مقترحات إسكان الآشوريين في بارانا البرازيلية وغيانا البريطانية 1933-1935

دراسة تاريخية

لورنس نادر مخو 1* و هوكَر طاهر توفيق 2

1 قسم التاريخ، فاكولتي العلوم الإنسانية، جامعة زاخو، إقليم كوردستان - العراق.( Lawrence.nader10@gmail.com )

2 قسم التاريخ، فاكولتي العلوم الإنسانية، جامعة زاخو، إقليم كوردستان - العراق. ( hoger.tawfiq@uoz.edu.krd )

تاريخ الاستلام: 01/2023            تاريخ القبول: 02/2023    تاريخ النشر: 06/2023  https://doi.org/10.26436/hjuoz.2023.11.2.1119

الملخص:

شغلت مسألة إسكان آشوريي هكاري جانباً مهماً لدي الحكومة العراقية والبريطانية وعصبة الأمم السياسي في العراق وبريطانيا وعصبة الأمم، وذلك بعد أحداث سميل عام 1933، ورأت بريطانيا أنه من الصعوبة أن يندمج هؤلاء سكان وادي جوليمرك "هكاري" في كردستان الشمالية الذي هربوا منها عام 1915 خوفاً من بطش الجيش العثماني الذي هاجم على مناطقهم بعد اتصال الآشوريين بالروس في بداية الحرب العالمية الأولى(1914-1918).

تعود أهمية هذه الدراسة الى تتبع القضية الآشورية التي برزت في الساحة السياسية في العراق، تلك المقترحات الدولية في عملية إيجاد موطن للآشوريين بعد ما لم تتمكن بريطانيا من الإيفاء بتعهداتهم لهم سواء بإعادتهم الى مناطق سكناهم في هكاري أو تأسيس دولة قومية لهم في كردستان. وعلى هذا الأساس تحاول هذه الدراسة الإجابة على عدد من الأسئلة منها: ما هي المشكلة الآشورية؟ كيف نشأت وتطورت؟ لماذا لم تفي بريطانيا بوعودها السياسية للآشوريين؟ ثم هل كان هناك وعد لهم بتأسيس دولة قومية مثل باقي القوميات الأخرى؟ ما هي احداث سميل؟ ما هو مقترح إسكان الآشوريين في كل من دولة البرازيل وغيانا البريطانية؟ هل نفذت هذه المقترحات ام لا؟ ماذا كانت معوقات هذه المشاريع الاسكانية؟ وأسئلة أخرى كثيرة تحاول هذه الدراسة الإجابة عنها معتمداً على المصادر التاريخية الاصيلة.

الكلمات الدالة: العراق، بريطانيا، عصبة الأمم، بارانا البرازيلية، غيانا البريطانية.


المقدمة

يسلط هذ البحث الضوء على مقترحات عصبة الأمم لإسكان الآشوريين في كل من مقاطعة بارانا البرازيلية وغيانا البريطانية إحدى المستعمرات البريطانية في قارة أمريكا الجنوبية. كانت أحداث سميل في آب 1933 انعطافاً مهمّاً وخطيراً في تاريخ الآشوريين، إذ دخلت قضيتهم في مرحلة جديدة، وبدأت محاولات جادة لإيجاد منطقة جغرافية لاسكانهم، لا سيما بعد حداث سمّيل إذا كان الآشوريون قبل أب 1933 يأملون بالرجوع إلى موطنهم الأصلي في جبال ووديان هكاري جنوب شرق تركيا(كردستان الشمالية).

تأتي أهمية هذه الدراسة في أن حيث انها تتبع دور عصبة الأمم في ايجاد موطن بديل للآشوريين وهذا ما اهملته الدراسات السابقة، ومن اجل ذلك شكلت العصبة عدد لجان وكان مهمتها اماكن بديلة غير العراق وجنوب كوردستان لاسكانهم وابرزها كانت مقاطعة بارانا في البرازيل وغيانا البريطانية، وتلقي هذه الدراسة الضوء على مسألة اسكان الآشوريين خارج دولة العراق الحديثة: كيف تطورت هذه الفكرة ولماذا بحث البريطانيون عن موطن جديد للآشوريين؟ وهل تكللت جهودهم بالنجاح في اسكان الآشوريين في البرازيل وغيرها من المناطق المقترحة؟

اقتضت طبيعة الدراسة المادة العلمية التاريخية المتوفرة تم تقسيمها على تمهيد ومبحثين اثنين، تطرق التمهيد الذي كتب تحت عنوان "نبذة تاريخية مختصرة عن الآشوريين عقب أحداث سميل اب 1933" وفيها ألقي الضوء على حياة العوائل الآشورية في مخيم الموصل، وتشكيل اللجنة المحلية للبحث عن المتضررين من احداث سميل، وتشكيل اللجنة السداسية في عصبة الأمم التي وقعت على عاتقها إيجاد موطن بديل للآشوريين. أما المبحث الأول فدون تحت عنوان "مقترح بارانا البرازيلية لتوطين الآشوريين1933-1934"، وتطرق هذا المبحث الى تفاصيل هذا المقترح والمواقف المحلية والدولية منها، واهم النتائج التي توصلت اليها اللجنة السداسية بخصوص إسكان الآشوريين في هذه المقاطعة. أما المبحث الثاني والأخير فكتب تحت عنوان " مقترح غيانا البريطانية لتوطين الآشوريين 1934-1935"، وتم البحث فيها عن تفاصيل هذا المقترح وتطوراته، وموقف عصبة الأمم منها وكيف تعامل الساسة البريطانيون معه؟ وكيف استقبل الآشوريون هذا المقترح؟

اعتمدت الدراسة على مجموعة من المصادر المختلفة، يأتي على رأسها تقارير عصبة الأمم التي تعود للسنوات 1934 و1935 حول مسألة إسكان آشوريي العراق:

(League of Nations, Settlement of Assyrians of Iraq, Geneva, 1934-1935) تأتي أهمية هذه التقارير أن عصبة الأمم كانت هي المسؤولة الأولى عن عملية إسكان الآشوريين، لذلك نرى في هذه التقارير تتبعاً تاريخياً مفصلاً عن عملية إسكان الآشوريين وما انتجته من نتائج مباشرة على واقع الحياة الآشورية والدول المعنية بإسكان الآشوريين ، ولا تقل عنها أهميةً سجل مكتب المستعمرات البريطانية Colonial Office (CO 884/17,1934)، إحدى الجهات السياسية المختصة بإسكان الآشوريين فهي من كانت تختار على الاغلب تلك الأماكن التي يجب إسكان الآشوريين فيها، كما اعتمدت هذه الدراسة على مذكرات المستشار البريطاني في العراق في تلك المدة رونالد سيمبل ستافورد الذي دون مذكراته عن الآشوريين ضمن كتاب خاص بعنوان (مأساة الآشوريين) فقد بين ستافورد الكثير من المواقف التاريخية والتي لا تتطرق اليها الوثائق البريطانية وشرح تفاصليها لانه كان متابعاً للمسألة الآشوريين في العراق وقد حضر العديد من الاجتماعات التي تخص الآشوريين. ولا يجب أن لا يغرب عن البال الوثائق العراقية: ملفات البلاط الملكي العراقي (د.ك.و. البلاط الملكي، 1186/311، 1934 و د.ك.و. البلاط الملكي، 1187/311، 1934). أذ كانت الحكومة العراقية من الجهات الرئيسية التي تهمها مسألة انهاء الوجود الآشوري في العراق كونهم يمثلون عبئاً اخر على الأعباء الكثيرة لدولة العراق الحديثة التكوين فضلاً عن تلك المصادر فقد اعتمدت الدراسة علىبعض الوثائق والدراسات البرازيلية منها دراسة الباحث البرازيلي(اندريك جيرالدو- Endrica Geraldo) التي تحمل عنوان( قانون الحصص لعام 1934 ومراقبة الأجانب في البرازيل-Lei Cotas de 1934 Controle be Estrangeiros no Brasil) ومن خلال هذه الدراسة تم القاء الضوء على الموقف الرسمي والشعبي للبرازيل بخصوص إسكان الآشوريين في وطنهم خلال تلك المدة.

 التمهيد: نبذة تاريخية مختصرة عن الآشوريين عقب أحداث سميل اب 1933:

لقد وضع المستشار البريطاني في العراق ستافورد الآشوريين في ثلاثة اصناف، الأول: كان متكوّنا من (550) رجلاً من الآشوريين الذين دخلوا إلى سوريا بعد قتال مرير في قرية ديربون"ديربين". وأمّا الصنف الثاني: فهم أولئك الذين كانوا لا يزالون في العراق، وجزء منهم عانوا من المذابح والنهب اثر احداث آب 1933، أما الصنف الثالث والأخير هم من الذين لم يقع عليهم أي اذى، وكانوا بعيدين عن الاحداث وهم جماعات كانت مبعثرة بين قرى الكرد في منطقة بهدينان (ستافورد،2015، 267). وبخصوص عوائل هؤلاء الآشوريين الذين هاجروا إلى سوريا. قررت الحكومة إعادتهم وفتح مخيم لهم في منطقة الدواسة في الموصل. إذ افتتح المخيم[1] بتاريخ 21 أب 1933 بقرار من وزير الداخلية حكمت سليمان[2]. الذي امر بتشكيل لجنة في 20 اب 1933 للبحث في الاضرار التي لحق الآشوريين في احداث سميل عام 1933 [3]وكانت اللجنة تتألف من:

1-   الرائد تومسون ((Major Thomson        رئيساً

2-   فائق بك(مدير الطابو)                      عضواً

3-   عبدالعزيز أفندي                            عضواً

4-   القس كينا                                   عضواً

5-   مالك خمو                                  عضواً

6-   اسحق أفندي                                سكرتيراً للجنة

من تاريخ افتتاح المخيم إلى 30 أب 1933 دخل فيه (1294) شخص من النساء والأطفال، وفي 14 أيلول 1933 وصل عدد المقيمين في المخيم إلى (1563) شخص من الآشوريين واغلبهم كانوا من العوائل العائدة من سوريا (د.ك.و. بلاط الملكي،1187/311، 1934، 22؛ A.R.D.I,1934,(file142) ,4)، لذلك باشرت اللجنة المحلية على الفور بتهيئة وسائل الراحة لهؤلاء الآشوريين الذين كانوا في مخيم الموصل، وقدمت لهم الخدمات الصحية وعملت على توفير احتياجاتهم (الحيدري،1977، 424-425). وبحسب ما ورد في الكتاب الصادر من وزارة الداخلية العراقية بتاريخ 9/أيار/1934 صُنِّفَ الآشوريون الموجودون في المخيّم بالموصل، والبالغ عددهم حسب الاحصاء الأخير (1439) أشورياً. (69) رجلاً منهم يعيشون مع زوجاتهم في المخيم و(567) من النساء و(420) من البنين و(383) من البنات(د.ك.و. البلاط الملكي، 1186/311، 1934، 23).

وبالرغم من تلك الخدمات التي هيأتها الحكومة العراقية لهم، وقد بقي حلم العودة الى جبال هكاري يراود عدد من الآشوريين ، ففي تلك المدة كان قرابة (4000) عائلة من الآشوريين ترغب بالنزوح من العراق ويقودهم ايشاي مار شمعون[4]نفسه، الا ان الملك خوشابا[5] كان معارضاً لفكرة العودة وذكر بأنه ليس من السهل الذهاب والاستقرار في بلد آخر، لأنّ الآشوريين وحسب رأيه سوف لن يحصلوا على ما حصلوا عليه في العراق من كافة النواحي(Stafford, 1934, 180-181).

كان من الواضح جداً أن المشكلة الآشوريين أخذت جانباً جديداً تماماً، إذ لم يعد بإمكان الحكومة العراقية الآشوريين انفسهم تفادي الاستنتاج القائل أن جهودهم غير قادرة على حلّ هذه المشكلة إلا بمساعدة جهة خارجية(League of Nations, 1935, 17)، لذلك اقترحت الحكومة العراقية في بداية شهر ايلول من عام 1933 على عصبة الأمم بأنه لابد لها من معالجة المشكلة الآشوريين، إذ ذكرت أنه من الضروري توفير أو إيجاد وطن جديد لهؤلاء الآشوريين الذين يرغبون في مغادرة العراق، أو الذين هم غير قادرين على الاندماج بشكل سلمي مع العراقيين(R&ANO.2696, 31.10.1944, 5)، ولهذا الغرض شكلت عصبة الأمم لجنة سداسية في 15 تشرين الأول 1933 لوضع خطة لتسفير الآشوريين من العراق، وتألفت اللجنة السداسية من ستة أشخاص، وهم:

1-   الاسباني لوربيز اوليفان(Lopez Olivan)                  رئيساً

2-   الدانماركي وليم بوربيرك(William Borberg)              عضواً

3-   الايطالي ريناتو بوفاسكوبا(Renato Bova-Scoppa)    عضواً

4-   الفرنسي دي بانافيو(De Panafieu)                      عضواً

5-   البريطاني شتيرندال بينت (Sterndale Bennett)        عضواً

6-   المكسيكي م.تيلو(M. Tello)               عضواً(League of Nations, 1935, 18).

وجمدت المكسيك في 17 ايلول 1953 مشاركتها في عضوية عصبة الامم، وانسحب ممثلها من اللجنة السداسية وحلّ الاكوادوري (كونزالو زالدومبيدي)(Gonzalo Zaldumbide) محلّه ابتداءً من التاريخ المذكور(League of Nations, 1935, 18)، ومع ذلك فقد قررت عصبة الأمم بتاريخ 31 تشرين الأول 1933 بتشكيل لجنة محلية تتكون من خبير للإسكان والقائممقام او مدير الناحية ذات علاقة بالأمر حسب الظروف المحلية ومختار القرية الآشورية المختص لشرح موضوع اللجنة للآشوريين، وتكونت اللجنة المحلية هذه من:

1-   الميجر تومسون(Major Thomson) رئيساً.

2-   الميجر ويلسون (Major Welson) نائباً لرئيس اللجنة.

3-   قائممقام القضاء المعني بالمسألة.

4-   مختار القرية الآشورية المعنية بالمسألة.

5-   احد اعضاء مكتب نانسن لللاجئين (د.ك.و، البلاط الملكي ،1187 /311، 3419، 22؛ د.ك.و، البلاط الملكي ،1186/ 311،1934 ، 41).

وتقوم هذه اللجنة بعدة مهام ومنها:

1-   التأكيد والتحقيق من الأشخاص الذين يرغبون في ترك العراق.

2-   اتخاذ جميع الوسائل اللازمة لمغادرتهم كتصفية الاملاك (د.ك.و ،البلاط الملكي ،1186/ 311، 1934،41).

وخلال تلك الاجراءات سافر المارشمعون الى جنيف حيثُ مقر عصبة الأمم، وكان يرافقه يوسف مالك[6]. وفي احدى جلسات عصبة الأمم التي انعقدت في 24/تشرين الثاني/1933 قدم المارشمعون لمجلس عصبة الأمم (14) مقترحاً كلها تصلح لتنفيذ إجراءات نقل الآشوريين إلى خارج العراق حسب رأيه، جاءت في القائمة أسماء كل من سوريا والبرازيل والأرجنتين وقبرص وفلسطين وكندا. بالرغم من تحفظ معين وشك في كل من قبرص وفلسطين بسبب الظروف الأقتصادية والسياسية على هذين البلدين. عدا ذلك تركز الحديث على امكانية تنفيذ هجرة جماعية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كما جاء ذكر ارمينيا وهكاري في القائمة.

 (كلير، 2011، 286).

أولاً- مقترح بارانا البرازيلية لتوطين الآشوريين1933-1934: 

بذلت اللجنة السداسية جهوداً كبيرة لحل مسألة الآشوريين خلال عام ونصف، إذ تم طرح اول مقترح وهو تسفيرهم إلى دولة البرازيل (A.R.D.I,1935,(file206) ,1)، ومن هذا المنطلق راجعت عصبة الأمم بعض الحكومات بحثاً عن أراضٍ ملائمة لتوطين الآشوريين ، لكن دون جدوى باستثناء من مشروع إسكانهم في البرازيل وبالأخص في الأراضي التي تعود إلى شركة بارانا (Parana Plantations)(د.ك.و، البلاط الملكي ،1186/311، 1934، 41-42). وقامت اللجنة السداسية بتوزيع تقرير على اعضائها بتاريخ 24/تشرين الأول/1933 واوضحت فيه وجود مشروع لإسكان الآشوريين في بارانا[7] البرازيلية، ولكن كان المشروع باهظاً نظراً لبعد المسافة عن العراق، وحسب التقديرات الأولية فأن حصة العراق من نفقات المشروع كانت بحدود (200) الف باوند، وكما قررت اللجنة السداسية في اجتماعها المنعقد بتاريخ 29/تشرين الثاني/1933 بتأليف لجنة خاصة لزيارة إلى البرازيل، ولدراسة مشروع إسكان الآشوريين على أراضيها. وقرر مجلس الوزراء العراقي بتاريخ 5/ كانون الأول/1933 بعد دراسة تكاليف المشروع، واوضحت أن الحكومة العراقية لا تستطيع أن تدفع أكثر من ربع مصاريف تسفير الآشوريين بشرط أن لا يزيد المبلغ عن(50,000)(المحمدي ،2017 ،266-267).

وكانت الحكومة البرازيلية قد وافقت من جهتها من حيثُ المبدأ على إسكان الآشوريين في اراضيها، لذلك اتصل وزير العمل البرازيلي اوزوالدو دي كوستا ميراندا (Oswaldo De Costa Miranda) بتاريخ 4/كانون الثاني/1934 بالسفارة البرازيلية في لندن طالباً منهم إبلاغ عصبة الأمم بأن الحكومة البرازيلية سوف تسمح بدخول الآشوريين الى أراضيها، ولكن وفق الشروط الآتية:

1-   لن تتحمّل دولة البرازيل أية مسؤولية مالية.

2-   يكون التوطين على شكل مجموعات تتكون كل مجموعة من (500) عائلة، ويجب توطين المجموعة الأولى قبل وصول المجموعة الثانية.

3-   جميع المستوطنين من الآشوريين سيمتهنون مهنة الفلاحة حصراً (Lesser, 1994, 26).

4-    تجريد الآشوريين من السلاح، وإخضاعهم لأنظمة وقوانين البلاد.

وقد اعربت عصبة الأمم عن شكرها وتقديرها لموقف الحكومة البرازيلية، وطلبت من الحكومة العراقية أن تساهم مالياً في إنجاز هذا المشروع (الحيدري، 1977، 431). التقى السيد توفيق السويدي مندوب العراق في عصبة الأمم بتاريخ 13/كانون الثاني/   مع المندوب البريطاني ستيرندل بينت(Sterndale Bennett) والمندوب الفرنسي دوبارك (Dubark). ناقشوا مشروع إسكان الآشوريين في البرازيل. وبعد يوم من هذه الجلسة التقى توفيق السويدي مرة أخرى بالمندوب البريطاني بعد زيارته إلى مقر الوفد العراقي، إذ طلب السويدي منه رفض مشروع البرازيل لأنه مكلف على الحكومة العراقية لبعد البرازيل عن العراق، وضرورة ايجاد موطن آخر لإسكان الآشوريين يكون قريباً من العراق للتقليل من النفقات المالية. كما التقي كلبرت براون[8] بايشاي المارشمعون في جنيف بتاريخ 19/كانون الثاني/1934 لمعرفة رأيه حول مشروع إسكان الآشوريين في البرازيل، وقد رحب المارشمعون بتلك المشروع (د.ك.و، البلاط الملكي ،1185/311، 1934؛ 26-31؛ المحمدي ،2017، 267-268).

ثم حضر توفيق السويدي بتاريخ 16/كانون الثاني/1934 الى مقر عصبة الأمم في جنيف والتقى مع كل من سكرتير عصبة الأمم والميجر تومسون. وقبل أن تعقد اللجنة جلستها ناقشت موضوع تسفير الآشوريين إلى البرازيل، وعن النفقات الباهظة التي يستلزمها ذلك، ولم تكن اللجنة ترغب بالغاء هذا المشروع بأي شكل من الأشكال، ومن جانب آخر لم تكن الحكومة العراقية ترغب بالموافقة على مشروع البرازيل بسبب بُعدها عن العراق وتكاليفها المالية. وبالمقابل استمرت عصبة الأمم في عملها لإخراج مشروع إسكان البرازيل إلى حيز الوجود، لذلك شُكِّلت لجنة أخرى للذهاب الى البرازيل لدراسة المشروع، وتكوّنت تلك اللجنة من:

1-   كيلبرت براون (القائد السابق في قوات الليفي[9]).

2-   تشارلز ريدارد(Charles Redard)( مستشار المفوضية السويسرية في ريو دي جانيرو).

3-   تي.اف.جونسون(T.F.Johnson)(الأمين العام لمكتب نانسن للاجئين)(Lesser, 1994, 27).

وقد وصلت اللجنة بتاريخ 1/شباط/1934 إلى البرازيل لدراسة أراضي بارانا خلال تلك المدة اتصلوا بالسلطات البرازيلية في ريو دي جانيرو، وتم اجراء فحص على الأراضي التي تمتلكها مزارع بارانا، فتشت البعثة اولاً المستوطنات التي كانت في حي لوندرينا في بارانا، ثم قامت اللجنة بعدة مقابلات مع المستوطنين الحاليين من مختلف الجنسيات الذين استتوطنوا في بارانا من(النمساويين، الجيكوسلوفاكيين، الألمانيين، البولنديين، اليابانيين) وبقيت اللجنة في البرازيل لغاية 18/نيسان /1934(IOR/L/PS/12/2874, 1934, 284).

وحسب ما ذكره توفيق السويدي أنه بتاريخ 8/آذار/1934 اتصل المسيو آروخا(Aruja) (رئيس اللجنة السياسية في السكرتارية العامة لعصبة الأمم) واكد على ورد برقية يوم أمس من الجنرال براون، يقول فيها أن الأرض والمناخ في مزارع بارانا ملائمان ولكن توجد معارضة في البرازيل ضد الهجرة الآشورية(د.ك.و ،البلاط الملكي ،1185/311، 1934، 45-46 ).

وكان رئيس البرازيل في تلك الفترة جيتوليو فاركاس[10]، والذي عُرفت حكومته بالحكومة الصارمة تماماً أمام المهاجرين، وكانوا المهاجرون غير مرغوبين في فترة حكمه باستثناء الأوربيين البيض (Lesser, 1994, 175وتماشياً مع هذا الوضع ظهرت فئة في البرلمان البرازيلي كانت ضد قدوم الآشوريين اطلاقاً. وحاربوا هذه الهجرة تحت شعار(الهجرة غير مرغوبة)، وأيَّد هذا الرأي نخبة من المثقفين والأطباء والسياسيين البرازيليين، وجدير بالذكر أن هذه المعارضة لم تكن ضد هجرة الآشوريين فحسب وإنّما ضد الهجرة اليابانية أيضاً، إذ تدفقت أنذاك المهاجرون اليابانيون إلى البرازيل، وهذه الهجرة كانت تزداد سنوياً، لذلك تتم وضع القوانين لمنع دخول السود، ونسبة دخول اليابانيين كانت 5% فقط من اجمالي عدد المهاجرين الى البرازيل(Geraldo, 2009, 180-181).

وبعد اقتراح توطين الآشوريين في البرازيل وقف خافيير دي أوليفيرا(Xavier De Oliveira) وهو أحد نواب البرلمان البرازيلي أمام الجمعية الوطنية لأصدقاء البرتو توريس[11] Society of the friends of Alberto Torres والبرلمان ضد توطين (1400) آشوري من العراق في البرازيل بحسب قرار عصبة الأمم، وأصرَّ خافيير دي اوليفيرا  ومعه الوزير سالكادو فيلهو(Salgado Felho)على الوقوف ضد مجئ هذه المجموعة، وهؤلاء اقترحوا إسكان برازيليي الشمال في مقاطعة بارانا بدلاً من الآشوريين ، وفي الوقت نفسه كانت فئة من النواب تكافح ضد الهجرة اليابانية، ووقف هؤلاء ضد مقترح توطين الآشوريين في البرازيل ايضاً (Geraldo, 2009, 184-188).

وابرز الأعضاء الذين تضامنوا مع خافيير دي أوليفيرا كانا اكورسيو توريس(Acurcio Torres) وارتور نييفا(Artur Neiva) اللذين قاوما هذا المشروع بذات الطابع الوطني(Da Costa, 2003, 30)، وتضامن مع هؤلاء النواب مجموعة من المحاميين وابرزهم (آرثر سانتوس، بنيامين بابتيستا لاينس، كارلوس دي بريتو بيريرا، فلافيو كويمارايس، هوميرو باروس، جواو دي ماسيدو فيلهو، ليرتس دي ماسيدو مونهوز، اوسكار مارتينس كويز، اوليس فييرا)، كل هؤلاء المحاميين كانوا في نقابة المحامين في البرازيل ووقفوا ضد هجرة الآشوريين تحت شعار"حملة ضد الهجرة الآشورية"، وأغلبهم كانوا يكتبون في الصحف البرازيلية. وكثير منهم كانوا من المستشارين والنواب والسياسيين في مدن مختلفة في البرازيل(Da Costa,2003, 31-37).

وفي تلك الاثناء أصدر كل من (سالكادو فيلهو، اوليفيرا فايانا، ريناتو كييل) كتابهم السنوي تحت شعار (حملة حظر الهجرة الآشورية)، نشروا فيه الخطابات العنصرية ضد الآشوريين ومن هذه الخطابات: "أناسٌ بدويون ومعتادون على السلب والنهب والفوضى"، و:"أنهم أفراد غير مرغوب بهم وبلا اخلاق وأي امكانية لاستيعاب ثقافتنا التي تشكل عرضاً خطيراً لما يسببه هذه الحثالة البشرية"، و:"أنهم أناس مشاكسون بالكاد يعرفون عن الحمام ولا يتخلصون من أسلحتم ابداً"، و:"بارانا لا تسمح والبرازيل لا تريد دمج هؤلاء الناس في تراث سكانها". وفي هذا الصدد قال اوسكار مارتينيز جوميز :"حتى لو كان الاستيعاب مرغوب فيه، فهؤلاء نوع من المهاجرين لا فائدة منهم... شعب متجول ومتشرد وجشع...عرق خطير...حثالة الإنسانية...مشاكسون"(Da Costa, 2004, 38-63). كل هذه الشعارات التهجمية والعنصرية خرجت ضد تسفير الآشوريين إلى البرازيل. رغم أن الشعارات تلك لم تكن واقعياً وانما أراد اصحابها تشويه الآشوريين فقط.

من جانب آخر جاءت تداعيات هذه الحملة في الصحافة البرازيلية، إذ لعبت الصحافة دوراً كبيراً لتشويه سمعة الآشوريين في المجتمع البرازيلي، وكذلك كان لها الدور البارز في إفشال المشروع. فاتفقت معظم الصحف البرازيلية على عدم رغبتها في أن تكون البلاد ملجأً لطريدي العالم. وردت في صحيفة (دياريوكا ريوكا) على سبيل المثال "أن هجرة الآشوريين لا ينحصر تأثيرها على اخلاق البرازيليين، وإنما بالعكس سيؤثرون على النظام الاجتماعي للبلد"(الحيدري،1977، 435-436).

ومن هذا المنطلق شاركت صحف اخرى مع حملة ضد هجرة الآشوريين ، مثل (كوريرو دا مانها) (Correiro Da Manha) (دي ديا)(D Dia) و(كورييرو دو بارانا)(Correiro Do Parana) و(دياريو دا تاردو)(Diario Da Tardo) وكذلك صحيفة (كازيتا دو بورو)(Gazeta Do poroبالإضافة الى محطة الراديو(P.R.P2)(Da Costa, 2003, 64). على سبيل المثال في 15/شباط/1934 نشر فريدريكو دي اوليفيرا في صحيفة كازيتا (Gazeta)، ونشر أيضاً في الصحيفة ذاتها بتاريخ 18/شباط/1934 مقالاً تحت عنوان (نزوح الآش الآشوريين نحو بارانا)، وفي تاريخ 20/شباط/1934 نشر مقالةً أخرى تحت عنوان (ارض لا أحد، الهجرة الآشورية ستُستهلك) وفي هذا المقال انتقد الكاتب موقف بارانا وشعبها ووصف شعب بارانا بالصامت أزاء الهجرة الآشورية، وفي 22 شباط من العام نفسه نُشرت في (Gazeta Do Poro) مقال بعنوان (الغزو الآشوري،الهجرة المؤذية)(Da Costa, 2003, 64-66). وفي تاريخ 24-25 /شباط/1934 نُشرت مقالتان في(Gazita do Poro)، الاولى عَدّت (الهجرة الآشورية لا تزال مكروهة ومحاربة)، والثانية جاء عنوانها (المكروهون: مناشدات واحتجاجات ضد الدخول في اعتداء على الجنسية(. وفي 1/آذار/1934 نُشرت مقالتان من قبل حزب التمثيل الشعبي (احد الأحزاب الرئيسة في البرازيل) PRP (Partido de Representacao Popular)، والذي وصف الآشوريين فيها بأنهم:"قذرون ومضطربو النظام ومتشردون".وجدير بالذكر أن كيانات جديدة انضمت الى الحركة ضد مجيء الآشوريين ومنهم (مركز ثقافة المرأة، ومعهد الهندسة)، علاوة على ذلك ظهر في عدة مقالات اخرى أن الجالية السورية في البرازيل لا ترغب بقدوم الآشوريين إلى بارانا(Da Costa, 2003. 67-70).

نشرت الصحف في عموم المدن البرازيلية أمثال (ريو دي جانيرو، ساو باولو، سانتوس، فلوريانو بوليس، جوينفل، سلفادور،بورتو اليغري). في الفترة من شباط إلى نيسان من عام 1934 العديد من المقالات والاخبار التي تقف بالضد من الهجرة الآشورية الى البرازيل مثل صحف (كوريو دا مانها، جورنال دو برازيل، دياريو كاريوكا). وتعدُّ كل من كوريو دا مانها ودياريو كاريوكا من أشد الصحف عنفاً تجاه موضوع قدوم الآشوريين (Lesser, 1994, 29).

انتقلت ضجة الحملة الآشورية من الصحافة الى البرلمان من خلال خطابات النواب، أبرزهم (خافيير دي اوليفيرا، ارتور نيفا). وقد أوضّحا أن الهجرة ضارة وعلى البرازيليين الوقوف ضد هذه الهجرة للحفاظ على سلامة الوطن (Da Costa, 2003, 65-66). واكثر الهجمات المتحمسة على خطة إسكان الآشوريين جاءت من قبل الجمعية الوطنية لاصدقاء البرتو كارلوس. التي كان أغلب أعضائها من المثقفين والدبلوماسيين والسياسيين. بما في ذلك الزعيم بيلينيو سالكادو (Pilino Salgado) ووزير الزراعة خواريز تافورا (Juarez Tavora) ونيكولا خوسيه ديباني(Nicola Jose Debane). كان لهؤلاء الاعضاء تأثير كبير بفضل كتاباتهم في الصحافة البرازيلية وبالأخصّ في جريدة جورنال دو كوميرسيو(Jornal do Commercio)(Lesser, 1994, 28).

ولعرقلة هذا المشروع عمد البرلمان البرازيلي إلى اتخاذ عدد من القرارات الصارمة ضد هجرة الآشوريين إلى البرازيل. ففي 24/أيار/1934 تم الإقرار بأن لا يجوز أن تزيد نسبة الهجرة من أي بلد إلى البرازيل على نسبة 2% سنوياً من مجموع سكان تلك البلاد الذين سكنوا البرازيل خلال الخمسين سنة الماضية. كما قرر ايضاً عدم تجمّع المهاجرين وتركّزهم في منطقة معينة من الاراضي البرازيلية (د.ك.و ،البلاد الملكي ،1185/311، 1934، 133-134؛ الحيدري ،1977، 436؛ المحمدي، 2017، 270).

في الاجتماع الذي عقدته اللجنة السداسية بتاريخ 1/حزيران/1934 وبحضور الوفد العراقي، أخبر المسيو اوليفيان رئيسُ اللجنة الوفدَ بفشل مشروع البرازيل، على الرّغم من أن الحكومة البرازيلية كانت موافقة في أول الأمر على دخول الآشوريين فيها (د.ك.و، البلاط الملكي،1186/311 ،1934، 42؛ المحمدي، 2017، 271). ولكن جاء الرد الرسمي بالرفض من الحكومة البرازيلية هذه المرة بتقرير مرسل إلى اللجنة السداسية بتاريخ 3/حزيران/1934، وتم التأكيد فيه على أن إسكان الآشوريين في البرازيل أصبح أمراً مستحيلاً (د.ك.و، البلاط الملكي ،1186/311، 1934، 42). ورفعت اللجنة السداسية تقريرها بتاريخ 5/حزيران/1934 إلى مجلس عصبة الأمم واكدت فيها رسمياً فشل مشروع إسكان الآشوريين في البرازيل (المحمدي،2017، ص271).

وبعد فشل هذا المشروع ظهر تأثير ذلك بشكل كبير على الأوساط البريطانية المتعاطفة مع الآشوريين ، فقد عُقد في 22/حزيران/1934 اجتماع كنسي برئاسة رئيس اساقفة يورك، القى أسقف كاوستر في الاجتماع خطاباً ذكر فيه أنه من الواجب على الحكومة البريطانية بعد فشل اسكانهم في البرازيل، أن تبحث لهم عن مكان جديد يقع تحت السيطرة البريطانية (الحيدري، 1977، 437). وهكذا فشل مشروع إسكان الآشوريين في مقاطعة بارانا البرازيلية بعد أشهر من اقتراحه.

ثانياً- مقترح غيانا البريطانية لتوطين الآشوريين 1934-1935:

بعد فشل مشروع إسكان الآشوريين في مقاطعة بارانا البرازيلية، وجهت اللجنة السُّداسية في بداية شهر حزيران عام 1934 على الفور نداءات عاجلة إلى حكومات بعض البلدان فيما يتعلق بموافقة استقرار الآشوريين في أقاليم او مستعمرات تابعة لهم. وأهم تلك الحكومات التي وصلت النداءات اليها كانت(المملكة المتحدة، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، إستراليا، الأرجنتين، جنوب أفريقيا، كندا، كولومبيا، يونان، برتغال، هولندا، بلجيكا، تركيا)(League of Nation, 1934, 1؛CO884/17, 1934, 4). رفضت عدد من تلك الحكومات هذا النداء، مثلاً في 21/تموز/1934 رفضت الحكومة اليونانية قبول المهاجرين الآشوريين للإسكان في أراضيها (د.ك.و، البلاط الملكي،1186/311 ،1934، 97). وكذلك رفضتِ الحكومة البلجيكية هذا المشروع منذ البداية؛ إذ أرسلت وزارة الخارجية البلجيكية رسالة إلى اللجنة السداسية في 30/تموز/1934 بينت فيها رفضها اسكان الآشوريين في بلجيكا(د.ك.و، البلاط الملكي،1186/311 ،1934، 110). أرسلت وزارة الخارجية الهولندية كذلك جوابها إلى رئيس اللجنة بتاريخ 2/أب/1934 وبيّنت رفضها لإسكان الآشوريين في هولندا (د.ك.و، البلاط الملكي، 1186/311 ،1934، 137).

وانتظرت اللجنة ردود عددٍ من الحكومات الأخرى مثل: (جنوب أفريقيا، الأرجنتين، كندا، كولومبيا، تركيا)، إذ تأخرت أجوبتها على النداء ويظهر أنها لم تقبل بتلك الفكرة، أي: فكرة إسكان الآشوريين في اراضيها، لذلك توجهت احتمالات الاستيطان نحو بريطانيا او فرنسا لاستيطان الآشوريين في احدى مستعمراتهم (League of Nation, 1934, 1)، وقد اقترحت كلٌّ من بريطانيا وفرنسا عن امكانية استيطان الآشوريين في غيانا البريطانية[12] او النيجر الفرنسية (League of Nation, 1935, 23-24).

بقرار من مجلس الوزراء العراقي شُكّلت لجنة بتاريخ 4/تموز/1934 تتألّف من وزير الخارجية ووزير المعارف وممثل العراق الدائم في عصبة الأمم توفيق السويدي والسير كيناهان كورنواليس مستشار وزارة الداخلية ومصطفى العمري لدرس القضية الآشوريين. وقد تم رفع المقترحات الى لجنة عصبة الأمم، واهم تلك المقترحات كانت حلّ مخيم الموصل اعتباراً من 1/أيلول/1934، وإعطاء كل واحد من سكان المخيم مبلغاً مالياً في حال ترك المخيم (د.ك.و، البلاط الملكي،1186 /311، 1934، 64؛ الحيدري،1977 ، 440)؛ لأن العراق لم يكن يرغب بالصرف على المخيم اكثر مما صرف. وهذا الموقف من الحكومة العراقية قد أدى الى إثارة مشاعر الخوف لدى عصبة الأمم وكذلك العناصر المؤيدة للآشوريين في بريطانيا (الحيدري، 1977،  440).

سبق وأن عُقد اجتماع في المكتب الاستعماري بتاريخ 28/حزيران/1934 حضره كل من(السير مافيي، السير فرنسيس همفريز، السير ادوارد دينهام، السير جاردن، السير شوكبورغ، السير بوتوملي، السير بيكيت السير باركينسون، السير كامبل، السيد ستيرندال بينت، السيد فيرنون، السيد كالدير ،السيد باسكين)، في هذا الاجتماع أعطى فرنسيس همفريز تقريراً موجزاً عن مشكلة الآشوريين ، أكّد فيه على أهمية حل المشكلة وتأمين إبعاد أنصار المارشعون (CO884/17, 1934, 6-7).

اثناء المناقشات التي دارت في الاجتماع ناقش الحاضرون مستقبل الآشوريين ، وادلى كل المجتمعين بآرائهم لحلّ المشكلة وإيجاد مكان افضل لاستقرار الآشوريين ، إذ طرح السير ادوارد دينهام رأيه  من خلال مقترح إسكان الآشوريين الذي يرغبون بترك العراق في منطقة روبونوني (Rupununi) في غيانا البريطانية. وذكر دينهام أن مساحات كبيرة غير مأهولة تابعة لأراضي التاج البريطاني مساحتها أكبر من مساحة اسكتلندا، تتكون تلك الأراضي من غابات سافانا المرتفعة التي تصل إلى الجبال، وهي مناسبة مناخياً ومروية جيداً وقادرة على تربية المواشي والاغنام، وذكر ايضاً يجب أن تكون فيها مناسبة زراعياً لزراعة القمح والمحاصيل الغذائية والتبغ، ويمكن توفير الارز من الحزام الساحلي. وقد ذكر دينهام من الصعوبة الوصول اليها؛ لأنها تقع في رحلة تستغرق ثمانية أيام عبر نهر تعوقه منحدرات (CO884/17, 1934, 7).

بخصوص غيانا البريطانية أرسل السير ادوارد دينهام حاكم غيانا البريطانية مذكرة الى السيد باركينوس (المكتب الاستعماري البريطاني) يوضح في مذكرته ملخصاً الاسباب في اختيار مقاطعة روبونوني في غيانا البريطانية مكاناً لتوطين الآشوريين فيها. واهم ما جاء في مذكرته حول المنطقة:

1-   أن المنطقة مجاورة  للبرازيل التي كانت مقترحاً لتوطين الآشوريين.

2-   أنه بلد الماشية.

3-   مساحة هذه المقاطعة اكبر من مساحة اسكتلندا.

4-   المقاطعة غير مأهولة بالسكان، على الرغم من تواجد قسم صغير من الهنود وبعض الفلاحين فيها.

5-   أن الجو فيها صحيّ بشكل عام، لكونها متنزهاً ريفياً يعود إلى الجبال.

6-   لن تكون هناك صعوبة في العثور على مناطق الرعي والمحاصيل الغذائية.

7-   في هذه المقاطعة يمكن زراعة الحبوب والقمح والشعير وكذلك زراعة التبغ.

8-   ليس من الصعوبة الصحول على الموارد اللازمة لبناء المنازل.

9-   المنطقة معزولة ولا توجد بها مشكلة التنافس الاستعماريّ.

10-منقطة مكتفية ذاتياً بسبب موقعها(CO884/17, 1934, 10).

لقد أوضحت الحكومة البريطانية امام عصبة الأمم ضرورة إنجاح هذا المشروع، واكدت أنه لابد من موافقة الآشوريين والحكومة العراقية على ذلك، وكذلك تأمين المبالغ المقتضية لهذا المشروع، وقد صرحت الحكومة البريطانية بأنها على استعداد لدفع حصتها من مصاريف إسكان الآشوريين باعتبارها عضواً في عصبة الأمم (فتى العراق ،العدد60 ،26/أيلول/1934، 2). وفي 22/أيلول/1934 تم تبليغ المسيو اوليفيان (رئيس اللجنة السُّداسية) من قبل وزارة الخارجية البريطانية، عن امكانية إسكان الآشوريين في مقاطعة روبونوني الواقعة في غيانا البريطانية (ستافورد،2015 ، 276؛ الحيدري، 1977، 441). وأبرز ما جاء في ملخص الحكومة البريطانية حول غيانا:

"إن المنطقة واسعة جداً وهي كافية لاستيعاب كل الآشوريين الذين قد يرغبون في ترك العراق، وهي في الوقت الحاضر خالية تقريباً، وأن عدداً كبيراً من الخيول والمواشي ترعى فيها، يبدو أنه فيها إمكانيات استصلاح اخرى لتكون منطقة لتربية المواشي، اما قدرتها الإنباتية فلم توضع الى حد الآن موضع اختبار حقيقي، لكن يظن أن المنطقة الصالحة للزراعة فيها محدودة، وقد تدرّ من المحاصيل ما يكفي لسد حاجة الآشوريين ومواشيهم، وأن فحصاً واختباراً أدق بكثير من هذا، هو مما لابد منه على كل حالٍ مع إعطاء اهتمام خاص للأحوال الصحية والمناخية، وللظروف الزراعية والمراعي قبل أن يتقرر نهائياً صلاحها لتوطين الآشوريين، وترى حكومة صاحب الجلالة من الضروري جداً أن يُشرع بتحقيقات مستقلة حيادية في الموقع المقترح، وأن يكون ذلك تحت إشراف عصبة الأمم، بقدر ما تراه ويراه الآشوريون مناسباً، وقبل الوصول إلى قرارٍ في الموضوع فأن حكومة غينيا البريطانية تقدر بعثة تحقيقات يلزمها ثلاثة أشهر في المستعمرات لإنجاز مهمتها بشكل جيد"(ستافورد، 2015، 276).

ومن الجدير بالذكر فإن اللجنة السداسية توصلت الى استنتاج مفاده إرسال بعثة إلى غيانا البريطانية مؤلّفة من شخصين احدهما خبير في الشؤون الزراعية ولديه تجارب في غيانا البريطانية، وشخص آخر لديه معرفة تامة بالآشوريين(CO884/17, 1934, 93). وبناءً على ذلك زار القائمُ بأعمال السفارة البريطانية سكرتيرَ الأمور الغربية في ديوان وزارة الخارجية العراقية، وبيّن  أنه استلم برقية من لندن، وقد أكد بأنها جاءت موافقة لحكومة غيانا البريطانية إحدى ممتلكات بريطانيا الواقعة في شمال امريكا الجنوبية على تخصيص أراضٍ مساحتها(30،000) ميل مربع لإسكان الآشوريين (د.ك.و، البلاط الملكي، 1187/311، 1934، 37).

ومهما يكن فإن التعريف الاساسيّ العام بالمنطقة يمكن توضيحه بالآتي: بالنسبة لموقعها الجغرافي فهي تقع شمالاً على درجة عرض 5 الشمالية وفي الجنوب على درجة طول 59 غرب خط عرض درجة 4. ثم تمتد هذه المنطقة على طول هذا الخط حتى نهر روبونوني محادياً لنهر روبونوني كورتارو وريوا. وخط طول درجة 59 غرب تقاطع خط عرض درجة 2 شمالاً. وتقع هذه المنطقة غرب الحدود البرازيلية. ومساحتها الحقيقية هي (13،110) ميل مربع، يخرج منها بعض البقع المخصصة للهنود البالغة مساحتها(855) ميل مربع ولم تدخل ضمن منطقة الإسكان، بالنسبة للوصف الطبيعي للمنطقة، توجد قطعتان جبليتان تسمى (باكارايما وكانوكو) مغطاة بالغابات وتصل قممها الى 2000 و3000 قدم عن مستوى سطح البحر، بلنسبة المناخ المنطقة فإن درجة الحرارة تختلف من 33.3 اعلى نسبة و21.9 اوطأ نسبة، وأن الليالي خلال السنة كلها باردة على حدّ سواء، وكمية سقوط الامطار في المنطقة تتراوح بين 55-80 انج. ويوجد موسمان واضحان: الأوّل موسم الامطار يبتدئ في شهر أيار وينتهي في شهر آب، والثاني موسم  الجفاف من شهر أيلول الى شهر نيسان، إن منطقة روبونوني تصلح للمرعى إضافة الى المواشي والخيول، فبالإمكان انجاح تربية الخِراف والماعز والخنازير والطيور الداجنة ايضاً، اما من حيثُ الزراعة فالمعلومات غير كافية عن المنطقة بحسب ما كتب عنها العلماء الذين زاروا المنطقة، ولكن حسب ما وصلوا إليه هؤلاء العلماء فإن سهول النهر في الجبال قد تكون احسن المناطق ملائمة للاستيطان الزراعي، واهم المحاصيل الزراعية فيها هو حب كافاسا(الذي يعطي نوعين من الدقيق وهو طعام السكان الرئيسي)، كذلك بالإمكان زراعة انواع من الخضروات والفواكه وزراعة الفاصوليا والتبغ والموز والرز والطلح واللوبيا والبطاطا المسكرة والخس واللهانة، كذلك كافة انواع الفواكه والخضار الأخرى(League of Nation,1934,4-5 ؛د.ك.و، البلاط الملكي،1187 /311، 1934، 54-56).

كما ذكر أنه لابد من دراسة المنطقة والى اي مدى تصلح لتوطين الآشوريين، لذلك وجب دراسة المنطقة من شخصين واحد مختص في الزراعة وعلى دراية بالمنطقة وشخص آخر يعرف الآشوريين وعاش معهم مدة، لذلك اختارت عصبة الأمم شخصين للذهاب الى المنطقة وتفتيشها. فتم اختيار العقيد كيلبرت براون كونه على دراية بأوضاع الآشوريين ولديه معرفة تامة بهم، وشخص آخر كان الايطالي الدكتور جيكليولي (عضو المعهد الاستعماري الملكي في فلونسا، الذي لديه بالفعل خبرة شخصية في غيانا البريطانية، وقام بزيارة المستعمرة في بعثة علمية ايطالية في عام 1931) (CO884/17, 1934, 94-95؛League of Nation,1935,24). لذلك قام الامين العام لعصبة الأمم بإرسال الرسالة اليهما بتاريخ 28 أيلول 1934، أبلغهم بضرورة دراسة منطقة (روبونوني) لتوطين الآشوريين فيها، حتى يصبحون عنصراً مهماً ومفيداً لغيانا البريطانية (CO884/17, 1934, 93-94).

في تلك الأثناء قرر مجلس الوزراء العراقي بتاريخ 30/أيلول/1934 وبضغط بريطاني من إبقاء مخيم الموصل أربعة أشهر اخرى لحين إكمال دراسة مشروع إسكان غيانا البريطانية، ثم أصدر قراراً أخر بتاريخ 6/تشرين الأول/1934 نصّ على تمديد مدة بقاء مخيم الموصل من 8-9 أشهر اخرى، وتحديد مبلغ (2420) دينار عراقي لإعاشة الآشوريين المتواجدين فيه، وتخويل تومسن صلاحية توزيع المبلغ على الآشوريين. لكن تومسن فضّل الاستقالة في تاريخ 16/تشرين الأول/1934 لعدم وجود اشغال مهمة تناط به، وتم ترشيح المفتش الإداري للواء الموصل ويلسن بدلاً عنه حتى يدير مخيم الموصل (المحمدي،2017 ، 272).

ثم قام كل من كيلبرت براون والدكتور جيكليولي بزيارة تفقيدية إلى داخل المستعمرة في تشرين الثاني وكانون الاول من عام 1934، وقد قطعوا حوالي 2000 ميل، 1000 منها سيراً، وحوالي 700 ميل في قوارب صغيرة في النهر، وكان من الصعوبة بمكان التّنقل بسبب المنحدرات القوية وسقوط الاشجار(League on Nation questions,1934,24).

في 11/كانون الأول/1934 انتهت اللجنة من فحصها للمناطق الواقعة في الشمال الغربي وفي الجنوب من جبل كلاكمانان، ورأت ان الإسكان في المكان المنتخب يبشر بالنجاح، ولكنها مع ذلك تعتقد اعتقاداً جازماً بأن الإسكان يجب أن يجرى شيئاً فشيئاً لأن بعض البقاع تحتاج إلى أن تجرب وبعضها تعدم المواصلات فيها بالمرة خصوصاً في الفصول الرطبة، وان ارسال مجموعة كبيرة من الناس دون ان تقوم هيئة ابتدائية ببعض التجارب قد يؤدي الى كارثة والى خلق مشكلة صعبة للمستعمرة (د.ك.و، البلاط الملكي، 1188/311، 1934، 1).

أما بالنسبة الى موقف الآشوريين أنفسهم من الاستيطان في غيانا البريطانية فقد صرح السير ستيرندال بينت باختلاف مواقف الآشوريين بخصوص الهجرة، ومع ذلك لا يمكن أخذ أي فكرة واضحة عن موقفهم، إلا بعد أن يتم تثبيت هذا المقترح. أما بخصوص رأي المارشمعون فلن يكون ضرورياً، لأنه سبق وأن تكلم معه العقيد براون، وقد ذكر بأن سيرضى بأي مقترح يقدمه براون للآشوريين (.(IOR/L/PS/12/2874, 1934, 21-22

وبخصوص الآشوريين ومقترحات عصبة الأمم، فإن من المتوقع أن يفضل عدد كبير منهم البقاء في العراق، ومن الصعب تقدير عدد الذين يرغبون في مغادرتها العراق بدقة، وبهذا الصدد خمّن جلالة الملك غازي أنه قد يكون الحد الادنى 7000 الى 12000 من الذين يرغبون بمغادرة العراق، وفي مستهل حديث وزير الخارجية ألمَحَ انه مهما كان توطين الآشوريين مرغوباً فيه  في غيانا البريطانية، فان التقديرات تشير إلى ان كلفة توطين هؤلاء الأشخاص ستتراوح بين (300،000) جنيه استرليني الى(600،000) جنيه استرليني لتوطين(2000) عائلة آشورية في المنطقة(CO884/17, 1934, 70). وتماشياً مع ما تم ذكره اكد السير فرنسيس همفريز بنفسه ان مابين 6000-8000 آشوري على الأقل يجب ان يغادروا العراق بطريقة أو بأخرى. أن جميع الذي رغبوا لاخراج مخطط غيانا البريطانية الى حيز التنفيذ، فكروا بأن اذا فشل المشروع سيبدأ المخاطر على الآشوريين ومستقبلهم (17IOR/L/PS/12/2874, 1934,).  

لقد فشل مشروع غيانا البريطانية على أثر المخاوف والاستنتاجات السلبية لتقرير براون وجيكليولي بشأن توطين الآشوريين ، اولاً من الناحية المالية، إذ لا يوجد عدد ثابت من الآشوريين الذين يرغبون مغادرة العراق، فهناك احتمال أن يكون عشرة آلاف او ضعف هذا العدد(ستافورد ،2015 ، 278-279؛ Asia, 2009, 376)، وقد ورد في بيان أولي النفقات التي ستتكبدها مستعمرة غيانا البريطانية فيما يتعلق بتوطين الآشوريين في غيانا البريطانية نفسها، إن حسب البيان الصادر بتاريخ 26/كانون الثاني/1935 من قبل (مك ديفيد) أمين صندوق المستعمرة يبلغ المبلغ (21،034,50$) (CO884/17, 1934, 107). ثانياً: لقد جاء في تقرير البعثة أن المنطقة لا تصلح لإسكان الآشوريين ، وفي صباح يوم 22/آذار/1935 عقدت اللجنة السداسية اجتماعاً في باريس بحضور الوفد العراقي الذي علم بفشل مشروع إسكان الآشوريين في غيانا البريطانية لعدم ملائمة مناخها وعدم وجود الارض التي تتسع للهجرة حسبما ورد في تقرير براون، وهذا ما اكده الممثل البريطاني بينت للوفد العراقي (المحمدي، 2017، 273).

وبهذا الصدد اعلنت عصبة الأمم بتاريخ 18/نيسان/1935 أن مشروع غيانا البريطانية قد فشل بسبب وجود صعوبات خطيرة في المنطقة أمام إسكان الآشوريين (CO884/17, 1934, 110). وفي تلك الايام قررت اللجنة السُّداسية إبلاغ الآشوريين رسمياً بفشل مشروع إسكانهم في غيانا البريطانية (د.ك.و، البلاط الملكي، 1188 /311، 1934، 52؛ المحمدي،2017 ،273). كما أن هذا الخبر(فشل مشروع إسكان الآشوريين في غيانا البريطانية) نشر في جريدة التايمس البريطانية، إذ لا يمكن تحقيقه لعدم ملائمة تلك المنطقة (البلاد، العدد537، 2/أيار/1935)، وكذلك اكد كلبرت براون بنفسه فشل مشروع إسكان الآشوريين في غيانا البريطانية، إذ ذكر أن غيانا لم تكن بلداً وليس من السهل أن يلقى فيها مجتمعاً ويتوقع منه الاستقرار. ومن الضروري إجراء تجربة مع عدد صغير من الاشخاص على مدار فترة، ولهذا "رفضنا مشروع إسكان الآشوريين في مقاطعة غيانا البريطانية" احدى المستعمرات البريطانية (Browne ,Vol.85, No.4389, 1937, 179).

الخاتمة

بعد البحث والدراسة في مسألة الاقتراحات التي طرحت لإسكان الآشوريين وابعادهم عن العراق بعد احداث سميل عام 1933، توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات منها:

1-يبدو أن مأساة الآشوريين لا تقل عن أي مأساة أخرى في المنطقة، ورغم ذلك لا تتطرق اليها المصادر التاريخية لإظهار مدى الظلم الذي وقع عليهم كباقي المأسي في المنطقة كالقضية الكردية والارمنية، وقد يكون السبب في ذلك قلة عددهم، ويبدو ذلك راجع الى النسبة القليلة لعددهم مقارنة بالشعوب الأخرى في المنطقة.

2-من خلال متابعة موقف الآشوريين من اسكانهم في البرازيل وغيانا البريطانية يبدو أنهم أرادوا ذلك بشدة فقط للخلاص من (جحيم العراق) -إذا جاز التعبير- والبحث عن حياة جديدة يؤمنون بها مستقبلهم ومستقبل الأجيال القادمة لشعبهم وللحفاظ على دينهم ومعتقداتهم.

3-لم تختلف السياسية البريطانية عن السياسة العراقية في ضرورة ابعاد هؤلاء الآشوريين من دولة العراق الحديثة، وذلك لأنهم ليسوا من أهل المنطقة فحسب وانما كان العراق يئن من مشاكل عديدة لا حصر لها فلا مجال هناك لتحمل أعباء مشكلة أخرى وهي المشكلة الآشورية.

الهوامش

[1]مخيم الموصل:- هو مخيم الذي افتتح بقرار من معالي وزير الداخلية حكمت سليمان في منطقة الدواسة في الموصل. لعوائل هؤلاء الآشوريين الذين رجعوا إلى سوريا بعد أحداث سميل 1933. حيثُ أفتتح المخيم بتاريخ 21/أب/1933 (د.ك.و. بلاط الملكي،1187/311، 1934، 22).

[1]حكمت سليمان:- ولد حكمت ابن سليمان فائق بك في عام 1889، درس الحقوق في اسطنبول، عمل ضابطاً في الجيش العثماني، عاد إلى بغداد عام 1920، تسلم لحقائب الوزارية الكثيرة منها (المعارف، العدالة، الداخلية) في العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين، اصبح رئيساً للمجلس النواب لمدة خمس اشهر في عام 1926، من مؤسسي حزب الأخاء الوطني عام 1930، وتوفي في بغداد بتاريخ 6 حزيران 1964(بصري، ج1، 2005، 221-223).

[1]احداث سميل:- تلك الأحداث التي وقعت بين الجيش العراقي والآشوريين العائدين من السوريا في آب 1933، وراحت ضحية هذه الأحداث مئات من الآشوريين(نساء ورجال واطفال)، وعلى أثر هذه الأحداث نهبت ودمرت 60 قرية آشورية في سيميل وضواحيها(ستافورد، 2015، 213-237).

[1]ايشاي مار شمعون: ولد إيشاي أبن داود من عائلة المارشمعونية في عام 26 شباط 1908 في قرية قوجانس بهكاري، كان عمره 12 سنة أصبح بطريركاً لكنيسة المشرق عام 1920 بعد وفاة عمه بولص مار شمعون، ذهب في عام 1924 إلى لندن بغية الدراسة وتخرج من كلية القديس اوغسطين في كانتربري سنة 1927، ونفي الى قبرص 1933، منها إلى بريطانيا ثم استقر في الولايات المتحدة الامريكية مع عائلته، اغتيل في 7 تشرين الثاني 1975 على يد داود أبن مالك اسماعيل التياري العليا (يعقوب، 2013، 338-345).

[1]ملك خوشابا: ولد ملك خوشابا عام 1877 في قرية ليزان تابعة لقبيلة تياري السفلي في جبال هكاري، ويعد احد ابرز القادة الآشوريين في الحرب العالمية الأولى وبعدها، برز دوره في معاركه ضد الكرد والعثمانيين اثناء وبعد الحرب العالمية الأولى، كان مخالف لعائلة المارشمعون، من مؤيدي الحكومة العراقية ومحاولاتها لتوطين الآشوريين، توفي في عام 1953(صفوه، 1983، 67).

[1]يوسف مالك:- ولد في عام 1899 في بلدة التلكيف، ودرس في الكلية اللاتينية في بغداد وثم اكمل دراسته الكلية الأمريكية في البصرة، عمل مترجماً حربياً بعد احتلال الأنكليز لبصرة. عمل سكرتير للمفتش الاداري في لواء الموصل، غادر العراق في عام 1931 واصبح هناك حتى فترة احداث آب 1933، التقي بايشاي مارشمعون في القبرص، وذهبوا معاً الى مقر عصبة الأمم في جنيف، اصدر صحيفة اترا في لبنان(Donabed, 2015, 34-35)

[1]ولاية بارانا البرازيلية وعاصمتها مدينة قرطبة وتقع جنوب البلد، وتبعد 1000 ميل من مدينة ساو باولو البرازيلية، يحدها من الشرق محيط الأطلسي ومن الغرب دولة باراغواي(Kircher, 1923, 1-17).

[1]كلبرت براون:-ولد جون كيلبرت بروان في 26 تموز 1876 ودرس في جامعة اكسفورد، شغل مناصب عسكرية في كل من نيجيريا والهند وفرنسا وجاليبولي وفلسطين وتم تكريمه ست مرات، التحق بالقوات الملكية البريطانية في العراق 1922، تقاعد براون برتبه العميد في عام 1933 وعمل مع عصبة الأمم لمحاولة توطين الآشوريين، حيثُ زار كل من البرازيل وغيانا البريطانيا لتفتيش مناطق إسكان الآشوريين، اهتم بالقضية الآشورية لحين وفاته في 12 شباط 1968(Solomon, Vol 23, No 3,2000, 8).

[1]قوات الليفي:- قوة اسسها البريطانيون في العراق، وبدأت فكرة تأسيس الليفي في عام 1915 عندما اسس الجنرال ايدي قوة من (40) شخصاً في لواء المتنفك، في البداية انضم الى الليفي كل من العرب والكرد والتركمانيين، وفي نهاية وخصوصاً بعد عام 1921 حصر هذه القوة للآشوريين، في العشرينات من القرن العشرين سيطرت عائلة المارشمعون على الليفي، في عام 1932 انسحب جماعة المارشمعون من الليفي، وعام 1936 نقل مقر الليفي الى معسكر الحبانية، واستمرت هذه الوحدات الى عام 1955(براون، 2006، 43 وما بعدها).

[1]جيتوليو دورنيلليس فاركاس: من مواليد مدينة ساو بورجا في اقليم ريو جراندي دو سول في البرازيل 19 نيسان 1882، درس القانون في بورتو اليكري، يعد من احد السياسيين والرئيس الأكثر شعبية لدى البرازيل في القرن العشرين، لقب بـ(ابو الفقراء)، تولي الرئاسة البرازيلية اربع مرات متتالية بين سنوات (1930-1951)، اغتيل في عام 1954(D’Araujo, 2017, 13-35).

[1]الجمعية الوطنية لأصدقاء البرتو كارلوس:- هي جمعية برازيلية أسست في البرازيل، من نخبة من المثقفين والدبلوماسيين والسياسيين والوزراء والبرلمانيين والقانونيين، بغية الوقوف ضد تسفير الآشوريين إلى البرازيل (Lesser, 1994, 28).

[1]غيانا البريطانية:- احدى المستعمرات البريطانية التي تقع في الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية، وشمالها يقع المحيط الأطلسي، وجنوبها البرازيل تقع بين 50 خطوط العرض في الشمال و590 خطوط الطول في الشرق (League of Nations, 1934, 4-5).

قائمة المصادر والمراجع

أولاً-الوثائق البريطانية غير المنشورة:

1.     CO884/17,1934.

2.     IOR/L/PS/12/2874, 1934.  

ثانياً-الوثائق الأمريكية  غير المنشورة

1.     Assyrians and Racial Disturbances in Iraq 1933-1938 Records of the U.S. Embassy in Baghdad.

2.     Office of Strategic Services Research and Analysis Branch, the Transfer of the Assyrians of Iraq, October 1944.

ثالثاً-الوثائق العراقية غير المنشورة

1.    د.ك.و، البلاط الملكي ،1185/311، 1934.

2.    د.ك.و. البلاط الملكي، 1186/311، 1934.

3.    د.ك.و. البلاط الملكي، 1187/311، 1934.

4.    د.ك.و، البلاط الملكي، 1188/311، 1934.

رابعاً-تقارير عصبة الأمم غير المنشورة

1.     League of Nations, Settlement of Assyrians of Iraq, Geneva 1934.

2.     League of Nations, Settlement of Assyrians of Iraq, Geneva 1935.

3.     League of Nations Questions the Settlement of the Assyrians a Work of Humanity and Appeasement, Geneva, 1935.

خامساً-الكتب الانكليزية والبرازيلية

1.     Asia, Isaac E. (2009) British Policy in Assyrian Settlement, n,p.

2.     Da Costa, Claudia Fereira. (2003) Eugenia E Identidade a Campanha Contra a Imigracao Assiria Para o Norte Do Parana, Em 1934, Curitiba.

3.     D’Araujo, Maria Celina. (2017) Getulio Vargas, Brasilia.

4.     Donabed, Sargon George. (2015) Reforging a Forgotten History Iraq and the Assyrians in the Twentieth Century, Edinburgh, Edinburgh university Press.

5.     Kircher, Joseph Casimir. (1923) Parana Pine Lumber Industry of Brazil, Washington, Government Printing Office.

سادساً-رسائل الدكتوراه:

المحمدي، عماد خميس حمزة منسي. (2017) سياسة بريطانيا تجاه الآثوريين في العراق 1918-1941، اطروحة الدكتوراة مقدمة الى كلية الآداب جامعة الانبار.

سابعاً-الكتب العربية

1.     الحيدري، رياض رشيد ناجي.(1977) الآثوريون في العراق 1918-1936، القاهرة، مطبعة الجبلاوي.

2.     بصري، مير. (2005) اعلام السياسية في العراق الحديث، ج1، لندن، دار الحكمة.

3.     براون، جي. كيلبرت. (2006) قوات الليفي العراقية 1915-1932، ت: مؤيد ابراهيم الونداوي، مراجعة وتقديم: رفيق صالح، السليمانية، بنگەی ژین.

4.     ستافورد، رونالد سيمبل. (2015) مأساة الآثوريين من جبال هكاري إلى معسكر اللاجئين في بعقوبة خلال أحداث الحرب العالمية الأولى وما بعدها، ترجمة:حسن كريم الجاف، بيروت،دار العربية للموسوعات.

5.     يعقوب، كلير ويبل. (2011) سورما خانم(1883-1975) السيدة الكلدو-آشورية في قلب الإعصار المدمر الذي اجتاح بلاد مابين النهرين، ترجمة: نافع توسا، مراجعة وتحقيق وتقديم: يوسف توما مرقس، بغداد، شركة الاطلس للطباعة المحدودة.

6.     صفوة، نجده فتحي. (1983) العراق في الوثائق البريطانية سنة 1936، البصرة، مركز دراسات الخليج العربي.

ثامناً-الصحافة

1.    فتى العراق ،العدد60 ،26/أيلول/1934

2.    البلاد، العدد537، 2/أيار/1935

تاسعاً-المقالات والبحوث باللغة الإنكليزية

1.     Stafford, R.S. (April 1934) Iraq and the problem of the Assyrians, International Affairs (Royal Institute of International Affairs 1931-1939), Vol.13, No.2.

2.     Browne, J.G. (January 1937) the Assyrians, Journal of the Royal Society of Arts Vol.85, No.4389.

3.     Lesser, Jeffrey. (winter 1994) Immigration and Shifting Concepts of National Identity in Brazil During the Vargas Era, Luso-Brazilian Review Vol.31, No.2.

4.     Solomon, s. Solomon. (2000) Brigadier-General John Gilbert Browne of the Levies, Nineveh, Vol.23, No.3.

5.     Geraldo, Endrica. (2009) A Lei Cotas de 1934 Controle be Estrangeiros no Brasil, AEI, Vol.15, No.27.


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثشنيازيَن نيشتةجيَكرنا ئاشووريان ل بةرانا بةرازيلي وغيانا بريتاني ١٩٣٣-١٩٣٥

خواندنةكا ميذووي

ثؤختة:

ثرسا نيشتةجيكرنا ئاشوورييَن هةكاريَ، رايا طشتي يا سياسي يا عيراقي وبريتاني وكومةلا طةلان بخوظة مذويلكر، نةخاسمه ثشتي رويدانيَن دةظةرا سيَميَليَ ل سالا ١٩٣٣، بريتانيا وةسا ديت كو يا ب زحمةتة ئاشوورييَن ئاكنجييَن دولا جولةميَرطيَ “هةكاري” دطةل عيراقيَ خؤ بطونجينن، ئةوين ل سالا ١٩١٥ ذبةر مةترسييَن لةشكةريَ عوسماني ذ دةظةريَن خؤ رةظين، كو لةشكةريَ ناظبري هيَرش كرينه سةر دةظةريَن وان، تايبةت ثشتي دةستثيَكا جةنطيَ جيهانيييَ ئيَكيَ ئاشوورييان ثةيوةندييَن بهيَزيَن دطةل روسيا طريَداين.

طرنطيا ئةظيَ خواندنيَ ثشتي ضةند ثيَشنيازيَن نيَظ دةولةتي دهيَت، ذبؤ ثروسيَسا ظةديتنا وةلاتةكيَ بؤ ئاشووريان، ئةوذي ثشتي بريتانيا نةشياي سؤزا خؤ جيَ بةجيَ بكةت، ئةظجا ظةطةراندنا ئاشووريان بؤ دةظةريَن وانا بيت ل هةكاريَ يان ذي دامةزراندنا دةولةتةكا نةتةوةيي بيت ل ناظا كوردستانيَ. ذبةر ظيَ ضةنديَ ئةظ ظةكؤلينة بةرسظا ضةند ثرسياران ددةت ذوانا: ثرسا ئاشووري ضية؟ ضاوا ئةظ ثرسه سةرهلدا وثيَشظةضوو؟ بوضي بريتانيا سؤزيَن خو ييَن سياسي هةمبةر ئاشووريان جيَ بة جيَ نةكر؟ ديسان، ئايا بريتانيا سؤزةك دابوو ئاشووريان ذ بؤ دامةزراندنا دةولةتةكيَ وةك نةتةوةييَن ديتر؟ رويدانيَن سيَميَليَ ض بوون؟ ئةو ثيَشنيازين نيشتةجيَكرنا ئاشووريان ل هةر ئيَك ذ بةرازيل وغيانا بريتاني ض بوون؟ ئايا ئةظ ثيَشنيازه هاتنه جيَ بة جيَ كرن يان نه؟ ئةو ئاستةنطيَن كةظتينة هةمبةر ثروسيَسا ئاكنجي كرنيَ ض بوون؟ و بةرسظ ل سةر ضةندين ثرسياريَن ديتر ل دؤر ئةظيَ خواندنيَ ب ثيَشبةستنا ذيَدةرين ديرؤكي ييَن رةسةن دهينه دان.

ثةيظيَن سةرةكي: عيراق، بريتانيا، كومةلا طةلان، ثارانا بةرازيل، غيانا بريتاني.

 

 

 

 

Proposals for settlement assyrians in brazilian paraná and british guiana 1933-1935

Historical study

Abstract:

The case of the settlement pf the Assyrians of Hakkari has preoccupied political public opinion in Iraq, Britain, and the League of Nations, which was after the events of Semele in 1933, where Britain understood in particular that it was very difficult for these Assyrians to integrate with the inhabitants of the Julamerg Valley "Hakkari", who fled from their areas of residence in 1915 for fear of oppression of the Ottoman army who attacked their areas. after the Assyrians contacted the Russians at the beginning of World War I. The significance of this study goes back to tracking those international proposals in the process of finding a home for the Assyrians, after Britain was unable to fulfill its pledges to the Assyrians, either by returning them to their areas of residence in Hakkari or establishing a nation-state for them in Kurdistan. Therefore, this study attempts to answer a number of questions, including: What is the Assyrian problem? How did this problem arise and develop? Why did Britain not fulfill its political promises to the Assyrians? Was there a promise for them to establish a nation-state like the rest of nationalities? What are the events of Semel? What is the proposal to house the Assyrians in Brazil and British Guiana? Did these proposals succeed or not? What are the obstacles to these settlement projects? This study attempts to provide answers to many other questions based on the original historical resources.

Keyword: Iraq, Britain, League of Nation, Parana Brazil, British Guiana.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



* الباحث المسؤل.

This is an open access under a CC BY-NC-SA 4.0 license (https://creativecommons.org/licenses/by-nc-sa/4.0/)

 



[1]مخيم الموصل:- هو مخيم الذي افتتح بقرار من معالي وزير الداخلية حكمت سليمان في منطقة الدواسة في الموصل. لعوائل هؤلاء الآشوريين الذين رجعوا إلى سوريا بعد أحداث سميل 1933. حيثُ أفتتح المخيم بتاريخ 21/أب/1933 (د.ك.و. بلاط الملكي،1187/311، 1934، 22).

[2]حكمت سليمان:- ولد حكمت ابن سليمان فائق بك في عام 1889، درس الحقوق في اسطنبول، عمل ضابطاً في الجيش العثماني، عاد إلى بغداد عام 1920، تسلم لحقائب الوزارية الكثيرة منها (المعارف، العدالة، الداخلية) في العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين، اصبح رئيساً للمجلس النواب لمدة خمس اشهر في عام 1926، من مؤسسي حزب الأخاء الوطني عام 1930، وتوفي في بغداد بتاريخ 6 حزيران 1964(بصري، ج1، 2005، 221-223).

[3]احداث سميل:- تلك الأحداث التي وقعت بين الجيش العراقي والآشوريين العائدين من السوريا في آب 1933، وراحت ضحية هذه الأحداث مئات من الآشوريين(نساء ورجال واطفال)، وعلى أثر هذه الأحداث نهبت ودمرت 60 قرية آشورية في سيميل وضواحيها(ستافورد، 2015، 213-237).

[4]ايشاي مار شمعون: ولد إيشاي أبن داود من عائلة المارشمعونية في عام 26 شباط 1908 في قرية قوجانس بهكاري، كان عمره 12 سنة أصبح بطريركاً لكنيسة المشرق عام 1920 بعد وفاة عمه بولص مار شمعون، ذهب في عام 1924 إلى لندن بغية الدراسة وتخرج من كلية القديس اوغسطين في كانتربري سنة 1927، ونفي الى قبرص 1933، منها إلى بريطانيا ثم استقر في الولايات المتحدة الامريكية مع عائلته، اغتيل في 7 تشرين الثاني 1975 على يد داود أبن مالك اسماعيل التياري العليا (يعقوب، 2013، 338-345).

[5]ملك خوشابا: ولد ملك خوشابا عام 1877 في قرية ليزان تابعة لقبيلة تياري السفلي في جبال هكاري، ويعد احد ابرز القادة الآشوريين في الحرب العالمية الأولى وبعدها، برز دوره في معاركه ضد الكرد والعثمانيين اثناء وبعد الحرب العالمية الأولى، كان مخالف لعائلة المارشمعون، من مؤيدي الحكومة العراقية ومحاولاتها لتوطين الآشوريين، توفي في عام 1953(صفوه، 1983، 67).

[6]يوسف مالك:- ولد في عام 1899 في بلدة التلكيف، ودرس في الكلية اللاتينية في بغداد وثم اكمل دراسته الكلية الأمريكية في البصرة، عمل مترجماً حربياً بعد احتلال الأنكليز لبصرة. عمل سكرتير للمفتش الاداري في لواء الموصل، غادر العراق في عام 1931 واصبح هناك حتى فترة احداث آب 1933، التقي بايشاي مارشمعون في القبرص، وذهبوا معاً الى مقر عصبة الأمم في جنيف، اصدر صحيفة اترا في لبنان(Donabed, 2015, 34-35)

[7]ولاية بارانا البرازيلية وعاصمتها مدينة قرطبة وتقع جنوب البلد، وتبعد 1000 ميل من مدينة ساو باولو البرازيلية، يحدها من الشرق محيط الأطلسي ومن الغرب دولة باراغواي(Kircher, 1923, 1-17).

[8]كلبرت براون:-ولد جون كيلبرت بروان في 26 تموز 1876 ودرس في جامعة اكسفورد، شغل مناصب عسكرية في كل من نيجيريا والهند وفرنسا وجاليبولي وفلسطين وتم تكريمه ست مرات، التحق بالقوات الملكية البريطانية في العراق 1922، تقاعد براون برتبه العميد في عام 1933 وعمل مع عصبة الأمم لمحاولة توطين الآشوريين، حيثُ زار كل من البرازيل وغيانا البريطانيا لتفتيش مناطق إسكان الآشوريين، اهتم بالقضية الآشورية لحين وفاته في 12 شباط 1968(Solomon, Vol 23, No 3,2000, 8).

[9]قوات الليفي:- قوة اسسها البريطانيون في العراق، وبدأت فكرة تأسيس الليفي في عام 1915 عندما اسس الجنرال ايدي قوة من (40) شخصاً في لواء المتنفك، في البداية انضم الى الليفي كل من العرب والكرد والتركمانيين، وفي نهاية وخصوصاً بعد عام 1921 حصر هذه القوة للآشوريين، في العشرينات من القرن العشرين سيطرت عائلة المارشمعون على الليفي، في عام 1932 انسحب جماعة المارشمعون من الليفي، وعام 1936 نقل مقر الليفي الى معسكر الحبانية، واستمرت هذه الوحدات الى عام 1955(براون، 2006، 43 وما بعدها).

[10]جيتوليو دورنيلليس فاركاس: من مواليد مدينة ساو بورجا في اقليم ريو جراندي دو سول في البرازيل 19 نيسان 1882، درس القانون في بورتو اليكري، يعد من احد السياسيين والرئيس الأكثر شعبية لدى البرازيل في القرن العشرين، لقب بـ(ابو الفقراء)، تولي الرئاسة البرازيلية اربع مرات متتالية بين سنوات (1930-1951)، اغتيل في عام 1954(D’Araujo, 2017, 13-35).

[11]الجمعية الوطنية لأصدقاء البرتو كارلوس:- هي جمعية برازيلية أسست في البرازيل، من نخبة من المثقفين والدبلوماسيين والسياسيين والوزراء والبرلمانيين والقانونيين، بغية الوقوف ضد تسفير الآشوريين إلى البرازيل (Lesser, 1994, 28).

[12]غيانا البريطانية:- احدى المستعمرات البريطانية التي تقع في الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية، وشمالها يقع المحيط الأطلسي، وجنوبها البرازيل تقع بين 50 خطوط العرض في الشمال و590 خطوط الطول في الشرق (League of Nations, 1934, 4-5).

قائمة المصادر والمراجع:

أولاً-الوثائق البريطانية غير المنشورة:

1.   CO884/17,1934.

2.   IOR/L/PS/12/2874, 1934.  

ثانياً-الوثائق الأمريكية  غير المنشورة

1.   Assyrians and Racial Disturbances in Iraq 1933-1938 Records of the U.S. Embassy in Baghdad.

2.   Office of Strategic Services Research and Analysis Branch, the Transfer of the Assyrians of Iraq, October 1944.

ثالثاً-الوثائق العراقية غير المنشورة

1.    د.ك.و، البلاط الملكي ،1185/311، 1934.

2.    د.ك.و. البلاط الملكي، 1186/311، 1934.

3.    د.ك.و. البلاط الملكي، 1187/311، 1934.

4.    د.ك.و، البلاط الملكي، 1188/311، 1934.

رابعاً-تقارير عصبة الأمم غير المنشورة

1.   League of Nations, Settlement of Assyrians of Iraq, Geneva 1934.

2.   League of Nations, Settlement of Assyrians of Iraq, Geneva 1935.

3.   League of Nations Questions the Settlement of the Assyrians a Work of Humanity and Appeasement, Geneva, 1935.

خامساً-الكتب الانكليزية والبرازيلية

1.   Asia, Isaac E. (2009) British Policy in Assyrian Settlement, n,p.

2.   Da Costa, Claudia Fereira. (2003) Eugenia E Identidade a Campanha Contra a Imigracao Assiria Para o Norte Do Parana, Em 1934, Curitiba.

3.   D’Araujo, Maria Celina. (2017) Getulio Vargas, Brasilia.

4.   Donabed, Sargon George. (2015) Reforging a Forgotten History Iraq and the Assyrians in the Twentieth Century, Edinburgh, Edinburgh university Press.

5.   Kircher, Joseph Casimir. (1923) Parana Pine Lumber Industry of Brazil, Washington, Government Printing Office.

 

سادساً-رسائل الدكتوراه:

المحمدي، عماد خميس حمزة منسي. (2017) سياسة بريطانيا تجاه الآثوريين في العراق 1918-1941، اطروحة الدكتوراة مقدمة الى كلية الآداب جامعة الانبار.

سابعاً-الكتب العربية

1.    الحيدري، رياض رشيد ناجي.(1977) الآثوريون في العراق 1918-1936، القاهرة، مطبعة الجبلاوي.

2.    بصري، مير. (2005) اعلام السياسية في العراق الحديث، ج1، لندن، دار الحكمة.

3.    براون، جي. كيلبرت. (2006) قوات الليفي العراقية 1915-1932، ت: مؤيد ابراهيم الونداوي، مراجعة وتقديم: رفيق صالح، السليمانية، بنگەی ژین.

4.    ستافورد، رونالد سيمبل. (2015) مأساة الآثوريين من جبال هكاري إلى معسكر اللاجئين في بعقوبة خلال أحداث الحرب العالمية الأولى وما بعدها، ترجمة:حسن كريم الجاف، بيروت،دار العربية للموسوعات.

5.    يعقوب، كلير ويبل. (2011) سورما خانم(1883-1975) السيدة الكلدو-آشورية في قلب الإعصار المدمر الذي اجتاح بلاد مابين النهرين، ترجمة: نافع توسا، مراجعة وتحقيق وتقديم: يوسف توما مرقس، بغداد، شركة الاطلس للطباعة المحدودة.

6.    صفوة، نجده فتحي. (1983) العراق في الوثائق البريطانية سنة 1936، البصرة، مركز دراسات الخليج العربي.

ثامناً-الصحافة

1.    فتى العراق ،العدد60 ،26/أيلول/1934

2.    البلاد، العدد537، 2/أيار/1935

تاسعاً-المقالات والبحوث باللغة الإنكليزية

1.   Stafford, R.S. (April 1934) Iraq and the problem of the Assyrians, International Affairs (Royal Institute of International Affairs 1931-1939), Vol.13, No.2.

2.   Browne, J.G. (January 1937) the Assyrians, Journal of the Royal Society of Arts Vol.85, No.4389.

3.   Lesser, Jeffrey. (winter 1994) Immigration and Shifting Concepts of National Identity in Brazil During the Vargas Era, Luso-Brazilian Review Vol.31, No.2.

4.   Solomon, s. Solomon. (2000) Brigadier-General John Gilbert Browne of the Levies, Nineveh, Vol.23, No.3.

5.   Geraldo, Endrica. (2009) A Lei Cotas de 1934 Controle be Estrangeiros no Brasil, AEI, Vol.15, No.27.

 

Proposals for Settlement Assyrians in Brazilian Paraná and British Guiana

1933-1935

Historical study

Abstract:

The case of the settlement pf the Assyrians of Hakkari has preoccupied political public opinion in Iraq, Britain, and the League of Nations, which was after the events of Semele in 1933, where Britain understood in particular that it was very difficult for these Assyrians to integrate with the inhabitants of the Julamerg Valley "Hakkari", who fled from their areas of residence in 1915 for fear of oppression of the Ottoman army who attacked their areas. after the Assyrians contacted the Russians at the beginning of World War I. The significance of this study goes back to tracking those international proposals in the process of finding a home for the Assyrians, after Britain was unable to fulfill its pledges to the Assyrians, either by returning them to their areas of residence in Hakkari or establishing a nation-state for them in Kurdistan. Therefore, this study attempts to answer a number of questions, including: What is the Assyrian problem? How did this problem arise and develop? Why did Britain not fulfill its political promises to the Assyrians? Was there a promise for them to establish a nation-state like the rest of nationalities? What are the events of Semel? What is the proposal to house the Assyrians in Brazil and British Guiana? Did these proposals succeed or not? What are the obstacles to these settlement projects? This study attempts to provide answers to many other questions based on the original historical resources.

Keyword: Iraq, Britain, League of Nation, Parana Brazil, British Guiana.

 

 

 

پشنیازێن نیشتەجێکرنا ئاشووریان ل بەرانا بەرازیلی وغیانا بریتانی

 ١٩٣٣-١٩٣٥

 خواندنەکا میژووی

پوخته:

     پرسا نیشتەجیکرنا ئاشووریێن هەکارێ، رایا گشتى یا سیاسی یا عیراقى وبریتانی وکومەلا گەلان بخوڤە مژویلکر، نەخاسمه پشتى رویدانێن دەڤەرا سێمێلێ ل سالا ١٩٣٣، بریتانیا وەسا دیت کو یا ب زحمەتە ئاشووریێن ئاکنجیێن دولا جولەمێرگێ هەکارى دگەل عیراقێ خۆ بگونجینن، ئەوین ل سالا ١٩١٥ ژبەر مەترسیێن لەشکەرێ عوسمانی ژ دەڤەرێن خۆ رەڤین، کو لەشکەرێ ناڤبرى هێرش کرینه سەر دەڤەرێن وان، تایبەت پشتى دەستپێکا جەنگێ جیهانییێ ئێکێ ئاشوورییان پەیوەندیێن بهێزێن دگەل روسیا گرێداین.

     گرنگیا ئەڤێ خواندنێ پشتى چەند پێشنیازێن نێڤ دەولەتى دهێت، ژبۆ پروسێسا ڤەدیتنا وەلاتەکێ بۆ ئاشووریان، ئەوژى پشتى بریتانیا نەشیای سۆزا خۆ جێ بەجێ بکەت، ئەڤجا ڤەگەراندنا ئاشووریان بۆ دەڤەرێن وانا بیت ل هەکارێ یان ژی دامەزراندنا دەولەتەکا نەتەوەیی بیت ل ناڤا کوردستانێ. ژبەر ڤێ چەندێ ئەڤ ڤەکۆلینە بەرسڤا چەند پرسیاران ددەت ژوانا: پرسا ئاشوورى چیە؟ چاوا ئەڤ پرسه سەرهلدا وپێشڤەچوو؟ بوچى بریتانیا سۆزێن خو یێن سیاسى هەمبەر ئاشووریان جێ بە جێ نەکر؟ دیسان، ئایا بریتانیا سۆزەک دابوو ئاشووریان ژ بۆ دامەزراندنا دەولەتەکێ وەک نەتەوەیێن دیتر؟ رویدانێن سێمێلێ چ بوون؟ ئەو پێشنیازین نیشتەجێکرنا ئاشووریان ل هەر ئێک ژ بەرازیل وغیانا بریتانى چ بوون؟ ئایا ئەڤ پێشنیازه هاتنه جێ بە جێ کرن یان نه؟ ئەو ئاستەنگێن کەڤتینە هەمبەر پروسێسا ئاکنجی کرنێ چ بوون؟ و بەرسڤ ل سەر چەندین پرسیارێن دیتر ل دۆر ئەڤێ خواندنێ ب پێشبەستنا ژێدەرین دیرۆکى یێن رەسەن دهینه دان.

پەیڤێن سەرەکى: عیراق، بريتانيا، کومەلا گەلان، پارانا بەرازیل، غیانا بریتانی.