دور التنمية السياحية المستدامة في زيادة معدلات التشغيل
"دراسة قياسية تحليلية لعينة من الدول السياحية للمدة (2021-1995)"
سارة عبد الحميد سليمان 1* و ريبر فتاح محمد 2
1 كلية الإدارة والاقتصاد، جامعة دهوك، اقليم كوردستان العراق.
2 كلية الإدارة والاقتصاد، جامعة دهوك، اقليم كوردستان العراق.
تاريخ الاستلام: 10/2023 تاريخ القبول: 01/2024 تاريخ النشر: 04/2024 https://doi.org/10.26436/hjuoz.2024.12.2.1335
الملخص:
تهدف الدراسة الى قياس أثر التنمية السياحية المستدامة في معدلات التشغيل لعدد من الدول السياحية المختارة وهي (السويد، سويسرا، فرنسا، نمسا، ايطاليا، اليونان ، المانيا، واسبانيا) وللمدة 1995-2021، ولغرض التعرف على أثر التنمية السياحية المستدامة في التشغيل في الدول المختارة، إعتمدت الدراسة لسلوب كمي وهو أنموذج الانحدار الذاتي للإبطائات الموزعة لمعطيات البانل (PNEL_ ARDEL, PMG)، وذلك لتقدير معلمات النموذج للمديين القصير والطويل، وأظهرت نتائج الدراسة أنه لايوجد تاثير معنوي ذو الدلالة الاحصائية بين معدلات التشغيل، والمتغيرات المفسرة له في المدى القصير، أما في المدى الطويل ، فقد أظهرت النتائج علاقة ايجابية ذات تأثير معنوي بين معدل التشغيل وكلا من الاستثمار الأجنبي المباشر، والإنفاق العام على التعليم، ومعدل نمو الصناعة، و معدل نمو الايرادات السياحية، في دول عينة الدراسة خلال المدى الذي غطته الدراسة. وبالنسبة للمتغيرات التي أثرت بشكل سلبي، فهي معدلات التضخم، وأما معدل النمو السكاني فكان له أثر سلبي ولكن غير معنوي. وتوصلت الدراسة الى عدة مقترحات من بينها: أن التنمية السياحية تتطلب التركيز على إستدامة المنشآت السياحية الموجودة بدلا من التركيز على زيادة عدد السياح، وإن التنمية السياحية المستدامة هي الخيار الأمثل لتحقيق التنمية الاقتصادية والإجتماعية في بلدان عينة الدراسة.
الكلمات الدالة: التنمية السياحية المستدامة، التوظيف، لوحة أردل، معدل نمو إيرادات السياحة.
المقدمة
تعد التنمية السياحية المستدامة من المواضيع الاقتصادية الحديثة والتي تقوم على مباديء أهمها تطوير عناصر الجذب الطبيعية، والصناعية للبلد، والحفاظ على هذه الموارد للأجيال المستقبلية، والحفاظ على الاستمرارية في انتاجية الموارد السياحية. فضلا عن الحفاظ على النمط الحضاري والبيئي للموارد السياحية. وتؤثر التنمية السياحية على التشغيل في اقتصادات الدول السياحية، نتيجة مساهمة السياحة في زيادة فرص العمل بطريقة مباشرة وغير مباشرة. وإذا ما تم تنمية هذا القطاع فإنه سوف يعمل على إستيعاب المزيد من التوظيف، لكون صناعة السياحة تعتمد بشكل كبير على عنصر راس المال البشري.
لقد أصبحت التدفقات الاقتصادية الناتجة عن السياحة أحد العوامل الحيوية في النمو الاقتصادي، والعلاقات الاقتصادية في العديد من بلدان العالم في يومنا هذا.
إن التنمية السياحية المستدامة تمثل أحد أهم الأساليب التي تحقق التنمية الاقتصادية الشاملة والإستدامة عن طريق عمل تجانس وتوافق بين مختلف القطاعات سوا الانتاجية أوالخدمية، بهدف إحراز التقدم في نوعية الحياة، ومستوياتها، وتحقيق الرخاء الاقتصادي، والقطاع السياحي له دورا مساندا ومهما في هذا المجال في مختلف البلدان السياحية، واصبحت صناعة السياحة احدى الصناعات الخدمية الرائدة في الاقتصاد العالمي في العقود الأخيرة، وأصبحت التدفقات الاقتصادية الناتجة عن السياحة الدولية احد اهم العوامل التي تساهم في التنمية الاقتصادية، وتوطيد العلاقات الاقتصادية الدولية بين العديد من البلدان، إذ اشارت منظمة السياحة العالمية في تقريرها السنوي لعام 2010 إلى انه وكنتيجة لتزايد عدد الوجهات السياحية التي تُنشأ، والاستثمارات، والتنمية في قطاع السياحة، بالإضافة إلى ذلك، يعد القطاع السياحي من بين أكثر القطاعات الاقتصادية توفيرا لفرص العمل، كونه من القطاعات المكثفة للعمل، والتي تسهم في زيادة معدلات الإستخدام، إلى جانب ترابطاته الأمامية والخلفية مع الصناعات الأخرى.
إن السياحة تساهم في خلق فرص جديدة للعمل، حيث تقدر مساهمة السياحة في النشاط الاقتصادي العالمي بحوالي 5٪ بينما تقدر مساهمتها في التوظيف بحوالي 10.3%من العدد الإجمالي للوظائف المباشرة وغير المباشرة في جميع أنحاء العالم. ووفقًا لتقارير منظمة السياحة العالمية، توظف السياحة أكثر من 98 مليون شخص بشكل مباشر، أي أكثر من 3% من إجمالي العمالة، وعندما يتم تضمين التأثيرات غير المباشرة والمستحدثة فتساهم السياحة في حوالي واحدة من كل 4 وظائف حول العالم.
مشكلة الدراسة: انطلاقا مما سبق، ومن أهمية الدور الذي تلعبه التنمية السياحية المستدامة في القطاع السياحي، ومن اجل معالجة مشكلة البطالة على المستوى العالمي و الوطني، يمكن طرح الإشكالية التالية: كيف تساهم التنمية السياحية المستدامة في خلق فرص عمل؟
أهمية الدراسة: إن السياحة المستدامة تقوم بتلبية إحتياجات ورغبات السياح، كما تساهم ايضا في الحفاظ على المناطق السياحية مع زيادة فرص العمل للمجتمع المحلي، وهي تعمل على إدارة الموارد المتاحة سواءا ً كانت اقتصادية، اجتماعية، تراثية وثقافية، أو طبيعية بالإضافة إلى المحافظة على التوازن البيئي، واستدامة هذه الموارد، لذلك فهي تعتبر ذات أهمية بالغة في تنمية الاقتصاد بشكل مستدام، ومن جانب أخر تسهم في زيادة فرص العمل في المجتمع، وبالتالي تقليل مشكلة البطالة، والتي تعتبر أحد أهم جوانب واهداف التنمية المستدامة. لكل ما تقدم يمكن القول، أن أهمية هذه الدراسة تنبع من اهمية تنمية السياحية بشكل مستدام كدافع لخلق فرص تنموية ذات قيمة حقيقية في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، وخلق فرص عمل بشكل متزايد.
فرضية الدراسة: تنص فرضية الدراسة على أن "التنمية السياحية المستدامة تؤثر إيجابآ على معدلات التشغيل في الدول السياحية".
هدف الدراسة: تهدف الدراسة الى تسلط الضوء على أهمية توفير فرص العمل، والدور الذي تلعبه التنمية السياحية المستدامة في زيادة التشغيل، والتقليل من حدة مشكلة البطالة.
منهجية الدراسة: أعتمدت ورقة البحث أسلوب وصفي لعرض المفاهيم، ونظريات ذات علاقة بالتنمية السياحية، والاستدامة، مستخدمة مصادر عربية وأجنبية علمية من بحوث ودراسات وكتب، بالإضافة إلى الاعتماد على الاسلوب القياسي عند تقدير معلمات انموذج متغيرات الدراسة ، واعتمدت الدراسة في جمع البيانات للجانب التجريبي على قاعدة بيانات البنك الدولي، والتقارير السنوية لمجلس السياحة والسفر العالمي، ومنظمة السياحة العالمية.
الحدود المكانية والزمانية للدراسة: إن الحدود المكانية تشمل مجموعة من الدول السياحية (السويد، سويسرا، فرنسا، نمسا، ايطاليا، اليونان، المانيا، واسبانيا)، أما المدة 1995-2021فهي تمثل الحدود الزمنية للدراسة.
الدراسات السابقة:
هناك العديد من الدراسات التي تناولت أثر السياحة على التشغيل، لذا سيتم التطرق إلى بعض من تلك الدراسات وكالاتي:
1. دراسة (Yilanci, kirca, 2023) بعنوان Testing The Relationship Between Employment and Tourism:A fresh Evidence From The ARDL Bounds Test. تغطي هذه الدراسة 13 دولة من دول البحر المتوسط وللفترة 2018-1995 ، وتبحث في تأثير الطلب السياحي على معدلات التشغيل في الاجلين القصير والطوييل، بالاستناد على الاسلوب الكمي واستخدام إنموذج PMG-Panel ARDL ، واستخدمت عدد من المتغيرات هي: كالطلب السياحي، وتم التعبير عنه بمتغير عدد السياح الدوليين الوافدين، ومتغير النمو السنوي للناتج المحلي الاجمالي، وتم التعبير عن التضخم بمؤشر أسعار المستهلك، وكشفت نتائج الدراسة عن وجود علاقة طردية ومعنوية بين الطلب السياحي والتوظيف، وظهرت علاقة موجبة ومعنوية بين لناتج المحلي الاجمالي والتشغيل، وكانت العلاقة بين التضخم والتشغيل سالبة، ولكن تبين في بعض دول العينة أن العلاقة بين التضخم والتشغيل موجبة. واقترحت الدراسة عدة توصيات منها: تطوير سياسات الدول السياحية في بلدان عينة الدراسة، وتدريب الموظفين العاملين بالسياحة لمواكبة متطلبات العصر، وأخذ التطور التكنولوجي بعين الاعتبار. وبما أن القطاع السياحي هو قطاع كثيف العمل فإن تأثير السياحة على التشغيل يعد موضوعا بحثيا مهما.
2. دراسة (Rotar, Gricar, and others, 2022) بعنوان The Relationship Between Tourism and Employment: Evidence From The Alps-Adriatic Country. تهدف الدراسة الى تحليل دور السياحة في زيادة معدل العمالة في عينة الدراسة التي شملت دول جبال الالب وبحر أدريا وللفترة 2000 2019-. ولبيان دور السياحة في العمالة في هذه الدول، تم تطبيق إختبار السببية Engel-Granger. وبينت النتائج ان زيادة عدد السياح يؤثر بشكل ايجابي في معدلات التشغيل، أي أن العلاقة طردية بين الطلب السياحي (عدد السياح)، ومعدلات التشغيل. ويؤكد اختبار سببية جرانجر هذا الأثر على المدى الطويل. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الطلب على السياحة الأجنبية يمكن أن يؤدي إلى زيادة فرص العمل في مجال السياحة، ويوفر سوق العمل السياحي فرصا ً غير مسبوقة لمجموعات مختلفة من العاطلين عن العمل، ويساهم في خفض معدل البطالة بين الهياكل المختلفة للعاطلين عن العمل. وتوصلت الدراسة الى عدة توصيات: إن توسيع فرص العمل في سوق العمل في مجال السياحة يمكن أن يسهل تقليل الاعتماد على المزايا الاجتماعية، وتعتبر صناعة السياحة جاذبة للشباب الذين يبدؤون حياتهم المهنية، وفي المقابل، ينبغي لواضعي السياسات أن يتعاملوا بعناية مع تخطيط التوظيف في مجال السياحة، من أجل معالجة فرص وتحديات التنمية في سوق العمل السياحي بشكل فعال. كما يتعين على صناع السياسات تعزيز التعليم الرسمي والتدريب.
3. دراسة (سمير، والسعيد 2021/2020) بعنوان السياحة الرياضية في الجزائر واسهاماتها في التنمية الاقتصادية. هدفت هذه الدراسة الى تحليل دور السياحة الرياضية في التنمية الاقتصادية في الجزائر للفترة (2009-2020) وذلك بالإعتماد على التحليل والملاحظة الميدانية. وقد قامت الدراسة على ثلاث فرضيات: الفرضية الاولى: تساهم السياحة الرياضية في زيادة الناتج المحلي الاجمالي، والفرضية الثانية: تقوم السياحة الرياضية في حل مشكلة البطالة. أما الفرضية الثالثة: فهي أن السياحة الرياضية تلعب دورا هاما في التنمية الاقتصادية. وتوصلت الدراسة الى نتائج مفادها أن السياحة الرياضية تساهم وبشكل ملحوظ في زيادة الناتج المحلي الإجمالي، الى جانب زيادة فرص العمل، أي أن هناك علاقة طردية ومعنوية بين السياحة الرياضية والناتج المحلي الإجمالي، والتشغيل في الجزائر. وقد تم قبول الفرضية الثالثة، وهي أن السياحة الرياضية لعبت دورا هاما في تحقيق التنمية والتوازن الاقتصادي للجزائر.
4. دراسة (Manzoor et al.,2019) بعنوانThe Contribution of Sustainable Tourism to Economic Growth and Employment. بحثت هذه الدراسة في أثر السياحة المستدامة في النمو الاقتصادي والتشغيل في باكستان للفترة (1995-2015). وقد تم اعتماد متغير النمو في الايرادات السياحة للتعبير عن السياحة المستدامة باستخدام التقنيات القياسية، كأسلوب الانحدار ثنائي المتغير، حيث تم استخدام اختبارات جذر الوحدة لديكي-فولر، وفيليبس-بيرون المعززة، واختبار جوهانسن للتكامل المشترك. وتشير النتائج الى وجود علاقة موجبة ومعنوية للسياحة المستدامة على التوظيف، والنمو الاقتصادي. وأظهرت الدراسة أن النمو السياحي يمارس دورا هاما في التنمية الاقتصادية للبلد، إذ إن تأثيرها المباشر على السفر والسياحة يمكن أن ينتج فرص عمل إضافية من خلال تأثيرها المحفز في العديد من قطاعات السياحة، وبالتالي يكون التأثير الاقتصادي الإجمالي للسياحة أكثر صحة عندما يتم تشجيع قطاع السياحة على الحصول على الخدمات والسلع المحلية.
5. دراسة (Condratov 2017) بعنوان The Relation Between Tourism and Unemployment: A Panel Data Approach. تبحث هذه الدراسة في دور ومساهمة التنمية السياحية في الحد من البطالة في رومانيا للفترة 1990-2015. وقد اعتمدت الدراسة على بيانات البانل، وتم الحصول على تقديرات المعلمات من خلال التأثيرات الثابتة والعشوائية. واشارت نتائج الاختبارات الى أن التنمية السياحية تؤدي الى تخفيض معدل البطالة في رومانيا.
المبحث الاول: الإطار النظري للتنمية السياحية المستدامة
أولا : مفهوم السياحة واهميتها
يعد قطاع السياحة من أهم القطاعات الاقتصادية على مستوى الاقتصاد العالمي، وأكثرها ديناميكية، وذلك لأهميته في توفير النقد الاجنبية والمساهمة في نمو الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يجعل من هذا القطاع أحد أهم القطاعات المساندة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
بشكل عام وبمفهومها المعاصر، تعرف السياحة على أنها: وسيلة للترفيه، وتعبر عن ظاهرة اقتصادية ذات أبعاد عديدة في الدول المستضيفة. وقد تطورت هذه الظاهرة وأصبح لها دور كبير وذو أهمية واضحة في التنمية الاقتصادية، وتعتبر عاملا من أهم عوامل تنمية وتطوير الصناعات الحرفية التراثية التي تجذب السياح (المقرم ويونس، 2015، 380)
ويمكن اتخاذ تعريف شامل للتحليل وذلك انطلاقا من التعريف الذي قدمه الاستاذ السويسري هونزيكير رئيس الجمعية الدولية لخبراء السياحة، في بحث نشر له في المانيا عام 1959. وقد اجمع معظم الباحثين في علم السياحة على انه تعريف شامل، وعلمي يغطي سمات السياحة الرئيسة، والقواعد التي تقوم عليها. ويتلخص هذا التعريف في أن السياحة: هي مجموع العلاقات والظواهر التي تترتب على السفر، والاقامة المؤقتة لأجنبي في مكان ما طالما هذه الإقامة مؤقتة، ولا ترتبط بعمل يدر ربحا. (سعداوي، وصدوقي، 2012: ص96)
ولم تعد السياحة في يومنا مجرد نشاط ترفيهي يقوم به الافراد فحسب، بل أصبح لها أبعاد اقتصادية جعلت الدول تعطي اهتماما اكبر لهذا النشاط. فهذا النوع من الانشطة الاقتصادية يساهم في الحد من مشكلة البطالة من خلال توفير فرص للعمل بطريقة مباشرة وغير مباشرة , كما تساهم السياحة في زيادة مخزون الدولة من العملة الأجنبية، وتساعد الدول في تنمية المناطق النائية، والحفاظ على التراث وحماية الموارد (Mavrommati, 2021:4)
لقد قام Edgell بتعريف السياحة، على انها صناعة تعمل على تطوير البنى التحتية، وتساهم في تنمية وتطوير الصناعات الوطنية الاخرى داخل البلد، إذ تساعد السياحة في انتقال التكنولوجيا والمعلومات، كما تعمل على جذب الاستثمارات من الدول الاجنبية الى داخل البلد ( Han, 1997: 3). كما يمكن تعريف السياحة، بانها أنشطة الاشخاص المسافرين من أماكنهم إلى أماكن خارج أمكنة إقامتهم المعتادة بغرض قضاء إجازة، أو لأعمال، وأغراض أخرى، بشرط أن لا تزد فترة إقامتهم عن سنة مستمرة. (العاني، 2007: 16). قد تنوعت وتعددت مفاهيم السياحة بقدر تعدد أنواعها وتعدد الاختصاصات العلمية التي تناولت هذا القطاع بالدراسة والتحليل، إذ يعتمد تعريف كل نوع من أنواع السياحة على الغرض الذي تقوم من أجله، فالمجلس الفرنسي للسياحة والسفر أعتبر السياحة بأنها جميع الانشطة الإنتاجية والاستهلاكية الناتجة عن التنقل خارج مكان الإقامة، لفترة ليلة واحدة على الأقل، وذلك لعدة أغراض، منها الترويح، والعلاج، والأعمال، والرياضة، أو لأغراض دينية، أو العمل. (غضبان، 2013: ص34)
وبناءآ على متقدم، يمكن تعريف السياحة على أنها نشاط يتعلق بخروج الفرد من محيط البيئة المقيم بها، والإقامة بمكان أخر لمدة لا تزيد عن عام متواصل، بهدف الاستمتاع والترفيه، أو لاي غرض أخر بشرط ألا يتعلق بممارسة نشاط بهدف التكسب منه.
اهمية السياحة:
أن صناعة السياحة باتت احد اهم الصناعات التي لها أثار إيجابية عدة من الناحية الثقافية والاجتماعية، إذ تساهم السياحة في الحفاظ على المعالم الثقافية والتاريخية ,وايضا الاهتمام بالمعالم الفنية والقيم الجمالية للبلد ومن اثارها الايجابية ايضا انها تساهم في التقريب بين شعوب العالم، وتعد وسيلة لتبادل الثقافات بين السياح وشعوب الدول المضيفة، الى جانب التقارب بين طبقات المجتمع من خلال الاهتمام بالسياحة الداخلية. والسياحة تؤدي الى خلق فرص عمل جديدة، وبالتالي خلق دخول جديدة، وهذا بدوره يؤدي الى تقارب طبقات المجتمع، وتقليل التفاوت في توزيع الدخل. كما أن الاهتمام بالسياحة يودي الى فوائد اخرى هامة كحماية الموارد الثقافية والطبيعية للبلد المضيف، والحفاظ على العادات والتقاليد للمجتمعات المضيفة للسياحة.
اما من الناحية الاقتصادية فتكمن أهمية السياحة في جوانب اقتصادية عديدة من أهمها زيادة الناتج المحلي الإجمالي، فيعد قطاع السياحة اكبر قطاع مساهم في الناتج المحلي الاجمالي في دول سياحية عديدة حول العالم. ويشير تقرير WTTC لعام 2019 إلى ان السياحة تساهم في نسبة 10.3% من اجمالي الناتج المحلي الإجمالي للعالم (P2,2019.WTTC ). وذلك من خلال ايجاد فرص العمل، وتوسيع أسواق العملاء، وتشجيع تجارة التصدير، والمكاسب من الصرف الأجنبي. وقد ساهم القطاع السياحي في نمو الناتج المحلي الاجمالي بما يقارب 3.9%. وبهذا يمكن أن يعد القطاع الثاني المساهم في نمو الناتج المحلي الاجمالي بعد قطاع الصناعة الذي ساهم هو الاخر بنمو الناتج بنسبة 4% في سنة 2018. وتمثل السياحة أكثر من 20% من الناتج المحلي الإجمالي لبعض الدول السياحية الصغيرة والبلدان النامية، وتُقدر المساهمة الاقتصادية للسياحة (الناتج المحلي الإجمالي للسياحة) بنحو 1.9 تريليون دولار في عام 2021 .(wttc,2022:5)
ومن ناحية أخرى تساهم السياحة بصورة واضحة في جذب العملة الأجنبية، وذلك أما من خلال الايرادات السياحة، او ما يسمى بالإنفاق السياحي، والذي تحصل عليه الدولة من خلال منح تأشيرات الدخول للسياح. وأما الايرادات الاخرى فتأتي من خلال إنفاق السياح على السلع والخدمات السياحية داخل البلد المضيف، ومثال على ذلك انفاق السياح على اماكن الايواء، وانفاقهم اليومي على الخدمات والسلع السياحية خلال فترة إقامتهم داخل البلد المضيف. (السعيدي، والعمراوي، 2013:9)
كما يساهم قطاع السياحة في جذب رؤوس الاموال الاجنبية للاستثمار السياحي، مما يشكل مصدرا اخر من مصادر تدفق العملة الأجنبية الى البلد، إذ ان زيادة عدد السياح الوافدين الى البلد يساهم في تنمية وتطوير القطاع السياحي، وهذا بدوره يؤدي الى جذب الاستثمارات الاجنبية والتي تعني تدفق رؤوس اموال اجنبية الى البلد السياحي. واظهرت الدراسات والاحصائيات المنشورة ان الدخل السياحي يمثل المصدر الاول للعملات الاجنبية لما يقارب38 % من الدول العالم (الرفاعي , 2019: 8). وبما ان اعداد السياح هو في تزايد دائم، نستنتج من ذلك، ان الانفاق السياحي والاستثمار السياحي هم في تزايد ايضا، مما يزيد من تدفق العملات الأجنبية. ووفقًا لبيانات الاتحاد الأوروبي، فان مليار شخص يسافر في جميع أنحاء العالم في كل عام (واحد من كل ستة أشخاص من سكان العالم تقريبًا). وتشير التوقعات إلى أنه في عام 2030 سيرتفع عدد السائحين إلى 1.8 مليون، وهو ضعف العدد الذي كان عليه قبل بضع سنوات (SOFRONOV,2017,7). إن هذه الاهمية والفوائد المتأتية من السياحة قد جعلت الدول تزيد من اهتمامها بالقطاع السياحي، وتنميته، وبالنتيجة هذا يساهم في تطوير البنى التحتية للبلد السياحي. اضافة الى ذلك فإن زيادة الاستثمارات في المنشآت السياحية، يؤدي الى تنمية بعض المناطق النائية والبعيدة عن مراكز المدن، والتي تعتبر وجهة سياحية. من هنا فإن السياحة تساهم في التنمية الاقليمية فهي تساعد في تنمية وتطوير المناطق، مما يؤدي الى تقليل الهجرة الداخلية(زاهر,2014 :17)
إن القطاع السياحي يعتبر من القطاعات متعددة الأنشطة، وهو يتميز بعلاقاته المتعددة مع القطاعات الاقتصادية الأخرى، فهو يساهم في خلق العديد من فرص العمل في المناطق السياحية، لأنه نشاط يعتمد بالدرجة الاولى على كثافة الايدي العاملة، وهذا يسهم في تخفيض نسب البطالة في البلد السياحي، وزيادة معدلات التشغيل بشكل ملحوظ، إذ يساهم هذا القطاع في توفير فرص عمل بطريقة مباشرة، وغير مباشرة، وايضا عن طريق تحفيز القطاعات الاخرى.
ثانيآ: مفهوم التنمية السياحية المستدامة Sustainable Tourism Development
لقد اثبتت تجارب الدول السياحية عبر الزمن، مدى اهمية السياحة كقطاع يساهم في ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي، ومن ثم تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ،وايضا الوصول الى تحقيق التنمية المستدامة في البلدان السياحية، وذلك من خلال عدة طرق أهمها: الايرادات السياحية الذي يوفرها هذا القطاع في المدى القصير والطويل، حيث يقوم هذا القطاع بالمساهمة في تخفيض حدة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية .
وقد تعددت المفاهيم الاقتصادية للتنمية في الأدبيات الاقتصادية وذلك حسب الاختلافات بين التيارات الفكرية ولاقتصادية، ففي العقدين التاليين للحرب العالمية الثانية وصل الاقتصاديين الى تعرفة واضحة بين النمو التنمية الى الحد الذي دفع مؤسسة الام المتحدة لتحديد اهداف التنمية الاقتصادية وهي عبارة عن تحقيق زيادة سنوية في الناتج الوطني الاجمالي. (حمداني 2009:14) وتعتبر التنمية واحدة من الاولويات الرئيسية للأمم المتحدة وهي عبارة عن التزام متعدد الابعاد بتحقيق نوعية حياة ارقى للأفراد (الفراجي، 2015:25)
أما التنمية السياحية، فهي تهـدف إلـى المساهمة في زيادة الدخل القومي للبلد، وبالتالي زيادة دخل الافراد، وبذلك تكـون التنميـة السـياحية أفضل وسـيلة للتنميـة الاقتصادية والاجتماعية. ويمكن تعريف التنمية السياحية بأنها الارتقاء والتوسع بالخدمات السياحية وتوفير إحتياجات السياح، وبذلك تستهدف تحقيق معدلات نمو سياحي وبأقل تكلفة ممكنة (سوية، 2019:5)، إذ تعمل على زيادة مستمرة وبشكل متوازن في الموارد السياحية. و يكون الانسان هو اول محور في هذا النوع من التنمية فهو الاداة الرئيسية للتنمية السياحية (سامح، والغندور، 2018:2).
أما بالنسبة للتنمية المستدامة، فيشير هذا المصطلح إلى تفاعل الانسان مع البيئة التي يعيش فيها، وعليه فان التنمية هدف انساني منذ القدم، وقد تم الاتفاق على ان التنمية المستدامة هي اكثر شمولية وتكاملا من التنمية. فقد اصبحت التنمية المستدامة عملية كلية شاملة النواحي المادية والمعنوية، الكمية والكيفية للمجتمع. فمفهوم التنمية المستدامة يعني تلك العملية التي تقر بضرورة تحقيق نمو اقتصادي يتلاءم مع قدرات البيئة، اي انها عملية متكاملة، وليست متعارضة، فالتنمية المستدامة هي سعي متواصل لتحسين حياة الانسان، ولكن ليس على حساب البيئة (الفراجي،2015:(170-165، ومفهوم التنمية المستدامة يوصف بشكل مختلف بالتنمية البيئية. وترتكز التنمية المستدامة على ثلاث ركائز: التنمية الاقتصادية، وحماية البيئة، والتنمية الاجتماعية. وفي الآونة الأخيرة أضيفت كلمة الثقافية ليشمل المصطلح “التنمية الاجتماعية والثقافية" بدلا من مصطلح "التنمية الاجتماعية". (kapera,2018:4 )
وبذلك فقد احتلت التنمية السياحية المستدامة أهمية قصوى، لا سيما وأنها تتضمن مفهوم الصناعة السياحية التي تهدف الى تحقيق التنمية المستدامة، إذ تحمل في طياتها مبادئ أساسية ترمي إلى خلق تأثيرات ايجابية على كل من البيئة، والمجتمع، والاقتصاد الوطني. وقد عرفها الإتحاد الأوروبي للبيئة والمتنزهات القومية على أنها نشاط يحافظ على البيئة، ويحقق التكامل الاقتصادي والاجتماعي، ويرتقي بالبيئة المعمارية. كما تعرف على أنها التنمية التي تقابل وتشبع احتياجات السياح والدول والمجتمعات المضيفة، مع ضمان استفادة الأجيال المستقبلية.(السعيد، وهالة ،2018: 5)
ويمكننا الإستناد إلى تعريف منظمة السياحة العالمية UNWTO والتي عرفت السياحة المستدامة على أنها منظومة سياحية تأخذ في الحسبان الآثار الإقتصادية والإجتماعية والبيئية في الدول المضيفة للسياح. لذلك فإن التنمية السياحية المستدامة يجب أن تعمل على الإستخدام غير الجائر للموارد الطبيعية والثقافية، والأخذ في الإعتبار الخصائص الإجتماعية والحضارية للمجتمعات المضيفة للسائحين، مع ضمان تحقيق منافع إقتصادية وإجتماعية وبيئية لجميع الأطراف على المدى الطويل. (فاطيمة، وزهرة، 2017: 55). لذلك، يقصد بالتنمية السياحية المستدامة كل من التطور والتنمية التي يتم تنفيذها بعد التخطيط المتكامل للتنمية الاقتصادية والبيئية والاجتماعية داخل البلد، وهي تطوير عناصر الجذب الطبيعية والصناعية للبلد، وايضا الحفاظ على هذه الموارد للأجيال المستقبلية. وتختلف التنمية السياحية المستدامة عن التنمية السياحية التقليدية بان الاولى تشكل عملية تتم على مراحل، وأهدافها طويلة الاجل، وتحتاج الى تخطيط شامل ومتكامل، وتراعي الشروط البيئية في البناء، وتخطيط الاراضي والموارد السياحية، وينبغي أن تكون هذه البرامج التخطيطية مبنية على اساس المساعدة في استدامة الموارد السياحية. أما التنمية السياحية التقليدية فتركز على التنمية السريعة، وقصيرة الاجل، وتتم على اساس تخطيط جزئي للقطاع، وتركيز على انشاء المشروعات السياحية لجذب عدد أكبر من السياح، وبالتالي الحصول على ايرادات سياحية أكثر. (زين الدين، 2016: 23)
ثالثا: مساهمة التنمية السياحية المستدامة في زيادة معدلات التشغيل
لقد برزت صناعة السياحة كقوة رئيسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة على مستوى العالم، والفكرة من وراء السياحة المستدامة هي زيارة المواقع دون الإضرار بالمجتمع المحلي، والمورد السياحي. كما أن هناك بعض التأثير البناء على البيئة والمجتمع وكذلك اقتصاد البلد اي زيادة في قدرة البلد المضيف على رفع اعداد السياح لرفع الايرادات السياحية، ولكن دون الضرر بالموارد السياحية. ويوجد حاليًا إجماع واسع النطاق على أن نمو السياحة يجب أن يكون مستدامًا، لذلك تعد السياحة والسفر من الأنشطة الاقتصادية المهمة، في العديد من بلدان العالم، فصناعة السياحة تعد مصدرًا مهمًا لتوليد فرص العمل والدخل في القطاعين الرسمي وغير الرسمي. والتنمية السياحة المستدامة يمكن أن تكون ذات أهمية اقتصادية كبيرة بالنسبة للسكان المحليين للبلد السياحي فيما يتعلق بالتوظيف، يمكن للمجتمع المحلي توسيع أرباحهم والظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يمكن أن تؤدي إلى تحسين مستوى المعيشة وذلك لان التنمية السياحية تطور المجتمع المحلي، وتساعد على الحد من الفقر من خلال زيادة فرص العمل، وبالتالي زيادة الدخول Manzoor, Wei,and others,2019: 4)).
وليس الهدف من التنمية السياحة المستدامة أن يكون لها تأثير ايجابي على البيئة والثقافة المحلية، بينما تساعد أيضًا في خلق فرص عمل مستقبلية للسكان المحليين، إذ تهدف السياحة المستدامة ضمان جذب الشركات السياحة والسياح أيضا، وتضمن استغلال الموارد الطبيعية والثقافية للأجيال القادمة. وينبغي عادة تنسيق عملية الاستدامة على المستوى الوطني من قبل أصحاب القرار، ودعمها من قبل أصحاب المصلحة المحليين على مستوى المجتمع.
أن السياحة مدرجة في الهدف 8 من أهداف التنمية المستدامة لقدرتها على خلق فرص العمل حيث انها تخلق فرص عمل مباشرة وايضا غير مباشرة، فالتوظيف المباشر هي إجمالي عدد فرص العمل المدعومة عن طريق السفر والسياحة مباشرة على سبيل المثال التوظيف عن طريق الفنادق والمطاعم ووكالات السفر، ومكاتب المعلومات السياحية، والمتاحف والمناطق المحمية مثل الحدائق الوطنية والقصور والمواقع الدينية، أو الآثار. كما توفر السياحة فرص التوظيف غير المباشر في أنشطة مثل موردي المطاعم وشركات البناء التي تبني المرافق السياحية وصيانتها، والعاملين في قطاع النقل، ومختلف منتجي الحرف اليدوية، ووكالات التسويق، والخدمات المحاسبية، وهذا يكون بسبب ان قطاع السياحة هو قطاع ذو روابط جذب امامية وخلفية. (Goffi,2014:5). إن الوظائف التي يتم إنشاؤها في قطاع السياحة لها أهمية خاصة بالنسبة للنساء والشباب، الذين يشكلون نسبة كبيرة من العاملين في هذا القطاع وتمثل المشروعات الصغيرة والمتوسطة الحجم الحصة الأكبر في الصناعة وهي محركات رئيسية للتوظيف. (ILO, 2022: 6 )
فقد ساهمت السياحة بتوفير فرص عمل (بما في ذلك فرص عمل مباشرة وغير المباشرة والمستحدثة) خلال الفترة 2014-2019 يمثل هذا القطاع 1 من كل 5 وظائف جديدة تم إنشاؤها في جميع أنحاء العالم، و 10.3% من جميع الوظائف (334 مليون وظيفة) في عام 2019، وفي الوقت نفسه، بلغ إنفاق الزوار الدوليين 1.9تريليون دولار أمريكي في العام نفسه.
المبحث الثاني
قياس وتحليل أثر التنمية السياحية المستدامة على التشغيل لعينة من الدول السياحية للمدة (1995-2021)
اولآ: توصيف أنموذج الدراسة
إنه و لتحقيق فرضيات وأهداف الدراسة تم اختيار العوامل السياحية والاقتصادية الرئيسية التي تؤثر على التشغيل، سواء بشكل إيجابي، أو سلبي في الدول السياحية المختارة للمدة (1995_2021). إذ تم اختيار كل من (السويد، سويسرا، فرنسا، النمسا، ايطاليا، اليونان، المانيا، اسبانيا)، ويرجع اختيار هذه الدول كعينة للدراسة لعدة أسباب، منها توفر البيانات المطلوبة بالنسبة لمتغيرات الدراسة لهذه الدول، وتعتمد الدراسة على نموذج الإنحدار الذاتي ذي الفجوات الموزعة . ونظرا لاستخدام طريقة بيانات البانل المتوازنة (Balanced panel data ) كطريقة لعرض بيانات الدراسة حيث أن هذه البيانات تقوم على دمج كل من السلاسل الزمنية مع السلاسل المقطعية وتشكل سلسلة زمنية مقطعية وهذه الطريقة تتطلب أن تكون الدول في عينة الدراسة ذات خصائص متجانسة الى حد ما من حيث طبيعة البيانات (المتغيرات)، للحصول على نتائج غير متحيزة وأكثر واقعية، إن توصيف االانموذج القياسي يتطلب الاتي:
1. تحديد متغيرات الدراسة المستقلة والتابعة والتوقعات القبلية لها ، إذ يستوجب هذا مراجعة النظرية الاقتصادية والدراسات التجريبية السابقة التي تكون قريبة لهذه الدراسة، وكما هو موضح في الجدول التالي:
جدول (1) مصفوفة معاملات الارتباط لمتغيرات الدراسة
المتغيرات |
الرمز |
نوع المتغير |
توقع العلاقة |
معدل التشغيل |
EM |
تابع |
|
الإستثمار الأجنبي المباشر |
FDI |
مستقل |
موجبة |
معدل التضخم |
INF |
مستقل |
سالبة |
الإنفاق الحكومي على التعليم |
GOV_ EDU |
مستقل |
موجبة |
معدل النمو في الصناعة |
IND_G |
مستقل |
موجبة |
معدل النمو السكاني |
POP |
مستقل |
سالبة |
معدل نمو الايرادات السياحية |
TR_G |
مستقل |
موجبة |
المصدر: من اعداد الباحث.
2. الشكل الرياضي للأنموذج: بعدما تم تحديد متغيرات الدراسة التابعة منها، والمستقلة التي تؤثر على المتغير التابع في عينة الدراسة وفق النظريات الاقتصادية والدراسات المتعلقة بمحددات التشغيل، وهذا يعني أن التشغيل دالة في تلك المحددات وكالتالي:
EM= f (FDI, INF, GOV-EDU, IND_G, POP, TR_G) …………. (1)
وبذلك فإن الشكل الرياضي لأنموذج الدراسة يمكن تعيينه عن طريق تحويل الدالة (1) الى أنموذج الانحدار الخطي المتعدد وكالتالي:
Emit = B0 + B1 FDI it – B2 INF it + B3 GOV_EDUit +B4 IND_Git – B5 _POPit + B6 TR_Git +µ it ……… (2)
إذ أن :
Em: معدل التشغيل وهو نسبة مئوية سنوية (المتغير التابع)
: FDIوهو يمثل صافي التدفقات الاستثمارية الاجنبية المباشر كنسبة من الناتج المحلي الاجمالي بالأسعار الثابتة لسنة 2010
INF: التضخم وهو نسبة مئوية سنوية
GOV_EDU: معدل الانفاق العام على التعليم، كنسبة من الناتج المحلي الاجمالي
IND_G: معدل النمو في قطاع الصناعة
POP: معدل النمو السكاني
TR_G: معدل النمو في الايرادات السياحية، نسبة مئوية سنوية
والبيانات مستمدة من بيانات البنك الدولي من مؤشرات التنمية العالمية (WDI) وتقارير المجلس العالمي للسياحة والسفرWTTC)) ومنظمة السياحة الدولية WTO))
ثانيا: تقدير النموذج القياسي
تعتمد الدراسة على نموذج الإنحدار الذاتي ذي الفجوات الموزعة، وبما أن بيانات الدراسة هي عبارة عن سلسلة مقطعية، تم تقدير معلمات الانموذج القياسي باسلوب (pooled Mean Group) (PMG)الـذي اقترحه Pesaran et al. (1999)وهو يعد أسلوبا وسطيا يجمع بين خصائص كلا من أسلوب الأثـر الثابت الديناميكي DEF (DFE, Effect Fixed Dynamic) والذي أقترحه (1999) Weinhol ، وبين أسلوب وسط المجموعة (MG ,Mean Group) الذي قدمه Pesaran and Smith 1995 (عمارة ،وعقبة، 2019: 99)، واستنادا لما سبق فأن الدراسة اعتمدت على منهجية ARDL باعتبارها من أكثر النماذج الملائمة مع حجم المشاهدات المستخدمة والبالغة عددها 208 مشاهدة متكونة من 8 دول وممتدة من عام1995 الى عام 2021. ويتطلب تقدير أنموذج الدراسةحسب اسلوب اردل لبيانات البانل PANEL ARDL MODEL الى مجموعة من الخطوات بالاستعانة بالبرنامج الاحصائي-EVIEWS 12 وكالاتي :
1. مصفوفة معامل الارتباط للمتغيرات المستقلة: يعرض الجدول (2) نتائج تقدير مصفوفة الارتباط لمتغيرات الدراسة.
جدول (2) مصفوفة معاملات الإرتباط لمتغيرات الدراسة COREELATION MATRIX
TR-G |
POP |
IND-G |
GOV-EDU |
INF |
FDI |
EM |
|
|
|
|
|
|
|
1.000 |
EM |
|
|
|
|
|
1.000 |
0.139 |
FDI |
|
|
|
|
1.000 |
0.056 |
0.233 |
INF |
|
|
|
1.000 |
-0.237 |
-0.059 |
-0.191 |
GOV-EDU |
|
|
1.000 |
-0.259 |
0.341 |
0.088 |
0.469 |
IND-G |
|
1.000 |
0.066 |
0.036 |
0.108 |
0.036 |
0.174 |
POP |
1.000 |
0.059 |
0.218 |
-0.236 |
0.130 |
0.092 |
0.170 |
TR-G |
المصدر: من إعداد الباحث بالاعتماد على نتائج البرنامج الاحصائي (EViews12).
الجدول (2) يوضح عدم وجود علاقات خطية متعددة بين امتغيرات أنموذج قيد الدراسة ، إذ يلاحظ من الجدول أن معاملات الارتباط للمتغيرات هي أقل من 50% سواء بشكل سلبي أو إيجابي.
2. إختبارات الإستقرارية
يهدف اختبار جذر الوحدة إلى التأكد من مدى سكون المتغيرات، وذلك لأنه عندما تكون السلسلة ساكنة، يكون التباين والمتوسط ثابتين عبر الزمن. وعلى الرغم من تعدد اختبارات جذر الوحدة، اعتمدت هذه الدراسة على تطبيق كلا من اختبارات Levin ، Pesaran وأختبار ديكي فوللر الموسعAugmented Dicky Fuller (ADF). وتقوم اختبارات جذر الوحدة على فرضية العدم H0 = P value > 0.05) ) التي تنص على أن السلسلة غير مستقرة عند المستوى. أما الفرض البديل H1 = P value < 0.05))، فيعني أن السلسلة مستقرة وساكنة، والجدول (3) يبين نتائج إختبارات جذر الوحدة لمتغيرات الدراسة.
جدول (3) نتائج إختبارات جذر الوحدة
المتغيرات |
الاختبار |
عند المستوى |
عند الفرق الاول |
القرار |
||
individual intercept |
individual intercept and trend |
individual intercept |
individual intercept and trend |
|||
EM |
Levin |
0.149 |
0.193 |
0.000 |
0.000 |
عند الفرق الاول I(1) |
Pesaran |
0.055 |
0.053 |
0.000 |
0.000 |
||
ADF |
0.047 |
0.060 |
0.000 |
0.000 |
||
FDI |
Levin |
0.0004 |
0.001 |
|
|
عند المستوى I(0) |
Pesaran |
0.000 |
0.000 |
|
|
||
ADF |
0.000 |
0.000 |
|
|
||
INF |
Levin |
0.000 |
0.000 |
|
|
عند المستوى I(0) |
Pesaran |
0.000 |
0.000 |
|
|
||
ADF |
0.000 |
0.000 |
|
|
||
GOV-EDU |
Levin |
0.781 |
0.683 |
0.000 |
0.000 |
عند الفرق الاول I(1) |
Pesaran |
0.507 |
0.091 |
0.000 |
0.000 |
||
ADF |
0.625 |
0.083 |
0.000 |
0.000 |
||
IND_G |
Levin |
0.000 |
0.000 |
|
|
عند المستوى I(0) |
Pesaran |
0.000 |
0.000 |
|
|
||
ADF |
0.000 |
0.000 |
|
|
||
POP |
Levin |
0.284 |
0.627 |
0.148 |
0.019 |
عند الفرق الاول I(1) |
Pesaran |
0.86 |
0.997 |
0.049 |
0.000 |
||
ADF |
0.54 |
0.741 |
0.050 |
0.000 |
||
TR_G |
Levin |
0.000 |
0.000 |
|
|
عند المستوى I(0) |
Pesaran |
0.000 |
0.000 |
|
|
||
ADF |
0.000 |
0.000 |
|
|
المصدر: من اعداد الباحث بالاعتماد على نتائج برنامج Eviews12
تشير نتائج الجدول (3) لإختبارات الاستقرارية بأن كل من المتغيرات (الاستثمار الاجنبي المباشر FDI، معدل التضخم INF، معدل النمو في الصناعة IND_G، ومعدل النمو في الايرادات السياحية TR_G ) مستقرة عند المستوى، لأن القيمة الاحتمالية للمتغيرات كانت أقل من 0.05، أما المتغيرات التي إستقرت بعد أخذ الفرق الأول، فهي متغير الانفاق العام على التعليم GOV_EDU، ومعدل النمو السكاني POP، ومعدل التشغيلEM، وذلك لأن القيمة الإحتمالية لهم كانت أكبر من 0.05.
3. إختبار جوهانسن للتكامل المشترك:
توفر إختبارات التكامل المشترك بين المتغيرات الاقتصادية اسس احصائية لامكانية استخدام نموذج تصحيح الخطاء وبما ان إختبارات الاستقرارية أظهرت إختلاف في سكون واستقرار بعض متغيرات الأنموذج، مما يودي هذا إلى وجوب القيام باختبار علاقات التكامل المتزامن بين المتغيرات، ووفق نتائج إختبار التكامل لجوهانسن فيشر، فإنه يتم رفض فرضية العدم التي تنص على عدم وجود تكامل مشترك عند مستوى معنوية 5%، أي أنها مبنية على فرضيتين رئيسيتين وهما فرضية العدم H0، والفرضية البديلةH1 ، فإذ كانت القيمة الاحتمالية لأغلب القيم هي اصغر من 0.05، بهذا يتم قبول الفرضية البديلة إذ تنص على وجود علاقة تكامل مشرتك بين متغيرات أنموذج الدراسة والعكس (المولى، 2021: 87). وفي هذه الدراسة تم الاعتماد على نتائج إختبار التكامل لجوهانسن فيشر Johansen Fisher. ويتضح من نتائج الاختبار في الشكل (1) أن هناك علاقة تكامل مشترك بين المتغيرات، وهذا يعني وجود علاقة طويلة الامد، مما يعني أن المتغيرات المستقلة لها علاقة تكامل مشترك مع معدل التشغيل، أي أنها تنمو بنفس الوتيرة في المدى الطويل، وتوجد هناك علاقة توازنية طويلة الأجل، وإن عدد متجهات التكامل المشترك هي (6) عند مستوى معنوية أقل من 5 %، ولكل من أحصائيات الأثر والقيمة العظمة.
الشكل (1) إختبار التكامل المشترك
المصدر البرنامج الاحصائي Eviews12
2. تحديد درجة الأبطاء الأمثل للنموذج: سيتم تحديد فترة الإبطاء المثلى للنموذج الدراسي باستخدام متجه انحدار ذاتي غير مقيد من خلال تحليل الــ (VAR) وباستخدام خمسة معايير مختلفة لتحديد الفترة وهي :
LR: Likelihood ratio statistic
FPE: Final prediction error
AIC: Akaike information criterion
SC: Schwarz information criterion
HQ : Hannan-Quinn information criterion
والشكل التالي يوضح درجة الابطاء المثلى عند مستوى معنوية 5 % وفقا للمعايير المذكورة. وكما هو موضح من الشكل(2)، فقد تبين من جميع المعايير ان فترة إبطاء واحدة هي الأمثل لتقدير هذا النموذج.
شكل (2) درجة الإبطاء المثلى لتقدير النموذج
المصدر: البرنامج الاحصائي Eviewes12
تشير (*) إلى العدد الأمثل لفترات الإبطاء الذي يختاره كل معيار عند مستوى معنوية (%5)
3. تقدير النموذج القياسي وفق طريقة Panel- ARDL :
في ضوء ما تقدم عرضه من نتائج اختبارات جذر الوحدة التي أظهرت عدم استقرار متغيرات النموذج عند المستوى نفسه، وبعد التأكد من وجود علاقة توازنية طويلة الاجل بين المتغيرات نفسها من خلال اختبار johannsen-fisher للتكامل المشترك والذي يجعل إمكانية تقدير النموذج Panel- ARDL للأجلين الطويل والقصير، وبالأستناد الى عدد فترات الإبطاء التي تم تحديدها للنموذج وكما هو موضح من الجدول (4) :
ثالثا: تحليل نتائج تقدير النموذج القياسي:
يوضح الجدول (4) نتائج تقدير النموذج القياسي من خلال أسلوب PMG Panel-ARDL لثمانية دول سياحية ذات مؤشر تنمية سياحية مستدامة مرتفع، وهي كل من (السويد، سويسرا، فرنسا، النمسا، إيطاليا، اليونان، المانيا، واسبانيا) للمدة 2021-1995، والجدول (4) يوضح العلاقة في الاجل الطويل والقصير، ومعلمة حد تصحيح الخطأ، إذ أظهرت نتائج التقدير ما يلي:
1. نتائج الاجل القصير:
• بلغت قيمة معامل تصحيح الخطأ (0.175946)، وهي سالبة وعند مستوى معنوية أقل من 1%، وهذا ما يؤكد صحة العلاقة التوازنية طويلة الاجل، أي أن سرعة التكييف من الاجل القصير الى الاجل الطويل يتطلب ما يقارب سنة وسبعة أشهر من أجل العودة للوضع التوازني.
الجدول (4) النموذج القياسي (PMG_ARDL)
المصدر: البرنامج الاحصائي Eviewes12
· أما قيمة المعلمة المقدرة للفترة الزمنية @TREND فتشير الى صحة نتائج التقدير، لأنها معنوية عند مستوى أقل من %5، إذ كانت القيمة الاحتمالية قد بلغت 0.0280.
· وجود علاقة عكسية وغير معنوية بين الاستثمار الاجنبي المباشر ومعدل التشغيل في الاجل القصير، وهذا مخالف للنظرية الاقتصادية، ويعود السبب الى أنه وفي المدى القصير يتجه الاستثمار الاجنبي الى القطاعات كثيفة راس المال، مما يودي الى ظهور علاقة عكسية بينه وبين التشغيل.
· وجود علاقة طردية ومعنوية بين التضخم والتشغيل، والسبب وهو عكس ما كان متوقعا ً، ويمكن تفسيره باثر توبنTobin effect ، الذي ينص على أن معدلات التضخم المرتفعة تؤدي الى انخفاض أسعار الفائدة الحقيقية، مما يحث المستثمرين على التخلي عن الاحتفاظ بالأرصدة النقدية، والاستثمار في راس المال الحقيقي، أي زيادة الاستثمارات، وهذا يحدث في حال إنخفاض معدل النمو السكاني عن معدل نمو الناتج المحلي الاجمالي Edwards, 2006:2)).
· وجود علاقة عكسية ومعنوية بين الانفاق العام على التعليم ومعدلات التشغيل.
· وجود علاقة عكسية وغير معنوية بين معدل نمو الصناعة والتشغيل.
· وكانت العلاقة بين معدل النمو السكاني والتشغيل غير معنوية.
· كما تشير نتائج الاجل القصير الى وجود علاقة موجبة ولكن غير معنوية لمعدل نمو الايرادات السياحية ومعدل التشغيل، وهذا يخالف منطق النظرية الاقتصادية.
2. نتائج العلاقة في الاجل الطويل
· وجود علاقة طردية بين الاستثمار الاجنبي المباشر ومعدل التشغيل وبمستوى معنوية أقل من %1 ، أي أن زيادة الاستثمار الاجنبي المباشر بنسبة%1 سيؤدي إلى زيادة معدل التشغيل بنسبة 0.48 وهذا يتفق مع منطوق النظرية الاقتصادية.
· وجود علاقة عكسية بين التضخم ومعدل التشغيل وبمستوى معنوية أقل من %5، أي أن زيادة التضخم بنسبة 1% يؤدي إلى إنخفاض معدلات التشغيل بنسبة 0.80.
· وجود علاقة طردية بين الانفاق العام على التعليم ومعدلات التشغيل وبمستوى معنوية أقل من 1 % ، اي ان زيادة الانفاق العام بمعدل %1 سيؤدي الى إلى زيادة معدل التشغيل بنسبة 5.48
· وجود علاقة طردية بين معدل نمو الصناعة ومعدل التشغيل وبمستوى معنوية أقل من %1، أي أن زيادة بنسبة 1% في معدل نمو الصناعة سيودي الى زيادة في معدلات التشغيل بنسبة 0.32.
· هناك علاقة عكسية، ولكن غير معنوية بين معدل النمو السكاني والتشغيل بمستوى معنوية 0.49 ويرجع هذا الى ان النمو السكاني في دول العينة لا يودي الى انخفاض معدلات التشغيل، وبهذا نرفض الفرضية البديلة التي تنص على وجود علاقة معنوية وعكسية بين معدلات النمو السكاني ومعدلات التشغيل. وهذا يرجع الى ما يسمى شيخوخة السكان، كما أنه في بلدان مثل اليونان وإيطاليا وإسبانيا، على وجه الخصوص، قد يكون مزيج من انخفاض الخصوبة وانخفاض المشاركة في القوى العاملة على المدى الطويل(Rees, Gaag , 2012:4).
· وجود علاقة موجبة وطردية بين معدل نمو الايرادات السياحية ومعدل التشغيل وبمستوى معنوية أقل من %1، مما يعني أن زيادة معدل نمو الايرادات السياحية سيؤدي الى زيادة معدلات التشغيل في الاجل الطويل بنسبة 0.043.
أما فيما يخص الاختبارات التشخيصية لأنموذج (pmg /panel ardl ) فانه ووفقا ل Wooldridge (2016) وإستنادآ الى النظرية التقاربية فعندما يكون عدد المشاهدات كاف يمكن الاستغناء عن الإختبارات التشخيصية .(Wooldridge,2016: 483)
الاستنتاجات والتوصيات
أولا: الإستنتاجات
1. إن تنمية القطاع السياحي يساهم وبشكل ملحوظ في زيادة فرص العمل بطريقة مباشرة وغير المباشرة، وتعد التنمية السياحية مصدرا رئيسيا للتوظيف والعمالة، وما زالت الفرص الوظيفية في قطاع السياحة تنمو على المستوى العالمي، مما يزيد من أهمية السياحة واستدامتها للمجتمع المضيف.
2. أظهرت نتائج التقدير القياسي للدراسة في المدى الطويل بأن التغيرات التي ساهمت بشكل ايجابي في زيادة التشغيل في دول عينة الدراسة للمدة 2021-1995 هي كل من المتغير (الاستثمار الاجنبي المباشر FDI، الإنفاق العام على التعليم GOV_EDU، معدل النمو في الصناعةIND_G، معدل النمو في الايرادات السياحيةTR_G ) ،وعند مستوى معنوية أقل من %1، أي كلما زادت هذه المتغيرات بوحدة واحدة سيزداد معها معدل التشغيل في بلدان عينة الدراسة بشكل مباشر بنسبة (0.477)، (5.481)، (0.320)، (0.043) على التوالي.
3. أما المتغيرات التي أظهرت أثرا سلبيا على معدل التشغيل فتتمثل في كل من (معدل التضخم INF)، أي زادت قيمة معلمات المتغير بوحدة واحدة فان التشغيل سينخفض بنسبة 0.800.
4. بلغت قيمة معلمة تصحيح الخطاء Cointeq01= -0.1759 وهي ذات إشارة سالبة وبلغت قيمة الاحتمال الحرج (0.000) عند مستوى معنوية (%1) مما يؤكد وجود تكامل مشترك، وعلاقة توازنية قصيرة الاجل بين المتغيرات المستخدمة وبإتجاه علاقة توازنية طويلة الأجل. وأنه عند حدوث أي إختلال او صدمة في معدلات التشغيل في الأجل القصير، سوف يتم تصحيحها والعودة الى التوازن بسرعة.18% في المتوسط سنويا، وهذا يعني أن المتغيرات تقترب من التوازن على المدى الطويل، ونسبة التقارب 18%.
ثانيا: الأقتراحات :
1. ان التنمية السياحية تتطلب التركيز على تطوير واستدامة المنشآت السياحية الموجودة بدلا من التركيز على عدد السواح وزيادة الايرادات السياحية.
2. السياحة المستدامة لا تقتصر على السياحة البيئية حسب تجارب البلدان الرائدة في هذا المجال، وعليه لابد من التركيز على استدامة السياحة بأنواعها المختلفة دون الوقوف على استدامة السياحة البيئية وحدها.
3. إن التنمية السياحية المستدامة هي الخيار الأمثل لتحقيق التنمية الاقتصادية، فهي مصدر مالي لا ينضب، وهو مرتبط بمدى اهتمام الدولة بهذا القطاع، ومدى توفر الأمن والاستقرار، فعنصر الأمن والاستقرار أهم عنصر جاذب للسياحة.
4. على الدولة المضيفة تطوير جدول أعمال استشرافي، وضمان الوصول إلى بيانات قابلة للمقارنة، وفي الوقت المناسب، لإثراء عملية صنع القرار، والتخطيط الأفضل لنوع وحجم تنمية السياحة المناسبة للوجهات السياحية، بهدف تحقيق تنمية اقتصادية، ومعالجة المشاكل الاقتصادية، ومنها مشكلة البطالة في الامد البعيد.
المصادر
أ. المصادر باللغة العربية:
بيج، ستيفين، 2007 ، الإدارة السياحية ، ترجمة خالد العامري، 2008، دار الفاروق للاستثمارات الثقافية، الجيزة، مصر.
حسن، عمر محمد وظاهر، عبدالحميد سليمان، 2023، محددات تدفق الاستثمار الاجنبي المباشر دراسة قياسية تحليلية لعينة من الدول النامية للمدة1996-2020 ، كلية الادارة والاقتصاد، جامعة زاخو، مجلة العلوم الانسانية لجامعة زاخو، 06/2023، https://doi.org/10.26436/hjuoz.2023.11.2.1072
حمداني، محي الدين 2009، حدود التنمية المستدامة في الاستجابة لتحديات الحاضر والمستقبل، دراسة حالة الجزائر، اطروحة دكتوراه، كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التيسير فرع التخطيط، جامعة الجزائر.
الرفاعي ،احمد ، 2019، اثر القطاع السياحة الاردني على التنمية الاقتصادية في الاردن , بحث منشورات في مؤتمر الاقتصاد التاسع، الاصلاح الاقتصادي والاداري وسياسيات التكمين في الاردن والوطن العربي 2019، قسم الاقتصاد جامعة اليرموك، الاردن.
زاهر، تيسير علي، 2014، مبادئ السياحة، منشورات جامعة دمشق، كلية السياحة.
زين الدين ، صلاح ،2016 ، دراسة لغرض وتحديات التنمية السياحية المستدامة في مصر، الموتمر العلمي الدولي الثالث، القانون والسياحة ، كلية الحقوق.
السعيد، صالح، وهالة، عبدلي ، 2018، دور الاستثمارات السياحية في تحقيق التنمية السياحية المستدامة ، مجلة البحوث وادراسات التجارية ، العدد الرابع ، سبتمبر2018
سعيدي، يحيى والعمراوي، سليم، 2013، مساهمة قطاع السياحة في تحقيق التنمية الاقتصادية/ حالة الجزائر، مجلة كلية بغداد للعلوم الاقتصادية، العدد36، الجزائر.
سعيدي، يحيى، والعمراوي، سليم 2013، مساهمة قطاع السياحة في تحقيق التنمية الاقتصادية حالة الجزائر، مجلة كلية بغداد للعلوم الاقتصادية الجامعة العدد السادس والثلاثون.
سمير، عشوش، والسعيد، واضح، 2021، السياحة الرياضية في الجزائر وإسهاماتها في التنمية الاقتصادية، مذكرة ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر، جــــامعـة محمد بوضياف المسيلة، الجزائر.
سوية، ليليا عين، 2019، لتنمية السياحية المستدامة من خلال التخطيط السياحي، مجلة دراسات اقتصادية، العدد 38 ،2019، جامعة سوق أهراس.
العاني، رعد مجيد، 2008، الاستثمار والتسويق السياحي، دار كنوز المعرفة العلمية للنشر والتوزيع، عمان، الاردن.
فاطيمة، بلقاسم، وزهرة، بن عزوز، 2017، دور التنمية السياحية المستدامة في مواجهة البطالة -حالة الجزائر- مذكرة ماستر، جامعة بن خلدون تيارت، كلية العلوم الاقتصادية التجارية وعلوم التسيير، قسم العلوم الاقتصادية.
الفراجي، هادي أحمد، 2015، التنمية المستدامة في استراتيجيات الامم المتحدة، دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع، الطبعة الاولى، عمان، الأردن.
المقرم، أسماء محمد حسين ويونس، سنبل محمد، 2015، دور القوانين والمواثيق الدولية في صناعة السياحة: دراسة في الابنية والمراكز التاريخية، المجلة العراقية للهندسة المعمارية، العدد 4، كانون الاول 2015.
المولى، حسان شيت أحمد حسن، 2021، الانفاق على التسليح دراسة في اتجاهاته واثاره المالية والاقتصادية في بلدان مختارة مع الاشارة للعراق للمدة 1995-2018، رسالة ماجستير، الاقتصاد، كلية الدارة والاقتصاد، جامعة الموصل.
أ. المصادر باللغة الانكليزية:
Ardahaey, T. F. ,2011 Economic Impact of Tourism Industry, International Journal of Business and Management, vol.6, no.8, Canadian Center of Science and Education, pp. 209.
Condratov, Iulian, 2017, The Relationship Between Tourism and Unemployment: A Panel Data Approach, Journal of Tourism_ studies and research in tourism , No 23,2017.
Edwards, Jeffrey A., 2006, Politics, Inflation, and the Mundell-Tobin Effect, North Carolina A&T State University, MPRA Paper No. 36443.
ILO, International Labour Organization, 2022, The future of work in the tourism sector: Sustainable and safe recovery and decent work in the context of the COVID-19 pandemic Report for the Technical Meeting on COVID-19 and Sustainable Recovery in the Tourism Sector (Geneva, 25–29 April 2022,TMSRTS/2022).
Kapera , Izabela, 2018 Sustainable tourism development efforts by local governments in Poland, https://doi.org/10.1016/j.scs.2018.05.001
Manzoor, Faiza , Wei longbao, and Muhammad Asif , Muhammad Zia ul Haq and Hafiz ur Rehman, 2019, The Contribution of Sustainable Tourism to Economic Growth and Employment in Pakistan, international journal of Environmental Research and Public Health, 8 October 2019
Mavrommarti, A., Pendaraki, K., Kontogeorgos, A., Chatzitheodoridis, F. (2021). A Panel Data Model of International Tourism Demand for Greece. Deturope. 13(3), 142-157.
Rees, Philips, and Gaag, Nicole van der, Beer, job de, Heins, Frank, European Regional Populations: Current Trends, Future Pathways, and Policy Options,2020, European Journal of Populatio, Eur J Popul. 2012 Nov; 28(4): 385–416
Rotar, Laura Juzanik, Gricar, Sergej and Stefan Bonjen, 2022, The relationship between tourism and employment: evidence from the Alps-Adriatic country, journal Economic research, volume 36,2023, issue 1.
Wooldridge M. Jeffery, 2016, Introductory econometrics : a modern approach , OCLC Number / Unique Identifier: 1010544856, Publisher: Cengage Learning, Australia, 2016
Yılancı, Veli. and Kırca, Mustafa, (2023), "Testing the relationship between employment and tourism: fresh evidence from the ARDL bounds test with sharp and smooth breaks", Journal of Hospitality and Tourism Insights, Vol. ahead-of-print No 21 March 2023.
ڕۆڵی گەشەپێدانی گەشتیاری بەردەوام لە زیادکردنی ڕێژەی دامەزراندن: لێکۆڵینەوەیەکی ئابووریپێوانی شیکاری لە نمونەیەک لە وڵاتانی گەشتیاری بۆ ماوەی (1995-2021).
پوختە:
گەشەپێدانا بەردەوام یا گەشت ۆ گۆزارێ گرنگیەکا تایبەت هەیە ك ئەڤ گرنگیە بزێدەبۆنا گرنگیا رۆلی وێ یا ئا بووری و کۆمەلایەتی و ژینگەهی ێین دەولەتان زێدە بوو ، ئارمانجا ڤێ ڤەکۆلینێ پیڤانا کاریگەریا گەشەپێدانا گەشتیاری یا بەردەوام لسەر رێژەیا دامەزراندنێ کو ژمارەیەکا وەلاتێن گەشتیاری بخۆڤە دگریت ژ وان، ئەوانیش (سوید، سویسرا، فەرەنسا، نەمسا، ئیتاڵیا، یۆنان، ئەڵمانیا، و ئیسپانیا) بۆ ماوەی ساڵانی 1995-2021، بۆئارمانجا دیارکرنا رۆل و گرنگیا گەشە پێدانا بەردەوام یا گەشت وگۆزاری و کاریگەریا وێ لسەر ئاستی دامەزراندنێ ل ولاتێێن هەلبژارتی ئەڤێ ڤەکۆلینی پیشت بەستین ب شێوازێ ژمارەی کریە ئەوژی بکارئینانا panel_ardlئەوێش ژ بو تەخمینکرنا پارامیتەرێن وان فاکتەرێن دیارکری ل دەمێ کۆرت و درێژدا، و ل گۆرەیی دەرئەنجامێن ڤەکۆلینێ دیار دبیت کۆ ل دەمێ کۆرت دا دیار دبیت کۆ ل دەمێ کۆرت دا هیچ کاریگەریەکا مە عنەوی نینە ل گەل رێژەیا دامەزراندنێ، بەلکؤ لسەر ئاستی دەمێ درێژدا پەیوەندیەکا ئەرینی دیاربوو دناف بەرا رێژەیا دامەزراندنێ و هەرئێک ژ(وەبەرهێنانا بیانی یا راستە وخۆ، رێژەیا گەشەکرنا پێشسازیێ، مەزاختنا گشتی لسەر خاندنێ، ، رێژەیا گەشەکرنا داهاتا گەشتیاری)، و دهەمان دەمدا هندەک فاکتەرێن دیارکری رۆلەکێ نەرێنی پێشان دان دگەل ئاستێ کارکرنێ ئەو ژی (رێژەیا هەلاوسانێ، گەشەکرنا دانیشتیا) ێی ئێکێ کاریگەریەکا نەرینی هەبوو، و ژلایی ئامارێ ڤە مەعنەوی بوو، بەلێ فاکتەرێ دووێ سەرەرای هەبوونا پەیوەندیەکا نەرینی بەلێ ژ لایێ ئامارێ ڤە نە مەعنەوی بوو، و لدۆماهیێ هندەک پێشنیار هاتن ئاراستە کرن ئەویش لەوانە کە گەشەکردن وپەرەپێدانا گەشتیاری پێوستی بە گرنگیدان بە بەردەوامی بوون ل دامەزراوە گەشتیاریەکان نها هەیە و سەرچاوەیێن راکێشانا گەشتیاری کۆ وولایێن گەشتیاری هەنە ل جیاتێ گرنگیدان ب زێدەکرنا ژمارا گەشتیاران ، وگەشەپێدانا گەشتیاری یا بەردەوام بژاردەیەکی ئایدیاڵە بۆ گەهشتن و بدەست ڤە ئێنانا گەشەپێدانا ئابووری و کۆمەڵایەتی.
پەیڤێن سەرەکی: گەشەپێدانا گەشتیاری یا بەردەوام ، دامەزراندن، panel-ardl، رێژەیا گەشەکرنێ د داهاتا گەشتیاریێ دا.
The role of sustainable tourism development in increasing employment rates
An analytical econometric study of a sample of tourism countries for the period (1995-2021).
ABSTRACT:
The study aims to measure the impact of sustainable tourism development on employment rates in several selected tourism countries (Sweden, Switzerland, France, Austria, Italy, Greece, Germany, and Spain) for the period 1995-2021. The goal is to identify the impact and the role of sustainable tourism development on employment in the given countries. The study adopted a quantitative method using an autoregressive model of distributed lags of panel data (Panel_ ARDEL, PMG) to estimate the model parameters for the short and long terms. In the short term, the results showed that there is no statistically significant effect between employment rates and the variables that explain it. However, the estimation results in the long term revealed a positive relationship with a significant impact between the employment rate and foreign direct investment, public spending on education, the industry growth rate, and the growth rate of tourism revenues in the sample countries. In contrast, the variables that had a negative impact were inflation rates, and the population growth rate had a negative but insignificant effect. The study concluded with several proposals, including that tourism development requires focusing on the sustainability of existing tourist facilities instead of increasing the number of tourists. It also suggested that sustainable tourism development is the ideal option for achieving economic and social development.
KEYWORDS: Sustainable Tourism Development, Employment, Panel-Ardl, Tourism Revenue Growth Rate.
* الباحث المسؤل.
This is an open access under a CC BY-NC-SA 4.0 license (https://creativecommons.org/licenses/by-nc-sa/4.0/)