السوراني، وهو والد امير حرير ودوين عمر بك، فی حدود عام 1606م وقد ورد في وثيقة في احدى السجلات المالية العثمانية تعود تاريخها الى 28 محرم 1020هـ/ 12 نيسان 1611م ان ادارة أربيل  قد وجه الى الأمير شاه محمد كما وجه اليه التزام بلاد بابان على ان يرسل يرسل 3000 رأس غنم "على وجه المقطوع" للقوات في شهرزور، وقد استمر في هذا المهام لمدة خمسة سنوات وبعد وفاته وجه أربيل والالتزام الى ابنه الأكبر حسن بك، الا ان تقاعس عن ارسال عدد الأغنام المذكورة (BOA, MAD. d.3260.s. ) وعلى هذا الأساس وجه امر فی غره‌ ربیع الثانی 1020هـ/ 13 حزیران 1611م  الى امير سوران عمر بك "بضرورة اخبار أخيه امير أربيل حسن بك بدفع ما على ذمته من المستحقات".(BOA, MAD. d.3260.s.48 )    

 لا یعرف متى انتهى حكم الامیر حسن بك ولكن فی عام 1617 كان حكم أربيل فی ید شخص خارج الاسره‌ الحاكمه‌ فی سوران و هو (میره بك) (Abdulkadir Efendi, 3003, cilt:2, s. 910)، ولكن رغم ذلك استمر ذكر " سهران نام ديگر اربیل= سوران اسمها الآخر اربیل) في بعض السجلات العثمانية. (BOA. RSK. d.1517, s.129).

وجه أربيل في 4 كانون الأول1620 بطريقة (ارپالق)[16] الي شخص يدعى بكر باشا (BOA. KK.d. 257. S.17)، وفي 23 آذار 1627 وجه أربيل الى محمد ابن والي الموصل ابوبكر باشا، ثم الى شخص يدعى عثمان بك في أواسط أيار1630 (BOA. KK.d. 265. S.55) ثم الى والي شهرزور أحمد باشا في 1634 (BOA. RSK. d.1503, s.8 ). ثم اعيد مرة أخرى الى محمد بك السابق في 7 كانون الأول 1633 (BOA. RSK. d.1496, s.10؛ BOA. RSK. d.1503, s.8 ). واستمر محمد بك في حكم سنجق أربيل لغاية 8 شباط 1639 وفي التاريخ الأخير عين شخص يدعى جنكيز أميراً على أربيل (BOA. KK.d. 261. S.126) وحصل الأخير على امر بالابقاء في أواسط حزيران 1639 (BOA. KK.d. 261. S.126 )، ثم عين شخص آخر يدعى محرم في 27 تموز 1640 أميراً على أربيل (BOA. KK.d. 261. S.126 )).

في أوائل شوال 1056/ تشرين الثاني 1646م حصل الأمير أحمد بك ابن خانزادة خاتون على الحكم في أربيل و قد ورد في كلمة (مكرر) في قيد توجيه السنجق اليه وهذا يعني انه كان يدير إدارة أربيل قبل هذا التاريخ ايضاً (BOA. RSK. d.1517, s.128).

يعتبر عام 1650 عام عدم الاستقرار في حكم سنجق أربيل، ففي هذه السنة اصبح سنجق اربيل (محلولاً) لذا وجه في 20 حزيران 1650 الى أمير سنجق سروجك غضنفر بكBOA. RSK. d.1520, s.10). ولكن سرعان ما ابعد عن الحكم و حل محله في 10 تموز1650 أمير آخر يدعى قاسم بك وقد ورد في قيده انه "أمير سابق" وهذا يعني انه كان يدير أربيل في وقت سابق ايضاً (BOA. RSK. d.1520, s.12). وفي 20 رمضان 1060هـ/ 16 أيلول 1650م وجه أربيل بناءً على "محضر اعده اعيان أربيل " الى شخص يدعى محمد (BOA. RSK. d.1520, s.24).

في 2 تشرين الثاني 1654 وجه سنجق أربيل الى (محمد ابن خالد مير لواء باجوان) (BOA. MAD. d.28, S.150). وفي 30 تموز 1655 وجهت الأمير خانزاده خاتون طلباً بإبقاء الحكم في أربيل تحت يد الأمير السابق محمد بك (BOA. RSK. d.1528, s.69) و يرجح ان هذا الأمير هو نفسه الأمير محمد ابن أمير باجوان الذي مر ذكره. رغم ذلك لم تستمر حكم محمد بك طويلاً ووجه الحكم في أربيل الى أمير سوران السابق (زين الدين بك) في 19 أيلول 1655 (BOA. RSK. d.1529, s.112) و في 13 تموز 1656 اعيد الحكم مرة أخرى الى محمد بك وقد وصف في قيد التوجيه  بانه "أمير سابق" وقد تولى هذا المنصب بوساطة من والي شهرزور في ذلك الحين ( BOA. RSK. d.1529, s.275). وفي أواسط تموز 1657 وجه سنجق أربيل بطريقة (اربالق) الى والي شهرزور حسن باشا (BOA. KK. d.266, s.126).  ولكن سرعان ما عينت الدولة العثمانية أميراً جديداً على أربيل يدعى مصطفى بك ولا تذكر الوثيقة اية معلومات حول شخصية هذا الأمير وكيفية توليه للحكم سوى انه تولى الحكم في 7 تشرين الثاني 1657م. (BOA. DFE.RZ.d. 690, S.65) .

وجه سنجق اربیل بعد مصطفى بك الى شخص يدعى (عمر أباظة)، وقد ورد في وثيقة عثمانية في 1رجب 1071هـ/ 1 آذار 1661م بان " الأمير السابق عمر اباظة أصبح شقياً وهرب، و بناءً على طلب والي شهرزور جعفر باشا وجه الحكم في الربيل الى حسن بك" (BOA. KK.d. 217. S.81). لا يعرف من هو حسين بك لكنه يعتبر آخر سنجق بك حكم أربيل خلال حياة خانزاده خاتون.

وقد حكم- على الأقل- 25 أميراً سنجق أربيل خلال هذه المدة، تداول 19 منهم الحكم خلال عهد خانزاده خاتون من سنة 1617 لغاية 1661، بمعدل سنتين واربعة شهور لكل أمير، وهذه النسبة تعطي الإشارة بوجود عدم الاستقرار الإداري في أربيل نتيجة الصراعات بين الامراء سوران والولايات العثمانية من جهة وتجاذبات بين الولايات العثمانية من جهة أخرى، هذا فضلاً عن شيوع الفساد الإداري التي سبق ان أشرنا اليها.


 

جدول (3) امراء أربيل خلال فترة 1589-1661

ملاحظة

اسم الأمير

تاريخ

ت

أمير سوران

سليمان بك

قبل 1589

1

أمير سوران

محمد بك السوراني

1589

2

أمير سوران

علي ابن سليمان

1596

3

 

حسن الطويل

أواخر كانون الأول 1605

4

والد الامیر عمر بك السورانی

شاه محمد السورانی

حدود 1606

5

 

حسن بك ابن شاه محمد بك

حدود 1610

6

 

ميره بك ابن عبدال بك المكري

قبل1617

7

 

بكر باشا

4 كانون الأول 1620

8

ابن والي الموصل ابوبكر باشا

محمد

23 آذار 1627

9

 

عثمان بك

أواسط أيار 1630

10

والي شهرزور

أحمد باشا

1634

11

 

محمد بك السابق

7 كانون الأول 1633

12

 

جنكيز بك

8 شباط 1639

13

 

محرم بك

27 تموز 1640

14

ابن خانزادة خاتون

أحمد بك

تشرين الثاني 1646م

15

أمير سنجق سروجك السابق

غضنفر بك

20 حزيران 1650

16

 

قاسم بك

10 تموز 1650

17

 

محمد ؟؟

16 أيلول 1650م

18

مير لواء باجوان

محمد ابن خالد

2 تشرين الثاني 1654

19

 

زين الدين بك

19 أيلول 1655

20

 

محمد (الأمير السابق)

13 تموز 1656

21

والي شهرزور

حسن باشا

أواسط تموز 1657

22

 

مصطفى بك

7 تشرين الثاني 1657م

23

 

عمر أباظة

قبل عام 1661

24

 

حسن بك

1 آذار 1661

25

 


-         شمامك:

لا يعرف متى تحولت شمامك الى سنجق الا ان أقدم ذكر لها كسنجق في المصادر المتوفرة يعود الى بدايات القرن السابع عشر، وقد تعاملت الدولة العثمانية مع هذا السنجق بشكل مختلف، فشمامك سنجق عثماني تخضع لقوانين المركزية للدولة العثمانية من حيث التحرير والإحصاء ووجود الزعامات والتيمارات فيها، الا ان حكمها وجه بشكل وراثي (اوجاقلق) الى اسرة امراء سوران، بمعنى هذه المناطق كانت في السابق جزءاً من (الحكومة الكُردية) الا ان الدولة، لدواعي إدارية و سياسية واقتصادية، قامت بافرازها من الحكومة الكُردية والحقتها بالمناطق الخاضعة للسيطرتها المباشرة الا انها اعترفت بهذه المناطق كجزء من الحكومة الكُردية وفوضت امر ادارتها بشكل وراثي الى الاسرة الحاكمة في الحكومة، وهذه الحالة نجدها في امارات أخرى مثل مدينة زاخو في إمارة بهدينان ووسطان في إمارة هكاري وموش في إمارة بدليس. (نزار، 2017، ص252؛ یونس، 2018، 259-250).

أول أمير شمامك ورد ذكر في الوثائق المتوفرة هو مصطفى بك، ففي ذالقعدة 1019هـ/ كانون الثاني- شباط 1611 ورد أمر الى والي شهرزور وقاضي كركوك تتحدث عن قيام "الأمير السابق مصطفى بك" "بالتعدي" على السكان في شمامك وقد ذكر الوثيقة اسم "الأمير الحالي" لشمامك وهو بوداق بك (دفترمهمة: 79، حكم: 306-307). وقد ورد ذكر مصطفى بك في وثيقة أخرى تعود الى 18 ربيع الأول 1018هـ/ 20 تموز 1609 بانه شقيق أمير سوران عمر بك ويدير سنجق (صالحة). (دفتر مهمة 78، حكم: 623).

وفي 9 ذي القعدة 1024هـ/ 29 تشرين الثاني 1615 وجه سنجق شمامك الى أمير أحمد بك وقد ورد ذكره بصيغة " الأمير السابق" وهذا يعني انه كان يدير السنجق قبل هذا التاريخ ايضاً (BOA. RSK. d.1484 s.151 ) وفي 12 محرم 1030هـ/ 7 كانون الأول 1620 وجه الحكم في شمامك الى "أمير حرير أحمد ابن حسين" ، على ان يدفع كل عام 500 رأس غنم الى آغا انكشارية بغداد، و أحمد هذا هو ابن خانزاده خاتون (BOA. KK.d. 257. S.18) ولكن سرعان ما عفي أحمد بك عن حكم شمامك ووجه حكمها الى بداق بك ابن شير بك في 20 آذار 1621 (BOA. KK.d. 257. S.32) و بوداق بك هو من أبناء الاسرة الحاكمة في إمارة موكريان و كان قد أعلن انضمامه الى الدولة العثمانية لذلك حصل علاوة على شمامك على تيمارات في مناطق أخرى من شهرزور و أربيل و منطقة (بشدر)، كما وجه سنجق (مرگه‌) الى أخيه سليمان ابن شير بك (BOA. KK.d. 257. S.32).

في 3 ربيع الثاني 1045هـ/ 16 أيلول 1635 وجه شمامك الى أمير (خنس) السابق شهسوار بك (BOA. RSK. d.1503, s.8) و في أواسط آب 1639وجه حكم شمامك الى شخص يدعى (حيدر بك الصارلی) و قد ورد في قيده انه سيتولى إدارة شمامك "كما كان في السابق" وهذا يعني انه كان يدير السنجق في وقت ما قبل هذا التاريخ ايضاً (BOA. KK.d. 266. S.127). وفی 3 رجب 1054هـ/ 5 ایلول 1644 كتب أمیر سوران و قاضيه كتابين الى الباب العالي اشتكوا فيها من تصرفات حيدر بك و ظلمه للسكان و نهبه 3000 رأس من مواشي حكومة سوران (رؤوف، 2012، ص 256) لذلك تم عزل حيدر بك عن منصبه في 26 أيلول 1640 و بناءً على طلب والي شهرزور حسن باشا تم توجيه الحكم في شمامك الى شخص يدعى حسين بك (BOA. KK.d. 266. S.127). ثم في 8 شوال 1055هـ/ 26 تشرين الثاني 1645 وجه الحكم الى الأمير السابق حيدر بك وقد استمر في حكمه لغاية 1651، وفي هذه السنة ورد أمر ذكر فيه ان "حيدر بك لم يستطيع ان يتعايش مع جيرانه وتحالف مع الفاسدين لذلك و بطلب من الأميرة خانزاده خاتون تم توجيه حكم شمامك الى "الأمير السابق" على ان يدفع 500 رأس عنم الى القوات الانكشارية المكلفة بحماية بغداد (BOA. RSK. d.1523, s.7). لم يذكر الوثيقة اسم "الأمير السابق" ولكننا نرجح ان الحكم في شمامك أعيد الى احد أبناء الاسرة الحاكمة في سوران. وفي 14 كانون الأول 1655 وجه سنجق شمامك الى " فارس بك ابن الأمير السابق" على ان يدفع 500 رأس غنم الى القوات الانكشارية في بغداد و هذه المرة ايضاً لم تذكر الوثيقة اسم "الأمير السابق". (BOA. RSK. d.1528, s.153).

من جهة أخرى لم ييأس حيدر بك في محاولاته لاستعادة الحكم في شمامك وقد تمكن من إرضاء والي سيواس غازي باشا لكي يتوسط له لدى الباب العالي وبالفعل في 18 جمادي الاخر 1066/ 13 نيسان 1656م تمكن من الحصول على براءة سلطانية بتولي الحكم في سنجق شمامك (BOA. RSK. d.1531, s.2). و اثناء زيارته الى كُردستان  ذكر الرحالة اوليا جلبي اسم حيدر بك بوصفه (أمير شمامك) و أضاف بان " حيدر بك من امراء الكُرد و ينتمي الى عشيرة صارلي ويحكم شمامك بطريقة اوجاقلق و يخدم 11 ألف من حملة المنادق تحت امرته".( Evliya Celebi, 2000, cilt: 4, s.296).

لم نجد أي معلومات أخرى حول سنجق شمامك و توجيهاتها لغاية عام 1661 وهي تاريخ وفاة خانزاده خاتون، ولكن يتبين انه خلال أعوام 1620 حتى 1656 تداول تسعة امراء الحكم في شمامك وهو أمر يعكس تدهور احوالها الإدارية شأنها شان بقية سناجق سوران.


جدول (4) امراء شمامك في فترة 1611-1656م

ملاحظة

اسم الأمير

تاريخ

ت

من امراء سوران

مصطفى بك

قبل 1611

1

من امراء سوران

بوداق بك

كانون الثاني- شباط 1611

2

من امراء سوران

أحمد بك

29 تشرين الثاني 1615

3

أمير سوران

أحمد ابن حسين

7 كانون الأول 1620

4

 

بوداق بك ابن شير بك المكري

20 آذار 1621

5

أمير سنجق (خنس) السابق

شهسوار يك

16 أيلول 1635

6

 

حيدر بك

أواسط آب 1639

7

 

حسين بك

26 أيلول 1640

8

للمرة الثانية

حيدر بك

26 تشرين الثاني 1645

9

ربما يقصد حسين بك

الأمير السابق؟

1651

10

 

فارس بك ابن الأمير السابق؟!

14 كانون الأول 1655

11

للمرة الثالثة

حيدر بك

13 نيسان 1656م

12


-         سماقولي وكويه (كويسنجق):

كويه من السناجق المهمة في بلاد سوران والذي كان يديرها اسرة امراء سوران بطريقة (اوجاقلق= وراثي). لم يذكر شرفخان البدليسي اسم كويه في كتابه الا انه ذكر اسم سنجق (سوماقلق= سماقولي)[17] القريبة منها وذكر بانها كانت تحت حكم الأمير بوداق بك ابن شاه علي بك وقد ترك ابنين هما حسين بك وسيف الدين بك وقد شغل الاثنان الحكم في سنجق سماقولي (البدليسي، 2006، ج1، ص 266؛ دفتر مهمة: 29، حكم: 121. 15 شوال 984- 5 كانون الثاني 1577).

يبدو ان مركز السنجق انتقل فيما بعد الى بلدة كويه، وما يؤكد ذلك هو ما ورد في وثيقة عثمانية في عام 1580  ذكر فيها:" ان كوية وسماقولي هما منذ القدم يورت واوجاقلق حسين بك" (دفتر مهمة: 42، حكم: 946، 1 صفر 988هـ/ 18 مارس 1580م). وقد استمر حكم حسين بك في كويه لغاية 1580(دفتر مهمة: 39، حكم: 226. في 24 ذي القعدة 987)، ولكن في نفس العام سيطر أمير سوران قباد بك على كويه وسماقولي، وقد كلف السلطان العثماني كل من والي شهرزور وأمير بهدينان قباد بك في 18 آذار1580 بتشكيل هيئة تحقيقية ليحددوا من هو أحق بتولي الحكم فيها (دفتر مهمة: 42، حكم: 964)

وفي عام 990هـ/ 1583 كانت كويه في يد الأمير سيف الدين بك ابن مير حسين بك (دفتر مهمة: 44، حكم: 113) ثم انتقل الحكم الى ابنه حسين بك في جمادي الآخر 1002هـ/ 3 شباط 1594م) (BOA, A. DVNSNST. D.1141, s.22)).

في عام 1018هـ/ 1609م حدث تغيير كبير في إدارة سنجق كوية وذلك عندما قامت الدولة العثمانية بتوجيه الحكم فيها الى ميره بك المكري وهو شخص لا ينتمي الى الاسرة الحاكمة في سوران[18]، و يبدو ان أمير سوران في ذلك الوقت (عمر بك) قد امتعض من هذا القرار لذلك قام "بمنعه من مزاولة اعماله وقام بالتدخل في شؤون سنجق كويه" (دفتر مهمه‌: 78، حكم: 466. في 5 تشرين الثاني 1018). الا ان الدولة أصرت على قراراها و بقيت كويه في يد ميره بك حتى وقت غير معروف.

يواجه الباحث في تاريخ إمارة سوران شح كبير في المعلومات المتعلقة بسنجق كويه في النصف الأول من القرن السابع عشر، ولم يرد ذكر خانزاده خاتون في أي قيد من القيود الخاصة بامراء كويه ولا نرى أي دور لها – في الوثائق المتوفرة- في تعيين او عزل هؤلاء الامراء، ويبدو ان تلك الفرع من اسرة امراء سوران الذي كان يدير كويه قد قطعت روابطها مع مرور الزمن بأصل الاسرة وأخذت تتصرف في كويه بشكل وراثي.

لا توجد أي معلومات عن سنجق كوية في العقدين الاولين من القرن السابع عشر وكل ما هو متوفر في الوثائق ان كويه  وجهت في 4 ربیع الثاني 1039هـ/ 1 كانون الأول 1629 الى امير يدعى جعفر بك وفي 6 رمضان 1041هـ/ 27 آذار 1632 وبتوصية من بكلربيك ارضروم محمد باشا وجه حكم كويه الى امير آخر يدعى حسين بك (BOA, C.DH, 122, 6095) ولكنه سرعان ما عزل عن منصبه ووجه حكم كویه ف  أوائل صفر 1042هـ/ آب 1633 الى أمير سيف الدين بك وذلك "بتكليف من والي الموصل بكر باشا و قبوجي باشي أحمد آغا نظير رشادته في الحرب ضد العدو" (BOA. RSK. d.1503, s.1). في 1636 حصل سيف الدين بك على الخلعة بسبب مشاركته في الحروب ضد الدولة الصفوية (دفتر مهمة: 86، حكم: 114. في 31 تشرين الأول 1636). و في غرة صفر 1049هـ/ 26 أيار 1639 وجه الحكم في كويه الى شخص يدعى أحمد بعدما حضر مع 100 مسلح الى حضرة والي شهرزور و أعلن تقديم خدماته له (BOA. KK.d. 266. S.127). و لكن في ربيع الأول 1049هـ/ حزيران 1639 أعيدت كويه مرة أخرى الى الأمير سيف الدين بك و حصل على أمر (الإبقاء) و كلف بمحافظة قلعة كركوك ايضاً. (BOA. KK.d. 266. S.127). ولم نجد أي معلومات أخرى حول كويه في السجلات والمصادر العثمانية طيلة النصف الأول من القرن السابع عشر.

رغم قلة المعلومات حول امراء كويه في عهد خانزاده خاتون الا ان الامر الملفت في ادارتها هو ان فرع الاسرة الحاكمة فيها احتفضت بسيطرتها على المدينة وان اغلب امراء كويه ينتسبون الى نسل بوداق بك ابن شاه علي بك، ويبدو ان كويه قد شهدت استقراراً نسبياً بالمقارنة مع السناجق الأخرى في سوران.


جدول (5) امراء سماقولي و كويه (1515-1639)

ملاحظة

اسم الأمير

تاريخ

ت

 

بوداق بك ابن شاه علي بك

النصف الأول من القرن السادس عشر

1

 

سيف الدين ابن بوداق بك

؟؟؟؟

2

 

حسين ابن بوداق بك

قبل عام 1577

3

 

قباد بك

1580

4

 

سيف الدين بك ابن مير حسين بك

1583

5

 

حسين ابن سيف الدين بك

3 شباط 1594م

6

 

ميره بك المكري

قبل 1609

7

 

جعفر بك

1 كانون الأول 1629

8

 

حسین بك

27 آذار 1632

9

 

أمير سيف الدين بك

آب 1633

10

 

أحمد

26 أيار 1639

11

للمرة الثانية

سيف الدين

حزيران 1639

12

 


-         الخاتمة:

بعد دراسة تاريخ إمارة سوران في عهد خانزاده خاتون 1617-1661م والتطورات التي سبقت هذا العهد، توصل الباحث الى الاستنتاجات الآتية:

1-     كانت خانزاده خاتون أميرة على سوران وسنجقبكة معترفة بها من قبل الدولة العثمانية، وقد ورد اسمها في السجلات العثمانية وحصلت على البراءآت والخلع الرسمية، الا انها كانت تعاني من مشاكل تتعلق بالقانون والأعراف واضطرت احياناً الى ان تسجل سنجقها باسم احد ابناءها.

2-     كانت خانزاده بالفعل (امرأة مقاتلة) كما ورد في الادب الشفاهي الكُردي، وان اصابتها بالجروح مرة و أسرها مرة أخرى دليل على انها كانت بالفعل تقود قوات امارتها في الحروب ضد الدولة الصفوية.

3-     عانت إمارة سوران منذ بدايات العهد العثماني من عدم الاستقرار في جوانبها الإدارية ويعود السبب وراء ذلك الى سياسات الدولة العثمانية والخلافات الداخلية بين أبناء الامراء والتجاذبات بين الولايات العثمانية وقد ورثت خانزاده خاتون ذلك الوضع من الامراء الذين سبقوها. وقد تحولت امارة سوران -عملياً- من سنجق في مستوى (حكومت) الى مستوى (يورتلق و اوجاقلق).

4-     على الرغم من افراز سنجق أربيل من إمارة سوران في 1534 الا ان الامراء في سوران كانوا ينظرون اليها كجزء من (بلادهم) و ينتهزون أي فرصة للاستيلاء على حكمها أو ادارتها كبكوات السناجق العثمانية.

5-     شهدت مركز الإمارة (حرير) و سنجق أربيل من عدم استقرار شديد في مسألة نصب وعزل حكامهما، وتبين من خلال البحث ان معدل فترة أي أمير لم يتجاوز ثلاثة سنوات، اما سنجق كويه فبالرغم من التغييرات العديدة في امراءها الا انها استقرت في يد اسرة واحدة وكانت اكثر استقراراً بالمقارنة مع السناجق الأخرى.

 

المصادر والمراجع

اولاً: الوثائق غير المنشورة:

رئاسة الوزراء- الارشيف العثماني -BOA) )Başbakanlık Osmanlı Arşivi

1- دفاتر مهمةDivân-ı Hümayûn Mühimme Defteri (A.DVN.MHM.d)Bab-ı Asafi-:

-         دفتر مهمة: 2، حكم 628. 18 جمادي الاخر 963هـ/ 28 نيسان 1556

-         دفتر مهمة: 2، حكم: 375. 8 ربيع الأول 963هـ/ 21 كانون الثاني 1556

-         دفتر مهمة: 3، حكم: 158. 966هـ/ 1559م

-         دفتر مهمه‌: 4، حكم: 1100. 7 ذي القعدة 967هـ/ 30 تموز 1560

-         دفتر مهمة: 6، حكم: 734 . 4 رجب 972هـ/ 5 شباط 1565م

-         دفتر مهمة: 29، حكم: 121. 15 شوال 984- 5 كانون الثاني 1577م

-         دفتر مهمة: 39، حكم: 226. 24 ذي القعدة 987هـ/ 12 كانون الثاني 1580م.

-         دفتر مهمة: 42، حكم: 964. 1 صفر 988هـ/ 18 مارس 1580م.

-         دفتر مهمة: 44، حكم: 113. 990هـ/ 1583

-         دفتر مهمة 72، حكم: 331. رمضان 1003هـ/ حزيران 1595م

-         دفتر مهمة: 78، حكم: 623. 18 ربيع الأول 1018هـ/ 20 تموز 1609

-         دفترمهمة: 79، حكم: 306-307. ذي القعدة 1019هـ/ كانون الثاني- شباط 1611

-         دفتر مهمة: 79، حكم: 1223. 1019هـ/ 1610م

-         دفتر مهمة: 86، حكم: 114. في 1 جمادي الاخر 1046هـ/ 31 تشرين الأول 1636

-         دفتر مهمة: 888، أحكام: 726، 727، 728، 729. 959هـ/ 1552م

-         دفتر مهمة: 942، حكم: 82. 1043هـ/ أيلول 1633م

-         دفتر مهمة: 941، حكم: 41. 29 شوال 1034هـ/ 4 آب 1625

-         دفتر مهمة: 1232، أحكام: 131 و 133. 952هـ/ 1545م

 

2-      دفاتر توجیهات (كامل كبجي):

-         BOA. KK.d (Kamil Kapaci Defterleri), d. 257, 1032h\1622m

-         BOA. KK.d. 217.1070h\1660m

-         BOA. KK.d. 256, 1014h\1605m 

-         BOA. KK.d. 261, 1066h\ 1656m

-         BOA. KK.d. 266. 1051h\ 1642m

3-      دفاتر رؤوس الأقلام:

-      BOA. RSK.(Ruus Kalemi Defterleri),. d.1484, 1027h\1617m.

-      BOA. RSK. d.1496, 1036h\1627m

-      BOA. RSK d . 1503, 1047h1638m

-       BOA. RSK. d.1517, 1056h\1646m

-      BOA. RSK. d.1520,1060h\1650m

-      BOA. RSK.d. 1522, 1062h\1652m

-      BOA. RSK. d.1528, 1068h\1657m

-      BOA. RSK. d.1529, 1065h\1655m

-      BOA. RSK. d.1531, 1066h\1666m

-      BOA. RSK.d. 1534, 1072h\1661m

4-      دفاتر توجیه التیمارات: 

-      BOA. DFE.RZ.) Timar Ruznamçe Defterleri (d.128, 999h\1591m

-      BOA .DFE.RZ.d. 206, 1006h\1597m

-      BOA. DFE.RZ.d. 647, 1061h\1651m

-      BOA. DFE.RZ.d. 718, 1066\ 1656

5-      وثائق قصر طوبقابي

-      BOA, TS.MA (Topkapi Saray Muzesi Arsivi), E. 1709-56

-      BOA, TS.MA, E. 1062-66

-      BOA, TS.MA, E. 394-44

-      BOA, TS.MA, E. 1079-66

-      BOA, TS.MA, E. 1062-66

-      BOA, TS.MA, E. 809-55

6-      دفاتر المالية

-      BOA. MAD (Maliyeden Mudevver Defterleri), d.28. 1064h\1654m

-      BOA, MAD, d. 9231. 1095h\1085m.

-      BOA, MAD. d.3260.1020h\1611m

7-      دفاتر نيشان و تحويل

-      BOA, A. DVNSNŞT( Tahvil (NiŞan) Defterleri), d.1141

-       BOA, A. NŞT (NiŞan ve Tahvil Defterleri), d. 1286.

8-      تصنیف علی أميری

-      BOA AE- SMRD IV (Ali Emiri- Sultan Murad IV)-1-120

9-      تصنیف جودت

BOA, C.DH, 122- 6095

 

ثانياً: الوثائق المنشورة:

مراد، خليل علي، (تحقيق)، دفتر تحرير مفصل واجمال ولاية أربيل 949هـ/ 1542م. الاكاديميا الكُردية، (أربيل: 2015).

ثالثاً: المصادر:

1-      باللغة الفارسية:

-         1-منشی, اسكندر بك، تاریخ عالم آرای عباسی، تحقیق: ایرج افشار، انتشارات أمير كبیر،(تهران: 1382).

-         وحيد قزوینی, محمد طاهر بن حسین، تاریخ جهان آرای عباسی، تحقیق: میر محمد صادق سعید، پژوهشگاه علوم انسانی، (تهران:1383هـ.ش).

-         استرآبادی، سید حسن بن مرتضى, تاریخ سلطانی، تحقیق: احسان اشراقی، انتشارات علمی، (تهران:1364هـ.ش).

-         واله اصفهانی, محمد یوسف، خلد برین (روضه‌های ششم و هفتم)، به‌ كوشش: میر هاشم محدث، میراث مكتوب، (تهران: 1379هـ.ش).

-         ابوالحسن قزويني، ابراهيم، فوائد الصفوية، تحقيق: مريم مير أحمدي، مؤسسة مطالعات و تحقيقات فرهنكي، (تهران:1367هـ.ش).

-         خواجگى اصفهانی، محمد معصوم, خلاصة السیر، تحقیق: ایرج افشار، انتشارات علمی،(تهران:1368هـ.ش).

-         تركمان, اسكندر بك, واله اصفهاني,محمد بن يوسف، ذيل تاريخ عالم آراي عباسي، تصحيح: سهيلي خوانساري، چابخانه اسلاميه،(تهران:1317هـ.ش).

2-      باللغة التركية العثمانية (الحروف العربية  واللاتینیة):

-         خوجه, سعدالدین، تاج التواریخ، طبعخانه عامرة، (استانبول: 1279).

-         نعيما, مصطفى، روضة الحسين في خلاصة اخبار الخافقين (تاريخ نعيما)، (استانبول:1281).

-         هزار فن، حسین أفندی، تلخیص البیان فی قوانین آل عثمان، (مخطوط)، نسخة المكتبة الوطنیة الفرنسية المرقمة: .TURC 40

-      Abdulkadir Efendi, Topcular Katibi Abdulkadir (Kadri) Efendi Tarihi, Hazirlayan: Ziya Yilmazer, Türk Tarih Kurumu, (Ankara:2003).

-      Evliya çelebı sıyahatnamesi, hazirlayanlar: Seyit Ali Kahraman, Yucel Dağli, (Istanbul:2000).

-      Hicabi Kirlangic, Idris-i Bidlisi Selim Sah-Name, Doktora Tezi, Ankara Universitesi, Sosyal Bilimler Enstitusu, 1995.

-      Kâtib Çelebi, FEZLEKE- Tahlil ve Metin, Hazirlayan: Zeynep Aycibin (Doktora Tezi),Istanbul:2007.

-      Űçdal Neşriyat ,Hammer, Buyuk Osmanli Tarihi, Sabah, 1992, Cilt:9.

3-      باللغة العربیة

-         البدلیسی، شرفخان، شرفنامه، تحقیق: محمد علی عونی، دار الزمان، (دمشق: 2006).

-         رحلة نصوح افندي السلاحي الشهير بمطراقی زاده، ترجمة: ناظم صبحي توفيق، تحقيق: د.عماد عبدالسلام رؤوف، المجمع الثقافي،(ابوظبي: 2003).‌

رابعاً: المراجع

1-      باللغه‌ التركیه‌:

-      Küpeli, Özer, Osmanli- Safavi Munasebetleri 1612-1639, Doktora Tezi, Ege Üniversitesi, Izmir:2009.

-      Pakalin, Mehmet Zeki, Osmanli Tarihi Deyimleri ve Terimleri sozluğu, devlet kitaplari, (Istanbul:1983).

 

2- باللغه‌ العربیة:

-         العزاوي، موسوعه‌ تاریخ العراق بین احتلالین، الدار العربیه‌ للموسوعات، (بیروت: 2004).

-         حسن، نزار ایوب، كوردستان فی المشاریع العثمانية المبكرة- قانوننامة سلطاني لعزيز افندي في القرن السابع عشر انموذجاً، مجلة كورديات الاكاديمية، جامعة يوزونجوييل،(وان: 2021).

-         زاخوی، ماجد محمد، اماره‌ بدلیس فی العهد العثمانی، مركز زاخو للدراسات الكُردیة، (زاخو: 2018).

-         رؤوف، عماد عبدالسلام، دراسات وثائقية في تاريخ الكرد الحديث و حضارتهم، دار الزمان، (دمشق: 2012).

-         گولی، نزارایوب ، اماره‌ هكاری فی العهد العثمانی 1514-1849، سبیریز، (دهوك: 2017).

-         __________ ، امارتا داسن و الشیخان فی العهد العثمانی 1515-1755، الاكادیمیه‌ الكُردیه‌، (اربیل: 2024).

-         مراد، خليل علي، الكُرد وكُردستان في كتاب جهان نما لكاتب جلبي، الاكاديمية الكُردية، (اربيل: 2013).

3-باللغة الكُردية:

-         گولی، نزار ایوب، نامه‌یا سولتانێ عوسمانی بو خانێ له‌پ زێرین، كوڤارا رووگه‌هـ، هژمار: 14، زاخو: 2021.

-         هه‌روتی، سه‌عدی عوسمان، خانزادی سوران وئه‌ده‌بی زاره‌كی له‌ دوو توێژینه‌وه‌ی مێژووییدا، ئه‌كادیمیای كوردی، هه‌ولێر: 2018).

 

-         باللغة الفارسية:

-         غلامحسن جعفري، فاطمة بختياري، مهدي دوستكامان، بررسي و تحليل ارتباط فضايي خشكساليها با دبي حوضه ي آبي قزل اوزن، مجله جغرافيا و توسعه، شماره 48، پاييز 1396.

الهوامش

[1] یقصد ببلاد سوران المناطق الواقعة بين نهري الزاب الأعلى والزاب الأسفل في إقليم كردستان العراق.

[1] حكومة (حكومت): هي سناجق تتمتع بأكبر مستوى من الاستقلالية، وهي تلك السناجق  ألتي  كانت تدار من قبل اسر كوردية حاكمة أعلنت ولائها للدولة العثمانية بعد معركة جالديران، او تلك  ألتي  أعلنت الولاء أثناء الحملات العثمانية اللاحقة في عهد السلطان سليمان القانوني. وتسجل هذه السناجق في الدفاتر الرسمية باسم (حكومت) والرئيس الإداري لهذه السناجق يسمى بـ(حاكم). في القانوننامة التي وضعت في زمن السلطان سليمان القانوني عرفت الحكومات على النحو التالي:" ... هذه الحكومات وجهت إلى حكامها كتفويض وتمليك لقاء خدماتهم واطاعتهم للدولة [العثمانية] أثناء الفتح، وانهم يتصرفون فيها بطريقة (تمليك)، حتي ان ممالكهم مفروزة القلم ومقطوعة القدم(3)، ولا تسجل محاصيلها في ابواب الدفتر السلطاني، ولا وجود للأمراء العثمانيين والجيش فيها وكلها ملكٌ مخصوصٌ لهم، وهؤلاء بموجب العهود والمواثيق القديمة لايقبلون العزل والنصب، الا ان جميعهم مطيعون لحضرة السلطان وأثناء الحملات يشاركون تحت راية الوالي الذي يتبعونه مع ابنائهم وعشائرهم وعساكرهم". ینظر: (هزار فن، مخطوط، ورقة: 69)؛ علي افندي، 1280، ص 30؛ Kiliç, 1997, s.10)

[1]  لقد ورد في نفس الفترة اسم امير آخر من امراء سوران يحمل اسم عمر بك. و قد ورد في الوثائق معلومات أخرى حول هذا الأمير منها انه " ابن الياس وقد شوهد منه الشجاعة في معركة قزل اوزان القريبة من قزوين، وهو من أقارب الأمير المتوفي سليمان بك، وكان يدير تیمارات تابعه‌ لسنجق اربيل في أواسط ذي القعدة 993هـ/ تشرين الثاني 1585م في زمن الأمير سليمان بك وقد حصل على هذا المنصب بعد اعلام الأمير سليمان بالامر، و في 6 جمادي الأول 998هـ/ 13 آذار 1590 حصل على تیمارات اخرى بطلب من الأمير الجديد محمد بك السوراني". (BOA. DFE.RZ.d. 128, S.912).

[1]  للمزید حول واقعة قلعة دم دم و رسالة السلطان الي امير خان البرادوستي ينظر: گولی، 2021، ل. 17-21.

[1]  لم یرد ذكر زوج خانزاده خاتون في أي مصدر بشكل صريح ولكن في وثيقة تعود الي عام 1620 ورد ذكر احمد بك ابن خانزاده بوصفه (أحمد ابن حسين بك). ينظر: BOA. KK. d. 257,s. 18.

[1] ورد ذكر كل من احمد وحسن بشكل صريح في الوثائق بوصفهما "ابن خانزاده خاتون"، و سنشير الى تلك الحالات في ثنايا هذا البحث. اما مصطفى بك فلم يذكر أي وثيقة بانه ابن خانزاده ولكن يذكر كل من مصطفى نعيما وحاجي خليفة في كتابيهما انه لما قتل مصطفى بك في 1623م نقل جثته الى "والدته في سوران". ونرجح ان تلك الوالدة هي خانزاده خاتون بدليل انها كانت تحكم امارة سوران خلال هذه المدة. ينظر: نعیما، 1281، ج2، ص 274؛ Kâtib Çelebi, 2007, S.709

[1] مخدرات اصطلاح يستخدم للنساء المسلمات و اصله من كلمة (خدر) و تعني (الستر). والمخدرات تعني المستورات.  ينظر قاموس (لغات ناجي، ص 733، سلسلة 25) في موقع:  https://www.osmanlicasozlukler.com/lugatinaci/tafsil-84044-v58.html

[1]  هو امر سلطاني مكتوب وممهور بختم السلطان يقضي بتعيين شخص في وظيفة او مهمة معينه، ويذكر فيه العلامات (النياشين) والرتبة والمهمة المفوضة له مع تحديد راتبه. ينظر:

Mehmet Zeki Pakalin, Osmanli Tarihi Deyimleri ve Terimleri Sözluğu, Devlet Kitaplari, (Istanbul:1983), cilt:1, s.205.

[1] دعاگوی بمعنى (قارئ الدعاء) وهم اشخاص وظيفتهم قراءة الدعاء لدوام عمر وحكم السلطان العثماني، وكانت هذه الوظيفة موجودة في السراي العثماني في استانبول و في بقية الولايات العثمانية. من جهة اخرى كانت (دعاكوي) وظیفة تشریفاتیة ايضاً‌، بمعنى ان صاحبها لا تشغل منصباً معیناً الا انه یحصل على بعض الأموال من اوقاف الدولة نظیر خدماته السابقة او لكونه ینتمی الى الاعیان أو الاسر المعروفة. ای انها تشبه راتب التقاعدی فی وقتنا الحاضر، وراتب التي يتلاقها الشخص المعنی يسمى (دعاگویلق). ینظر: Pakalin, 1983, cilt: 1, s. 479.

[1]  يستخدم عبدالقادر افندي احياناً لقب (باشا خاتون) للاشارة الى خانزاده خانون.

[1] پوشی هي عمامة نسائية مطرزة بالخرز أو بالحلي من الذهب والفضة تلبسها نساء الاسر النبيلة او الغنية.

[1]  معجر هو غطاء الرأس الذي تلبسه النساء.

[1] طبرك قلعة قديمة وكبيرة كانت تقع بالقرب من مركز مدينة أصفهان، وتعود فترة بناءها الى العهد البويهي (934-1062م). وكانت القلعة قائمة على بدايات القرن العشرين الا انها سويت مع الأرض و لم تبق أي اثر منها. ينظر: أمير حسيني، 1956، ص 8.

[1] يورتلق وأوجاقلق: انها سناجق وجهت إلى عدد من الأمراء الكُرد أثناء السيطرة العثمانية، اي انها سناجق عثمانية لكن الفرق هو ان الحكم فيها وراثي، ولايخضع أمرائها للعزل والتنصيب، وعند وفاة الأمير ينتقل الحكم فيها إلى احد ابنائه، الا ان ابواب إيراداته تخضع للاحصاء والتسجيل، ويوجد فيها الزعامات والتيمار، اي ان اسلوب الاقطاع العسكري العثماني يطبق فيها، وفي اوقات الحروب يشارك أميرها مع بقية أمراء السناجق تحت راية والي الولاية، واذا ما تخلف الأمير من اداء هذا الواجب تقوم الدولة بعزله ويوجه الحكم فيها إلى شخص آخر من نفس الاسرة، اما في حالة عدم وجود فرد من الاسرة فان السنجق سيوجه إلى أمير عثماني ويتحول السنجق إلى سنجق عثماني تقليدي وتطبق فيها جميع القوانين و الإجراءات العثمانية بشكل مباشر. (مراد، 2013، ص34)

[1] السنجق التقليدي: السناجق التقليدية: وهي السناجق التي تدار من قبل حاكم عثماني "سنجق بك" بشكل مباشر، ويتم تعينه وعزله من قبل الحكومة العثمانية، وتطبق فيها جميع القوانين والإجراءات العثمانية وتسجل ايراداتها في السجلات العثمانية. (مراد، 2013، ص 33).

[1] آربالق: كلمة مشتقة من (آربا) التركية و تعني (الشعير). و هي نوع من التشكيلات الاقطاعية في الدولة العثمانية، وعلى الرغم من التفسيرات الكثيرة لها فهي نوع من الصفات التشريفاتية تمنح الى بعض الامراء او الموظفين او القادة العسكريين وحتى العلماء لقاء خدمات قدموها للدولة، وعمدت الدولة الى منح هذه الصفة عندما ازدادت عدد موظفيها و قلت مواردها وأراضيها. اي ان الذي يحصل على حكم منطقة على طريقة آربالق لا يحمكها فعلياً انما يحصل على قسم من عوائدها، و في بعض الحالات يتم توجيه اربالق واحد لاكثر من الشخص، كما ان آربالق خصص لموظفين و امراء كبار عند عزلهم من منصبهم و بذلك فانه تشبه الراتب التقاعدي. يذكر ان آربالق تمنح من خلال كتاب رسمي (حكم) ويرافقه خلعة خاصة يلبسه الحاصل عليها. للتفصيل ينظر: .Pakalin, 1983, s. 84-84

[1] تقع قرية سماقولي في شمال غرب مدينة كويه (كويسنجق) و تبعد عنها مسافة 21كم.

[1] شارك عبدال بك المكري (والد میره‌ بك) في  حركة الأمير (اميرخان البرادوستي) في قلعة دم دم (1609-1610) التي انتهت بمقتل الأميرين المذكورين، وقد صدر الشاه عباس الكبير أمراً بـ"قتل عام عشائر المكري" وقد شمل الامر الرجال والنساء والأطفال ايضاً! نتيجة لذلك التجأ عدد من أبناء وأقارب عبدال بك الى الدولة العثمانية وحصلوا منها على السناجق والتيمارات. ينظر: (منشي، 1382، ج2، ص 811-814).


 

 

 

 

 

میرنشینا سوران ل سه‌رده‌مێ خانزاده‌ خاتوونێ 1617-1661ز

خواندنه‌ك دبوارێ كارگێریدا

پۆختە:

سه‌ده‌یێ هه‌ڤدێ دمێژوویا كوردستانێدا ب سه‌ده‌یه‌كێ تاری دهێته‌ ل قه‌له‌مدان، ژبه‌ر كو به‌روڤاژی سه‌ده‌یێ شازده‌یێ چ ژێده‌رێن مینا په‌رتووكا شه‌ره‌فنامه‌ یا شه‌ره‌فخانێ به‌دلیسی نه‌هاتینه‌ نڤیسین كو دیروكا كوردستانێ ل ئه‌ڤی سه‌رده‌مێ تاری ب خوه‌ڤه‌ بگریت، له‌ورا هه‌موو ئه‌و ئه‌و پێزانینێن ل سه‌ر ئه‌ڤى سه‌رده‌مێ بتنێ ئه‌ون ئه‌وێن دناڤ به‌رپه‌رێن هنده‌ك ژ ژێده‌رێن عوسمانی و سه‌فه‌ویدا هاتینه‌ نڤیسین و ئه‌و پێزانین ژى ئێكجار د كێم و كورتن. و میرنشینا سوران ژى ئێك ژ وان میرنشینێن كوردییه‌ كو پشكا شێرى ژ خه‌مساری و پشتگوهـ هاڤێتن ب خوه‌ڤه‌ دیتی، له‌ورا ڤه‌كوله‌ر نه‌چار دبیت كو دناڤ ئه‌رشیڤ و و توومارێن كه‌ڤن و ده‌ستخه‌تاندا ل دویف سه‌ره‌داڤێن مێژوویا سوران بگه‌ریێت و ئه‌ڤى كارى پێویستی ب ده‌م و خه‌باته‌كا مه‌زن هه‌یه‌. ئه‌ڤ ڤه‌كولینه‌ خواندنه‌كه‌ سه‌باره‌ت مێژوویا سوران ل سه‌رده‌مه‌كێ زور گرنگه‌ ئه‌وژى سه‌رده‌مێ میر خانزاده‌ خاتوونه‌، و ئه‌و ئێكه‌مین ژنه‌ كو پوستێ سه‌نجه‌قبه‌گی دناڤ ده‌وله‌تا عوسمانیدا وه‌رگرتی، لێ ئه‌و پێزانینێن ل سه‌ر ئه‌ڤێ كه‌سایه‌تیێ هاتینه‌ به‌لاڤكرن ئێكجار دكێمن تا راده‌یه‌كێ كو هنده‌ك ژ ڤه‌كوله‌ران هزر دكر كو دبیت ئه‌ڤ میره‌ ئێك ژ پاله‌وانێن ئاشوپیێن ناڤ فولكلورێ كوردیدا بیت. ئه‌ڤ ڤه‌كولینه‌ ل سه‌ر دوو پشكێن سه‌ره‌كی هاتیه‌ دابه‌شكرن، یا ئێكێ تایبه‌ته‌ ب ژیانا خانزاده خاتوونێ و رولێ وێ یێ سیاسی وكارگێری وله‌شكه‌رى، وپشكا دوو بو بابه‌تێ میرێن سه‌نجه‌قان دناڤ میرگه‌ها سوراندا هاتیه‌ ته‌رخانكرن وئه‌و ژى هه‌ر چوار سه‌نجه‌قێن: حه‌ریر ودوین، هه‌ولێر، شه‌مامك و كویه‌ نه‌.     سه‌باره‌ت ژێده‌ران، ڤه‌كولینێ پشتبه‌ستن ل سه‌ر چه‌ندین به‌لگه‌نامه‌ وتومارێن فه‌رمیێن ده‌وله‌تا عوسمانی و ژێده‌رێن ره‌سه‌ن كریه‌ وه‌ك توومارێن دامه‌زراندنا سه‌نجه‌قبه‌گان كو ب (ده‌فته‌ر روئووس) دهێنه‌ نیاسین و تومارێن ئاراسته‌كرنا تیمار وزه‌عامه‌تان، و فه‌رمانێن سولتانێن عوسمانی كو دناڤ تومارا كارێن گرنگ (ده‌فته‌ر موهیممه‌)یاندا هاتینه‌ پاراستن، ئه‌ڤه‌ ژبلی چه‌ندین ژێده‌رێن ره‌سه‌نێن عوسمانی و سه‌فه‌وی كو ئاماژه‌ ب هنده‌ك لایه‌نان ژ دیروكا سوران داینه‌.

په‌یڤێن سه‌ره‌كی: سوران، خانزاده خاتون، ده‌وله‌تا عوسمانی، سه‌ده‌یێ هه‌ڤدێ، كارگێری.

 

 

 

THE EMIRATE OF SORAN IN THE ERA OF KHANZADA KHATUN 1617-1661

A STUDY OF THE ADMINISTRATIVE ASPECTS

ABSTRACT:

The 17th century is considered one of the dark periods in the history of the Kurdish Emirates, because there is no such an inclusive book tackling their history. Unlike the book Sharafnameh written by Prince Sharafkhan Badlisi, which covered the history of Kurdistan throughout the 16th century, there is little information that can be found among some Ottoman and Safavid sources. The Emirate of Soran is one of those emirates that may have received the lion's share of neglect and lack of attention, especially during the 17th and 18th centuries. Therefore, the researcher, who writes on the history of the aforementioned emirate, must search through ancient documents, records, and manuscripts in archives, requiring a consuming time and effort. This study examines the history of Soran in one of its most important eras, which was the era of Princess Khanzadeh Khatun, the first woman to hold the position of Sanjakbey in the Ottoman Empire. However, the published and available information about this princess is rare to an extent that some regarded her as a fictional heroine in the Kurdish oral literature. The research paper is divided into two main sections. Section one is devoted to tackle the life of Khanzadeh Khatun and her administrative, political, and military role. Section two examines the four princes of the Sanjaks in Soran, namely: Harir and Dowian, Erbil, Shamamak, and Koya. It is worth noting that most of the information in our study is published for the first time. The study has mainly depended on the Ottoman placement records (also known as the Ruus registers) and the records of directing the timariots (timar), the chieftains (zeamet), and the Sultan orders preserved in the Muhimme Dafteri, the various Ottoman documents, as well as the Safavid and Ottoman sources that dealt with topics from the history of the Emirate of Soran during the reign of the princess Khanzadeh Khatun.

KEYWORDS: Soran, Khanzade Khatun, the Ottoman Empire, the seventeenth century, administration.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



* الباحث المسؤل.

This is an open access under a CC BY-NC-SA 4.0 license (https://creativecommons.org/licenses/by-nc-sa/4.0/)



[1] یقصد ببلاد سوران المناطق الواقعة بين نهري الزاب الأعلى والزاب الأسفل في إقليم كردستان العراق.

[2] حكومة (حكومت): هي سناجق تتمتع بأكبر مستوى من الاستقلالية، وهي تلك السناجق  ألتي  كانت تدار من قبل اسر كوردية حاكمة أعلنت ولائها للدولة العثمانية بعد معركة جالديران، او تلك  ألتي  أعلنت الولاء أثناء الحملات العثمانية اللاحقة في عهد السلطان سليمان القانوني. وتسجل هذه السناجق في الدفاتر الرسمية باسم (حكومت) والرئيس الإداري لهذه السناجق يسمى بـ(حاكم). في القانوننامة التي وضعت في زمن السلطان سليمان القانوني عرفت الحكومات على النحو التالي:" ... هذه الحكومات وجهت إلى حكامها كتفويض وتمليك لقاء خدماتهم واطاعتهم للدولة [العثمانية] أثناء الفتح، وانهم يتصرفون فيها بطريقة (تمليك)، حتي ان ممالكهم مفروزة القلم ومقطوعة القدم(3)، ولا تسجل محاصيلها في ابواب الدفتر السلطاني، ولا وجود للأمراء العثمانيين والجيش فيها وكلها ملكٌ مخصوصٌ لهم، وهؤلاء بموجب العهود والمواثيق القديمة لايقبلون العزل والنصب، الا ان جميعهم مطيعون لحضرة السلطان وأثناء الحملات يشاركون تحت راية الوالي الذي يتبعونه مع ابنائهم وعشائرهم وعساكرهم". ینظر: (هزار فن، مخطوط، ورقة: 69)؛ علي افندي، 1280، ص 30؛ Kiliç, 1997, s.10)

[3]  لقد ورد في نفس الفترة اسم امير آخر من امراء سوران يحمل اسم عمر بك. و قد ورد في الوثائق معلومات أخرى حول هذا الأمير منها انه " ابن الياس وقد شوهد منه الشجاعة في معركة قزل اوزان القريبة من قزوين، وهو من أقارب الأمير المتوفي سليمان بك، وكان يدير تیمارات تابعه‌ لسنجق اربيل في أواسط ذي القعدة 993هـ/ تشرين الثاني 1585م في زمن الأمير سليمان بك وقد حصل على هذا المنصب بعد اعلام الأمير سليمان بالامر، و في 6 جمادي الأول 998هـ/ 13 آذار 1590 حصل على تیمارات اخرى بطلب من الأمير الجديد محمد بك السوراني". (BOA. DFE.RZ.d. 128, S.912).

[4]  للمزید حول واقعة قلعة دم دم و رسالة السلطان الي امير خان البرادوستي ينظر: گولی، 2021، ل. 17-21.

[5]  لم یرد ذكر زوج خانزاده خاتون في أي مصدر بشكل صريح ولكن في وثيقة تعود الي عام 1620 ورد ذكر احمد بك ابن خانزاده بوصفه (أحمد ابن حسين بك). ينظر: BOA. KK. d. 257,s. 18.

[6] ورد ذكر كل من احمد وحسن بشكل صريح في الوثائق بوصفهما "ابن خانزاده خاتون"، و سنشير الى تلك الحالات في ثنايا هذا البحث. اما مصطفى بك فلم يذكر أي وثيقة بانه ابن خانزاده ولكن يذكر كل من مصطفى نعيما وحاجي خليفة في كتابيهما انه لما قتل مصطفى بك في 1623م نقل جثته الى "والدته في سوران". ونرجح ان تلك الوالدة هي خانزاده خاتون بدليل انها كانت تحكم امارة سوران خلال هذه المدة. ينظر: نعیما، 1281، ج2، ص 274؛ Kâtib Çelebi, 2007, S.709

[7] مخدرات اصطلاح يستخدم للنساء المسلمات و اصله من كلمة (خدر) و تعني (الستر). والمخدرات تعني المستورات.  ينظر قاموس (لغات ناجي، ص 733، سلسلة 25) في موقع:  https://www.osmanlicasozlukler.com/lugatinaci/tafsil-84044-v58.html

[8]  هو امر سلطاني مكتوب وممهور بختم السلطان يقضي بتعيين شخص في وظيفة او مهمة معينه، ويذكر فيه العلامات (النياشين) والرتبة والمهمة المفوضة له مع تحديد راتبه. ينظر:

Mehmet Zeki Pakalin, Osmanli Tarihi Deyimleri ve Terimleri Sözluğu, Devlet Kitaplari, (Istanbul:1983), cilt:1, s.205.

[9] دعاگوی بمعنى (قارئ الدعاء) وهم اشخاص وظيفتهم قراءة الدعاء لدوام عمر وحكم السلطان العثماني، وكانت هذه الوظيفة موجودة في السراي العثماني في استانبول و في بقية الولايات العثمانية. من جهة اخرى كانت (دعاكوي) وظیفة تشریفاتیة ايضاً‌، بمعنى ان صاحبها لا تشغل منصباً معیناً الا انه یحصل على بعض الأموال من اوقاف الدولة نظیر خدماته السابقة او لكونه ینتمی الى الاعیان أو الاسر المعروفة. ای انها تشبه راتب التقاعدی فی وقتنا الحاضر، وراتب التي يتلاقها الشخص المعنی يسمى (دعاگویلق). ینظر: Pakalin, 1983, cilt: 1, s. 479.

[10]  يستخدم عبدالقادر افندي احياناً لقب (باشا خاتون) للاشارة الى خانزاده خانون.

[11] پوشی هي عمامة نسائية مطرزة بالخرز أو بالحلي من الذهب والفضة تلبسها نساء الاسر النبيلة او الغنية.

[12]  معجر هو غطاء الرأس الذي تلبسه النساء.

[13] طبرك قلعة قديمة وكبيرة كانت تقع بالقرب من مركز مدينة أصفهان، وتعود فترة بناءها الى العهد البويهي (934-1062م). وكانت القلعة قائمة على بدايات القرن العشرين الا انها سويت مع الأرض و لم تبق أي اثر منها. ينظر: أمير حسيني، 1956، ص 8.

[14] يورتلق وأوجاقلق: انها سناجق وجهت إلى عدد من الأمراء الكُرد أثناء السيطرة العثمانية، اي انها سناجق عثمانية لكن الفرق هو ان الحكم فيها وراثي، ولايخضع أمرائها للعزل والتنصيب، وعند وفاة الأمير ينتقل الحكم فيها إلى احد ابنائه، الا ان ابواب إيراداته تخضع للاحصاء والتسجيل، ويوجد فيها الزعامات والتيمار، اي ان اسلوب الاقطاع العسكري العثماني يطبق فيها، وفي اوقات الحروب يشارك أميرها مع بقية أمراء السناجق تحت راية والي الولاية، واذا ما تخلف الأمير من اداء هذا الواجب تقوم الدولة بعزله ويوجه الحكم فيها إلى شخص آخر من نفس الاسرة، اما في حالة عدم وجود فرد من الاسرة فان السنجق سيوجه إلى أمير عثماني ويتحول السنجق إلى سنجق عثماني تقليدي وتطبق فيها جميع القوانين و الإجراءات العثمانية بشكل مباشر. (مراد، 2013، ص34)

[15] السنجق التقليدي: السناجق التقليدية: وهي السناجق التي تدار من قبل حاكم عثماني "سنجق بك" بشكل مباشر، ويتم تعينه وعزله من قبل الحكومة العثمانية، وتطبق فيها جميع القوانين والإجراءات العثمانية وتسجل ايراداتها في السجلات العثمانية. (مراد، 2013، ص 33).

[16] آربالق: كلمة مشتقة من (آربا) التركية و تعني (الشعير). و هي نوع من التشكيلات الاقطاعية في الدولة العثمانية، وعلى الرغم من التفسيرات الكثيرة لها فهي نوع من الصفات التشريفاتية تمنح الى بعض الامراء او الموظفين او القادة العسكريين وحتى العلماء لقاء خدمات قدموها للدولة، وعمدت الدولة الى منح هذه الصفة عندما ازدادت عدد موظفيها و قلت مواردها وأراضيها. اي ان الذي يحصل على حكم منطقة على طريقة آربالق لا يحمكها فعلياً انما يحصل على قسم من عوائدها، و في بعض الحالات يتم توجيه اربالق واحد لاكثر من الشخص، كما ان آربالق خصص لموظفين و امراء كبار عند عزلهم من منصبهم و بذلك فانه تشبه الراتب التقاعدي. يذكر ان آربالق تمنح من خلال كتاب رسمي (حكم) ويرافقه خلعة خاصة يلبسه الحاصل عليها. للتفصيل ينظر: .Pakalin, 1983, s. 84-84

[17] تقع قرية سماقولي في شمال غرب مدينة كويه (كويسنجق) و تبعد عنها مسافة 21كم.

[18] شارك عبدال بك المكري (والد میره‌ بك) في  حركة الأمير (اميرخان البرادوستي) في قلعة دم دم (1609-1610) التي انتهت بمقتل الأميرين المذكورين، وقد صدر الشاه عباس الكبير أمراً بـ"قتل عام عشائر المكري" وقد شمل الامر الرجال والنساء والأطفال ايضاً! نتيجة لذلك التجأ عدد من أبناء وأقارب عبدال بك الى الدولة العثمانية وحصلوا منها على السناجق والتيمارات. ينظر: (منشي، 1382، ج2، ص 811-814).